معاناة الأسرى الفلسطينيين في باستيلات الاحتلال الإسرائيلي الصورة الأوضح لمعاناة شعبنا العربي الفلسطيني

تابعنا على:   15:44 2017-04-23

جمال أبو غليون

نتيجة معانات الأسرى الفلسطينيون في باستيلات الاحتلال الإسرائيلي من الأهمال الطبي ، وسوء الطعام والشراب ، والحرمان من زيارة الأهل ، والعزل الانفرادي ، وحرمانهم من ابسط حقوهم التي تكفلها كافة المواثيق الدولية وحقول الانسان بدأ الأسرى الفلسطينيون في باستيلات الاحتلال بقيادة الأخ المناضل مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إضراباً شاملاً عن الطعام يوم الإثنين الموافق 17/4/2017 م بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني للمطالبة في تحسين أوضاعهم داخل باستيلات الاحتلال .

ومن خلال إيمانهم بعدالة قضيتهم أثبت الأسرى الفلسطينيون أن الكف باستطاعتها أن تهزم المخرز ، لذلك خاضوا معاركهم طويلة الأمد مع السجان بأمعائهم الخاوية على مدار سبعة عقود واستطاعوا بفضل الله ثم بصبرهم على الجوع أن يفرضوا على السجان الانصياع والخضوع لمطالبهم المشروعة التي كفلتها كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولي التي ادار لها السجان ظهره .

مليون جربوا الاعتقال منذ 1948 ... سلاحهم الصمود والاضرابات

منذ عام 1948 بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في باستيلات الاحتلال مليون أسير تقريباً ومن هذا الرقم يتضح أنة لا يوجد عائلة فلسطينية في فلسطين التاريخة إلا وجربت هذه الاعتقالات التي طالما كانت ومازالت طقساً يومياً تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي من ضمن اجراءات أخرى كبيره في صراع وجودي مع الاحتلال نكون أو لا نكون .

وحقيقة الأمر فإن اعتقال الأسرى يأخذ مساراً طويلاً وصعباً وشاقاً يبداً يلبعنجسة والرعب اثناء العملية الاعتقالية التي تمارسه قوات الحتلال والتي تتم عادة في منتصف الليل وقبيل بزوغ اشعة الشمس مع كل ما يصحبها من ترويع للأمنين مروراً بالضرب والاهانات والتحقيق والتنقل المذل وجلسات المحاكم وظروف الاعتقال السيئة والحرمان من الزيارات الدورية بحجج واهية بالإضافة إلى العزل والاضرابات المختلفة والمتكررة بما في ذلك الإضراب عن الطعام على طريق الحرية والكرامة.

ورغم توقيع اتفاق اوسلوا ومنذ 24 عاماً تقريباً لم تفرغ باستيلات الاحتلال من اسرانا الاشاوس حيث إن الأرقام الإحصائية تقل أو تزيد وفقاً للحالة الأمنية في فلسطين المحتلة .

 

الانتشار الجغرافي لباستيلات الاحتلال :

إن الهدف من إقامة دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة هو السيطرة على الأرض وتهجير الإنسان الذي ظل متمسكاً بأرضه مسجلاً أروع أسطورة يحتذى بها لارتباطه بأرضه ووطنه لذلك أقدمت سلطات الاحتلال الكولونيالي الإسرائيل وقبلها سلطات الانتداب البريطاني بافتتاح العديد من الباستيلات ومعسكرات الاعتقال للزج بمئات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين بها في ظل ظروف وشروط قاسية ، ومما يدل على قساوة هذه الباستيلات استشهاد المئات من أسرانا البواسل في أقبية التحقيق ومعازل الحبس الإنفرادي بالإشافة إلى المئات من الأسرى الذين استشهدوا متأثيرين بأمراض أصيبوا بها أثناء الأسر وتلك الباستيلات التي أعدت كمقابر ومسالخ للأحياء تنتشر في المدن الفلسطينية كافة على شكل شبكة عنكبوتية غالبيتها مقامة إما على التلال المشرفة على المدن إذا كانت المدن أسفل تلك التلال أو في السهول إذا كانت المدن تشرف على السهول أو في الوديان وهي بنايات ضخمة يمكن مشاهدة جبروتها وسلطتها من نوافذ البيوت وساحاتها علماً أن هذا الإنتشار ييرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرقابة وفرض السلطة ويبقى منظهرها الدائم كالسيف المسلط على الرقاب بهدف اخضاع السكان ، وإظهار سيطرة المحتل كسلطة رقابة وقمعة ، وتنتشر الباستيلات في فلسطين المحتلة وفقاً لثلاث مناطق جغرافية هي :

1- باستيلات في شمال فلسطين ؛ وتشمل : شطة ، الدامون ، صرفند ، الجملة «كيشون» ، تلموند ، هداريم .

2- باستيلات في وسط فلسطين ؛ وتشمل : ( سجن الرملة ، كفار يونة ، المسكوبية ، عزل أيالون ، نستان ، نفس ترتسا (سج للنساء مشترك بين معتقلاتأمينات وأسيرات فلسطينيات) ، عتيليت (الكرمل) ، الرملة ، عسقلان ، سالم ، عوفر ، مجدو ، ... إلخ .

3- باستيلات في جنوب فلسطين ؛ وتشمل : سجن نفحة ، بئر السبع ، عصيون ، أنصار 2 ، النقب «كيتسيعوت» ، ... إلخ .

 

اعتقالات محمومة

بناءً على تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحرين الفلسطينيين ، ونادي الأسير والجهاز المركزي للاحصاء الصادر يوم 14/ إبريل / 2017م

يقبع حالياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي 6500 أسير بينهم 300 شبل و57 أمرأة منهن 13 زهرة ، فيما بلغ عدد الأسرى القدامى ما قبل اتفاق أوسلو 44 أسيراً وعميدهم البطل الأسير كريم يونس الذي اعتقل عام 1983 وهو من قرية عارة في الداخل الفلسطيني ، في حين أن عدد الأسرى الإدارين بلغ عددهم 500 أسير ، أما الأسرى المرضى في سجن الرملة بلغ عددهم 20 أسيراً ، بينما نواب المجلس التشريعي الذين تم اعتقالهم فقد بلغ 13 نائباً ، والشهداء 210 بما في ذلك الشهداء الذين اعدموا بدم بارد.

اما أسرانا في باستيلات الاحتلال منذ عام 2000 فقد اعتقل 100 ألف أسير و 1500 أسيرة وبلغ عدد الاشبال الذين تم اعتقالهم 15000 أسير في حين أن عدد الوزراء و نواب المجلس التشريعي الذين تم اعتقالهم بلغ 70 أسيراً بينما بلغ عدد من تم اعتقالهم إدارياً 27000 أسير بما في ذلك قرارات التجديد .

 

حرب محمومة

في السنوات الاخيرة مارست سلطان الاحتلال العنصرية ممثلة في مصلحة لسجون على الأسرى الفلسطينيين في باستيلات ومعسكرات الاحتلال حرب محمومة تمثل اشتباك صعب ومؤلم وعدوان صارخ على الأسرى في محالة من سلطات الاحتلال العنصرية للنيل من كرامتهم وحقوقهم ضاربة عرض الحائط في كافة الأعراف والقوانين الدولية من خلال الآتي :

1- الاعتقال : شنت سلطات الاحتلال حملة اعتقالات محمومه وشاملة تركز على الأطفال القاصرين تحوّلت إلى عقاب جماعي للشعب العربي الفلسطيني .

2- سياسياً : ، تم اعطاء ضوء اخضر لاجراءات قمعيه مشددة اتجاه الأسرى بغطاء ديني من خلال فتاوى حاخامات الاحتلال الفاشي والمفعمه بالكراهية للأسرى تم اعطاء ضوء اخضر لاجراءات قمعيه مشددة اتجاه الأسرى .

3- تشريعياً : عبر تحويل الكنيسيت إلى ورشة عمل تتجلى فيها كافة المعايير والمقاييس العنصريه في تشريع قوانين قاسية وشرسة ضد حقوق الأسرى وتخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية الإنسانية حيث سنت :

أ- قانون اعتقال الأطفال دون 12 عاماً ورفع الأحكام بحقهم ، وفي حقيقه الأمر فإن الأطفال يحظون بشكل من الحماية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني من خلال الحماية العامة كونهم مدنيين ، والحماية الخاصة التي يتمتعون بها بصفتهم أطفالاً وقد نصت الاتفاقات الدولية على حماية الأطفال خلال النزاعات المسلحة ؛ حيث أكدت اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاهما الإضافيين عام 1977 على توفير حماية خاصة لصالح الأطفال ، إلا أن سلطات الاحتلال ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية و فتحت سجوناً للأطفال كان أحدثها سجن «جعفون» الذي افتتح في نوفمبر 2015م .

ب- قانون السماح بتعذيب المعتقلين .

ج- قانون الاعتقال بمجرد الاشتباه

د- قانون التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام في منتصف عام 2014 .

4- قضائياً : اعتقالات تعسفية وإصدار أوامر إعتقال إداري دون أمر قضائي ودون محاكمة أو لائحة اتهام ويتسيع نطاق الاعتقال الإداري ليشمل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي واعتقال النواب والنشطاء السياسييين والصحافيين واعتقال أطفال إدارياً وتجديد الاعتقال عدة مرات .

وغالباً ما تتم عمليات المداهمة والاقتحامات للبيوت وتفتيشها والضغط على على الأسرى من خلال أفراد أسرهم وتتم هذه العملية في منتصف الليل أو قبيلي الفجر بحيث يكون هدفها إلى جانب الاعتقال هو ترويد المزيد من الفلسطينيين الأمينين في منازلهم وغالباً ما يتم احتجاز الأسرى فترة طويلة دون السماح لهم برؤية المحامين أو مثولهم أمام قاضٍ يمكنه تجديد أمر منع مقابلة المحامين .

أما الاعتقال الإداري فهذا نموذجاً صارخاً على الاعتقال التعسفي إذ يتم اعتقال الأسير لمدة تتراح بين شهر إلى ستة أشهر قابلة للتجديد بشكل متواصل لبعض الأسرى دون توجيه تهمة ، مع عدم السماح له أو للمحامي بالاطلاع على التهمة الموجهة له ودون المثلول أما محكمة وتوجه له العديد من التهم في لائحة يعدها جهاز الخابرات الإسرائيلية ، وإذا لم يعترف يتم إبلاغه بالاعقال الإداري ودائماً تبقى هناك ذرية «الملف السري» و «الأسباب الأمنية» التي تستخدمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أي وقت لاعتقال من تريد عبر الاعتقال الإداري الذي قد يممد لعدد غير محدود من المرات وهو ما يخل بقانونية الإعتقال ويجعله اعقال تعسفي أيضاً.

5- انسانياً : غالباً ما يشترك في تعذيب الأسرى مختلف الجهات القضائية والأمنية والطبية للإحتلال كسياسة مدروسة وممنجهة و وبتصريح من الجهاز القضائي الذي يجيز إستخدام وسائل وأساليب تعذيب محرمة دولياً ضد الأسرى لانتزاع الاعترافات تشير التقارير أن 95٪ من المعتقلين تعرضوا إلى تعذيب اقاسي وإساءة من قبل المحققين والجيش والتعذيب نوعان هما :

أ- التعذيب الفردي منذ وصول الأسير إلى أقبية التحقيق :

كما تحدثنا أنفقاً فإن عملية الإعتقال غالباً ما تتم بعد منتصف الليل وقبيل ساعات الفجر وهذه العملية تأخذ مساراً طويلا وصعبا وشاقاً يبدأ بالرعب الذي تمارسه قوات الاحتلال أثناء الاعتقال مع كل ما يتبعا من ترويع كبير للأمنين مروراً بالضرب المبرح والاهانات والتحقيق والتنقل المذل وجلسات المحاكم وظروف اعتقالية سيءة وحرمان الزيارات والعزل الأنفرادي حتى الإضراب عن الطعام حتى الشهادة ، فعند وصول الاسير إلى أقبية التحقيق ومراكز التوقيف المنشرة فإنهم يتعرضون إلى أبشع صور التعذيب التي تحرمها القوانين الإنسانية الدولية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر :

1- التفتيش العاري واليدين مقيدتين بهدف كسر وتحطين إرادة ونفسية الأسير وزعزعة إيمانه بالقيم بهدف محاولة كسر صلابته الأخلاقية والوطنية

2- الضرب المبرح حيث يتعرض الأسير للصفع والركل على كافة الجسم بما في ذلك الأماكن الحساسة ، بالاضافة إلى الخنق .

3- الشبح وقوفاً أو على كرسي حديدي مع تقييد الأيدي إلى الخلف أو الشبح وقوفاً على بلاطة غير ثابتة (متحركة) أو التعذيب العنيف الذي يؤدي إلى إصابة أو شلل جهاز الأعصاب وقد يؤدي إلى الوفاة أو وجود عاهات مستديمه تصبح مصاحبة للأسير طوال حياته .

4- وضع كيس على رأس الأسير يكون منقوع في البراز والبول ويصبح لونه أسود يؤدي إلى تشويس الذهن وإعاقة التنفس .

5- الكي بالنار عن طريق وضع لفافات من الورق بين أصابع أقادم الأسير وإشعال النار فيها والإيدي والأرجل مكبلة .

6- التعذيب بالصعقات الكهربائية إما بتعريضهم لها مباشرة أو عن طريق ربط أسلاك الهاتف في حلمتي صدر السجين ، وإجراء مكاملة هاتفيه لكي يسير التيار الكهربائي في جسده ويسبب له آلاماً حادة خاصة في الأجهزة العصبية.

7- حقن الأعضاء التناسلية للأسرى بمواد كيماوية إضافة إلى حقن الشرج بالماء ، ووضع أعيرة ناريه بفتحة الشرج

8- استخدام الكلام البوليسية الشرسة ضد الأسرى .

9- تقنين الماء والهواء , والتحكم في الكمية المسموح بدخولها إلى غرف الأسرى من خلال وضع الألواح السبست والزينكو على الشبابيك .

10- المكرهة الصحية داخل الغرف نتيجة وجود سطل الفضلات (الجردل) حيث يقضي الأسرى فيه حاجتهم من وراء ساتر أو على تنكة تكون خارج الغرفة يخرج الأسرى إليها ثلاث مرات في اليوم على شكل طابور لقضاء حاجتهم وكثيراً لا يكاد يبدأ الأسير في قضاء حاجته إلا ويسمع طرقاً على الباب يطالبه بالإسراع في ذلك وإذا تأخر بفعل الإمساك ، يفتح الباب عليه من قبل السجان ويتم سحبه وجره وهو عارٍ تحت ضرب السياط .

11- الحرمان من النوم لفترات طويلة .

21- معاقبة أسرهم باعتقال الزوجه والأم في محاولة لإجبار الأسرى على الاعتراف .

31- ضيق غرفة المعيشة نظراً للازدحام حيث كان نصيب الأسير في سجن طولكرم مساحة لا تتجاوز 04.1م المساحة كانت اقل من ذلك بكثير خاصة في سجن نابلس والخليل وغيره من السجون.

41- حرمان ونقص حاد في العلاج حيث كان يصرف للمريض حبة الأكامول وهذه الحبة السحرية تعالج كافة الأمراض بالاضافة إلى نقلهم للعلاج في شاحنات وهم مكبلو الأيدي والأرجل بدلاً من عربات الإسعاف وهذا الأمر ينطبق على الأسيرات في سجن نفي ترتسا خاصة اللواتي اعتقلن وهن حوامل حيث يحرمن من تلقي العلاج والمساعدة من مرحلة الولادة وينجبن وهن مكبلات الأيدي والأرجل دون تقديم العناية الطبية لهم في السجن سوى الأكامول .

51- إجبار الأسرى على العمل في المنشآت العسكرين داخل الباستيلات بغية كسر الروح المعنوية للأسرى وهي شكل من اشكال الاستغلال الجسدي والنفسي وبشكل لا إنساني ولا أخلاقي يجسد العبودية في طورها الأولى مما دفع أسرانا إلى تحديد موقف منها فيما بعد لمقاومة هذه السياسة الاجرامية الهادف إلى تفريغهم من محتواهم الفكري والوطني خاصة بعد هزيمة 7691م ومن المجالات التي اجبر الأسرى العمل فيها والتي تعتبر أشغال شاقة :

1- تشغيل الاسرى في معدات الجيش الثقيلة حيث فتحت ورشات لصناعة جنازير الدبابات في سجن عسقلان وأصبح الأسير المقاتل القادم من خلف الحدود من أجل تدمير دبابات وآليات العدو صانعاً لها تحت ضغط الضرب بالعصي الذي كان يوصل السجين إما للشهادة أو يعيده مغطي بدمائه في حال رفضه القيام بهذه الاعمال .

2- العمل في صناعة شباك الدبابات أو ما يعرف بشباك التمويه وكان الأسرى يتعرضون للتنكيل أثناء قيامهم بهذا العمل الإجباري ، وهذه الشباك تنسج وهي خضراء اللون كلون أوراق الشجر توضع على الدبابات أو على الثكنات العسكرية لتخفي حركة الجنود داخلخا إلى جانب أنها تظلهم من الشمس .

3- العمل في صناعة الحصر : ارضيه تصنع من البلاستيك أو القش ، وكان الأسرى يجبرون على الجلوس عليها أثناء النهار ويمنعون من الجلوس على فرشهم .

4- العمل في البناء أجبر الأسرى على العمل في هذا الفرغ الخاص بتوسعة السجون كإضافة أقسام جديدة أو بناء زنازين جديدة لاستيعاب أسرى جدد

5- غسل الملابس وكيها ، وتنظيف غرف الضباط والسجانين والساحات العامة في السجون .

6 العمل في صناعة الحقائب حيث أشرف على هذا العمل أحد مسؤولي المصنع ويدعي (بيرمن) حيث افتتح فرعاً لمصنعه في المعتقل بالاتفاق مع إدارة السجن وكان ينتج مختلف أشكال واحجام الصناعات الجلدية

7- العمل في صناعة المماسح القماشية وكان يشرف عليها فرع المصنع ونفس الشخص السابق .

8- العمل في الكرخيا - الكرخيا كلمة عبرية تعني معمل تجليد الكتب، وهو مرفق انتاجي لصناعة الدوسيات والأوراق الرسمية لدوائر حكومة الاحتلال .

9- العمل في المنجرة وكان المرفق يشكل رافداً اقتصادياً مهما لشركة تنوفا الإسرائيلية حيث كان يزودها بالصناديق الخشبية التي كانت تحمل عليها منتجات الشركة .

01- صناعة الشموع المستخدمة في أعياد اليهود .

وغير ذلك من الصناعات التي لا يتسع المجال لذكرها .

 

ب- التعذيب الجماعي :

< اقتحامات متواصلة للغرف والاقسام المختلفة للزسرى والتنكيل بهم ومحاولة إذالالهم ونقلهم تعسفياً والاعداء على الأسرى بالضرب واطلاق قنابل الغاز بين الاقسام و المعازل .

< اجبارهم على خلع ملابسهم وتركهم لساعات طويلة في البرد القارس وهم مكبلو الأيدي والأرجل وكات تصل درجات الحرارة أحياناً 10 درجات تحت الصفر

< العزل الانفرادي والجماعي للأسرى حيث يقبع بعضهم في العزل لفترات طويلة قد تمتد لسنوات في معازل انفرادية لا تتجاوز مساحتها عن 2 * 5.2م حيطانها خشنة رمادية اللون محكمة الإغلق معتمة يوجد بها فتحة بسيطة لدخول الهواء والباب غالباً من الحديد به ثلاث فتحات عليها شبك لاصدار أوامر للأسير واخرى في المنتصف لادخال الطعام أو تقييد الأسير إذا ما طلب للتحقيق وغلباً ما يؤدي إلى جروح أيادي الأسير ونزف الدم اثناء تزيين معصميه بالاصافد والاخرى على مستوى القدم تفتح وذلك ربط ارجل الأسير بالاصفاد .

< النقل التعسفي بين السجون والأقسام .

< حرمان الاسرى من الدرجة الأولى للقرابه ( أب وإبن ، أخوة) من التجمع في نفس السجن في بعض الحالات .

< اطلاق الرصاص في الساحات

< حرمان بعض الأهالي من الزيارات حيث كانت تستغرق رحلة الأهل لزيارة اسراهم ساعات طوال وعند الوصول يتم ابلاغهم بمنع الزيارة بحجج أمنية سواءً للأسير أو الأهل ، بالإضافة إلى وضع حاجز زجاجي بين الأسير وعائلته خلال الزيارة وبعضهم منع من الزيارة سنوات ؛ مثل الأسير البطل عبدالله البرغوثي الذي منع من الزيارة وعندما رفع المحامي قضية لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية سمع لإبنته ذات السبع سنوات بالزيارة إلا أن جهاز المخابرات «الشاباك» منع الزيارة

< دفع الغرامات المالية الفردية والجماعية بحجج واهية .

< قطع الامدادات الكهربائيه

< حرمان الأسرى من استعمال المراحيض .

< الحرمان من الكنتين لعدة اسباب ومنها رفض الأسرى الذهاب للاعمال سالفة الذكر . .

< الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاجات اللازمة للأسرى وخاصة المرضى والجرحى حيث أن كثيراً من أطباء الباستيلات الذين هم في الأساسنتاج المؤسسة العسكرية للاحتلال يحاولون تدمير الروح المعنوية للأسرى من خلال الحديث عن الوضع الصحي المبالغ فيه للأسير بغية كسر إرادته وتحطيمه نفسياً.

< النقل التعسفي بين السجون والأقسام وكثيراً ما يكون الأسير كعب داير - أي اجبارة على التنقل بين السجون بحيث لا يبقى في سجن أكثر من ثلاث شهور .

 

ج- غرفة التعذيب المتنقلة «سيارة البوسطة « ... القبر المتحرك :

تقوم إدارة مصلحة السجون وقوات قمع السجون (النحشون) بأساليب تعذيب قاسية بحق الحركة الأسيرة منذ الاعتقال ومروراً بالتحقيق والتوقيف وخلال التحقيق معهم ثم لدى نقلهم إلى المحاكم والمستشفيات، وعربة تشكل وحدها محطة إذلال نفسي وجسدي كبير إذ يقضي الأسرى داخل غرف ضيقه حديديه في عربه نقل ساعات طويلة تحت حر شديد أو برد شديد دون أن يتمكن أحد منهم من الحركة أو قضاء حاجته أو طلب شربة ماء .

عبارة عن سيارة كبيرة ومصفحة محكمة الإغلاق يتم فيها نقل الأسرى الفلسطينيين من وإلى محاكم الاحتلال، أو للتنقل بين السجون المختلفة مع التوقف في «المعبار» ، والمعبار كلمة عبرية تعني مركز النقل ، وهو محطة يتم فيها تجميع الأسرى من سجون مختلفة أثناء تنقلهم وترحيلهم بين باستيلات الاحتلال ، أو أثناء ذهابهم إلى لمحاكم أو في حالات الاستدعاء إلى مراكز التحقيق الإسرائيلية ، وفى بعض الأحيان دون سبب لمجرد الإيذاء والتضييق وفي احيان اخرى بغرض تنفيذ قرار تعسفي حتى يحرم الأسير من حياة الاستقرار ، أو كنوع من عمليات تدوير الأسرى بين السجون ضمن سياسة مصلحة السجون الاسرائيلية التي لا يسمح لبعض الأسرى المكوث في نفس السجن لأكثر من ثلاث شهور وفي هذه الحالة يطلق عليهم «كعب داير» ، ويكون الأسرى فيها في حالة يرثى لها ،

عند دخول السيارة يجب أن يتهيأ الأسرى للرطوبة والروائح الكريهة والشعور بالدوار والغثيان وهي مقسمة إلى زنازين إنفرادية للأسرى المسجلين «خطر» توصد بالأقفال مغلقة من كل الجهات لا يرى الأسير خارجها شيئاً ، و يمنع من مقابلة زملائه الأسرى داخلها إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة يتابعها النحشون ، من خلال حجرة منفصلة ، والنحشونهم وحدات القمع الخاصة بالسجون، ويغلب عليهم الحقد والعنصرية والسلوك الفاشي والهمجي، إضافة للقوة الجسدية، وعادة ما يكونون من المتطرفين الحاقدين على كل ماهو فلسطيني وعرب .

البوسطة مقسمة إلى عدة أقسام هي :

1- المقدمة حيث يجلس السائق خلف المقود ،

2- خلف السائق تماماً مكان مخصص لوحدة « الناحشون الإجرامية» التي ترافق الأسرى في تنقلاتهم ومدججين بالأسلحة الفتاكة وترافقهم الكلاب البوليسية المدربة والوحشية ، والتي كثيرا ما هاجمت الأسرى، وأصابت بعضهم بجروح .

3- الجزء الأكبر من البوسطة مقسم لعدة زنازين مخصص للأسرى الذين ينقلون إما إلى المحاكم أو إلى سجون أخرى .

ويوجد بها ما يطلق مجازاً كراسي مصنوعة من الحديد ، والجلوس عليها يسبب الآلام والأمراض ؛ مثل : البواسير ، ومفاصل العظام ، وأوجاع الحوض وهي حارة جداً صيفاً ، وباردة جداً شتاءً ، والتهوية في البوسطة يعتمد على المكيف وفي كثير من الأحيان يعمد السجانون على إطفاءه أثناء النهار بحيث يترك الأسرى يغرقون في عرقهم مع الشعور بالاختناق لقلة الأوكسجين وازدحام المكان ووإذا كان النقل خلال الليل يتم فتح المكيف أو فتحات الهواء العلوية بحيث تصبح درحة الحرارة تحت الصفر خاصة في فصل الشتاء .

يمكث الأسير في البوسطة فترة طويلة ولا يسمح له أثناء التنقل تناول الطعام أو الماء ول ايسمح له قضاء حاجته أو أداء الصلاة بالاضافة إلى امكانية نقل اسرى جنائيين خطرين في نفس الحافلة ولا يجود في سارة البوسطة أي استثناء حيث يتم نقل الأسرى المرضى فيها ويضعون في زيدهم وأرجلهم القيدون دون مراعاة لحالتهم الصحية وفي حالات عديدة يفتق الجرح ويعود المرض للأسير من جديد بسبب نقلهم في هذه السيارة اللعينة وغالبية الأسرى المرضى يتمنون الموت في غرفهم على الذهاب في هذه السيارة اللعينة والأسير المسن يمضي وقت النقل بين التألم ولاتوجع والعذاب .

 

الاضرابات :

تتعدد صور الإضرابات قبيل الوصول إلى الاضراب المفتوح وفق التالي :

1- العد الصباحي : كان أثناء العد الصباحي يقف الأسرى ، وينادى اسم السجين ويطلب ممن يخرج اسمه أن يقول : «نعم سيدي» فتم الاحتجاج على تصرفات السجان والامتناع عن إعطاء العد الصباحي احتجاجاً على تصرفات المشينة من قبل بعض السجانين .

2- الاضراب عن العمل : كان يهدف السجان من تشغيل الأسرى إلى إذلالهم وإذلالهم عن طريق تشغيلهم في العديد من الورش التابعة لجيش الاحتلال أو المصانع الإسرائيلية التي لها فروع في السجون تجسيداً للعبودية وكرد على سياسة السجان المهينة للأسرى العمال والتي وصلت إلى حد القتل كما حدث مع الأسير عمر الشلبي بن مخيم النيرب في حلب والذي استشهد في 22/10/1973 إثر تعرضه لاعتداء وحشي بالضرب المبرح على رأسه اثناء عمله في مرفق المكاوي حيق قم بتكسير المكاوي احتجاجاً على عمل السخرة مما أدى إلى استشهاده ورفض الأسرى هذه السياسة الشتغيلية المهينة نابع من تيقنهم بأن ما يحدث هو استغلال اقتصادي بشع .

3- الإضراب عن الزيارة : قيام الأسرى بهذه الخطوة الاحتجاجية على إدارة السجن من خلال رفض مقابلة أهاليهم في الموعد المحدد للزيارة كما حدث في سجن الخليل حيث قامت الحركة الأسيرة بهذه الخطوة الاحتجاجية لمدة سنة كاملة بسبب وضع فاصل في ساحة الفورة بين الأسرى وأهاليهم .

4- الاضراب عن الكانتين : يقاطع الأسرى الكانتين بعد قيام إدارة السجن بعمليات مصادرة مقتنياتهم كشكل احجاجي واشهر اضراب عن الكنتن ما حدث في سجن عسقلان حين عاقب مدير السجن الأسرى العمال بحرمان من الكانتين لمدة شهرين نتيجة عدم خروجهم للعمل للاحتفال في ذكرى انطلاقه فتح في 1/1/1978 مما جعل الأسرى يتضامنون مع اخوانهم وأضربوا معهم حتى رفع الحظر عن الأسرى المعاقبين الامر الذي جعل مدير السجن يتراجع عن قراره.

5- إضراب عن الرسائل : يلجأ لهذا الشكل من الاضراب للرد على تصرفات إدارة السجن الذين كانوا يؤخرون إرسال أو استقبال الرسائل من وإلى الأسير نتيجة تدخل الرقيب الإسرائيلي فكان هذا النوع من الاضراب رداً على تلك التصرفات والتي كان يتدخل الرقيب في صياغ الرسائل ؛ كإضافة حرف «لا» قبل أو بعد كلمة ما ؛ مثل: أنام جيداً ، فيضع لا قل أنام جيدا مما يؤدي إلى تغيير من المعني إلى جانب تغييرات أخرى هذا النوع من الاضراب كان يدفع الأهل إلى التجمهر والاعتصام أمام مقرات الصليب الأحمر للاستفسار عن أبنائهم بعد انقاطع الرسائل مما يدفع هذه المؤسسات إلى الضغط على حكومة الاحتلال إعلامياً حول الموضوع . استمرت هذه الحالة حتى اضراب عام 1987م حيث تخلص الاسرى من هذه المعوقات واستعادت الرسالة شيئاً من حريتها.

6- إضراب عن الفورة : بدأ هذا النوع من الاضرابات في :

< سجن بئر السبع عام 1973 حيث أضرب الأسرى لمدة تسعة اشهر عن الخروج للفورة ومن ثم تبعه في

< سجن رام الله عام 1978م واستمرت لمدة سنه

وكذلك في المعتقلات الاخرى وعادة ما كان الإضراب عن الفورة يرافق الإضراب عن الطعام .

7- الإضراب عن زيارة الطبيب أو العلاج : تميزت الخدمات الطبيه التي تقدم للأسرى بأنها آلة القهر اليومي للسجناء حيث كان الممرضون والأطباء يعرفون بنزعتهم العدوانيه تجاه الاسرى وكثيراً ما تسبب الجهاز الطبي للاحتلال في وفاة الأسرى كما حدث مع الشهيد على الجعفري، و أبو الفحم ، وراسم حلاوه ، واسحاق المرغي في سجن نفحة كما سيأتي لاحقاً .

إن هؤلاء الاطباء جزء من المخابرات العامة في الباستيلات والذي يعمل ليل نهار على إذلال الأسرى واسقاطهم في شباك العمالة لخدمة أهدافهم ضد مصلحة الأسرى .

وكنتيجة للاضرابات الطويلة التي خاضها الأسرى ومن ضمنها مقاطعة العيادة والعلاج والتي دفعت إلى تدخل الأهالي والمؤسسات الحقوقيه والدولية دعا إدارة السجون إلى تحسين مستوى الخدمة الطبيه من خلال الاستعانه بمستشفيات ؛ مثل : سوروكا في بئر السبع ، ومستشفى سجن الرملة الذان يعتبران اقسام عزل متكاملة.

 

لا تقل لأمي أني صرت أعمى

أقتبس من رسالة بن مخيم الأمعري الأسير البطل محمد خميس براش لأمه :

«لا تقل لأمي بأني صرت أعمى، هي تراني وأنا لا أراها، أبتسم وأتحايل عليها على شبك الزيارة عندما تريد أن تريني صور إخوتي وأصدقائي وجيران الحارة، فهي لا تعرف أني أصبحت كفيفا بعد أن دب المرض في عينيّ حتى غزت العتمة كل جسدي.

 

لا تقل لها بأني انتظر عملية جراحية لزراعة القرنية منذ سنوات، ولكن إدارة السجن تماطل ثم تماطل.. وتستدعي إلى عيني كل أسباب الرحيل عن النهار. لا تقل لها بأن شظايا الرصاص والقذائف التي أصبت بها لا زالت تطرز جسدي، وأن قدمي اليسرى قد بترت واستبدلت بقدم بلاستيكية، أما اليمنى فقد تعفنت وجفت من الماء والحياة.

 

8- الاضراب عن الملابس والفرش : لجأ الأسرى إلى هذه الخطوة عندما كانت إدارة السجن خاصة عسقلان تمنع استخدام الفرش في النهار فتمرد الأسرى على ذلك من خلال القاء الأبراش بالاضافة إلى الملابس باستثناء الملابس الداخلية خارج الغرف في كانون الأول 1970 تجاهلت إدارة السجون الأمر في البداية إلا أنها تجاوبت فيما بعد مع مطالب الأسرى وسمح لهم باستخدام الابراش .

9- الاضراب عن الاستحمام والحلاقة : كرد فعل على ممارسات إدارة السجن في إجبار الأسرى على الاستحمام بشكل عارٍ وسرعة قصوى لدرجة لا يكاد أن يصبهم الماء إلا والسجان يطلب منهم العودة إلى الغرف وغالباً هذا النوع من الاضراب كان يصاحبه اضراب عن الطعام.

01- الاضراب المفتوح (معركة الأمعاء الخاوية) :

معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى في باستيلات الاحتلال تعد آخر الخيارات التي يلجأ إليها الأسرى للدفاع عن حقوقهم وتحصيلها من أنياب السجان ، وهي الخطوة الأخطر والأقسى وأكبر ملاحم البطولة والتضحية والفداء التي يلجأ إليها الأسرى في مواجهة السجان بأمعائهم الخاوية حيث يخضون هذه المعركة وهم على علم من خلال الممارسة والتاريخ أنها حصدت أرواح العديد من الأسرى الأشاوس شهداء على طريق الحرية والكرامة .

ويطلق على الإضراب المفتوح عن الطعام «معركة الأمعاء الخاوية ، وهو امتناع الأسير عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الصلبة المتوافرة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح .

ويلجأ الأسرى إلى مثل هذه الخطوة بعد نفاذ كافة الخطوات النضالية التكتيكية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين إدارة السجون واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين ، حيث أن الإضراب المفتوح عن الطعام هو وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها ، ويعتبر من أكثر الأساليب النضالية السلمية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على سلطات الاحتلال ممثله في إدارة السجون ، والرأي العام لتحقيق مطالبهم المشروعة .

جذور وامتداد الإضرابات المفتوحة عن الطعام :

يعد الإضراب المفتوح عن الطعام من الوسائل السلمية الإحتجاجية منذ قديم الزمان ، فلقد اُستخدم في كل من :

< الهند :

لقد ألغت الحكومة الهندية عام 1861 ممارسة الإضراب عن الطعام من أجل الحصول على العدالة أمام باب الطرف المخالف (عادة المدين)، مما يدل على انتشار هذه الممارسة قبل ذلك التاريخ ، وهذه الممارسة الهندية قديمة وتعود إلى نحو 400 إلى 750 قبل الميلاد.

وأكثر من اشتهر بالمقاومة السلمية “المهاتما غاندي” الذى سجن مرات لدى الحكومة البريطانية وبسبب مكانته العالمية فقد كرهت الحكومة البريطانية أن يموت وهو في عهدتها، وذلك خوفاً من تأثر سمعتها بهذا الحدث ، وشارك “غاندي” في العديد من أحداث الإضراب عن الطعام وذلك احتجاجاً على الحكم البريطاني في الهند وتبعه الكثير من المناضلين الهنود فى استخدام هذه الوسيلة النضالية ،

< بريطانيا

خاضت المُطالِبات بحق اقتراع المرأة في مطلع القرن العشرين إضراباً عن الطعام في السجون البريطانية ، وكانت “ماريون دونلوب” أول من بدأت الإضراب عن الطعام في العام 1909، وقد توفيت كل من “ماري كلارك” و”جين هيوارت” و”كاثرين فراي” وغيرهن نتيجة لما تعرضن له من إطعام قسري بالقوة .

< امريكا

لقد استخدمت المُطالبات الأمريكيّات بحق الاقتراع للمرأة أيضاً هذه الطريقة من الإحتجاج السياسي أسوة بنظيراتهن البريطانيات.

< إيرلندا

تجذرت ثقافة الإضراب المفتوح عن الطعام بعمق في المجتمع الإيرلندي والفلسطينى ، فقد استخدم الجمهوريون الإيرلنديون هذه الطريقة منذ العام 1917 وأيضاً خلال الحرب الإنجليزية-الإيرلندية في العقد الثاني من القرن الماضي، وأول إضراب عن الطعام قام به الجمهوريون قابله البريطانيون بالإطعام القسري، والذي تصاعد في العام 1917 ووصل ذروته باستشهاد “توماس آش” في سجن “مونتجوي” ، وبعد نهاية الحرب الأهلية الإيرلندية في أكتوبر من العام 1923 دخل ما يقرب من 8000 أسير من الجيش الجمهوري الإيرلندي في إضراب عن الطعام احتجاجاً على استمرار دولة إيرلندا الحرة في اعتقالهم ، وقد لجأ الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت لهذه الطريقة مجدداً في مطلع سبعينيات القرن الماضي ، وفى العام 1981م توفي عدد منهم في تلك الإضرابات كان أشهرهم بوبى ساندز الذى توفى فى 5 مايو 1981م.

< كوبا

واستخدم تلك الوسيلة السلمية الكوبيون ففي إبريل من العام 1972 قام المنشق السياسي والشاعر المسجون “بيدرو لويس بوايتيل” بإعلان إضرابه عن الطعام ، حيث عاش ما يقارب 53 يوماً على السوائل فقط ، مما أدى إلى وفاته في 25 مايو 1972

< واشتهرت العديد من الحركات الثورية التى ناضلت ضد الاستعمار وسلطات الاحتلال باستخدام هذه الوسيلة النضالية كجنوب أفريقيا ،

تصنيف الاضرابات :

أ- من حيث المدة :

أ- إضراب عن الطعام قصير الأمد :

الإمتناع عن تناول الطعام باستثناء الماء وقليل من الملح لفترة تقل عن ثلاثة أيّام بُغية استنكار موقف ما يخص قضية ، أو حالة تضامن مع شخص معزول أو مريض أو كحالة احتجاجية مؤقتة .

ب- الإضراب عن الطعام غير محدد المدة (مفتوح) :

الإمتناع عن تناول الطعام باستثناء الماء وقليل من الملح لفترة زمينة غير محدودة ، وتقترن فترة انقضائها بتحقيق المطالب التي نفذّ من أجلها الإضراب وتبقى مفتوحة وقد تقترن بارتقاء شهداء ، والإضراب يبقى مفتوحاً إلى أجل غير مُسمّىحتى تتحق مطالب الأسرى .

 

ب- من حيث المشاركة :

1- إضرابات فردية :

والاضراب الفردي عبارة دخول الأسير بشكل طوعى فى إضراب مفتوح عن الطعام باستثناء الماء وقليل من الملح ، كشكل نضالى فرضته أسباب ذاتية وموضوعية ، استدعته الظروف فى ظل عدم الإجماع أو تحقيق الأغلبية المطلوبة للدخول فى خطوات استراتيجية تحمل أهداف سامية ووطنية كرفض الاعتقال الإدارى، أو المطالبة بتطبيق قانون أسرى الحرب على الأسرى الفلسطينيين وقضايا أخرى ، وبرزت بشكل كبير فى الأعوام ما بين ( 2011 – 2016 )

وصلت مدة هذا النوع من الاضاراب إلى 262 يوماً متتالية ومن الأسرى الذين قاموا بإضراب فردي مفتوح عن الطعام : سامر العيساوى وأيمن الشراونة ، وهناء شلبي ، والشيخ خضر عدنان ، ومحمد القيق ، وبلال الكايد ، .. إلخ ) .

2- إضرابات جزئية :

وهو دخول بعض الأسرى في إضراب مفتوح عن الطعام باستثناء الماء وقليل من الملح وغالباً ما يحمل قضايا مطلبيه تتمثل في تحسين ظروف المعيشة قد يقتصر هذا الإضراب على فصيل ما أو سجن ما ؛ مثل : إضراب إضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن نفي ترستا اللواتي في 28/4/1970 ، واستمر 9 أيام تعرضن جراءه للإهانة والعقوبات منها العزل في زنازين انفرادية وعدت إدارة السجون بفحص والاستجابة للمطالب لكن ما تم تحقيقه هو القليل جدا مثل تحسين التهوية وزيادة وقت الفورة وإدخال بعض الحاجات الخاصة بالنساء عبر الصليب الأحمر.

 

2- إضرابات كلية (جماعية) :

هو دخول جماعى للأسرى في اضراب مفتوح عن الطعام باستثناء الماء وقليل من الملح ، وغالباً ما يحمل قضايا مطلبية تتمثل بتحسين الظروف المعيشية ، وقد تصل المشاركة فيه كل الأسرى باستثناء بعض الحالات المرضية المزمنة ، وقد يمتد جميع الباستيلات أو غالبيتها كإضراب 1992 ، أو للمعظم كما الإضرابات السياسية ، وإضراب 2012 المطلبى .

ولقد دفع الشعب الفلسطينى العديد من شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة كان أولهم الشهيد عبد القادر أبو الفحم فى 11/7/1970م فى أعقاب أول إضراب جماعى عن الطعام منظم فى 5 تموز 1970 في سجن عسقلان ، .

ج- من حيث الأهداف :

1- الإضرابات الاحتجاجية ؛ مثل :

< احتجاج الأسرى على سوء الطعام نوعاً وكماً .

< الاستهتار بحياة أسير معرضة حياته للخطر والمطالبة بنقله للمستشفى .

< بسبب منع ادخال احتياجات الأسرى من ملابس وأغطية وأحذية عبر الزيارات وقضايا أخرى .

 

 

2- الإضرابات التضامنية ؛ مثل :

< الإضراب عن الطعام لوجبات أو أيام مع الأسرى المضربين عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الادارى التعسفى بلا لوائح اتهام.

< التضامن مع الأسرى المعزولين لفترة طويلة بشروط غير محتملة وغير انسانية مخالفة لكل الاتفاقيات الدولية .

 

3- الإضرابات المطلبية :

وهي أكثر الإضرابات تكراراً منذ بدء الحركة الأسيرة ، وتصل لفترات طويلة وفق تلبية إدارة السجون لمطالبهم ، واما مطالب الحركة الأسيرة والتي أعلنها الأسير البطل مروان البرغوثي النائب في المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح والذي بدأ في 17/4/2017م وفقاً لمايلي :

1- تركيب تلفون عمومي للأسرى الفلسطينيين في كافة الباستيلات والأقسام بهدف التواصل إنسانياً مع ذويهم .

2- الزيارة : المطالبة بعودة الزيارة الثانية التي تم إيقافها من قِبَل الصليب الأحمر، وأن تنتظم الزيارات كل أسبوعين وعدم تعطيلها من أي جهة كانت ، وأن لا يمنع أي قريب من الدرجة الأولى والثانية من زيارة الأسير ، زيادة مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف ، و السماح للأسير بالتصوير مع الأهل كل ثلاثة أشهر ، عمل مرافق لراحة الأهل باب الباستيل ، بالإضافة إلى إدخال الأطفال تحت سن 61 سنه مع كل زيارة .

3- الملف الطبي: إغلاق ما يمسى «مستشفى سجن الرملة» لعدم صلاحيته بتأمين العلاج اللازم للمرضى ، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي ، و إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري ، وإجراء العمليات الجراحية بشكل سريع واستثنائي ، وإدخال الأطباء ذوي الاختصاص من الخارج ، و إطلاق سراح الأسري المرضى خاصة ذوي الإعاقات والأمراض المستعصية ، و بالإضافة إلى عدم تحميل الأسير تكلفة العلاج .

4- الأسيرات: التجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات فيما يتعلق بالنقل الخاص واللقاءات المباشرة دون حواجز.

5- البوسطة : تأمين المعاملة الإنسانية للأسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة ، وإرجاع الأسرى إلى السجون من العيادات والمحاكم وعدم إبقائهم في المعابر ، و تهيئة المعابر للاستخدام البشري بالإضافة إلى تقديم وجبات الطعام للأسرى أثناء وجودهم في البسوطة.

6) إضافة قنوات فضائية تلائم احتياجات الأسري .

7) تركيب تبريد في الباستيلات وبشكل خاص في باستيلي مجدو وجلبوع .

8) إعادة المطابخ لكل السجون ووضعها تحت إشراف الأسرى بشكل كامل.

9) إدخال الكتب ، والصحف، والملاس ، والمواد الغذائية ، والأغراض الخاصة للأسرى اثناء الزيارات .

10) إنهاء سياسة العزل الانفرادي.

11) إنهاء سياسة الاعتقال الإداري.

12) إعادة حق التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة.

13) السماح للأسرى بتقديم امتحانات التوجيهي بشكل رسمي ومتفق عليه.

 

4- الإضرابات السياسية (بعد اوسلو):

لم تمر الاتفاقيات السياسية التى وقعت بين الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى بشأن الأسرى مرور الكرام ، بل واجهت غضباً شديداً وانتقاداً لاذعاً من قبل الأسرى ، وقاموا بثلاث اضرابات سياسية متتالية مفتوحة عن الطعام للمطالبة بحريتهم هي :

1- اضراب في 21/6/1994

2- ضراب في 18/6/1995

3- ضراب في 5/12/1998 ،

وكان لهذه الاضرابات التأثير الكبير بالضغط على طواقم المفاوضات والرعاة الدوليين للعملية السياسية للضغط من أجل الافراج عنهم ، وتم الافراج عن الآلاف بموجب المفاوضات السياسية ونضالات الحركة الأسيرة فى السجون بابراز قضيتهم، باستثناء من قام بعمليات بطولية تسببت بجرح أو قتل اسرائيليين رفضت اسرائيل الافراج عنهم ، ولا زال عدد منهم فى السجون بعد أكثر من 22 عام على اتفاقية أوسلو .

 

التجهيز للاضراب :

التجهيز للإضراب يحتاج إلى عملية إدارية في غاية الدقة والسرية ولا بد أن يمر في مرحلتين هما :

1- التجهيز للإضراب

تأخذ عملية التجهيز للإضراب فترة زمنية قد تطول من أجل التجهيز والإعداد الفني والإداري للإضراب من أجل تهيئة القاعدة الاعتقالية من خلال :

1- توزيع النشرات التحفيزية .

2- تشجيع وبث الروح النضالية في الأسرى .

3- التحضير النفسي لاحتمالية خوض إضراب مفتوح عن الطعام قد تصل هذه المدة إلى أربعة أشهر.

ولا بد خلال هذه الفترة أن :

1- تجري الإتصالات التنسيقية بين مختلف السجون، والاتفاق على الخطوات النضالية المختلفة .

2- تحدد فترة الإضراب .

3- وضع الخطط البديلة في حال تم قمع إدارة السجن للمعتقلين وقيادتهم.

4- الإتفاق على قادة بدلاء للباستيلات إذا ما تعرض قادة الحركة الأسيرة لعمليات قمع أو نقل.

بالإضافة إلى الخطوات الآخرى الواجب اتباعها اثناء مباشرة الاضراب وفي سياق مجرياته .

5- تشكل اللجان ؛ مثل :

< لجان لإدارة الإضراب .

< لجان للإعلام .

< لجان الدعم النفسي ورفع الروح المعنوية للأسرى .

< لجان لمتابعة الخارج ووضع المؤسسات بالصورة والتنسيق معها من أجل تكثيف الدعم الإعلامي.

 

2- الجماعات المساندة :

وهنا لا بد من الإشارة إلى أمر هام الا ووهو أنه لا يمكن لأي إضراب أن يتكلل بالنجاح دون دعم ومساندة من الجماهير الفلسطينية للخطوات النضالية التي يقوم بها الأسرى، ومن الضروري أن يهب الشارع لمساندتهم وتقوم المؤسسات بتنظيم الفعاليات الداعمة لهم.

والجماعات المساندة دور رئيس في إنجاح الإضراب وإخراج القضية من داخل السجون إلى الفضاء ، وكلما كان دور هذه الجماعة كبير وناشط حقق الإضراب نجاحات أكثر وكانت مدته أقصر.

 

قبيل يوم الاسناد وساعة الصفر يقوم الأسرى بحلق الرؤوس قبيل الاضراب المفتوح عن الطعام يقوم بههذه الخطوة للتدليل على أنهم ماضون في إضرابهم حتى النصر أو الشهادة وحلق الرأس يأتي لأن بويصلات الشعر تتغذى من جسم الإنسان لذلك يجب الحفاظ على ما تبقي من طاقة بهدف الاستمرارية القصوى في الاضراب المفتوح عن الطعام ، وكذلك يقوم النشطاء بهذا العمل تعبرياً عن رفض سياسة الاحتلال بحق أسرانا الأشاوس وللتضامن معهم قبيل خوض الاضراب عل 

القانون الدولي

دعت جميع الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان إلى ضرورة احترام خيارات المحتجزين والحفاظ على كرامتهم الإنسانية .

ويتفق موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولى مع موقف الرابطة الطبية العالمية والمعلن عنه في إعلاني مالطا وطوكيو المنقحين في سنة 2006 ، لذا من حق الأسير أينما كان أن يختار وسيلته النضالية وخاصة إذا ما كانت سلمية « كوسائل الاحتجاج السلمى ، والتي منها الإضرابات المفتوحة عن الطعام.

 

محاولات كسر الإضراب :

في جميع الإضرابات السابقة واللاحقة رأينا وسنرى أن مصلحة السجون تسعى إلى كسر الإضرابات باستخدام وسائل وطرق عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر :

 

أ - قبيل الاضراب :

كثيراً ما استهزأ السجانون بإرادة المعتقلين، وفي كل مرة كان يقرر الأسرى خوض إضراب الأمعاء الخاوية كانت وسائل الدعاية التابعة للسلطات الإسرائيلية تحاول تثبيط عزائم الأسرى ، قتل الروح المعنوية لديهم وثنيهم عن خوض هذه الإضرابات وقد لاحظنا ما قامت به مصلحة السجون من بث إشاعة مفادها أن مصلحة السجون لن تتفاوض مع الأسرى إلا بعد 35 يوماً بالإضافة إلى التهديد باقامة مستشفي ميداني في صحراء النقب لاستقبال الأسرى المضربين ورفض استقبالهم في المستشفيات المدنية للاحتلال ...

وفي كل مرة كان لسان حال قادة الحركة الأسيرة يقولون للسجانين: سنرى من ينتصر في النهاية نحن أم أنتم ...!

 

ب- بعد بدأ الاضراب :

1- نقل وعزل قادة الحركة الأسيرة وتشتيتهم في سجون متفرقة ووضعهم في معازل انفرادية وقد لاحظنا في اليوم الأول للإضراب تم عزل القائد مروان البرغوثي ، وكريم يونس ، ومحمود أبوسرور بنقلهم إلى العزل الانفرادي في سجن الجلمة

2- سحب وسائل الإعلام كالتلفاز والراديو من غرفهم حتى تنقطع عنهم أخبار العالم،

3- سحب الملح والماء من الأسرى .

4- مصادرة ممتلكات الاسرى المضربين وملابسهم والابقاء على الملابس التي يرتدونها

5- بث الدعايات أن إدارة السجون لا يمكن أن ترضخ لمطالب الأسرى ، في هذه المرة وجدنا دعوة لإعدام الإسرى من قبل وزراء في حكومة نتنياهو الإرهابية .

6- تحويل غرف الأسرى إلى زنازين عزل .

7- اخراج الاسرى للساحات ، وضربهم ، وتعريتهم ، وتغذيتهم قسرياً كما حدث خلال الاضراب المفتوح عن الطعام في سجن نفحة الصحراوي عام 0891

اخر الأخبار