إنتصار جديد للمرأة الفلسطينية

تابعنا على:   14:42 2017-03-26

يوسف عودة

إنتصار آخر تحققه المرأة الفلسطينية داخل أروقة المحفل الدولي، لتؤكد من خلال هذا الانتصار على صمودها في وجه المُحتل، وأنها باقية حتى تحقيق الحلم الفلسطيني بتحرير الأرض والمقدسات وتحقيق السيادة الفلسطينية، وبهذا الصمود تبرهن المرأة الفلسطينية مرة بعد مرة على أنها المرأة الصابرة الصامدة في وجه السياسات العنصرية التي طالت البشر والحجر، فعلى الرغم من كل العراقيل والمعوقات التي يضعها الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين، والتي تحول دون حصولهم على حقهم في الحياة، والتمتع بسبل العيش الكريم والتنعم في ظل الأمن والأمان، ها هي المرأة الفلسطينية تطل علينا بإنتصار جديد أحرزته على مستوى العالم، معلنةً بأن إسرائيل وإحتلالها للأراضي الفلسطينية يُمثل العقبة الأساسية أمام تقدمها وتمكينها من الحياة العامة.

ولقد جاء هذا الانتصار على أثر الدورة الواحدة والستون التي تُنظمها لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في شهر آذار من كل عام، ويشارك فيها ممثلوا دول العالم عن المرأة للحديث ومناقشة قضاياها، ولقد جاءت هذا العام تحت مظلة المشاركة الاقتصادية لبحث آليات التمكين الاقتصادي للنساء في ظل عالم متغير، وقد كان للوفد الفلسطيني المشارك الأثر الكبير في إحراز هذا التقدم على المستوى العالمي، حيث في نهاية المؤتمر والذي أستمر لأكثر من أثني عشر يوماً أعتمدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة قراراً يجسد الدعم الدولي للمرأة الفلسطينية، ويرفض بالوقت ذاته وينبذ الإجراءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني برمته، حيث إعتمدت قراراً بـــــــــــ "حالة المرأة الفلسطينية وتقديم المساعدة لها"، أي بمعنى الإعتناء بوضع المرأة الفلسطينية التي ما زالت ترزح تحت الإحتلال.

وهذا القرار والذي صوتت لصالحه ثلاثون دولة من الدول المشاركة، في حين إمتنعت عن التصويت إثنتي عشر دولة وعارضته إسرائيل فقط، يؤكد وبشكلٍ لا لبس فيه، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال العقبة الرئيسية أمام تقدم وتطور هذا الشعب، والذي يعيق أيضا من تمكين المرأة الفلسطينية وتقدمها في كافة المجالات، وهذا ما نجحت المرأة الفلسطينية بإيصاله للعالم أجمع، والذي على أثره إستطاعت إنتزاع قراراً جديداً يُمثل الرغبة الفلسطينية في إدارة المعركة دبلوماسياً على مستوى المحافل الدولية، وهذا بحد ذاته تطور في آليات المواجهة مع المُحتل والذي بدأ في الآونة الأخيرة بفقد كل وسائل القوة التي كان يتسلح بها، إعترافاً من العالم أجمع بضرورة لجمه وإنهاء إحتلاله للأراضي الفلسطينية، فقرار المرأة الفلسطينية وتقديم المساعدة لها، هذا ومن قبله قرار إدانة الاستيطان وغيرها من القرارات الأممية التي صدرت مؤخراً، والتي تصب كلها في صالح القضية الفلسطينية لمؤشر حقيقي على تغيير النهج العالمي في التعامل مع القضية الفلسطينية، وبإن دول العالم قد سئمت من إسرائيل ومن بُكائها المزيف وأنها هي الدولة المُضطهدة والضحية لا الجاني.

نعم هي المرأة الفلسطينية التي عرفناها في كل ميادين وساحات النضال، على كافة مراحل هذا الشعب صامدة صابرة مناضلة، وها هي اليوم تغزو العالم دبلوماسياً لتعبر عن إرادة شعبٍ أنهكه الاحتلال ومع هذا ما زال شامخاً كشموخ الجبال، يتطلع نحو التحرير والاستقلال.

اخر الأخبار