قضية فلسطين.. تتهاوى نحو الفناء

تابعنا على:   09:18 2017-03-14

عبد الوهاب أبو هاشم

بدأ مسلسل الأفول بُعيد اتفاقية كامب ديفيد عندما خرج علينا السادات بشعار (حرب أكتوبر آخر الحروب) فصار منهجا مصريا تابعه من خلَفَه، بل صار نبوءة عربية أقوى سندا من المسيخ الدجال!!.. " المقصود الحروب العربية الإسرائيلية.. أما الحروب الأخرى ضد حركات التحرر فهذه خارج الشعار تمليها قناعات والتزامات عربية ثابتة !!..

على الفور أسرع حسين الأردن بعمل اتفاقية وادي عربة واعتبرها منجزا تاريخيا أراحه من عبء القضية الخشن وبقي التعاطي معها دبلوماسيا ناعما!!..

انتفض حافظ الأسد وصاح بشعار: مستمرون حتى دحر العدوان.. شكل مع الرفاق جبهة الصمود والتصدي وطردوا مصر من الجامعة العربية.. فصار يتلقى الصفعات والركلات من إسرائيل صامتا والرفاق صامتون!! .. وعندما نفد ماء وجهه خرج بشعار مكرر (نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين!!) إلى أن أراحه الموت من أعباء تكراره!...

صدام العراق كان مختلفا.. رأى أن تحرير فلسطين يجب أن يبدأ بالقضاء على المد الشيعي وإجهاض الثورة الإيرانية فنال منها ونالت منه في حرب طالت سنوات قبل أن يستبدل بها الكويت التي آمنت بالقضاء (اللهم لا اعتراض).. لكن أمريكا اعترضت، فجندت العرب لطرد وغزو العراق.. ثم استكملت المهمة وحدها من بعد فذهب صدام وذهب العراق!!..

..ورث المسكين بشار شعار أبيه فاحمرت قفاه من وقع الصفحات واستطالت أكثر وهو يصيح: ( نحن فقط نحدد زمكان المعركة!).. جاء الزمان إبان الربيع العربي.. وتحدد المكان داخل سوريا نفسها فاستعان الرجل بالشرق والغرب.. بالصديق والعدو وأجاد فقتل وسجن وطرد ملايين السوريين ليسترجع فلسطين!!..

بعد أن خرجت مصر من معادلة الصراع وتمزقت العراق وتعلمت سوريا الأدب.. خرج حزب الله اللبناني بنصر يتيم مفاجئ على الصهاينة استعادت به لبنان جنوبها إلا قليلا.. وكان لا بد من تأديب حزب الله بموافقة لبنانية عربية غير معلنة.. طوال عملية الأفول هذه كانت دول الخليج والمغرب تغازل الصهاينة خلسة من وراء ستار.. وصار عليهم أن يعودوا بمصر إلى الجامعة بعدما أصبحوا في الانبطاح شرقُ!!..

ثار الحاكم القطري على الانبطاح المستور وتفشخر به مجاهرا بوقاحة يحسد عليها قبل أن ينتقل ليجاهد في ميدان الرشاوي وشراء الذمم فكسب مونديال 2022 وولاء حماس!!..

.. تقزّمت القضية الفلسطينية في نظر العرب إلى همّ توفير الرواتب والكهرباء والإعمار.. ثم فترت همتهم وركنوا للكسل مع مضاعفة المنّ والأذى.

تمزقت الفصائل الفلسطينية بين الممولين والسماسرة.. لكنها استفادت ماديا من صراعاتهم وهم يتبادلون قميصها فظلت متماسكة وأجرت انتخابات نزيهة من سوء الحظ وكرمى للتغيير فازت حماس ولم تتعاون فتح كما يجب فخلق ما يعرف بالانقلاب الحسمي أو الحسم الانقلابي.. على أثره انتصرت حماس على العدو مرات ثلاث مكنتها من أن تظل قابعة على أنفاس من بقي من الأحياء وسط ما بقي من بيوت لم تهدم في غزة!!.. وصار الحصار سيدا..

انخفض سقف تطلعات المفاوض الفلسطيني بحدة، لكنه لم يلامس الأرض بعد..

............

الآن.. أشم رائحة طبخة دسمة للغاية تعد في كواليس عاصمة عربية وأخريات أجنبية بقيادة صهيونية لحل القضية برمتها حلا يرضي جميع الأطراف عدا طرف صغير مش مهم يمكن إهماله !!....................

الطبخة على النار استنوا شوية متسربعبن على إيش؟!!.. ما سمعتوش عن حاجة حلوة مصرية اسمها سد الحنك؟!!.. هذه أسخم شوية!!..

ملحوظة/ أتمنى على الله أن يعمي عيني واحد صاحبي عن هذه الرسالة فلا يراها، كي لا يسمعني موشحا طويلا عن تضحيات مصر من أجل فلسطين وعن عقوقي كابن رضع من ماءها ما يروي 500 فدان رز أو يزيد!!!!..

اخر الأخبار