فقط لأُمي (نجاة نصر فواز)

تابعنا على:   17:56 2017-03-21

عجنتني أُمي من تراب

الام لا تعجن أولادها من تراب

قالت لي قبل أن تقبلني عند الفجر

وتصير صلاتي بهذا الكون

أُمي قطعة من فرح ورشة من نكد

هي إمرأة عادية

لكنها أُمي وبعينيّ هي الكون

مرات أنظر إليها طويلا

فأضحك

هذه السيدة ورطتني بالكون

وبقلبها علقتني نجمة

قلبها سقف هذا العالم

كفها إبتسامة الله بقلبي

وكلامها فرح وبعضاً من الصراخ

والكثير الكثير من الخوف

"لا تخافي يا إمرأة تحتلني لانها أُمي

أنا صرتُ صبية": أُقول

تضحك هي، وتمسح على شعري

هذا الشعر يفهم على أُمي

أكثر مني

يعرف سر تعلقها بيّ

وهو يتعلق بها مثلي

يصير بيدها جديلة

وأصير أنا طفلة شقية

أُمي حكاية

تنام عند حافة النهر

ولما تصحو تصير حقولا من الحنطة

أُمي قصيدة

طرز الله كلامه بأناملها

وبحضورها عطر الحياة

وقال": أكرمها"

فصارت قديسةً

وصارت ناراً تبعث فيّ الدفء

وصارت نوراً يليق بالقمر

أن يضيء ليله بوجنتيها

أُمي طفلتي التي ولدت قبلي

فقط لتنجبني حتى لا أتألم

أُمي التي جاءت لتتوجع عنا

وتفرح لنا، تكبر بِنَا

وتصغر لتُبهج صغارنا.

هي أُمي وأنا أُمها

اخر الأخبار