صوت الانقسام لازال هو الأعلى

تابعنا على:   16:22 2017-03-30

م. عماد عبد الحميد الفالوجي

ويستمر مسلسل الانقسام متواصلا بكل أريحية وبراعة في إدارته ، وصوت أهل الانقسام لازال هو الأعلى ويتقدم وأصبحت حجتهم مقبولة لدى الغالبية من شعبنا ، من باب الاستسلام للواقع ولا فائدة من أي جهد يبذل من أي جهة لتقويضه او تجاوزه ، وأصبح أهل الانقسام هم من يعملون بجدية لتجاوز بعض الأزمات المستفحلة للحفاظ على ديمومة وفوائد هذا الانقسام اللعين ولعل حل أزمة جامعة الأقصى الأخير خير نموذج على ذلك ..

وإذا استمعنا بشكل محايد وموضوعي الى حجج أهل الانقسام حول رؤيتهم ومطالبهم لتجاوز هذا الانقسام واستعادة التوافق الوطني ستجد هناك منطق واقعي أكثر من أصوات معارضيهم وأصبحت الساحة الفلسطينية تتعاطى بشكل إيجابي مع هذا الطرف أو ذاك في صدق ما يطلب أو يطرح ..

وعلى سبيل المثال لا للحصر ، فإن احد الأطراف يعتقد أنه لتجاوز هذا الانقسام يجب بداية الالتزام بالنهج السياسي العام للسلطة والتوافق على برنامجها السياسي حتى لا نكرر ما حدث سابقا . ثم الاتفاق على وحدانية السلطة بكافة مؤسساتها الأمنية والمدنية وعدم تجاوزها أو امتلاك ميليشيات تنافسها ،، ثم الالتزام بالتعليمات الصادرة من رأس هرم السلطة واحترام هيبتها ،، ثم حل مشكلة الموظفين في قطاع غزة حسب القانون الفلسطيني الرسمي وعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل حدوث الانقسام ..

والطرف الآخر يطرح هناك متغيرات حدثت خلال العشر السنوات الأخيرة على أرض الواقع يستحيل تجاهلها او القفز عنها ويجب أخذها بعين الاعتبار في كل طرح يتم مناقشته ولا يمكن أن تعود عقارب الساعة الى الوراء ، لابد من شراكة حقيقية في القرار السياسي ولم يعد مقبولا أن يكون هناك تابع ومتبوع ، وهناك تحديات نواجهها مع الاحتلال لازالت مستمرة ولا يمكن الركون للحلول السياسية فقط خاصة وأنها لم تحقق النجاح المطلوب منها ، وتجربة غزة يجب دراستها بشكل جيد واستخلاص فوائدها ومراجعة سلبياتها من منطلق وطني شامل ، ويجب مراجعة المشروع الوطني بشكل عميق للوصول الى توافق وطني شامل حول آليات التعامل مع المستقبل السياسي وهكذا ..

كل طرف لديه من الأطروحات الموضوعية التي يراها من زاويته وقد تجد نفسك تتعاطى بإيجابية معها ما لم يكن لك موقف مسبق من أحدهما ، وأما الباقي الفلسطيني فهو غارق في كل هذه التفاصيل ولم يستطع أي طرف اختراق هذه الرؤية لأهل الانقسام وتوابعهم ،، وانحصرت أطروحات هذا البعض في البكائيات التي حفظها كل فلسطيني مثل أن الانقسام كارثة وطنية توازي كارثة الاحتلال عام 1948 ، والانقسام مصلحة لعدونا ، يجب الخروج فورا من مربع الانقسام ، الانقسام وصمة عار على جبين الكل الفلسطيني ، الانقسام من تخطيط الكيان الإسرائيلي وساعده في ذلك إطراف معادية لقضيتنا ،، وهكذا ندور في نفس الدائرة المفرغة ،، مع أن الأطراف المضادة للانقسام تجمع أنه لابد من وجود حالة ضغط قوية للخروج من تلك الدائرة المفرغة من خلال طرح رؤية توافقية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كل تلك الثغرات ،، ولكن الجهود لازالت متواضعة ولنا في هذا مقالات قادمة لتشخيص لماذا فشلت كل تلك الجهود حتى هذه اللحظة ..

اخر الأخبار