فعل مروان ..فماذا فعل أصحاب التكليف في مركزية فتح؟

تابعنا على:   02:10 2017-04-22

أمد/رام الله - خاص: وزعت المهام التنظيمية على أعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح، من نائب الرئيس الى ملف التواصل مع الاسرائيليين، وأخذ كل عضو مهمته ووضعها في حقيبته، وحده الذي يقضي عقوبة السجن خلف القضبان والذي حصد أعلى الأصوات وفاز بعضوية المركزية ظل بدون تكليف تنظيمي ، ولو تكليف رمزي يحترم أسره ونضاله وناخبيه، وتجاوزاً لكل صغيرةٍ لم يعطِ تصريحاً ولو مقتضب على هذا الفعل الغير متوقع، صمت مروان البرغوثي شهرين كاملين بعد توزيع المهام واستثناءه منها، بذرائع متعددة وحجج كلها واهية ، ولكن صمته لم يكن استسلاماً ولا رضوخاً ولا خمول عزيمة، بل جاء رده فعلاً على الارض بتحريك كل الوطن من شماله الى جنوبه، لكي يتضامن مع الأسرى .

مروان البرغوثي قائد معركة الاضراب الأكبر في سجون الاحتلال، يخوض من زنزانته، واحدةً من أصعب المعارك مع الاسرائيليين، بل يحرك معركته"السلمية" بكل دقة وذكاء، واستطاع أن يصل الى الصحافة الدولية والأشهر في العالم لكي يقول ما يريد ويعرض مطالب الأسرى، وهذه المهمة التي نفذها بدون تكليف تنظيمي، ولا رسمي، وضعته أمام شعبه في ميزان مختلف عن الاعضاء المركزيين الذين حملوا مهام ولم يسمع عنهم أحد ،ولم ينفذوا مهمة تذكر، باستثناء المهام الروتينية والاعتيادية والتي لم تتجاوز مستوى الانتباه .

والبرغوثي الأسير خلف قضبان السجان، المقيد بالحديد، والمحروم من نثريات ومصاريف قيادة وسفريات يمين وشمال، وفاقد حتى حذاء قدميه الانيق، استطاع أن يطير بلا أجنحة ويصل صوته وأثره الى فضاءات واسعة من ارجاء المعمورة، ونحج بخطاب واحد أو اثنين أن يحقق مالم يحققه الذين خذلوه، وظنوا أنه ضعيف وبدون حول ولا قوة ، فحرموه من أي تكليف ولو تشريفي في مركزية حصد فيها أعلى الاصوات.

وإن كان بعض الكتاب الاسرائيليين قد ارادوا استخدام الاضراب وقيادة مروان البرغوثي لها لحرفها عن أهدافها بالترويج أن معركة مروان ليست مطلبية بل مصطنعة وتستهدف الزعامة، ورد الاعتبار له من بعد تهميشه في قيادة فتح، هذا كلام عارٍ عن الصحة، فالقيادي الميداني في فتح مروان البرغوثي ، استطاع من قبل أن يحرك الشارع الفلسطيني ، وأن يعقب الضربة ضد الاحتلال وجيشه بضربات متلاحقة، وأن يثبت بقدرته وذكائه ثقله في الوجدان النضالي الوطني، ولم يكن طالباً لزعامة ينافس عليها الرمز ياسر عرفات، ولا منصباً يستثمره لمصالحه الشخصية، بل استطاع أن يسجل نضاله دون تحريف أو تزوير، ولو أراد فعل ما كتبه البعض الاسرائيلي لفاوضهم هم على أن يكون زعيماً وفق مقاساتهم، ويدخل في صفقة تنجيه كشخص، وتضعه في اعلى المناصب، ولكنه دخل اليهم من بوابة الشرف الوطني، ليفتحوا له زنزانته، ويضيقوا عليه، ويمارسوا بحقه أشد أنواع التعذيب النفسي .

ولأن مروان المحرك الأول لإضراب الاسرى من أجل تحسين ظروف اعتقالهم، وضع الكل في الحركة الاسيرة داخل السجون الاسرائيلية على المحك، لذا وجدوا انفسهم معاً في صف واحد، لا تمزقهم افكار مختلف عليها، ولا تبعدهم ايدلوجيات مترامية في العقول، بل سارع الكل الى دعم خطوته، ورفع الصوت عالياً لتوحيد المطالب وتطويرها اذا احتاج الأمر.

وعلى الذين يتمتعون بالحرية، مستويات قيادية وميدانية ومدنية وعامة ، أن يقفوا خلف الأسرى اليوم، ليس بنصب خيام للاعتصام فحسب، ولكن بتحريك الشارع الفلسطيني برمته، فكلما ازداد الحراك زاد الضغط على الاسرائيلي، وقصرت أيام الاضراب.

اما مركزية فتح التي لم تتداعى حتى اليوم الخامس من اضراب الأسرى للاجتماع وبحث ما يجري واصدار موقف واضح وصريح تجاه اضرابهم، والاكتفاء بإرسال رسائل مغلقة من قبل هذا العضو او ذاك او زيارة خيمة هنا أو هناك، او اصدار تصريحات شخصية ، باهتة ومكررة وغير صريحة، عليها أن تخجل، ولتجتمع وليدعو رئيسها لإجتماع عاجل لتنفيذية المنظمة والأطر الوطنية الأخرى ، لدعم واسناد الأسرى وتبني مطالبهم، وخوض غمار النضال من أجل تحقيقها، وتشغيل السفارات والمؤسسات في الخارج من أجل قضيتهم ، فالوقت ليس بسيطاً ومروره بارداً على القيادة،  فأنه يمر جمراً على الأسرى المضربين .

وإن كان من الخجل نصيب فلتعقد مركزية فتح اجتماعاً استثنائياً، ولتكلف مروان البرغوثي بملف واضح وصريح ولو كان مرتبطاً بالواقع الذي يعيشه الآن، تكليفاً يرفع من قيمة المركزية نفسها وليس لرفع قيمة مروان المرفوعة أصلاً الى أعلى مستوياتها هذه الأيام.

 

 

اخر الأخبار