بين الرد على اغتيال الجعبري وفقها .. الصورة مختلفة ..

تابعنا على:   02:53 2017-03-27

أمد/ غزة – متابعة : "توعدت كتائب عز الدين القسام اسرائيل ب"فتح ابواب جهنم" ردا على اغتيال الجعبري" هذا التصريح الأشهر لكتائب القسام فور الاعلان عن اغتيال الشهيد أحمد الجعبري ، في يوم الأربعاء 14/11/2012 م ، وفعلاً فتحت ابواب جهنم بجولة مواجهة ساخنة بين الجيش الاسرائيلي وفصائل فلسطينية مسلحة ، كان للقسام الجناح العسكري لحماس فيها الدور الابرز ، وبعد الكتائب في يوم 24/3/2017م لم تصدر بياناً ساخناً بسخونة بيان الرد على الجعبري ، عقب اغتيال القيادي مازن فقها في غزة ، واكتفت ببيان يدين الاحتلال الاسرائيلي وأعوانه ، ومتوعدة بالرد في الوقت المناسب ، ليقرأ بين السطور أنها غير معنية بسرعة الرد على عملية الاغتيال .

المتابع للاجراءات التي تقوم بها حركة حماس "الحكومة" التي تسيطر على قطاع غزة ادارياً ، تقوم بخطوات ملموسة تجاه عملية اغتيال فقها ، بدون أن يكون للقسام دور في هذه الخطوات ولو بشكل علني ، فتحويل ملف اغتيال فقهاء الى ملف جنائي يضع أكثر من علامة استفهام حول موقف الكتائب من العملية برمتها ، فحماس حولت الملف الى الجهات الجنائية والقضائية والشرطية لتمارس مهامها والكشف عن "الجناة" رغم التصريحات الحماسية في مسجد العمري الكبير بغزة اثناء تشييع فقها والتي ادانت وحملت وتوعدت اسرائيل بالرد القاسي .

فأجهزة أمن حماس أغلقت معابر القطاع بما فيها معبر بيت حانون "ايرز"  صباح الأحد، حتى إشعار آخر، وذلك للحيلولة دون خروج من اطلقت عليهم المتورطين في اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء من قطاع غزة.

ويأتي إغلاق الحاجز، "في إطار الإجراءات المتخذة عقب اغتيال فقهاء"، بالتزامن مع نشر عشرات الحواجز الأمنية في مختلف مناطق مدينة غزة، وضواحيها كما منعت هذه الأجهزة الصيادين من الصيد في عرض بحر غزة.

والملاحظ أن عمليات الحواجز في قطاع غزة تقودها داخلية حماس ، ولم يكن للقسام أي دور فيها ، وبهذا تكون عملية اغتيال فقهاء ، قد انتقلت من عملية ساخنة ، تستدعي رد مسلح وقوي على اسرائيل ، الى جريمة جنائية عادية تماماً ستخذ وقتاً طويلاً بإجراءاتها وتعدد جهات الاختصاص بها ، بعيداً عن وحدات القسام الامنية والعسكرية .

من جهتها أسرائيل اتخذت اجراءات احتياطية ، خوفاً من حدوث أي رد فعل من قبل فصائل فلسطينية ، او متشددة قد تستغل الاجواء المشحونة والشبه ساخنة ، لتوريط حماس في مواجهة مفتوحة معها ،  ومن هذه الاجراءات ما اتخذته القيادة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي وإعلانها حالة تأهب قصوى على حدود قطاع غزة خشية من وتحليق كثيف لطائرات الاستطلاع.

كما قامت قوات الاحتلال اليوم الأحد بإطلاق نيران أسلحتها الرشاشة على عدة مناطق على طول الخط الفاصل من شمال القطاع حتى جنوبه، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وذكر ذكر مصدر أمني اسرائيلي، أنه جرى منع المزارعين الاسرائيليين في غلاف قطاع غزة من الاقتراب من الحدود مع ، نظرا للظروف الأمنية بعد اغتيال مازن فقهاء أول أمس.

ورغم كل ذلك يبقى الرد على اغتيال فقها من قبل قيادة حماس العسكرية ، غير واضح كما كان وضوحه أبان اغتيال الجعبري ، لإختلاف القيادة في إدارة المواجهة مع اسرائيل ، والجواب اليقين عند يحيى السنوار القائد الفعلي للعمل المسلح في حماس ، مضافاً إليه أن هرم العمل السياسي في قطاع غزة ، بعد اختياره رئيساً للمكتب السياسي في القطاع .

اخر الأخبار