ابرز ما تناولته الصحف العبرية02/04/2017

تابعنا على:   12:16 2017-04-02

تحالف السلام يطلق اولى مظاهراته ضد الاحتلال الاسرائيلي

تكتب "صحيفة "هآرتس" ان تحالف تنظيمات السلام واحزاب اليسار، والذي تركزه حركة "نقف معا"، اطلق يوم امس السبت، اولى نشاطاته ضد الاحتلال بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة. فقد تظاهر حوالي الف ناشط يساري، في القدس تلبية لدعوة وجهها التحالف في نهاية الأسبوع المنصرم، والذي كتب في بيانه ان "حركات السلام الاسرائيلية تخرج الى شوارع القدس في مسيرة احتجاجية ضد السيطرة الاسرائيلية المتواصلة على المناطق، وبشكل خاص القدس الشرقية، ومن اجل حل سلمي وعادل للشعبين".

واضاف البيان: "في الفترة التي يصل فيها الاحتلال الى سنته الخمسين، وتتزايد الأصوات المؤيدة للضم، قررت حركات السلام الاسرائيلية الخروج الى شوارع القدس – المدينة التي يغطي الاعلان عن وحدتها على السلب والاحتلال – وبدء حملة احتجاج ستبدأ يوم السبت القريب (امس)"

وانطلقت المسيرة من حديقة الحصان في مركز المدينة باتجاه البلدة القديمة، واقيم المهرجان الرئيسي في ساحة بوابة يافا، حيث تحدث نواب حركة ميرتس في الكنيست زهافا غلؤون وايلان غلؤون وتمار زاندبرغ وعيساوي فريج، بالإضافة الى المدير العام لحركة سلام الان ابي بوسكيلا، والمديرة العامة لحركة يكسرون الصمت يولي نوفاك، والنائبين عايدة توما سليمان ودوف حنين من القائمة المشتركة، ورئيس اللجنة الشعبية في العيسوية محمد ابو حمص. وشارك في المظاهرة العشرات من سكان حي سلوان.

وقالت النائب غلؤون انه "لا يمكن مواصلة ادارة الصراع مع الفلسطينيين على نار هادئة، لأن هذه النار تتواجد على برميل متفجرات. عملية الطعن التي وقعت في المدينة اليوم، تكشف الهذيان بأنه يمكن احتجاز شعب بأكمله من دون حقوق وسيادة، ودون ان يتحول يأس هؤلاء الناس الذين ندوسهم يوميا الى كراهية وعنف مرعبين".

ودعا ابو حمص "كل من يؤمن بالشعب الفلسطيني للوقوف ضد الحكومة العنصرية. وقال ان على اليسار التجند والمساعدة والخروج الى الشوارع مطالبا بالتغيير". وقالت يولي نوفاك من يكسرون الصمت، ان "كل يوم يمر دون ان نوحد كل القوى الضخمة الكامنة في هذا المجتمع – من كل الأطياف والطوائف والتنظيمات – هو يوم آخر يتعزز فيه ايمان النظام المحتل والقومي بأنه لن يردعه أي شيء". وقال بوسكيلا من سلام الآن، ان "حكومة اليمين تريد تأجيج الكراهية لأنها تخاف. انهم يعرفون بأننا سننتصر، كلنا، اليهود والفلسطينيين، المقدسيين والتل ابيبيين، الشرقيين والغربيين، الأثيوبيين والروس، الرجال والنساء – كلنا سننتصر معا".

ووصف النائب حنين المظاهرة بأنها "مظاهرة قوة كبيرة لكل رجال السلام في القدس. هذه بداية حملة احتجاج ستتواصل في مدن اخرى وفي اماكن اخرى خلال الأشهر القريبة، لكي نظهر بأننا لم نتنازل عن السلام الاسرائيلي – الفلسطيني، الذي يعتبر المفتاح لمستقبل الشعبين في هذه البلاد".

وردا على العملية التي وقعت في القدس، امس السبت، قال ايتمار ابنيري، احد المنظمين: "اليوم فقط تلقينا تذكيرا مؤلما بثمن الاحتلال. نبعث بتمنيات الشفاء العاجل للجرحى ونأمل بأن لا نرى احداث مماثلة والمزيد من الخوف في شوارع المدينة. يجب وضع حد لهذا".

نتنياهو هدد كحلون بالانتخابات، فرد عليه بأنه لن يرجع الى كرسي الحكومة

تكتب "هآرتس" ان القناتين الثانية والعاشرة، نشرتا مساء امس، بأن نتنياهو وكحلون هددا بعضهما البعض خلال احد اللقاءات الذي جرى بينهما في الاسبوع الماضي في محاولة لحل ازمة اتحاد البث العام. وحسب ما نشر فقد قال نتنياهو لكحلون: "لقد توجهت للانتخابات بسبب قانون يسرائيل هيوم، وانا لا اخشى من التوجه للانتخابات بسبب موضوع اتحاد البث". واضاف: "انت تعرف الأرقام (المقصود نتائج الاستطلاعات)، وما الذي يمكن ان يحدث". ورد عليه كحلون قائلا: "هذا لا يخيفني. يمكن لي ان اتضرر واخسر مقعدين او ثلاثة، لكن انت لن ترجع الى هذا الكرسي اذا توجهنا للانتخابات".

وتكتب "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد نقلا عن مصادر رفيعة ادارت المفاوضات بين رئيس الحكومة ووزير المالية حول ازمة اتحاد البث العام، انه على الرغم من التسوية التي تم التوصل اليها، الا ان العلاقات بين نتنياهو وكحلون تدنت الى مستوى غير مسبوق. وقال احد المصادر ان "نتنياهو وكحلون اجتازا الكثير من الأزمات السياسية والشخصية في السابق، لكنه لا شيء يشبه ما حدث هنا في الأيام الأخيرة".

وتم في نهاية الأسبوع كشف جزء من المقولات التي تبادلها نتنياهو وكحلون خلال الاجتماعات التي آلت الى تصفية قسم الأخبار في الاتحاد وفصل مستخدمين. "من يحتاج الى هذا الاتحاد" كانت العبارة الشائعة على لسان نتنياهو. وهدد نتنياهو كحلون بالانتخابات، فرد عليه الاخير: "انت لا تخيفني بالانتخابات".

ويتضح ان المحادثات لم تتناول موضوع الاخبار فقط. فحين طرح موضوع الميزانيات المطلوبة للانتاج الفني المحلي في اطار الاتحاد، اعرب نتنياهو عن تحفظه وقال: "لا اريد اعطاء مال للفنانين. انهم يساريون".

وامام الادعاءات الكثيرة بأن كحلون تراجع امام نتنياهو وباع عمال الاتحاد، ادعى كحلون، خلال محادثات مع جهات سياسية، في نهاية الاسبوع، بأنه وقف وحيدا في المعركة على حرية الصحافة. وقال: "بيبي اراد اغلاق الاتحاد. هذا ما كان يفكر فيه. لقد حاربت ولو تنازلت لقام بإغلاق الاتحاد".

وقال مسؤول رفيع في الحكومة، في نهاية الأسبوع، ان اتفاق التسوية بين نتنياهو وكحلون، ليس نهائيا. وحسب اقواله "يصعب رؤية كيف ستدافع المحكمة العليا عن التسوية حين تكون مبررات تفكيك قسم الاخبار في الاتحاد سياسية وشخصية. نتنياهو اساء بشكل واضح الى حرية العمل من خلال فصل مئات الصحفيين بسبب عدة صحفيين "يساريين". من حق رئيس الحكومة او وزير الاتصالات اجراء تغييرات، وتنجيع العمل والتوفير، ولكن في هذه الحالة يهدف الاتفاق الى استبدال اشخاص لأسباب سياسية. سيكون من الصعب جدا تفسير ذلك للمحكمة العليا".

المئات يتظاهرون في تل ابيب ضد الاتفاق

في السياق نفسه، تكتب "هآرتس" ان المئات، ومن بينهم عمال اتحاد البث العام "كان" (هنا) ورجال اعلام آخرين، تظاهروا مساء امس السبت مقابل مجمع مكاتب الحكومة في تل ابيب ضد اغلاق قسم الأخبار في اتحاد البث العام، وفقا للاتفاق بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير المالية موشيه كحلون. وخلال التظاهرة تم اغلاق مفترق شارعي كابلان ومناحيم بيغن، مقابل مجمع الحكومة.

وسافر عدد من المتظاهرين للتظاهر امام منزل رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان، في ريشون لتسيون. وتحدث بيتان مع المتظاهرين، ومن ثم نشر على تويتر صورة لأصيص زهور محطم ادعى ان المتظاهرين حطموه، وكتب "ابناء الثقافة من الاتحاد ونتيجة التظاهرة امام بيتي، حطموا عقارات، حراس الديموقراطية تماما".

ورفع المتظاهرون لافتات ضد نتنياهو وكحلون، واحتجوا على كم الأفواه والسيطرة السياسية على وسائل الاعلام، وهتفوا: "بيبي اصيب بالجنون. لن تكون هنا كوريا الشمالية"، و "يا كحلون استيقظ، الصحفيون ليسوا ايتاما". كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "حتى هنا" و"بيبي، بيبي احذر، اولمرت يبحث عن رفيق".

وقال رئيس اتحاد البث العام، غيل عومر، مساء امس، انه في اعقاب الاتفاق سيفقد مئات المستخدمين اماكن عملهم "فقط لأن ثلاثة او اربعة منهم لا يعجبون رئيس الحكومة". واضاف خلال لقاء معه في اطار برنامج "واجه الصحافة" على القناة الثانية، ان "الحكومة جاءت وسيطرت على جهاز بث عام، ورئيس الحكومة قرر بأن يقوم هو بتعيين المقدمين والمحررين والمراسلين. تحولنا الى تركيا او روسيا".

وتطرق عومر الى الادعاء بأن للاتحاد ميول او جدول اعمال سياسي، وقال: "لا توجد لدينا أي اجندة. نحن رجال مهنة". وقال انه شخصيا لم يصدر عنه أي موقف سياسي ابدا ولم يشارك في أي تظاهرة. وقال ان توقيت تعيين الصحفية غيؤولا ايفن ساعر لتقديم نشرة الأخبار الرئيسية في الاتحاد لم يكن له أي دافع سياسي.

وكشف عومر تفاصيل محادثة جرت بينه وبين احد المقربين من نتنياهو، وقال: "قبل عدة اشهر جلست مع احد الاشخاص المقربين جدا منه في اجتماع عمل. وقال لي العبارة التالية: يجب ان تفهم بأن المحيط القريب جدا من رئيس الحكومة يتخوف جدا من ان يتم استغلال الاموال الحكومية لإعداد تحقيقات ضد نتنياهو".

وقال عومر: "قلت لمحدثي مهلا، اريد تصحيحك، اولا هذه ليست اموال الحكومة وانما اموال الجمهور، وثانيا، انا اقول لك انه ليست لدينا اجندة لا ضد رئيس الحكومة ولا ضد احد آخر. نحن رجال مهنة، ووظيفة الصحافة هي التحقيق".

يشار الى ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين نتنياهو وكحلون يوم الخميس الماضي، ينص على اغلاق قسم الأخبار في اتحاد البث العام، فيما يواصل قسم الاخبار في سلطة البث الحالية تقديم نشرة الاخبار عبر اتحاد البث العام، علما انه تم تعيين بيري بار تسيون، المقرب من نتنياهو مديرا له. وهذا يعني ان سلطة البث الحالية، التي كان من المقرر تفكيكها، هي التي ستواصل السيطرة على البث العام في اسرائيل لفترة غير معروفة، قد تستغرق سنوات.

وتقدر جهات اقتصادية بأن الاتفاق بين نتنياهو وكحلون سيكلف خزينة الدولة عدة مئات من ملايين الشواكل.

من جهته شن رئيس حزب يوجد مستقبل يئير لبيد، والذي كان من رواد قرار انشاء اتحاد البث العام، حين كان وزيرا للمالية في حكومة نتنياهو السابقة، هجوما شديد اللهجة ضد رئيس الحكومة نتنياهو، وكتب على صفحته في الفيسبوك ان نتنياهو كان ضالعا في كل اجراءات القانون خلافا لقوله بأن الاتحاد "مر من تحت الرادار لديه".

واحصى لبيد قائمة بأسماء المراسلين الكبار المتماثلين مع اليمين الذين تم ضمهم الى اتحاد البث، وكتب ان هؤلاء هم الذين نعتهم دافيد بيتان بأنهم "شمال تل بيب". ربما اجاد اليسار المتطرف اخفاء تنفسه للصعداء عندما تم اغلاق الاتحاد، لكنه لا شك انه شعر بالارتياح".

وحسب لبيد فقد "فقدت الحكومة الاهتمام بالدولة، وبدلا من ذلك تنشغل في الألاعيب السياسية. فقط بـ 'من احنى من'، فقط في مسألة من سيحتل العنوان القادم. السياسيون الجالسون في الحكومة ينشغلون عمليا في امر واحد فقط: بأنفسهم. منذ اللحظة التي ساد فيها التخوف من ان احدهم سيقول شيئا غير لطيف عنهم في يوم ما."

هرتسوغ يدعي توصله الى تشكيل ائتلاف بديل لنتيناهو

تكتب "هآرتس" ان رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، ادعى خلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في بئر السبع، امس، انه نجح خلال الأزمة بين نتنياهو وكحلون، بتركيب ائتلاف حكومي بديل للائتلاف الحالي. وقدر هرتسوغ بأنه على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين نتنياهو وكحلون يوم الخميس، الا ان الائتلاف الحالي لن يصمد.

وحسب هرتسوغ فان "خيار الحكومة البديلة قائم، يتحرك ويتنفس وينتظر الفرصة القادمة التي ستحل قريبا. ما يحدث الان واضح، الائتلاف الداخلي لنتنياهو تصدع بشكل ملموس. انه يفقد القدرة على صيانة الائتلاف وكل من يعرف السياسة الاسرائيلية يعرف بأن الائتلاف على طريق التفكك".

وقدر هرتسوغ بأن الائتلاف سيتفكك خلال السنة القريبة، وستجري الانتخابات. وشرح بأن "الواقع الداخلي للائتلاف الحكومي يواجه الكسر. الغرائز والتوترات ضخمة ويسود عدم الثقة الاساسي برئيس الحكومة".

اصابة ثلاثة اسرائيليين في عملية طعن في القدس واستشهاد منفذها

تكتب "هآرتس" ان ثلاثة اشخاص، بينهم شرطي، اصيبوا امس (السبت) في عملية طعن وقعت في شارع الواد في البلدة القديمة في القدس. وتم اطلاق النار على الفتى الفلسطيني احمد غزال (17 عاما)، من نابلس، الذي نفذ عملية الطعن وقتله. وتمكن الفتى من طعن مواطنين وشرطي من حرس الحدود، واصابتهم بجراح بين طفيفة ومتوسطة.

وجاء من نجمة داود الحمراء ان احد الجرحى اصيب بشكل متوسط نتيجة طعنه في القسم العلوي من جسمه، فيما اصيب الآخران بجراح طفيفة في الأطراف، وتم تقديم العلاج الأولي لهم واخراجهم من شارع الواد الى ساحة حائط المبكى، ومن هناك نقلوا الى المشفى.

وقالت الشرطة ان الفلسطيني قام بطعن الشابين اليهوديين في شارع الواد، كما يبدو بواسطة سكين ولاذ بالفرار، ودخل الى احد البيوت في شارع الواد حين طاردته الشرطة، واثناء المواجهة معه تمكن من طعن شرطي، فتم اطلاق النار عليه وقتله.

وتكتب "يسرائيل هيوم" انهفي تعقيب للشرطة حول عملية الطعن واستعدادات الشرطة، قال قائد الشرطة في لواء القدس يورام هليفي ان الشرطة "تقوم خلال هذه الفترة بتعزيز قواتها بشكل طبيعي تحضيرا للعيد (عيد الفصح العبري). ارتقاء الهجمات يحتم علينا بشكل واضح تعزيز القوات بشكل اكبر واظهار يقظة اكبر، رغم نجاحنا بإحباط غالبية الاحداث التي وقعت هنا خلال السنة الأخيرة، وهكذا سنفعل لاحقا". وحسب اقواله، "اقترح على كل من يريدون تسخين الاجواء وجعل الناس لا يحضرون الى هنا، اعادة التفكير جيدا. نحن مستعدون بشكل اكبر من السابق، واكثر يقظة وسنرد بشكل اكبر واسرع، كما تم حتى الان في هذه الأحداث".

وتستعد قوات الأمن بشكل كبير، ليس في القدس فقط، وانما في انحاء الدولة، حيث يسود التخوف من المحفزات العالية لكل التنظيمات الارهابية على تنفيذ عمليات. وبناء عليه، يتوقع ان تعلن الشرطة عشية العيد عن حالة تأهب عالية، والتركيز بشكل خاص على مراكز المدن، المراكز التجارية، الأسواق المحلية الحاشدة والمحطات المركزية ومواقف الباصات. وستشمل الحراسة نشر حواجز متنقلة وثابتة على مداخل المدن ودوريات معززة وحراسة على مفارق الطرق ومناطق الصلاة.

وخلال ايام العيد سيتم رفع حالة التأهب والتركيز على حماية الاماكن المقدسة، ومواقع اللهو كالحدائق العامة والحدائق القومية والمتنزهات الطبيعية وغيرها. كما سيلاحظ تواجد الشرطة المكثف على خطوط التماس وفي غلاف القدس وعلى مداخل الضفة الغربية.

حماس تهدد اسرائيل: "قتلة الفقها لن يفلتوا من العقاب"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان حركة حماس تواصل توجيه التهديدات الى اسرائيل في اعقاب اغتيال مازن فقها. وقال زعيم حماس اسماعيل هنية خلال خطبة يوم الجمعة في مسجد غزة، بأن "القتلة الخسيسين الذين يقفون وراء القتل الاجرامي للشهيد مازن فقها لن يفلتوا من العقاب".

ووجه هنية تهديدا لم يعتبرهم يقفون وراء خلية القتلة لاغتيال قائد الجناح العسكري، والمح الى انه سيتم التعرض لمسؤولين كبار في القيادتين السياسية والامنية في اسرائيل، انتقاما لاغتيال مازن فقها. وحسب اقواله فان "الانتقام لقتل مازن فقها لن ينته بمحاسبة القتلة، وسنصل ايضا الى من ارسلهم لقتل مازن فقها. دماء رجالنا لن تذهب هدرا، وستكون لذلك ابعاد خطيرة".

وقال هنية ان "اجهزة حماس الأمنية في غزة تعمل نهارا وليلا من اجل العثور على قتلة مازن فقها. واكد ان "التصفيات والاغتيالات لن تردع حماس، وسيتم قطع كل الأيادي التي شاركت في الاغتيال. اذا كان هناك من يعتقد اننا سنجلس مكتوفي الأيدي امام المس برجالنا فهو يرتكب خطأ مريرا".

الى ذلك، اعلنت حماس في نهاية الأسبوع بأن لديها في السجون العديد من المشبوهين بالتعاون مع اسرائيل، وانه سيتم محاكمتهم قريبا بتهمة الخيانة ومساعدة العدو خلال الحرب. كما جاء بأن المدعي العسكري في غزة سيحاكم كل من خرق امر منع النشر حول تفاصيل التحقيق في عملية الاغتيال. وقالت حماس ان خرق امر المنع يعني الخيانة وكل من خرقوه ساعدوا اسرائيل ويمكن ان يواجهوا الحكم بالإعدام.

شجب دولي وعربي لقرار انشاء مستوطنة جديدة

تكتب "يسرائيل هيوم" انه تعقيبا على قرار اقامة مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة، قال الوزير اوفير اوكونيس: "لقد قلنا طوال الوقت بأن من لم يرغب بوجود 40 عائلة في عمونة، سيتلقى 400 عائلة في المستوطنة الجديدة".

وقال مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة ان "الاختبار الحقيقي سيكون في الاعمال على الأرض واستئناف اعمال التخطيط والبناء والتطوير في كل المستوطنات فورا".

وشجبت الامم المتحدة واوروبا القرار، وقال الناطق بلسان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غونتريش، ان "غونتريش يشجب كل خطوة من جانب واحد، كهذه الخطوة التي تهدد السلام وتمس بحل الدولتين. بناء المستوطنات هو مسألة غير قانونية حسب القانون الدولي ويشكل عقبة امام السلام".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ان "بريطانيا تشجب بشدة القرار الذي يتعارض مع القانون الدولي ويقوض رؤية الدولتين". وجاء من وزارة الخارجية التركية ان "القرار يتعارض مع قرارات مجلس الامن ويخرق حقوق الفلسطينيين بشكل واضح ".

كما شجب نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني ابو مازن، القرار وقال ان "قرار اقامة مستوطنة جديدة يبعد فرص السلام على اساس حل الدولتين ويقوض الاستقرار الامني في المنطقة".

واتهم الامين العام للجامعة العربية، احمد ابو الغيط، رئيس الحكومة الاسرائيلية بتسميم الأجواء، وقال ان "هذه الخطوة تظهر بأن اسرائيل ليست شريكة حقيقية لتحقيق السلام".

وقال وزير الاعلام الأردني، محمد المومني ان "القرار يمس بحقوق الفلسطينيين وبجهود استئناف العملية السلمية".

 

مقالات

رؤيا نهاية اليمين: المجلس الوزاري اليميني، تاريخيا، قرر تقييد الاستيطان والمستوطنون يصمتون

يكتب براك ربيد، في "هآرتس"  ان رئيس الحكومة لم يختر مساء الخميس صدفة لعقد جلسة المجلس الوزاري السياسي – الأمني التي ناقشت الاتصالات مع الولايات المتحدة في موضوع كبح البناء في المستوطنات. فالوزراء يشعرون بالتعب بعد اسبوع من العمل، وصحف يوم الجمعة على وشك الاغلاق والجهاز السياسي كله يخفف من نشاطه لمدة يومين. التوقيت المناسب هو كل شيء في الحياة.

لقد اهتموا في ديوان رئيس الحكومة، يوم الخميس، بإجراء التصويت على اقامة مستوطنة جديدة لسكان عمونة، في مرحلة مبكرة من الجلسة، لكي يتمكنوا من اصدار بيان يبلور الرواية المريحة جدا من ناحية نتنياهو في عناوين صحف الصباح. اما بشأن القرار الأقل مريحا لنتنياهو من ناحية سياسية، فقد تم تبليغه لوسائل الاعلام في الساعة الواحدة والنصف ليلا، بعد ارسال الصحف للطباعة.

وعندما استيقظ المستوطنون وانصارهم في الصباح، اكتشفوا بأنه خلال نومهم، قرر نتنياهو والمجلس الوزاري الأشد يمينية في تاريخ دولة اسرائيل، التطوع لفرض قيود على البناء في المستوطنات. صحيح ان الحديث عن تغيير كبير عن فترة اوباما الذي كانت ادارته معادية للاستيطان، لكنه اذا اخذنا في الاعتبار ان من يسيطر على الحكومة هو لوبي المستوطنين وانه يجلس في البيت الأبيض دونالد ترامب، ويسيطر الحزب الجمهوري على الكونغرس – فقد كان قرار المجلس الوزاري لافتا للنظر.

وبشكل لا يقل عن ذلك كان لافتا للنظر رد مجلس المستوطنات الذي لم يتضمن حتى كلمة انتقاد واحدة لقرار نتنياهو، بينت، ليبرمان ورفاقهم فرض قيود ملموسة على البناء في المستوطنات. لا يوجد طريقة لوصف ذلك الا رؤيا نهاية اليمين. لا ترتبكوا. لو كان هرتسوغ وليفني في السلطة وقاما بهذه الخطوة، لكن كل انصار المستوطنات قد خرجوا للتظاهرة، وكان كل لوبي المستوطنين في وسائل الاعلام قد احرق تويتر بالتغاريد. ولكن بدلا من ذلك، حصلنا على تفسيرات اعتذارية وأسافين. الوحيد الذي تمتع بما يكفي من الاستقامة للاعتراف بالواقع هو النائب بتسلئيل سموطريتش، الذي كتب على حسابه في تويتر في الصباح ان "اليمين اعور بإرادته".

مرة اخرى اتضح في نهاية جلسة المجلس الوزاري ليلة الخميس/ الجمعة، ان كل الاحتفالات والآمال وتوقعات اليمين بأن يكون ترامب هو المسيح الذي سيبشر برؤيا ارض اسرائيل الكاملة، تحطمت على ارض الواقع. واتضح ان تصريحات الحملة الانتخابية فارغة المضمون، وخاب الأمل بنقل السفارة الى القدس في اول يوم لترامب في البيت البيض، وتراجعت احلام ضم المناطق. مقارنة بتوقعات المستوطنين من ترامب، يتضح ان سلوك ادارته في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، وخاصة في موضوع البناء في المستوطنات، كان مفاجأة استراتيجية بالنسبة لليمين.

ليس خلال وردية ترامب

قرار المجلس الوزاري بشأن كبح البناء في المناطق والمبررات التي اقنع نتنياهو من خلالها وزرائه بالموافقة عليه، اوضحت انه في عهد ترامب ايضا، يتم تحديد سياسة البناء في المستوطنات، في نهاية الأمر، في البيت الابيض وليس في ديوان رئيس الحكومة في القدس. ترامب الذي يصر ويلتزم بشكل شخصي بمحاولة التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني، لا يريد للمستوطنات بأن تعيق تحقيق الصفقة النهائية.

لقد وافق البيت الأبيض على استيعاب انشاء مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة، ولم يشجب قرار بناء 2000 وحدة اسكان في المناطق، ولم ينعت المستوطنات بأنها غير شرعية. وكانت رسالة الادارة الأمريكية هي انه على استعداد لتجاوز هذه القرارات بالادعاء انه تم اتخاذها قبل ولاية ترامب. لكنهم في المقابل، اوضحوا في البيت الأبيض، انه منذ الآن وصاعدا، ستتغير شروط اللعب، ولن تتمكن اسرائيل من البناء كما تشاء.

قرار المجلس الوزاري لن يؤدي الى تجميد الاستيطان، لكنه سيبطئ بشكل ملموس اجراءات التخطيط والبناء، وسيقلص عدد وحدات الاسكان الجديدة التي سيتم بناؤها، وسيقيد انتشارها في انحاء الضفة الغربية. وحسب السياسة الجديدة، فان لجنة التخطيط في الادارة المدنية التي تصادق على مخططات البناء في المستوطنات ستنعقد مرة كل ثلاثة اشهر فقط، وليس مرة كل اسبوع كما هو متبع. وكل ما سيحتاج نتانياهو وليبرمان لعمله من اجل تأخير البناء هو الغاء انعقاد اللجنة مرة كل ثلاثة شهور بهذا الادعاء التقني او ذاك.

هذا القرار ينطوي، ايضا، على انجازات ليست قليلة لنتنياهو – لا يوجد تجميد رسمي وكامل للبناء في المستوطنات، وظاهرا، لا توجد قيود على البناء في الاحياء اليهودية الواقعة وراء الخط الأخضر في القدس، ولا يوجد أي تمييز بين البناء في كتل المستوطنات والبناء في المستوطنات المعزولة. من دون هذه الامور كان نتنياهو سيواجه صعوبة شديدة في اجتياز "امتحان زامبيش"، على اسم رئيس ذراع الاستيطان في مجلس المستوطنات، وتمرير السياسة الجديدة في ائتلافه الحكومي.

أضف الى ذلك، ان البيت الأبيض طلب من نتنياهو العودة الى التفاهمات بين الرئيس الاسبق جورج بوش ورئيس الحكومة الأسبق اريئيل شارون، التي تحدد بأن البناء سيتم فقط داخل مناطق البناء في المستوطنات. وقد رفض نتنياهو ذلك – وبشكل خاص بسبب حقيقة عدم وجود احتياط للأرض في المناطق المبنية. ونجح نتنياهو في نهاية المطاف بتحديد سياسة "اقل من تفاهمات بوش – شارون"، بحيث يمكن البناء الى جانب خط مناطق البناء، وبهذا الشكل زيادة عدد المستوطنين وتوسيع مناطق نفوذ المستوطنات.

في المقابل، لن تسمح السياسة الجديدة بضم مستوطنات الى اسرائيل، ولن تسمح بالبناء في المنطقة المتنازع عليها E1 التي تربط بين معاليه ادوميم والقدس، ولن تسمح بتشريع بؤر غير قانونية وتحويلها الى مستوطنات جديدة. صحيح ان نتنياهو حصل على موافقة صامتة من قبل الادارة الأمريكية ببناء المستوطنة الجديدة لمستوطني عمونة، ولكن في الوقت الذي سيستمر فيه بناء هذه المستوطنة لمدة سنة على الأقل، فان القيود على البناء ستسري ابتداء من اليوم الاحد.

غموض خطير

عمليا، سيتم تحديد حجم البناء الذي سيقام على الأرض، حسب تفسير البيت البيض وديوان رئيس الحكومة للسياسة الجديدة. فقرار المجلس الوزاري غامض بما يكفي لكي يسمح لنتنياهو ببناء الكثير اذا رغب بذلك، او عدم البناء بتاتا اذا لم يرغب البيت الابيض بذلك. لكن هذا الغموض قد يتضح بأنه سيف ذو حدين – تفسير مختلف من الجانب الاسرائيلي او نشر مناقصة للبناء في توقيت حساس، كما حدث في اكثر من مرة سابقا، يمكن ان يقود بسرعة الى ازمة توقعات ومواجهة مباشرة بين الأطراف.

يكمن الضعف الأساسي في سياسة المستوطنات الجديدة في عدم وضوح ما اذا ستدفع ولو بمليمتر واحد تحريك العملية السلمية. بالنسبة للفلسطينيين والدول العربية فان القيود التي تفرضها حكومة اسرائيل على البناء في المستوطنات لا تلامس الحد الأدنى من السقف الذي يسمح باستئناف المفاوضات. يمكن الافتراض بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذين سيلتقون الرئيس ترامب خلال الاسبوعين القريبين، سيقولون له ذلك بشكل واضح. قلد اثبت ترامب حتى الان انه نجح بردع نتنياهو وبينت لكي يوافقان على تقييد البناء في المستوطنات. والسؤال هو هل سينجح بردع عباس او منحه أي انجاز اخر يقنعه باستئناف المفاوضات. اذا لم يتم ذلك، من المؤكد ان ترامب قد يرجع لنتنياهو ويطالبه بجولة اخرى من التنازلات.

لكي يقيم اولادكم في منطقة عوريف الخلابة

تكتب عميرة هس، في "هآرتس"، ان الهاتف رن في الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة. وسأل المتصل "هل انت نائمة"، ولم ينتظر الجواب. "ربما تحضرين الى عوريف؟ هناك مزارع ذهب يوم امس لحراثة ارضه فطرده الجيش. نحن نريد العودة الى هناك اليوم. هل تنضمين الينا؟" اعتذرت. صحيح ان عوريف، القرية الواقعة جنوب نابلس، على مسافة 45 دقيقة سفر من البيرة، ولكن في صباح يوم الجمعة انا في اجازة من الاحتلال.

ولكن، ها هي الفجوة غير المحتملة بين بساطة الكلمات وبين الصرخة الصامتة للمضمون. انتم، القراء الذين لا تقرؤون، تقولون انه يتم ارسال الجنود الى الضفة الغربية للحفاظ على امننا. انتم مخطئون وتضللون بإرادتكم وبدوافع الراحة والربح. الجنود يتم ارسالهم الى الضفة لكي يواصلون إخلاء الأراضي من اجل اليهود، لكي يتمكن اولادكم واحفادكم من الانتقال للسكنى في المنطقة الخلابة لقرية عوريف ومئات القرى الأخرى. ولكي يختفي شبانهم عن انظارنا، يغادرون الى الأردن، او على الأقل، ينسون الأرض ويبحثون عن عمل في التنظيف في نابلس واريئيل.

مقابل كل سرقة رسمية للأراضي يتم اعلانها (الادارة المدنية، الوكالة القومية للسرقة والطرد، اعلنت يوم الاربعاء عن الف دونم من اراضي قري سنجل ولُبن الشرقية وقريوت والساوية، بأنها "اراضي حكومية") تقع كل شهر عشرات الحالات التي لا يتم التبليغ عنها، والتي يقوم خلالها الجنود بطرد المزارعين والرعاة من اراضيهم. وبواسطة منع العمل في الأرض، يعد الجيش والوكالة القومية للسرقة، اراضي القيصر المستقبلية.

سواء كنت في اجازة من الاحتلال ام لا، اتصلت على الفور بالمزارع م.س، الذي كان على وشك الخروج الى ارضه، لكي افحص معه عدة تفاصيل اخرى. ومن ثم اتصلت بالناطق العسكري للسؤال عن سبب قيام الجنود بمنعه من العمل في ارضه في اليوم السابق. وقلت للجندية اللطيفة في مكتب الناطق العسكري، بأن المحادثة للنشر. فقالت لي: سنعمل على الموضوع. قلت لها شكرا، فقالت: بكل ترحاب. بعد ذلك طلبت مني معرفة اسم المستوطنة المجاورة للأراضي. فكتبت لها عبر تطبيق ووتس آب: "المستوطنة غير القانونية في منطقة يتسهار، بما في ذلك البؤر غير القانونية وغير المرخصة في المنطقة". وتنازلت عن ذكر توراة الملك.

بعد ساعتين من ذلك عرفت بأنه في هذه المرة، ايضا، احبط جيشنا البطل عملية الحراثة التي سعى اليها فلاح في الخامسة والخمسين من عمره، من عوريف. او الأصح القول ان جنودنا اطاعوا اوامر قائدهم الأعلى، اليهودي الملتحي والمسلح والذي لا يسمى غادي (تقصد غادي ايزنكوت رئيس الأركان - المترجم). زخاريا ساده، الباحث الميداني في جمعية حاخامات لحقوق الانسان، كتب لاحقا: انه وصل مع المزارع، سائق التراكتور، عضو في المجلس المحلي، وعدد من رجال القرية، الى الأرض. مجمع مياه القرية يتواجد في طرف هذه القسيمة. بيوت القرية على مسافة 200 متر. وعندها نزل من تلة "لهباه"، احدى بؤر يتسهار التي فرضت وجودها على مسافة 600 م، مركز الامن الجاري في الجيش ومعه ثلاثة جنود.

"وكان مركز الامن الجاري في الجيش هو الذي بدأ بطرد المزارع، فيما نفذ الجنود اوامره"، كتب ساده. ويظهر الشريط الذي التقطه، احد الجنود وهو يلوح بيديه ويطرد الفلسطينيين من المكان. "هيا، خلص، روح الى بيتك، ما معك رخصة. الى البيت. من يتكلم العبرية". ورد عليه ساده: "هذه منطقة ب، أنت تعرف بأنك تخرق القانون". فقال الجندي: "طيروا من هنا. ما هي الصلة. لقد وقع هنا حادث. قمتم بعمل ممنوع". واستغرب ساده: ما هو الممنوع، وعندها فتح جندينا الشجاع عينين كبيرتين، كأنه لا يصدق بأن الخاضع يجادل: "هل تعرف أين حرثت؟؟ في منطقة ممنوعة. هناك"!!!

الكثيرون منكم سيستنتجون بأن الجندي يعرف عما يتحدث. صحيح. الجندي يعرف ان عليه اطاعة قائده الأعلى الذي لا يسمى غادي، والذي نزل من التل، من يتسهار وهو يحمل توراة الملك في يده. بأوامر منه، منع الجيش سكان عوريف من حراثة اراضيهم في المنطقة المعرفة بأنها منطقة ب (بالإضافة الى مناطقهم في "ج" المدفونة وراء سور من التنكيل والغزو). وكل هذا لكي تتمكنون غدا، ايها اليهود الأعزاء، المشبعين بالدعم والاحتضان، من اقامة تل العفن هناك.

بعد ظهر يوم الجمعة، نزلت مجموعة ضمت حوالي 25 مستوطنا، بينهم ملثمون، الى قطعة الأرض نفسها، واقتربت بشكل مهدد من بيوت عوريف. وقام جنودنا الرائعين، اولادنا الساحرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع: لا، لم يطلقوها باتجاه المهاجمين الذين كان بعضهم ملثمين، وانما باتجاه شبان القرية الذين خرجوا للدفاع عنها في مواجهة الغزاة. بعد ذلك، نشر المستوطنون اكذوبة ان "قواتنا تلاحق العرب الذين حاولوا التسلل الى حي لهباه في يتسهار".

وجاء من الناطق العسكري ردا على منع العمل في الأرض، ان "الدخول الى الأرض المقصودة تم تقييده مؤقتا بسبب معايير امنية في المنطقة. قوات الأمن ستضمن استمرار الحراثة في المكان في الموعد الذي سيتم تنسيقه مع اصحاب الارض، بما يتفق مع احتياجاتهم والاحتياجات الأمنية".

وبلغة مدنية: "تقييد الدخول" – يعني اعترافهم بأن الأرض تابعة للقرية. "معايير امنية" – تعني تهديد المستوطنين ومطالبهم. "احتياجات امنية" – تعني مستوى تقدير الجنود والقادة للمستوطنين والخوف منهم. "موعد سيتم تنسيقه مع اصحاب الأرض" – تعني في حرب الاستنزاف التي يديرها جيشنا ضد المزارعين الفلسطينيين حول تنسيق دخولهم الى اراضيهم – والهدف هو ان يتم استنزافهم فيتخلون عن ذلك. وعندها ستنبت الأرض الاعشاب، وادارة السرقة والطرد ستعلن عنها بأنها ارض حكومية وتسرقها لإقامة عمونة اخرى. "بشكل مؤقت" – تعني الى الأبد.

يقطعون الغصن بقوة الذراع

يكتب الوزير الاسرائيلي سابقا، ايلي يشاي، في "يسرائيل هيوم" انه عندما تم تأسيس كتيبة "ناحل" للمتدينين، ثار نقاش عام في قطاع المتدينين. وفي حينه تم عرض الادعاء بأن الجيش سيبذل كل شيء، وسيتعاون معنا من اجل تجنيد المتدينين، ولكن عندما يتحول التجنيد إلى أمر اعتيادي، سيتم ازالة كل التنسيقات وسنرى القطار المعادي للمتدينين يمس بالشبيبة المتدينة بكل قوة. وفي المقابل ادعى المؤيدون بأن الجيش هو اكثر مكان ملائم للشبيبة التي تتجند فيه.

العاصفة الأخيرة في مسألة خدمة النساء اعادتني الى ذلك النقاش. حسب ما افهم فإننا نشهد عرضا مختلفا جدا، يحاول فيه اصحاب الصلاحيات العسكرية – الأمنية، توسيعها واجبار جنود الجيش على العمل خلافا للقيم اليهودية والدينية التي تقوم عليها الدولة، من خلال استغلال ساخر للطاعة العسكرية. يجب على الجيش العمل وفقا للأوامر. لا توجد ديموقراطية في الجيش وهذا هو الصواب، ولكن في اللحظة التي ينتزع فيها وزير الأمن حرية الحسم في مسائل هي فوق الجيش وتتعلق بهوية الدولة، فانه يقود الى صدام مباشر ويخلق انتفاضة لا نعرف من سينقذنا من نتائجها.

شبيبة المتدينين تتخبط، من ينظر من الجانب الى الهجوم غير المكبوح على الحاخام ليفنشتاين – الذي اشرف على تثقيف اجيال من المحاربين – يقول لنفسه: ما شأني بهذه المشكلة. اذا كان الجيش يتعامل هكذا مع الجمهور القومي المتدين، المخلص جدا له – والذي يعرض اعلى نسبة من التجنيد – ويدوس قيمه من دون حوار ونقاش موضوعي، فأي مصير ينتظرني.

صرخة الحاخام ليفنشتاين موجهة الى القيادة الرفيعة في الجيش التي بدأت بتنفيذ الطابع المرفوض للخلط بين الشبان والشابات لغير اهداف عسكرية – وهو طابع يخلق التوتر الزائد.

في الماضي، نظم رئيس الحكومة وجبة على شرف الرئيس الروماني يون الياسكو. وتواجدت هناك مع وزراء آخرين. وقد فاجأنا الياسكو عندما قال انه يرى في اسرائيل الشعب المختار، فقط لأنه لا يوجد أي تفسير منطقي للنجاح الذي حققته الدولة بسرعة النيزك. اعتقدت في حينه انه لو صدر مثل هذا التصريح عن مسؤول اسرائيلي لتم على الفور دمغه بختم عنصري، ولكن عندما نسمعه من زعيم اجنبي يجب ان يوقظنا. وقد أضاف وقال "ان التوراة هي التي حافظت عليكم طوال التاريخ". من اللطيف الاعتقاد بأن ذلك التصريح كان اطراء يهدف لوضعنا فوق العنصر البشري والربت على الاكتاف. لكن ليس الأمر هكذا. هذا التصريح يعبر عن المبدأ الذي يحملنا منظومة قيم مختلفة ومسؤولية خاصة، تقوم على قيم الهوية اليهودية.

ظاهرا يبدو ان مسالة الهوية اليهودية المتجددة تخضع لنقاش عميق. هل يمكن حسمها بأمر عسكري؟ ليبرمان يعتقد ان الجواب نعم، انا متأكد بان الجواب لا. توجهت الى رئيس الحكومة وطلبت تدخله في الشرخ المتعمق بين عالم التوراة والجيش العزيز. يسرني انه وعد بالتدخل في الأزمة. الحوار مناسب، ولا يزال هناك مكان لمناقشة كل مسألة، لكنه لا مكان للوحشية المفترسة. لقد تصرف المستشار القانوني بشكل جيد حين منع ليبرمان من اجراء استجواب للحاخام  ليفنشتاين. هناك مكان لدعوة حاخامات الصهيونية الدينية لمناقشتهم وسماع موقفهم واتخاذ قرار.

المفتاح في الداخل

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان اللقاءات الجانبية التي جرت على هامش القمة العربية في الأردن، مثيرة اكثر بمئة مرة من البيان الختامي. عندما قرأ الامين العام للجامعة العربية القرارات السبعة عشر، التقطت الكاميرات ثلاثة حكام (رؤساء اليمن وجيبوتي والكويت) وهم يغوصون في نوم عميق. في تلك اللحظات وقف طابور طويل لدى المبعوث الأمريكي الخاص. لقد حضر جيسون غرينبلات للعمل على مدار الساعة في الجانب الأردني من البحر الميت. والنتيجة: الرئيس المصري السيسي هبط في واشنطن امس للقاء عمل منظم مع ترامب. وفي منتصف الأسبوع سيصل ملك الأردن عبدالله، وفي نهاية الشهر سيصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

رسميا، كما يدعون في الجانب العربي، فان مفاتيح اعادة تحريك العملية السياسية باتت في الداخل. سافروا بسلام. فبعد ان ازالت القمة العربية الغبار عن مبادرة السلام السعودية، لم يتبق الا ادارة المحرك. وستأخذ مصر على عاتقها دور القيادة، والأردن يجري تعريفه "كشريك رئيسي"، واسرائيل تتمسك بدور الهامس على التل. هكذا، يشمر طاقم ترامب عن ساعديه لتركيب طاولة العمل. وهذا هو سبب كون ابو مازن آخر المدعوين الى البيت الأبيض. ملك المغرب وحده، الذي فقد الاهتمام بالقمم العربية، تهرب من دون الاعتذار. رئيس المخابرات الأردنية فيصل شوبكي، الذي جعل الملك يقفز في اللحظة الأخيرة ويقوم برحلة محرجة للاستجداء في قصر الملك في الرباط، دفع الثمن بوظيفته وتم فصله.

الأمور عالقة في القدس. عندما يرد نتنياهو على المبادرة العربية بقرار انشاء مستوطنة بديلة لمستوطني عمونة، ينفجر العرب. لقد شطب الحكام العرب التطبيع من القاموس. منذ الان قالوا "المصالحة التاريخية" مع كل العرب مشروطة بموافقة اسرائيل، او ان ترامب يجبر نتنياهو على تقبل حل الدولتين وتلتزم اسرائيل بالانسحاب الكامل الى حدود 67. بكلمات اكثر بسيطة، عندما يبدأ اليمين بالضغط، سيكون لدى العرب حجة: عمق التعاون من الجانب العربي سيماثل عمق التنازل الاسرائيلي. كلما تحصن نتنياهو وتنازل له ترامب، سيبقى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني عالقا.

وهناك جانب آخر، لا يقل اهمية عن اللقاءات في البيت الأبيض. عندما يشير المحللون لدى السيسي الى "الكيمياء الجيدة" التي نشأت مع ترامب، فانهم يقصدون مصلحة اقتصادية. مع او بدون تحريك العملية السياسية، يمنع السماح بسقوط مصر. ليس سرا ان مصر عالقة في ضائقة اقتصادية. لا يجب ان تكون خبيرا كبيرا لكي تقدر بأن الحشود الغاضبة والجائعة يمكن ان ترجع الى الميادين. ويسود مثل هذا الوضع في الأردن، ايضا. خلافا لأوباما، لا يتأثر ترامب من اوضاع حقوق الإنسان في منطقتنا. انه ينظر الى الأرقام، واسرائيل تساعده لكي يفهم بأن على الادارة دعم الأنظمة.

لقد شاهدنا الرئيس المصري، في لحظة درامية، يغادر قاعة القمة العربية عندما بدأ حاكم قطر بإلقاء خطابه. لم يكن هذا الخروج مجرد اشارة الى "العصبية" السائدة بين البلدين. من المهم ملاحظة التدخل الامريكي من وراء الكواليس، محادثات التوبيخ التي حظي بها نجل الملك السعودي، والتي قادت الى المصالحة بين الملك سلمان والسيسي. ها هي الصفقة الدائرية: اذا كان جلالة الملك السعودي معنيا بالتعاون مع ادارة ترامب، واذا كان يحلق فوق رؤوس الجميع ظل التهديد الايراني، يجب على السعودية التجند وتقديم حصتها. هنا، على هامش القمة، نجحوا بإعادة ارساليات النفط الى مصر، وعلى الطريق سيتم فتح المحفظة ومساعدة ملك الأردن، ايضا.

المتشائمون لا يتواجدون لدينا فقط. صحيح انهم لم يطلقوا تهديدات، لكن رئيس الحكومة نتنياهو تلقى ضربة كبيرة من ملك الأردن. لقد أصر عبدالله على التحذير من ان "اسرائيل تتآمر على جهود السلام". كما يبدو الأمر، فان ترامب بدأ يستوعب بأنه تلقى صفقة معقدة. في الوقت الذي يبحث فيه مستشاروه عن صيغة، نوصي بقلب الترتيب: تحرير السدادة السياسية بواسطة الخبز والزبدة. مشاريع اقتصادية اولا، نوع من التجند الميداني، وعندها فقط فتح الطاولة وجلب الاطراف حولها.

 

اخر الأخبار