التقرير اليومي حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال..الأحد(26/03/2017)

تابعنا على:   20:56 2017-03-26

لا تأتمن الموت على طلقة مكتومة ، لأن للشهيد بعد كل موت قيامة ، مادام يرتدي لوحة الشاهد كسترة واقية من الرصاص   .

لا موت يكفي ليموت الشهيد ، ولا وجه يكفي لتسقط الأقنعة ،  مادام  حنظلة لم يزل محتفظا بالتفاتة مؤجلة ، لم تحن بعد ، وعلى اللحظة المجهولة حسب توقيت حنظلة ، ألا تحين مادام الأمام هو وجه الوجه  .

الشهيد يقين الحقيقة المطلقة : اللوحة  .... والمرئي في الرسم هو تحديدا ما لاتقع عليه عين الرائي ، إلا إن كان شاهدا على اليقين . و بين الشاهد والشهيد ، بصمة مضمرة ، هي الخلاص ، والخلاص هو اللون السري  في اللوحة المرسومة على مقبرة بلا جثة .

 بقيادة الاسير القائد مروان البرغوثي ..

أسرى فتح يقررون خوض معركة الحرية والكرامة تزامناً مع يوم الأسير الفلسطيني

أعلن عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين وقدورة فارس رئيس نادي الأسير، يوم السبت الموافق 25/03/2017 ، أن معركة الحرية والكرامة التي سيقودها مروان البرغوثي وسائر أسرى حركة فتح في السجون يوم 17/4/2017، هدفها تعزيز العمل الجماعي والوحدة الوطنية داخل وخارج السجون وإعادة هيبة الأسرى والحالة النضالية الكفاحية.

وأوضح قراقع وقدورة في بيان لهما، أن هذا الإضراب جاء على ضوء استمرار حكومة الاحتلال بانتهاك حقوق الأسرى الأساسية وتجريدهم من صفتهم كأسرى حرية والتعامل معهم كمجرمين وإرهابيين، كما صرح بذلك وزير الجيش الاسرائيلي ليبرمان الذي يعتبر الأسرى ارهابيين، ويجب اعدامهم، وبعد أن قام باعتبار الصندوق القومي الداعم للأسرى منظمة ارهابية.

وأوضحا أن هذه الخطوة المقبلة ستشكل نقلة نوعية ذات طابع استراتيجي في حياة وتاريخ الحركة الأسيرة، وتعيد الاعتبار لدورهم الوطني ولمكانتهم القانونية والشرعية في ظل الهجوم الرسمي الإسرائيلي على حقوق الأسرى وشرعية نضالهم والذي دأبت حكومة الاحتلال القيام به سواء على مستوى التعامل مع الأسرى أو على مستوى التشريعات والقوانين التعسفية بحقهم:

أقوال قراقع وفارس جاءت خلال زيارة الأسير القاصر جهاد حماد من سلواد الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال إلى المستشفى الاستشاري في رام الله وهو مصاب اصابات بالغة في الرأس على يد جنود الاحتلال عند اعتقاله، وزيارة الأسير محمد الريماوي سكان بيت ريما الذي قضى 5 سنوات في سجون الاحتلال.

وقال عيسى قراقع في بيان له، أن الأسير القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سيقود معركة الحرية والكرامة في سجون الاحتلال يوم 17/4/2017 متزامناً مع انطلاق فعاليات يوم الأسير وذلك بإضراب مفتوح عن الطعام لكافة أسرى حركة فتح في السجون والذين يشكلون ما نسبته 65% من مجموع الأسرى البالغ عددهم 7000 أسير فلسطيني.

وقال قراقع أن الاضراب يتعلق بتحسين شروط الحياة الانسانية والمعيشية في السجون، بعد أن وصل الحوار والمفاوضات مع إدارة السجون إلى طريق مسدود من أجل وقف الهجمة المستمرة على حقوق الأسرى وكرامتهم وبعد أن وصل الوضع إلى حالة لا تطاق.

وأشار إلى أن مطالب الأسرى التي أعلن عنها في بيان صادر عن الأسير مروان البرغوثي هي مطالب انسانية عادلة تتعلق بشكل أساسي، بالمطالبة بتركيب هواتف عمومية للأسرى بالسجون للتواصل الاجتماعي والانساني مع عائلاتهم وإعادة الزيارة الثانية شهرياً للأسرى والتي تم ايقافها من قبل الصليب الأحمر منذ أكثر من عام، إضافة إلى وقف سياسة المنع الأمني للمئات من عائلات الأسرى من زيارة أبنائهم وزيادة مدة الزيارة وإدخال الأطفال القاصرين للزيارة وبدون حواجز وكذلك تعلقت المطالب بإنهاء ملف الأسرى المرضى بتقديم العلاج والفحوصات الطبية الدورية والافراج عن الحالات الصعبة ووقف نقل المرضى في سيارة البوسطة، إضافة إلى مطالب تتعلق بوقف العزل الانفرادي والاعتقال الاداري وإعادة التعليم للسجون وغيرها.

ووجه قراقع نداء إلى كافة الفصائل في سجون الاحتلال، للانضمام إلى هذه الخطوة الاستراتيجية والنوعية الهامة والتلاحم في وحدة وطنية حقيقية لمواجهة اجراءات وممارسات إدارة سجون الاحتلال وحكومة اسرائيل.

واعتبر أن هذه أول خطوة كبيرة جماعية وذات طابع استراتيجي يخوضها الأسرى منذ سنوات طويلة داخل السجون وما يميزها هو أنها بقيادة أحد رموز وقادة الشعب الفلسطيني وهو مروان البرغوثي المحكوم خمس مؤبدات و40 عاماً ومعتقل منذ 15 عاماً بالسجون.

وقال قراقع: أننا بصدد عقد اجتماعات مع كافة القوى والمؤسسات من أجل وضع برنامج شعبي وجماهيري وإعلامي لمساندة معركة الحرية والكرامة على كافة المستويات المحلية والدولية رسمياً وقانونياً وسياسياً.

وشدد على أن الإضراب يستند إلى شرعية المطالب التي يطرحها الأسرى والمتفقة مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومع حقوق الأسرى الواردة في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة ومع كافة الشرائع والمعاهدات الإنسانية المتعلقة بحقوق الأسرى.

وفيما يلي مطالب الاسرى كما اعلنها مروان البرغوثي في بيان صادر عنه:

1- تركيب تلفون عمومي للأسرى الفلسطينين في كافة السجون والاقسام بهدف التواصل إنسانياً مع ذويهم.

2- الزيارة:-

أ- إعادة الزيارة الثانية التي تم ايقافها من قبل الصليب الأحمر.

ب‌- إنتظام الزيارات كل اسبوعين وعدم تعطيلها من اية جهة.

ت‌- ان لا يمنع اي قريب من الدرجة الأولى والثانية من زيارة الاسير.

ث‌- زيادة مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف.

ج‌- السماح للأسير بالتصوير مع الأهل كل ثلاثة أشهر.

ح‌- عمل مرافق لراحة الأهل باب السجن.

خ‌- إدخال الأطفال والأحفاد تحت سن 16  مع كل زيارة.

3- الملف الطبي:-

أ‌- اغلاق ما يسمى "مستشفى سجن الرملة"  لعدم صلاحيته بتأمين العلاج اللازم.

ب‌- انهاء سياسة الإهمال الطبي.

ت‌- إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري.

ث‌- إجراء العمليات الجراحية بشكل سريع وإستثنائي.

ج‌- ادخال الإطباء ذوي الاختصاص من الخارج.

ح‌- إطلاق سراح الأسرى المرضى خاصة ذوي الإعاقات والأمراض المستعصية.

خ‌- عدم تحميل الأسير تكلفة العلاج.

4- التجاوب مع إحتياجات ومطالب الأسيرات الفلسطينيات سواء بالنقل الخاص واللقاء المباشر بدون حاجز خلال الزيارة.

5- البوسطة:

أ‌- تأمين معاملة انسانية للاسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة.

ب‌- ارجاع الاسرى الى السجون من العيادات والمحاكم وعدم ابقائهم في المعابر.

ت‌- تهيئة المعابر للإستخدام البشري، وتقديم وجبات الطعام.

6- إضافة قنوات فضائية تلائم احتياجات الاسرى.

7- تركيب تبريد في السجون وبشكل خاص في سجني مجدو وجلبوع.

8- إعادة المطابخ لكافة السجون ووضعها تحت اشراف الاسرى الفلسطينيين بشكل كامل.

9- إدخال الكتب، الصحف، الملابس والمواد الغذائية والاغراض الخاصة بالأسيرعلى الزيارات.

10- إنهاء سياسة العزل الإنفرادي.

11- إنهاء سياسة الإعتقال الإداري.

12-إعادة التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة.

13- السماح للأسرى تقديم إمتحانات التوجيهي بشكل رسمي ومتفق عليه.

 هيئة الأسرى: مواصلة الاهمال الطبي بحق الأسير المريض مسلم

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الأحد، أن الوضع الصحي للأسير سعيد ملسم 43 عاما من قلقيلية يتفاقم باستمرار، في ظل مواصلة سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقه من قبل إدارة سجن "عسقلان".

وأوضحت، أن الأسير مسلم يعاني من مشاكل بالقلب وآلام دائمة بالمعدة والصدر وأصابع يديه، بالإضافة الى آلام في المنطقة العلوية من اليدين وانتفاخ في قدمه اليمنى، كما أنه يصاب بضيق التنفس بصورة متواصلة نتيجة وخزة دائمة بالقلب.

يذكر أن الأسير محكوم بالسجن 18 عاما، أمضى منها 15 عاما.

 ومضى يوم المرأة وعيد الأم، ماذا بعد؟

كتب عبد الناصر فروانة على صفحته على "الفيسبوك":

ماذا بعد..؟

مضى "يوم المرأة" ومضى "عيد الأم"، وتحدثنا وتحدث الآخرون كثيرا عن دور المرأة الفلسطينية ومعاناة الأسيرة منها، والآن ماذا بعد..؟

والسؤال: هل هي مجرد مناسبات عابرة نحتفي بها وكفى ؟ أم هي مناسبة لننطلق منها نحو عمل جديد وفاعل من أجل انصاف المرأة والإنتصار للأسيرة الفلسطينية ؟

آمل من كافة المؤسسات المعنية بالمرأة والناشطة في مجال حقوق المرأة والمختصة بشؤون الأسرى أن توحد جهودها وتجعل من (اذار) شهرا للانطلاق نحو استراتيجية جديدة لدعم المرأة وانصافها وتسليط الضوء على معاناة الأسيرة والعمل الجاد للانتصار لها ووضع حد لاستهدافها من قبل الاحتلال واطلاق سراح العشرات من النساء والفتيات القابعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 مواصلة الاهمال الطبي بحق الأسير المريض مسلم

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، أن الوضع الصحي للأسير سعيد مسلم

 (43 عاما) من قلقيلية يتفاقم باستمرار، في ظل مواصلة سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقه من قبل إدارة سجن "عسقلان".

وأوضحت، أن الأسير مسلم يعاني من مشاكل في القلب وآلام دائمة بالمعدة والصدر وأصابع يديه، بالإضافة الى آلام في المنطقة العلوية من اليدين وانتفاخ في قدمه اليمنى، كما أنه يصاب بضيق التنفس بصورة متواصلة نتيجة وخزة دائمة بالقلب.

يذكر أن الأسير محكوم بالسجن 18 عاما، أمضى منها 15 عاما.

 المطران حنا يكرم عددا من امهات الشهداء والاسرى

كرم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، يوم السبت الموافق 25/3/2017 عددا من أمهات شهداء القدس وأسراها بمناسبة عيد الأم. وأكد المطران حنا على أهمية الوقوف الى جانب هذه الأسر والتضامن معها بشكل إنساني وفعلي.

وتحدث عن مكانة الأم في المجتمع الفلسطيني المربية والمعلمة وهي التي تخرج للمجتمع الشخصيات الوطنية المناضلة والمكافحة من أجل الحرية، وأنها هي أم الشهيد وزوجة الشهيد وأم الأسير وزوجة الأسير وتستحق كل الاحترام والتقدير على جهودها ومواقفها وحضورها ودورها الدائم في خدمة الوطن والمجتمع.

وتداول اللقاء جملة من القضايا التي تتعلق بأوضاع عائلات شهداء القدس والأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

وعبرت الأمهات عن تقديرهن للمطران على استقباله وكلماته ووقوفه الدائم الى جانبهم.

 الهيئة العليا تقر برنامج احياء يوم الاسير

اقرت الهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى والمحررين برنامج احياء يوم الاسير الفلسطيني المصادف في السابع عشر من نيسان المقبل واحياء المناسبة في ذات اليوم بمسيرات جماهيرية حاشدة بمشاركة كافة القطاعات والمؤسسات المختلفة تأكيداً على وقوف الشعب الفلسطيني مع اسيراته واسراه وستكون الفعالية برام الله عند الساعة الثانية عشرة ظهرا في ساحة ميدان الشهيد ياسر عرفات ترفع خلالها صور الاسرى واليافطات الداعية لحريتهم من سجون الاحتلال.

وحذرت الهيئة في بيان صادر عنها عقب اجتماعها برام الله ظهريوم الخميس الموافق 23/3/2017 من سياسات القمع التي تتبعها ادارات السجون بحق الاسرى من خلال الاقتحامات اليومية وحملات التنكيل التي يتعرضون لها يوميا من قبل وحدات القمع الاحتلالية وهو ما يتطلب جهدا دوليا فوريا لحماية الاسرى والضغط على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها المتواصلة بحقهم.

وحملت الهيئة ادارات السجون كامل المسؤولية عن التداعيات المترتبة على استمرار مسلسل الانتهاكات والاستهتار المتواصل وهو ما قد يقود لانفجار السجون في اية لحظة وهو ما يحتاج تدخلا فوريا لوقف الاجراءات الحاطة بالكرامة الانسانية والمخالفات الخطيرة للقوانين الدولية والزام اسرائيل كسلطة احتلال على احترام المواثيق الدولية.

ودعت الهيئة لاوسع مشاركة في الانشطة والفعاليات في كافة المحافظات والتي سيتم الاعلان عنها خلال الايام القليلة المقبلة، ويتخللها اطلاق حملات مختلفة تتعلق بالاسرى والاسيرات وتنظيم العديد من المعارض والانشطة المختلفة في اطار فعاليات احياء يوم الاسير الفلسطيني.

ووجهت الهيئة دعوتها للقمة العربية المقرر عقدها في عمان نهاية الشهر الجاري لوضع الاسرى على جدول اعمالها والدعوة كما جرت العادة في كل عام لاعتبار يوم الاسير يوم عربي تنظم فيه الانشطة والفعاليات اسنادا للاسيرات والاسرى في سجون الاحتلال والدعوة لايلاء قضية الاسرى الاهتمام التي تستحق عربيا وعالميا.

 محل الميلاد زنزانة

 المحامية بثينة دقماق لـ"لبوابة نيوز

مداهمات ليلية على الأقسام تتعرض فيها الأسيرات للإهانة والضرب حتى الحوامل.. وفصل الطفل عن أمه أصعب ما شاهدته ووثقته

اجرى اللقاء أحمد سعد

" بثينة دقماق " هي المحامية التى كرست حياتها للدفاع عن الأسرى وهي رئيسة مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان، هى من أهم شاهدى العيان الكبار على ما يحدث من تعذيب داخل السجون، كما أنها حضرت أكثر من عملية ولادة ووثقت شهادتها بالمؤسسة، التقينا بها ضمن ملفنا "محل الميلاد.. زنزانة"، والذى نتحدث فيه عن ولادة الأسيرات داخل السجون لتحدثنا أكثر عن ما رأته وعن وضع السجينات بالداخل

وإلى نص الحوار..

• كم هو العدد التقريبي للأسيرات بالداخل؟

الأسيرات فى سجون الاحتلال يشكلن 1% من مجموع الأسرى ككل، ومن بين الأسيرات توجد أسيرات مع أطفالهن، كما كانت من قبل الأسيرة فاطمة الزق وطفلها يوسف، ومن بينهن 19 أسيرة متزوجة و13 أسيرة لديهن أبناء خارج السجن ويقمن برعايتهن ومتابعتهن من خلال رسائل السجن والزيارات النادرة جدًا، وهناك أيضًا أسيرات يتواجدن في السجن مع أزواجهن، وتتواجد الأسيرات في سجني الدامون وتلموند.

• وهل هناك فرق بين التعامل مع الأسيرة والأسير؟

لا يوجد أى فرق فالأسيرات يعاملن كالرجال من الأسرى يحتجزن في منشآت اعتقالية خارج الأراضي المحتلة في خرق فاضح لاتفاقية جينف الرابعة التي تحظر نقل المعتقلين إلى خارج الأراضي المحتلة، وفيما يلي أبرز ما تعانيه الأسيرات الفلسطينيات من تعذيب وضغط نفسي وجسدي.

• وماذا عن زيارات الأطفال لأمهاتهم المعتقلات؟

إدارة السجن تسمح للأطفال ممن هم أقل من السادسة في العمر من اللقاء المباشر مع أمهاتهم دون أن يحول بينهم الزجاج، وبذلك تتمكن الأم من احتضان صغيرها ولكن لمدة لا تتجاوز العشر دقائق كل ستة أشهر مرة، أما الأطفال فوق سن السادسة فيمنع الالتقاء بهم وجهًا لوجه ويتم اللقاء عبر الهاتف من خلال الزجاج وهو ما يزيد المعاناة أكثر ونفسية الطفل تزداد سوءا.

• وماذا عن تعذيب الأسيرات؟

تتعرض الأسيرات لأشكال متنوعة من التعذيب كالشَبْح المتواصل منذ لحظة الاعتقال وأثناء التحقيق الذي يتخلله ربط الأيدي والأرجل وتعصيب العينين والحرمان من النوم، وكذلك منعها من استخدام الحمامات كنوع من التعذيب النفسي والمعنوي كون المرأة لها وضع خاص ويتم حرمانها من لقاء المحامين.

• كنتى شاهدًا على وقائع كثيرة منها ولادة الأسيرة سمر صبيح وفاطمة الزق؟ فى البداية حدثينا عن وضع الأسيرات الحوامل بالداخل؟

الوضع صعب جدًا، فالأسيرة سمر صبيح منعونى أن أحضر معها داخل غرفة العمليات ولكن استطعت أن التقى بها قبل العملية وبعدها، ووثقنا سويًا ما حدث لها، كذلك كان الوضع للأسيرة فاطمة الزق أثناء ولادتها لطفلها يوسف، فى مؤسستنا "مانديلا" نوثق العديد من تلك الشهادات كى نحفظها للتاريخ.

• حدثينا أكثر عن تلك الشهادات أو أبرزها؟

الشهادات عديدة وأبرزها كانت الأسيرة المحررة رويده فريتخ من مخيم بلاطه اعتقلت بتاريخ 8/8/2006 وكانت حامل في الشهر الأول وقيدت من يديها ورجليها، وبتاريخ 3/9/2008 حاولت السلطات الإسرائيلية أبعادها للأردن كونها لا تحمل مواطنة فلسطينية، وأثناء النقل إلى الجسر ونتاج لعدم مراعاة الجنود أنها حامل ولدى نقلها في سيارة عسكرية بشكل غير ملائم صحيًا حدث معها نزيف، وبعد إعادتها إلى سجن تلموند نقلت إلى مستشفى مئير في كفار سابا، وأجهضت هناك، وإثناء التحقيق سمعت صوت زوجها الأسير سامي عويجان يناشدها أن تهتم بصحتها كونها حاملًا مما أثر على نفسيتها ووضعها أثناء التحقيق، حيث وضعوها في زنزانة بالقرب من الزنزانة التي تواجد فيها زوجها سامر عويجان لكي يسمع صوت زوجته وهي تصرخ حيث أخبرته أنها حامل وموجودة في زنزانة رقم 9 وتواجد هو في زنزانة رقم 7.

وسمع الأسير عويجان زوجته تصرخ مرة ثانية بعد أن تهجم عليها جرذان في الزنزانة، إلا أن المحقق أخبر عويجان بأن صراخ زوجته بسبب تعرضها للضرب من قبل المحققين، ويذكر أن الأسيرة فريتخ عند اعتقالها تركت خلفها طفلها فهمي سامر عويجان البالغ من العمر خمس سنوات ونصف مع جده في نابلس، ومن الجدير بالذكر أنه تم إبعادها إلى الأردن.

وأيضًا الأسيرة المحررة خولة محمد زيتاوي من قرية جماعين قضاء نابلس اعتقلت بتاريخ 25/1/2007 بعد أن تم اعتقال زوجها الأسير جاسر أبو عمر بتاريخ 7/12/2006، حيث تم اعتقالها من منزلها وتم تفتيش المنزل تفتيشًا دقيقًا تاركة وراءها طفلتيها سلسبيل مواليد 22/9/2004 وغادة مواليد 13/7/2006، ونقلت إلى مركز تحقيق بتاح تكفا، حيث مكثت في التحقيق مدة 7 أيام خضعت خلالها لأساليب شتى من التعذيب النفسي والجسدي ووفق تصريح مشفوع بالقسم منها قالت: "تم شبحي على الكرسي وأنا مقيدة اليدين إلى الخلف لساعات طويلة، وتم عرضي على جهاز فحص الكذب عدة مرات وأثناء تواجدي في التحقيق أغمى عليّ، حيث تم نقلي إلى المستشفى وكنت مقيدة اليدين والرجلين أيضًا ومعصوبة العينين مما جعل من حالتي النفسية في انهيار مستمر، وكانوا يهددوني بأنني لن أرى بناتي قط بعد هذا اليوم إذا لم اعترف بالتهم الموجهة لي".

وبتاريخ 1/2/2007م تم نقلها إلى سجن تلموند، ثم طلبت من قاض المحكمة أن يتم إحضار ابنتها الصغرى غادة لأنه حسب القانون الإسرائيلي يسمح لها باحتضان ابنتها (للأبناء دون سن السنتين) وبعد أسبوع وصلت طفلتها غادة مع أهل الأسيرة إلى السجن، وكانت الطفلة مريضة وتتناول أدوية وتعاني من ارتفاع الحرارة على إثر ذلك تم نقل خولة وطفلتها غادة إلى مستشفى مئير كفار سابا، ومكثت للعلاج فيه لمدة أربعة أيام كانت أثناءها الأسيرة خولة مكبلة من يدها ورجلها على سرير منفصل عن سرير طفلتها وتخضع لحراسة مشددة من قبل ثلاث مجندات وجندي واحد، وكانت كلما تريد الذهاب إلى الحمام يتم تكبيلها من أرجلها ويديها.

بتاريخ 3/6/2008م استطاعت مؤسستنا "مانديلا" أن تحصل على قرار بإبقاء الطفلة غادة مع والدتها التي كان من المفترض أن تفصل عن أمها بتاريخ 13/7/2008م حتى انتهاء محكومية الأم والبالغة سنتين.

الأسيرة المحررة مدلله ندى ورقة ضغط على زوجها الأسير

الأسيرة المحررة مدلله ندى من البيرة اعتقلت بتاريخ 21/1/2003 ووفق تصريح مشفوع بالقسم لمحامي مانديلا قالت: "اعتقلت من بيتي الساعة الثانية فجرًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم تقييد يدي وتعصيب عيني ومكثت هناك مدة ربع ساعة، وتم نقلي إلى مركز بيت ايل العسكري، بعدها نقلت إلى مركز تحقيق المسكوبية بالقدس لمدة ستين يومًا، عند وصولي إلى مركز تحقيق المسكوبية تم فك قيودي وعرضت على طبيب للفحص وفتحوا لي ملفًا وأخبروني بأني في تحقيق المسكوبية، مباشرة تم نقلي إلى غرفة التحقيق حيث أجلسوني على كرسي صغير وبدأوا بسؤالي عن زوجي أين هو وكيف تتصلي به فأخبرتهم بأنني لا أعلم شيئًا فانهالوا عليّ بالشتائم البذيئة".

بعد ساعتين من التحقيق وخروج ودخول للعديد من المحققين وأنا لا أعلم شيئًا هنا جاء ضابط وأخبرني بأن هناك مفاجأة لي سألته ما هي لم يجب، ثم نقلني إلى غرفة أخرى وطلب مني النظر عبر عدسة الباب وعندها رأيت زوجي الشيخ فلاح مقيد اليدين والرجلين على كرسي صغير داخل غرفة تحقيق ويتم ضربه والصراخ عليه من قبل المحققين، عندها بدأت بالصراخ والبكاء لأنني لم أكن أعلم أين هو ثم أعادوني إلى غرفة التحقيق حيث أخبرني المحقق أنه تم اعتقال زوجي من كفر عقب وكان الجنود الإسرائيليون سيفجرون المنزل الذي كان متواجدًا فيه لولا تواجد أناس آخرين فيه بعد نصف ساعة أحضروه إلى نفس الغرفة وبدأوا بالكلام معه بحضوري، فأخبروه بأنني اعترفت عليه حيث قال لهم إن زوجتي لا تعلم شيئًا عني، فأعادوه مرة ثانية إلى التحقيق ولم أراه ثانية، استمر التحقيق معي لساعات طويلة أول أربعة أيام من الثامنة صباحًا حتى العاشرة ليلًا وأثناء النقل من وإلى الزنزانة يتم تغطية العينين بنظارة سوداء.

وتضيف: "كانت معاملتهم لي بمنتهى الوحشية فكان يتم إعطائي الأكل عبر فتحة الباب حتى أنني عندما كنت أسأل الجنود عن الساعة فلا يجيبوني كان التحقيق لا يخلو من المسبات والشتائم البذيئة، حيث أخبرني المحقق بأنهم أتوا بثلاثة عشرة محققًا من أجلي أنا وزوجي، أحد المحققين كان يدعى أبو يوسف وكنت في زنزانة ضيقة جدًا تتسع لشخص واحد وفيها حمام والجدران رمادية اللون والضوء خافت ومتعب كان يتم نقلي إلى العيادة يوميًا بسبب الأم بالكلى وجفاف عام، ونقلت إلى مستشفى هداسا مرتين حيث أعطوني أبر جلكوز وعلاج عام".

وتتابع: "أثناء النقل كنت مقيدة اليدين والرجلين، داخل المستشفى كانت تفك القيود من الرجلين وعند الدخول إلى الطبيب فقط تفك القيود من اليدين، وفي إحدى المرات سقطت على الأرض وكان الجو مثلجًا وباردًا أثناء نقلي إلى المحكمة، الأكل سيئ كمًا ونوعًا ولا يليق ببني البشر، لم يتم إدخال الملابس لي إلا بعد 35 يومًا من اعتقالي، تم الحكم على بعد 45 يومًا من الاعتقال لمدة تسعة أشهر إلا أنهم لم ينقلوني إلى سجن آخر إلا بعد أن أمضيت ستين يومًا في المسكوبية وأضربت عن الطعام ليوم واحد احتجاجًا على تواجدي في مركز التحقيق لغاية الآن حتى يتم نقلي إلى سجن آخر خاص بالنساء حيث نقلت إلى سجن الرملة".

• وهل رصدتم أى إهانات أو تجاوزات أثناء تفتيش الأسيرات؟

نعم لدينا الكثير مما رأينها وسمعناه ووثقناه فى تقاريرنا، فالأسيرات يتعرضن إلى تفتيش مذل ومهين للكرامة أثناء نقلهن من سجن إلى آخر وكذلك من محكمة لأخرى، ويحدث هذا النوع من التفتيش أثناء عملية الاعتقال وأثناء الذهاب للفحص الطبي خارج السجن مما يضطر بعض الأسيرات إلى الامتناع عن الخروج بسبب هذا الأمر، كما حصل مع الأسيرة روضة حبيب التي تم نقلها من سجن التلموند إلى مستشفى مئير كفارسابا لإجراء فحوصات طبية، حيث تم تكيبل يديها ورجليها وبينهما جنزير يصل بين هذه القيود وقد استمر هذا الوضع لمدة 4 ساعات وبعد عودتها من المستشفى وعندما حاولت النزول من سيارة السجن وقعت على الأرض بسبب قصر الجنزير، مما أدى إلى نقلها لعيادة السجن لإجراء العلاج اللازم.

كما أن هناك مداهمات تتم ليلًا على الأقسام فتتعرض الأسيرات إلى مداهمة للأقسام بحجه التفتيش المفاجئ أو الدق على الشبابيك ويقومون بتخريب داخل الغرف والعبث بمحتويات الغرف ومصادرة بعض الأعمال اليدوية للأسيرات دون أي سبب.

 

• وماذا عن جودة السجون هل تصلح لأن تمكث فيها أم حامل؟

تعيش الأسيرات في سجون ذات مبانٍ قديمة جدًا ولا تصلح للعيش الآدمي فهناك سجني الدامون والتلموند "هشارون" التي تقبع فيها النساء الأسيرات، كما أن هناك تقريرًا لنقابة المحامين الإسرائيليين نشر من قبل يتضمن وصفًا لسجن تلموند "هشارون" الذي لا يليق بالبشر، فالمبنى قديم، وجدرانه مليئة بالرطوبة العالية التي تؤثر على حياة الأسيرات وتعرضهن للإصابة بالكثير من الأمراض الصدرية وأيضًا آلام الظهر والمفاصل وغيرها من الأمراض كون الغرف لا تدخلها أشعة الشمس ورائحة المباني عفنة تمامًا بسبب المجاري القديمة، وتكثر الحشرات فيها.

في حين أن سجن الدامون يعتبر من أسوأ السجون الإسرائيلية وتعاني فيه الأسيرات من ظروف قاسية وصعبة، ويقع هذا السجن في منطقة الكرمل حيفا وأنشأ سنة 1953 وتم إغلاقه في عام 2000 لعدم صلاحية المبنى كونه يشكل خطرًا على حياة المتواجدين فيه، إلا أن إدارات السجون أعادت افتتاحه في عام 2001 بقرار من الحكومة الإسرائيلية لاحتجاز الأسرى والأسيرات الفلسطينيين وهذا السجن تم بناؤه خلال فترة الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، بحيث روعي في بنائه توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان وفي 1948 وضعت إسرائيل يدها عليه وتم تحويله إلى سجن عسكري إسرائيلي، وتعشن الأسيرات في هذا السجن في ثلاثة غرف حيث تقبع 13 أسيرة في غرفة واحدة وهذه الغرف قديمة جدًا ومليئة جدرانها بالرطوبة وغرفها بالصراصير والفئران وتعبق الأروقة والممرات بعفونة المرحاض والمجاري.

أما الحمامات فهي خارج الغرف وتبعد 15 مترًا عنها حيث تضطر الأسيرات للمشي هذه المسافة للوصول إلى الحمام مما يعرضها إلى الأمراض، حتى باب الغرفة المتواجدة فيها الأسيرات يوجد بها فتحة شبك وهذه الفتحة تطل على السجانين مما يعرض الأسيرات أن تكون تحت أعينهم طول الوقت "لا يوجد أية خصوصية لهن"، الأسرّة تتكون من طابقين والسرير حديد ولا يوجد له حافة مما يعرض الأسيرة للسقوط، والفرشة أيضًا سمكها قليل مما يسبب الأمراض للأسيرات أكثرها الديسك، حتى خزانات الملابس التي تخص الأسيرات أحضر لهن خزانات حديد لكنها لا تكفي لمقتنياتهن مما يضطرهن إلى وضع أغراضهن بأكياس تحت الأسرّة.

• وماذا أيضًا عن التأثير النفسي عند فصل الطفل عن أمه بعد عامين؟

هذا الأمر هو أصعب ما يمر على الطفل فلحظة الفراق مؤثرة للغاية كما رأيت حينما تم فصل الطفل نور عن والدته الأسيرة منال غانم، والذي أنجبته بتاريخ 10/10/2003 وتم فصله عنها بتاريخ 11/5/2006 بعد أن أمضى مع والدته عامين ونصف، وجاء قرار فصل الطفل عن أمه بعد جلسة التماس في محكمة الرملة التى قدمتها الأسيرة منال غانم من خلال محاميها تمديد فترة بقاء طفلها نور معها إلا أن المحكمة رفضت هذا الطلب، وتم تسليم الطفل إلى والده في سجن الرملة وبعد الإفراج عن والدته في شهر نيسان 2007م واجهت الأم صعوبات في تقبل طفلها لها وتعد هذه المشكلة من المشكلات المؤلمة التي تواجهها الأسيرات الأمهات مع أطفالهن بعد تحررهن، والطفلة عائشة عن والدتها عطاف عليان حيث أدخلت إليها في 8/3/2006م في سجن الرملة وأخرجت بعد إتمامها سنتان لأبيها في 31/10/2006م.

• وماذا عن الولادة داخل السجون كما رأيتى؟

هناك عدم مراعاة إدارة السجون لوضع النساء الحوامل داخل السجن، حيث يتم تكبيل الأيدي والأرجل أثناء الذهاب لإجراء الفحوصات العادية، وأثناء ذهابها للولادة، ونستشهد هنا بالأسيرة سمر صبيح التي تم تقييد يديها ورجليها قبل الولادة بساعات فبتاريخ 30/4/2006 وأثناء نقلها إلى مستشفى مئير في كفار سابا كانت مقيدة اليدين والرجلين، وتم فك القيود فقط وبعد قرار من المحكمة حصلت عليه مؤسسة مانديلا، ولكنهم أعادوا التكبيل بعد الولادة القيصرية بـ6 ساعات، حيث تم تكبيل يد بالسرير وربط رجل أخرى بالسرير وتواجد مع الأسيرة مجندات داخل الغرفة وخارج الغرفة جنود للحراسة، ولم يتم السماح للأم أو الزوج المعتقل الإداري رسمي صبيح الذي كان يقبع حينها في سجن النقب بالتواجد عند زوجته في اللحظة التي كانت تتمنى الأسيرة أن يكون أحد أقاربها بالقرب منها، ولم يسمح لمحامية مانديلا المحامية بثينة دقماق برؤية الأسيرة صبيح على الرغم من تواجدها في المستشفى لحظة الولادة.

 في الذكرى الـ 48 لاستشهاد الأسير المقدسي قاسم أبو عكر

بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

 رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى

" قاسم أبو عكر" اسم يُثير في النفس الكبرياء والعزة ، رمز لكل ما هو أبيّ في الإنسان ، واحدٌ من الأبطال التقليديين الفلسطينيين ، بطولته أصبحت مرجعاً لكل الفصائل الوطنية ، في تربية أعضائها على الصمود في وجه الجلاد ، وأصبح أنشودة الوطن ،" كما يقول عنه الأسير السابق وأحد قيادات الجبهة الشعبية عبد العليم دعنا في إحدى مقالاته عام 1994 .

ويضيف " دعنا " في ذات المقال ( " قاسم "  حطَّم معايير علم النفس في الصمود ، وأثبت أن الإنسان المؤمن بقضية شعبه ويعيشها بقلبه وعقله ، في النوم والصحوة ، لا يُهزم ، صمد في أقبية التحقيق في زمن عزَّ فيه الصمود ) .

" قاسم عبد الله أبوعكر " شاب فلسطيني ، اعتقل من بيته في مدينة القدس المحتلة ، أوائل آذار من عام 1969، على رأس مجموعة بتهمة الانتماء لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" ومقاومة الاحتلال، وزُج به في معتقل المسكوبية أو "المسلخ" كما يصفه الأسرى، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي ، تستدعي صفحات طويلة لوصفها وتفنيدها ، فما كان من " قاسم " سوى التصلب أكثر حول عدم الاعتراف ، وأصَّر أن يبقى صامداً شامخاً ، شموخ العظماء المنتصرين فوق الأرض ، أو مع الشهداء القديسين في جوفها ، فأطبق فمه وشل عضلة لسانه عن الحركة طواعية ، ولم ينبس ببنت شفه، فقهر المحقق بصمته ، ولم تنل فترة التعذيب من عزيمته ، أو تزعزع إرادته ، وفشل السجان بجبروته في انتزاع ولو حرف واحد منه، فانحنى السجان ومن معه وكل من يقف من ورائهم أمام صمود هذا الرجل العظيم ، الذي فضَّل الاستشهاد على الاعتراف.

نعم .. فضَّل التضحية بحياته على أن يفرط بأسرار الوطن والمقاومة ورفاقه ، فضَّل الصمود والانتصار في أصعب الظروف وأحلك اللحظات ، فضّل الاستشهاد والرحيل الأبدي بكرامة وعزة على البقاء مذلولاً ومهاناً ، تاركاً خلفه زوجته تغريد " أم خالد " وطفليه .

فحفر "أبو خالد" بصموده الأسطوري وتجربته الرائعة واستشهاده الأعظم ، اسمه عميقاً في سجل تاريخ الحركة الأسيرة ، لا بل في سجل الثورة الفلسطينية عامة ، وشكّل نموذجاً لا يمكن نسيانه، أو القفز عنه، حتى وان أشغلتنا الحياة بهمومها الثقيلة عن الوقوف أمام ذكراه بإسهاب وتمعن أكثر تكريماً له.

لم يكن الشهيد "قاسم" مجرد أسير عادي صمد في أقبية التحقيق ، بل أسس لمرحلة جديدة من المواجهة المباشرة مع السجان والمحقق ، وأفرز معادلة جديدة تقود إلى إمكانية الانتصار خلف القضبان ، فغدى اسمه عنواناً للصمود ، ونموذجاً رائعاً ، حاضراً في ذاكرة الأسرى في أقبية التحقيق ، فتغنى الجميع وبغض النظر عن انتماءاتهم باسمه الذي أصبح يتردد على كل لسان ، ودُرسَّت تجربته في الجلسات الثقافية لكل التنظيمات .

"الشهيد الأسير قاسم عبد الله قاسم أبو عكر " أعتقل أوائل آذار/مارس عام 19699، واستشهد في الثالث والعشرين من نفس الشهر في أقبية التحقيق في معتقل المسكوبية، جراء تعرضه لتعذيب قاسي ، فكان من أوائل من استشهدوا جراء ذلك ، وخلال ثمانية وأربعين عاماً مضت إلتحق به عشرات الأسرى جراء نفس السبب أمثال مصطفى عكاوي وابراهيم الراعي وخالد الشيخ علي وعطية الزعانين وغيرهم، ومع ذلك لم يتوقف التعذيب، بل أخذ منحى أكثر خطورةً في السنوات الأخيرة، بل ومنحته سلطات الاحتلال الغطاء القانوني والقضائي.

وتقول زوجته التي أعتقلت معه في الأيام الأولى لاعتقاله، للضغط عليه وإجباره على الاعتراف (بعد مضي أسبوعين جاءني أحد المحققين يقول لي قررنا إطلاق سراحك بكفالة والدك، وخرجت من السجن، وذهبت إلى منزل والدي حيث كان طفلاي، فوجدته يعج بالأقارب دون أن أعرف السبب، ولم أفكر حينها أن شيئاً ما قد حدث لزوجي، وفي اليوم التالي أبلغني والدي بنبأ استشهاده، وأنه جرى دفن جثمانه في ساعات الليل الماضية، حيث جرى تسليم الجثة إلى المستشفى لتشريحها ثم تم دفنها فوراً وبمشاركة بضعة أفراد من الأسرة والعشرات من رجال الشرطة والجنود المدججين بالسلاح، وجرى دفنه في مقبرة باب الساهرة بالقدس التي تحولت إلى ثكنة عسكرية في ساعات الليل).

وبالرغم من ان سلطات الاحتلال حاولت أن تفبرك أسباب كاذبة مدعية بأنها هي التي أدت لوفاته، مثل أنه مريض بالكلى وتوفي بسببها فيما تؤكد زوجته بأنه لم يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله.

 أو انه أصيب خلال نقله من سجن إلى آخر في حادث سير تعرضت له السيارة التي كانت تقله وتوفي على الفور ، أو أنه ألقى بنفسه منتحراً من الطابق الرابع لمبنى المسكوبية.

إلا أن ما أشاعته لم يلقَ رواجاً ولا قبولاً عند أحد، حتى أن "مستشفى شعاري تصديق" الذي نقلت الجثة إليه لتشريحها أصدر تقريراً أكد فيه أن الشهيد وصل إلى المستشفى جثة هامدة ولم يفقد الحياة وفق ما ذكرته السلطات خلال علاجه من إصابته في المستشفى.

 وان كافة شهادات من رأوا الجثة قبل دفنها، يؤكدون بأن "الجثة" كان عليها آثار التعذيب والكدمات والضرب والعنف واضحة جداً.

 وفي الثالث والعشرين من آذار/ مارس، وقبل ثمانية وأربعين عاماً، احتضنت القدس ابنها عريس الثورة، ومن بعده احتضنت العديد من الشهداء الأسرى. ولم تكن يوماً كأرض وهوية، قضية وسكان، خارج دائرة الاستهداف، فأصر أبنائها على رفضهم لكل أشكال الظلم والاضطهاد والاستيطان والتهويد، فشاركوا بفاعلية في مقاومة الاحتلال والاستيطان ، وكانوا ولازالوا جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية وقدموا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، ولازال منهم المئات قابعين في سجون الاحتلال، بعضهم مضى على اعتقالهم عشرين عاما وما يزيد.

والقدس لم تتوقف عن إنجاب الأبطال، فهي قد أنجبت لاحقاً قادة عظام لعبوا دوراً أساسياً في فولذة الحركة الوطنية الأسيرة وتصليب عودها في مواجهة إدارة السجون، وقدمت خلال العقود الماضية كوكبة من الشهداء الأسرى كانوا أعمدة أساسية للحركة الأسيرة وقادة بارزين خلف القضبان، فمنهم من استشهد جراء الإهمال الطبي، ومنهم من دفع بحياته ثمناً لصون أسرار رفاقه وأبناء شعبه فكان نداً قوياً في أقبية التحقيق حتى وهو مكبل بالسلاسل.

فلك المجد شهيدنا، واسمك سيظل تاجاً على رؤوسنا، ومكانتك محفورة في أفئدتنا، وتجربتك في أقبية التحقيق محفورة في ذاكرتنا، وصمودك نموذجاً في سلوكنا... ومنا العهد والوفاء .

 عانق الحرية في العلى شهيداً أحمد جوابرة فارس الأسرى

الشهيد .. ليس حكاية رجل يحمل على كتفه الكفن .. وليس قصة يحفظها التاريخ ويرويها الزمن .. هو أسطورة رجل مات كي يعيش الوطن ..

قليلون أولئك الذين تُعرَف أعمالهم وإنجازاتهم أو حتى صفاتهم في حياتهم ، فيُعرَفون بعد استشهادهم .. وإذا بقلوب الناس تُفتح لهم ، ويصبحون قدوة للأجيال الصاعدة .. ولكن حتى بعد استشهادهم لا تُكشَف كل إنجازاتهم ومآثرهم ، وذلك لتستمرّ بعدهم كأنهم باقون مع إخوانهم الذين يواصلون الدرب .. فتأثير الشهيد في شعبه وإخوانه يخفف من الخسارة والفقدان ويعزي النفوس ويضمن استمرار القضية التي سقطوا شهداء من أجلها ..

يعتلى منصة الإعدام بطلاً ليرتقي شهيداً ويلتحق بركب الشهداء الأبرار الذين سبقوه على طريق الشهادة إنه الشهيد أحمد جوابرة ..

صوت الأسرى - خاص

 نادي الأسير يوثق أبرز أحداث الحركة الأسيرة خلال الأسبوع الماضى إلى الصحفيين ووسائل الإعلام.

نرفق توثيق لجمعية نادي الأسير الفلسطيني، لأبرز أحداث الحركة الأسيرة خلال الأسبوع الجاري وذلك من الفترة الواقعة من 19 آذار / مارس 2017 حتى 23  آذار / مارس 2017.

 الاعتقالات

وثق نادي الأسير الفلسطيني، (73) حالة اعتقال خلال الأسبوع الجاري، بينهم امرأتان ، وصحفي، إضافة إلى نائبين.

مضربون عن الطعام

يواصل الأسيران رأفت شلش، ومحمود سعادة، إضرابهما المفتوح عن الطعام، للمطالبة بحريتهما. يذكر أن الأسير  شلش من مدينة الخليل مضرب منذ السادس عشر من آذار/ مارس 2017، أما الأسير  سعادة من مدينة نابلس فهو مضرب عن الطعام منذ الثاني عشر من آذار / مارس.

أسرى محرمون من الزيارة.

تواصل سلطات الاحتلال، حرمان عائلة الأسير ، محمد العرقان من زيارته منذ سنوات، حيث أن أحد أبنائه لم يزره منذ 17 عاماً، علماً أنه معتقل منذ عام 1995، وهو محكوم بالسجن المؤبد. ويقبع في سجن "ريمون".

اعتقال النواب.

اعتقلت قوات الاحتلال خلال شهر  آذار الحالي نائبين في المجلس التشريعي، هما: محمد إسماعيل الطل، وإبراهيم دحبور. ليرتفع عدد النواب المعتقلين إلى (12) نائباً، بينهم النائب سميرة حلايقة.

أوامر اعتقال إداري، وأحكام.

أصدرت سلطات الاحتلال، أوامر اعتقال إداري بحق (30) أسيراً، بينهم (12) أمراً جديداً  لمدد تراوحت من (شهرين – ستة شهور). كما وأصدرت حُكما بالمؤبد، أربع مرات بحق الأسير محمد عبد الباسط الحروب من مدينة الخليل.

الأسرى القدامى.

دخل سبعة أسرى من القدامى أعواماً جديدة في سجون الاحتلال، منهم أربعة أسرى دخلوا عامهم الثاني والثلاثين جديدة، في سجون الاحتلال، وهم:  إبراهيم نايف أبو مخ ورشدي حمدان أبو مخ ووليد نمر دقة وإبراهيم عبد الرازق بيادسة، فيما دخل الأسير فارس أحمد بارود، عامه السابع والعشرين في الأسر، كذلك الأسيرين يحيى مصطفى اغبارية ومحمد توفيق جبارين، فقد دخلا  عامهما السادس والعشرين في الأسر.

 

إعداد: خالد عز الدين 

الجزائر

اخر الأخبار