صفعة ريما خلف لـ"النذالة"..وسام شرف على جبين أمة!

تابعنا على:   09:39 2017-03-18

كتب حسن عصفور/ فجأة وخلال أقل من اسبوعين، ظهر اسم د.ريما خلف الأردنية الجنسية، العاشقة لقضية وطنها فلسطين، ليصبح "الشغل الشاغل" لمن له صلة بالصراع الفلسطيني العربي مع دولة لكيان، بعد أن أعلنت تقرير "الإسكوا" حول ممارسات دولة الكيان اىسرائيلي جرائما سياسية ونظام فصل عنصري، يمكن وصفه بأنه التقرير الأهم لتلخيص نظام الجريمة الاحتلالي منذ العام 1948، صدر عن مؤسسة دولية، فما بالك بمنظمة الأمم المتحدة..

تقرير "الإسكوا"، والذي أشرفت عليه د.خلف بصفتها الأمين العام للمنظمة كاتبة التقرير، يمثل نقطة فصل سياسي في معركة الشعب الفلسطيني ضد ما تعرض له منذ "النكبة الكبرى"، مرورا بما تلاها من "نكبات بلا اسماء او صفات"، ويستحق أن يكون حقا تقرير الحاضر العربي..

د.ريما خلف، وهي الشخصية السياسية والمهنية في آن، وجدت ذاتها امام واحدة من "اشرس" حروب تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة الكيان وصلت لأن تصبح أموال الدعم لموازنة المنظمة الدولية في كفة، وتقرير "الإسكوا" في كفة أخرى، وسريعا، يخضع الأمين العام البرتغالي الجنسية غوتيريس للأمر، رضخ كما لا يليق بمنصه السامي..طلب من د.ريما خلف أن تسحب التقرير فكانت صفعتها التي سيجعل منها تاريخ المنطقة "علامة مسجلة لصفع النذالة السياسية الدولية"..

قررت ريما خلف، ان تمضي فيما اختارت انحيازا لإمتها، قضايا وهموم، على أن تنهي حياتها السياسية والمهنية كموظفة يشوبها "هوان وضعف" لا يليق بمن آمنت من طفولتها وشبابها أن فلسطين تستحق أن ندافع عنها بكرامة تليق بقدسية قضيتها..

كان لها أن تحني رأسها، وتطأطأ قليلا، كما كثيرون من اسماء "بالقاب"، وتحيل مسؤولية سحب التقرير الى الأمين العام، وأنها كموظفة لا تملك سوى الرضوخ، كان لها أن تصمت ولا تشعل نيرانا في جسد "الخانعين" من بني جلدتها دولا وحكاما ومسميات رئاسية، وتبقى صامتة وكأنها غير ذي صلة..

كان لها أن تنأى بذاتها عن واحدة من حرب تكسير الكرامة الانسانية، التي فتحتها الإدارات الأمريكية ضد كل بيان أو قرار يكشف عار دولة الكيان، لأنه يكشف عارها..ولو فعلت ذلك لما انتبه العالم لها كمسؤولة تنفيذية، وستصبح "الملامة" لو حدثت من قبل بعض "المجعجعين" على الأمين العام ذاته، بصفته "الخانع العام"..

ريما خلف، لم تذهب الى ذلك السبيل " بأن تحنى الرأس لتمر العاصفة الأمريكية الصهيونية"، فقررت أن تقف بشموخ وترفع "كوفية الوطن" راية وقلما، ونطقت حقا لن يمحى من سطور لغة العرب يوما..وسيقال يوم أن داست ريما خلف بحذائها عالم السفالة السياسي ..استقالة ستحفظ بأحرف من نور خاص، وربما ستتحول الى "قصيدة تقرأ في مدارس الأمة"، وتدرس كأبلغ نصوص اللغة السياسية حفاظا للحق العام..

ما قالته د.ريما في نص صفعتها التاريخية يضيف لها "مجدا" تستحق أن تكرم به وعليه، كضيفة شرف للقمة العربية القادمة ولتقرأ "نص الكرامة" على مسمع العالم من حدود تطل على مكان الجريمة المستهدفة..

.." لا بصفتي موظفةً دوليةً، بل بصفتي إنساناً سوياً فحسب، أؤمن - شأني في ذلك شأنك- بالقيم والمبادئ الإنسانية السامية التي طالما شكلت قوى الخير في التاريخ، والتي أُسست عليها منظمتنا هذه، الأمم المتحدة. وأؤمن مثلك أيضاً بأن التمييز ضد أي إنسان على أساس الدين أو لون البشرة أو الجنس أو العرق أمر غير مقبول، ولا يمكن أن يصبح مقبولاً بفعل الحسابات السياسية أو سلطان القوة. وأؤمن أن قول كلمة الحق في وجه جائر متسلط، ليس حقاً للناس فحسب، بل هو واجب عليهم".

نص مما قالته د.خلف، كل الأمنية السياسية ان يكون جزءا من "بيان العرب" القادم، دون أن نسأل لها تكريما أو منحها أوسمة أو القابا، فما سيمنح لها لن يجاري ما نالته حبا وفخرا من شعوب أمتها، وهو قمة الأوسمة التي لا تزول بزوال مانحها..

د.ريما خلف كم يفخر الانسان أنك في بلادنا..ومن وسط الركام السياسي كانت صرختك علها تصبح نورا في ظلام مستمر منذ زمن..الفخر بك يليق يا "نشمية الأمة" و"عنفوان قضية فلسطين"..

وللتذكير، خلال فترة اقل من شهرين مارست أمريكا والكيان العنصري ذات الضغط لسحب ترشيح فلسطيني لمنصب دولي اسمه سلام فياض..ومر بهدوء تحت سمع وبصر من لا يجب أن يصمت، فالجبن لا يليق ولن ينتج "بطلا" مهما بلغ حجم الادعاء!

ملاحظة: أن تصمت الرئاسة الفلسطينية وكل مؤسساتها الرسمية، التي تدعي أنها ممثل شرعي ووحيد لشعب، على ما حدث للدكتورة ريما خلف ليس سوى وصمة عار..ولكن من أحرق تقرير غولدستون لطلب امريكي اسرائيلي لن يجرؤ على الكلام..التاريخ يحفظ كل سلوك النذالة..

تنويه خاص: بيان مركزية فتح تجاهل كليا الاشارة الى قرار حماس بتشكيل "لجنة لإدارة غزة"..بالتأكيد لم يكن ذلك سهوا، ربما من باب "الرشوة"  لتمرير زيارة الدوحة العباسية..الصفقة شو يا ترى..لنا وقفة تفصيلا أمامها لو كتب لنا عمرا مضافا.

اخر الأخبار