ابرز ما تناولته الصحف العبرية24/04/2017

تابعنا على:   12:45 2017-04-24

نقاش داخل فتح حول الموقف من اضراب الاسرى عشية زيارة ابو مازن لواشنطن

تكتب صحيفة "هآرتس" ان عشرات الفلسطينيين شاركوا امس، في مظاهرة انطلقت من رام الله باتجاه حاجز بيت ايل، دعما للأسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية. ودعا نادي الأسير الفلسطيني الى تنظيم مسيرات وتظاهرات دعم للأسرى في انحاء الضفة، فيما دعت اللجنة الوطنية الجمهور الفلسطيني الى اعلان "يوم غضب" والاحتكاك مع قوات الجيش على الحواجز. واعلنت حركة فتح الاضراب العام يوم الخميس القادم في الضفة، ويوم غضب في اليوم التالي الجمعة.

وتقود هذه التظاهرات والمسيرات الى نقاش داخلي في حركة فتح والسلطة الفلسطينية حول اتجاه الاحتجاج والتضامن مع الاسرى. وعلمت "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية واجهزة الامن والاستخبارات بشكل خاص، تمتنع عن التدخل حاليا بشكل مباشر في المظاهرات، لكي لا تتسبب بالتصعيد والمواجهات.

وقال مسؤول في فتح، مقرب من اجهزة الامن، لصحيفة "هآرتس" ان الرئيس محمود عباس بدأ بالاستعداد لزيارته الى واشنطن في الثالث من ايار المقبل، وانه معني بسريان الهدوء في المناطق عشية اللقاء المرتقب مع الرئيس ترامب. وفي المقابل يؤمن شبان فتح بأن التصعيد الميداني يمكنه بالذات خدمة مصالح القيادة الفلسطينية ومساعدتها على التوضيح لترامب بأن الشعب الفلسطيني لا ينوي البقاء غير مبال في مسألة الأسرى.

وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لصحيفة "هآرتس" ان "حركة شعبية مثل فتح لا يمكنها عدم المبالاة ازاء التطورات في الشارع الفلسطيني في مسالة الأسرى". وقال: "الشارع الفلسطيني يصغي للتصريحات الآتية من اسرائيل ولا شك ان هذا يزيد من التوتر. اذا كانت اسرائيل معنية بعدم تصعيد الامور، فمن المناسب ان تبدأ بمفاوضات مع قيادة الأسرى".

ويدعي نادي الأسير انه على الرغم من تصريح جهات في سلطة السجون بأنها لا تمنع الاسرى الامنيين من التقاء المحامين، الا ان قسما كبيرا من المحامين لم يتمكنوا من زيارة المضربين وخاصة قادة الاضراب. وقال المحامي تميم يونس، شقيق الأسير كريم يونس، لصحيفة "هآرتس" انه لم يسمح له بزيارة شقيقه والاسير مروان البرغوثي في سجن الجلمة. وقال انه بعد انتظاره لمدة ست ساعات قيل له انه لا يمكنه التقاء الاسيرين بسبب حالتهما الصحية، لكنه لم يتلق أي معلومات حول حالتهما. وقالت سلطة السجون معقبة على ذلك ان "سلطة السجون تعمل وفقا للنظم والقانون".

وعقد المجلس الوزاري السياسي – الامني الاسرائيلي، بعد ظهر امس، جلسة لمناقشة موضوع اضراب الأسرى. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في بداية الجلسة: "نحن نقود سياسة حازمة ومسؤولة حسب المعايير الدولية وليس حسب املاءات المخربين". واضاف بأن "على السلطة الفلسطينية وقف تمويل عائلات المخربين الذين يجلسون في السجون ووقف تمويل عائلات المخربين الذين قتلوا خلال تنفيذ جرائمهم. هذا اختبار بسيط لرغبة الفلسطينيين بالسلام".

في السياق نفسه، تنشر "يسرائيل هيوم" انه وصل الى واشنطن امس، وفد من المسؤولين الفلسطينيين برئاسة صائب عريقات، من اجل الاعداد لزيارة ابو مازن الى البيت الابيض بعد اسبوع ونصف، والتقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب. وحسب مصدر في ديوان ابو مازن، سيبدأ الوفد غدا، سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين في الادارة الامريكية والمقربين من الرئيس ترامب، ومن بينهم نسيبه غارد كوشنير، ومبعوثه الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات.

الى ذلك نشرت صحيفة الشرق الاوسط عن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قوله ان رام الله تأمل بأن يقول الرئيس ترامب للرئيس ابو مازن بأنه يلتزم بحل الدولتين، ولن يقوم بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس.

ريفلين ينتقد نعت كل من ينتقد سياسة اسرائيل بأنه لا سامي

تكتب "هآرتس" انه بدأت في اسرائيل، مساء امس، مراسم احياء ذكرى الكارثة، في ساحة "غيتو وارسو" في متحف الكارثة "ياد فشيم" في القدس. والقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كلمة، أشار فيها الى الدراسة التي تقول ان دول الحلفاء كانت تعرف عن ابادة اليهود منذ عام 1942، وقال انه "اذا حكمنا حسب تاريخ اللاسامية الذي يرجع الى الاف السنوات، فسيكون من الغباء الاعتقاد بأنها ستختفي في المستقبل المنظور. الى جانب اللاسامية التي تظهر مجددا في الغرب، تندلع كراهية قوية في الشرق. لا سامية الاسلام المتطرف الذي تقوده ايران وداعش".

وقال ان "كراهية اليهود موجهة الان الى دولة اليهود. اللاسامية الجديدة – القديمة سائدة لدى اوساط في الغرب، وفي مؤسسات الامم المتحدة". واضاف: "فرص البقاء امام الدول القاتلة منخفضة. القوي هو الذي سيبقى، الضعفاء يشطبون. الدرس الذي نضعه صوب اعيننا هو ان علينا بأن نكون قادرين على حماية انفسنا، بقوانا الذاتية، امام كل تهديد، وامام كل عدو. هؤلاء الذين يوجهون ادواتها الينا يعرضون انفسهم لخطر الفناء".

وقال الرئيس رؤوبين ريفلين في خطابه: "كلما مر الوقت، وكلما تقلص عدد الشهود على الفظائع، وكلما ازداد عمر اسرائيل – تتحدد حاجتنا الى الانشغال بتعاملنا مع الكارثة وذكراها". وحسب اقواله فان هناك اتجاهين سائدين للكارثة يعتبرهما خطيرين. الاول هو التوجه العالمي الذي يعتبرها عملية ابادة شعب، والثاني هو الذي يعتبر الكارثة منظارا يرنو من خلاله الى العالم ويبرر وجود دولة اسرائيل.

وقال: "الاول، هو ظاهرة خطيرة. انه يقزم الكارثة، يزور التاريخ، يتنكر لبرامج الابادة المنهجية التي استهدفت الشعب اليهودي بالذات، انه يتنكر للسامية كمرض معدي عمره آلاف السنوات". واما حسب التوجه الثاني فان "حق قيام اسرائيل هو منع الكارثة القادمة. كل تهديد هو تهديد وجودي، كل زعيم يكره اسرائيل هو هتلر. وحسب هذا التوجه، فان جوهر الهوية اليهودية الجماعية هو الهرب من المذبحة بوسائل مشتركة، والعالم ينقسم الى قسمين – انصار العالم من جهة، واللاساميين والنازيين من جهة اخرى، وفي كل الاحوال يعتبر كل انتقاد لإسرائيل لاسامي. هذا التوجه خاطئ في اساسه وهو خطير علينا كأمة وكشعب، ولا يقل عن ذلك، يعتبر خطرا على ذكرى الكارثة".

وقال ريفلين ان "غرف الغاز لم تُبنّ كجريمة ضد الانسانية وانما بهدف ابادة الشعب اليهودي بالذات. الكارثة هي عملية ابادة لا ترتبط بصراع، ولا ترتبط بمسائل اقليمية او صراع على السيطرة. خطة مرعبة جمعت اليهود من مختلف انحاء العالم بهدف واحد: ابادتهم مع زرعهم عن وجه البسيطة".

واضاف ريفلين: "لا يمكننا الصمت امام الفظائع التي ترتكب في اماكن بعيدة وبالتأكيد تلك التي تحدث وراء السياج الحدودي. الحفاظ على هذه الصورة الانسانية هي البطولة الكبيرة التي اورثها لنا ضحايا الكارثة والناجين منها. سندافع عن انفسنا الى الابد بقوانا الذاتية. وحدة المصير اليهودية، هي العبرة التي علمتها لنا الكارثة وهي التي سنرددها على مسامع اولادنا وبناتنا الى الأبد".

اصابة اربعة اسرائيليين في عملي طعن في تل ابيب

تكتب "هآرتس" ان اربعة اشخاص اصيبوا، امس الاحد، بجراح طفيفة، في عملية استهدفت فندقين على شاطئ تل ابيب. وتم اعتقال المهاجم (18 عاما) من نابلس، من قبل المواطنين وقوات الشرطة التي تواجدت في المكان، وتسليمه للشاباك. وقالت الشرطة ان العملية وقعت على خلفية قومية.

وكان المخرب يملك تصريح دخول ليوم واحد لإسرائيل، حصل عليه بناء على طلب منظمة Natural Peace Tours التي تنظم رحلات وزيارات للفلسطينيين الى اسرائيل. وفي اعقاب العملية امر منسق عمليات الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، بتجميد كل التصاريح التي تمنح للفلسطينيين عن طريق المؤسسات والتنظيمات الى ان يتم الانتهاء من التحقيق واستخلاص الدروس.

ويستدل من التحقيق ان المخرب اقترب حوالي الساعة الثانية بعد الظهر من فندق هارودس وهاجم المارة بواسطة أداة عمل واصاب مسنا في السبعين من عمره، ثم هرب الى فندق ليوناردو المجاور وجرح ثلاثة اشخاص اخرين. وحاول مواطنان السيطرة عليه فهرب الى الخارج، وهناك سيطر عليه مواطنون وافراد شرطة تواجدوا في المكان.

اصابة ثلاثة فلسطينيين بنيران الاحتلال قرب قرية مالك

كتبت "هآرتس" ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا، مساء امس الاحد، بنيران قوات الجيش الاسرائيلي بالقرب من قرية مالك في شمال شرق رام الله. وقال الجيش الاسرائيلي ان عدة فلسطينيين رشقوا الحجارة على الجنود بالقرب من قاعدة "باعل حتسور". وقامت قوة من الجيش بملاحقتهم باتجاه القرية، حيث وقعت المواجهات، فرد الجنود بوسائل تفريق المظاهرات واطلاق النار على الارجل. وابلغ سكان القرية ايضا عن اصابة عدد من الناس جراء استنشاق الغاز والعيارات المطاطية.

وقالت مصادر فلسطينية انه تم نقل المصابين الى مستشفى رام الله، وان حالة احدهم، المصاب في صدره، بالغة الخطورة، اما الثاني المصاب في بطنه فحالته خطيرة لكنها مستقرة. واما الثالث فقد اصيب في ساقه.

واندلعت مساء امس مواجهات بين سكان بلدة صور باهر في القدس الشرقية، وقوات الشرطة، في اعقاب انتشار شائعة حول قيام يهودي بدهس مواطنين عمدا. وحسب الشرطة فقد وصل شخصان الى القرية، كما يبدو لبيع بيض غير قانوني، فتحلق من حولهم سكان من البلدة ورشقوهم بالحجارة. وهرب الشخصان بواسطة سيارتها، وفي الطريق اصابا سيارة متوقفة، وتم انقاذهما من قبل قوات الشرطة وحرس الحدود.

اطلاق سراح الأسير الاداري محمد ابراهيم من كابول

قالت "هآرتس" ان سلطة السجون الاسرائيلية اطلقت يوم الخميس الماضي، سراح الأسير الاداري محمد ابراهيم من قرية كابول في الجليل، بعد 11 شهرا امضاها في السجن بدون محاكمة او تقديم لائحة اتهام ضده. وكانت الشرطة قد اعتقلته وحققت معه طوال شهر في العام الماضي، وفي السادس من حزيران 2016 وقع وزير الامن افيغدور ليبرمان على امر اعتقال اداري ضده لمدة ستة اشهر، ومن ثم تم تمديد الأمر مرتين. وقبل حوالي شهر حددت المحكمة المركزية في حيفا بأنه اذا لم يتم تقديم لائحة اتهام ضده حتى 20 نيسان، فيجب إطلاق سراحه. ولما قررت النيابة عدم تقديم لائحة اتهام ضده فقد تم اطلاق سراحه.

وكان في انتظار محمد ابراهيم امام السجن العشرات من سكان قرية كابول وانصاره، ومن بينهم الشيخ رائد صلاح. وقال ابراهيم لصحيفة "هآرتس" ان اعتقاله هدف الى ردعه عن زيارة الاقصى. وقال: "انا معروف كرجل مؤمن وادعم الوجود في المسجد الاقصى، والتحقيق تركز حول هذا الموضوع، وانا اوضحت بأنني لم ارتكب أي مخالفة وانا مسلم بإيماني". وقال انه يدعم اضراب الاسرى عن الطعام واكد انه من المهم ان تبقى هذه القضية في مقدمة جدول اولويات الجمهور.

نتنياهو يطمح بالحصل على 30 مقعدا في الانتخابات القادمة

تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال خلال اجتماع لكتلة الليكود البرلمانية، امس، ان هدف الليكود في الانتخابات القادمة يجب ان يكون الحصول على 30 مقعدا. وقال مصدر شارك في الجلسة ان تصريح نتنياهو هذا جاء على خلفية الاستطلاع الذي نشر في اطار برنامج "واجه الصحافة" على القناة الثانية، في نهاية الاسبوع، والذي منح الليكود 28 مقعدا. وادعى نتنياهو ان وسائل الاعلام تخفي عمدا الاستطلاعات التي تصب في صالح الليكود وتقول انه سيفوز في الانتخابات القادمة.

وحسب الاستطلاع يحصل الليكود على 28 مقعدا لو جرت الانتخابات الان، مقابل 24 ليوجد مستقبل، و13 للقائمة المشتركة، و12 للمعسكر الصهيوني، و10 للبيت اليهودي و7 لحزب كحلون "كلنا"، و7 لكل من شاس ويهدوت هتوراة، و6 لكل من يسرائيل بيتينو وميرتس.

ورغم ان حزب كحلون لم يحظ بزيادة في هذه الاستطلاع، الا ان 85% من المستطلعين اثنوا على الخطة الاقتصادية التي عرضها مؤخرا، فيما عارضها 5% فقط.

وفي المقابل، ورغم ارتفاع عدد المقاعد المتوقعة لليكود حسب الاستطلاع، الا ان 61% من الجمهور قالوا انهم لا يشعرون بالرضا عن اداء نتنياهو لمهامه، مقابل 33% فقط قالوا انهم يشعرون بالرضا.

الجيش زود الماء لبؤرة غير قانونية

كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي اكد بان معسكره الواقع على اطراف محمية "ام زوقا" شمال غور الاردن، زود المياه للبؤرة الاستيطانية غير القانونية التي اقيمت على مقربة منه في مطلع كانون الثاني. ويخدم هذا الموقع وحدة نيتساح يهودا في لواء كفير.

وقد اقام هذه البؤرة مستوطنان احضرا الى هناك 30 بقرة، ويتواجد معهما عدة فتية يساعدون في رعاية الابقار. وقال قسم منهم انهم تسربوا من المدارس الدينية. وادعى الناطق بلسان منسق اعمال الحكومة في المناطق انه صدر امر بوقف العمل في البؤرة، لكن البؤرة لا تزال قائمة وتتسع، واضيفت فيها عدة مباني، خاصة زراعية. ويوجد في المكان خزان كبير للمياه وخزانين صغيرين، كما تم تركيب الواح شمسية وانشاء منطرة، بالإضافة الى زرع اشجار. وقالت ناشطات "محسوم ووتش" انهن شاهدن الجنود يزورون البؤرة عدة مرات.

ولاحظ نشطاء محسوم ووتش وتعايش مؤخرا بأن المستوطنين في البؤرة توقفوا عن شراء المياه من المركز السياحي "بروش هبكعاه" القائم على شارع 90، كما كانوا يفعلون منذ اقامة البؤرة، علما ان قطيع الابقار الكبير يحتم ملء الخزانات مرة كل ثلاث او اربعة ايام.

وقبل اسبوع اكتشفت ناشطات محسوم ووتش انبوبا يمتد من خزان المياه الكبير في البؤرة والموقع العسكري، وكانت اطرافه مغطاة بالتراب وغير موصول من الجهتين، وفهمن بأن هذا الأمر يهدف الى اخفاء الادلة بسرعة. ويوم الأربعاء، في اعقاب توجه "هآرتس" قال الناطق العسكري بأنه تم فحص الادعاء ولم يتم العثور على اثر للأنبوب، وان قادة الموقع العسكري قالوا بأنه لا يتم تزويد المياه للبؤرة. ولكن بعد قيام "هآرتس" بتحويل الشريط الذي تم تصويره من قبل الناشطات والذي يظهر مكان الانبوب تماما، اعاد الجيش الفحص وادعى ان "مواطنين ارتبطوا بمنظومة المياه في الموقع العسكري بشكل غير قانوني، ومن دون معرفة او مصادقة قادة القاعدة، ولذلك يجري التحقيق في الموضوع".

اتهام ستة يهود من بئر السبع بالاعتداء على العرب

كتبت "هآرتس" ان النيابة اتهمت ستة مواطنين يهود من مدينة بئر السبع، بينهم جندي نظامي وقاصر، امس الاحد، بارتكاب سلسلة من الاعتداءات على مواطنين عرب في المدينة على خلفية قومية. ونسبت النيابة الى المتهمين ارتكاب مخالفات تعتبر اعمال ارهابية. وتم اعتقال المتهمين في الأسابيع الأخيرة، على خلفية مخالفات ارتكبوها في كانون اول 2016. وهدف نشاط اعضاء الخلية هذه الى منع العرب من اقامة علاقات مع يهوديات، وقالوا خلال التحقيق معهم ان هدفهم هو "منع الاختلاط". وتبين ان احد المتهمين قام بطعن عربي كان برفقة يهودية، وفي حالات اخرى تم الاعتداء على سيارات عرب.

وقالت الشرطة ان بعض النشطاء شاهدوا اشرطة للتنظيم اليميني المتطرف "لهباه" بل اعلن احدهم بأنه "داعم للتنظيم"، لكنه ادعى عدم النشاط فيه.

اسرائيل تقصف مواقع للجيش السوري في منطقة القنيطرة

ذكرت "يسرائيل هيوم" بأن وسائل اعلام عربية، من بينها صحف موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، نشرت بان اسرائيل هاجمت، امس، مواقع للجيش السوري في منطقة القنيطرة في الجولان السوري. وقالت شبكة الميادين المقربة من نظام الاسد في دمشق وقيادة حزب الله في لبنان، ان الهجوم وقع في السادسة صباحا. كما يتبين من التقرير ان الطائرات الاسرائيلية هاجمت قاعدة عسكرية في قرية نبع الفوار، شمال شرق القنيطرة، وان الهجوم اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة آخرين.

وحسب ما نشرته قناتي الجزيرة والعربية، فقد اكدت مصادر سورية بأن ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا في الهجوم، واصيب عدد اخر. كما تسبب الهجوم بأضرار مادية بالغة للقاعدة التي تمت مهاجمتها والتي تستخدمها الميليشيات المسلحة التي تساعد الجيش السوري في حربه ضد المتمردين في الجولان.

النائب العام يرفض محاكمة متطوع في الشرطة قتل جريحا فلسطينيا

نكتب "يسرائيل هيوم" ان النائب العام للدولة شاي نيتسان، قرر عدم فتح تحقيق جنائي ضد المتطوع في الشرطة الذي اطلق النار على مخرب في يافا، رغم انه تم احباطه، في آذار 2016. وكان بشار محمد مصالحة قد هاجم المارة في منطقة الميناء، وقتل سائحا امريكيا واصاب عشرة اخرين، ثلاثة منهم بجراح بالغة.

وجاء في قرار نيتسان ان السبب الأساسي للقرار هو الشرح الذي قدمه المتطوع والذي قال بأنه اطلق النار لأنه شعر بخطر على حياته. وجاء في القرار ان منفذ العملية سقط على العشب نتيجة اطلاق النار عليه من قبل شرطي مر في المكان، و"على الرغم من ذلك، فقد واصل تحريك رأسه وهو يمسك بالسكين، وتخوف المتطوع من نجاح المهاجم بالقيام ومواصلة تشكيل خطر عليه، والتخوف من محاولة استخدام السكين لتفعيل حزام ناسف، ولذلك اطلق النار عليه مرة اخرى وقتله".

وتطرق نيتسان الى الشريط الذي تم نشره في وسائل الاعلام، والمجهول المصدر، وقال انه يعكس فقط جزء صغيرا فقط من الحادث، من وجهة نظر معينة فقط". وكتب نيتسان انه مع الاخذ بالاعتبار بأن الحادث يسبب الضغط، وشعور المتطوع بالخطر الملموس على حياته، فانه "حتى ان اخطأ المتطوع حين اطلق النار، فان المقصود خطأ محتملا وصادقا"!

الصين اشترطت عدم تشغيل عمالها في المستوطنات

تكتب "هآرتس" ان الحكومة صادقت، امس، على اتفاق مع الحكومة الصينية هدفه احضار عمال بناء من الصين الى اسرائيل. ويتضمن الاتفاق بندا اشكاليا اثار غضب المستوطنين وراء الخط الأخضر، وهو موافقة اسرائيل على عدم تشغيل العمال الصينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتم في اطار الاتفاق تعريف البلدات التي يمكن للعمال الصينيين العمل فيها، وتم استثناء المستوطنات منها. وقالوا في وزارة المالية ان الاتفاق يحمل بشرى لسوق الاسكان، وانه سيتم في اطاره احضار 6000 عامل بناء من الصين خلال الصيف القريب.

الهاكر الاسرائيلي متهم بابتزاز سيناتور امريكي

تكتب "يديعوت احرونوت" انه يستدل من تحقيق قسم السيبر في وحدة 433 في الشرطة الاسرائيلية ان الشاب الاسرائيلي المشبوه باختلاق تهديدات واهية ضد مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة ودول اخرى، يشتبه الان، ايضا، بابتزاز سيناتور امريكي. وسيتم غدا تقديم لائحة اتهام اخرى ضده في هذا الملف.

وحسب تحقيق قسم السيبر فقد ارسل الشاب الى منزل السيناتور الجمهوري مخدرات بهدف تجريمه، لأنه اطلق تصريحا ضده في قضية التهديدات. ويتبين ان الشاب اتصل بالسيناتور وطلب منه التراجع عن تصريحاته وهدده بأنه اذا لم يفعل فانه سيفرض عليه غرامة بوساطة عملة بيتكوين الالكترونية كل 72 ساعة. كما حذره من انه سيجرمه بطرقه الخاصة. وقد تجاهل السيناتور هذا الطلب، وفي اعقاب ذلك، اشترى الشاب مخدرات بواسطة شبكة داركنت وارسلها في مغلفات الى منزل السيناتور. وتنوي الشرطة اضافة هذه التهمة الى لائحة الاتهام العامة ضد الشاب في قضية التهديدات.

نتنياهو يعتذر للعائلات الثكلى

كتبت "يديعوت احرونوت" ان قضية التهجم على العائلات الثكلى من قبل نائبين في الليكود، والتي احرجت الدولة كلها، حظيت بتعقيب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس، بعد اربعة ايام من حدوثها. فخلال جلسة الحكومة اعرب نتنياهو عن اسفه لسلوك النائبين دافيد بيتان وميكي زوهر تجاه العائلات الثكلى خلال النقاش الذي جرى في لجنة المراقبة البرلمانية حول تقرير مراقب الدولة عن الجرف الصامد.

وقال نتنياهو في بداية الجلسة: "اريد قول عدة كلمات للعائلات الثكلى. شعب اسرائيل كله موحد من حولكم، انتم الذين فقدتم اغلى ما تملكون من اجل امن اسرائيل. نحن نعرف، وانا اعرف، ان نهضة اسرائيل ترتبط بالثمن الذي لا يمكن تحمله، وكلنا معكم في المكم العميق. كرئيس للحكومة وكابن للعائلة الثكلى، سمعت الامور التي قيلت في الكنيست في الاسبوع الماضي في ذروة النقاش، وانا اسف على ما قيل. كان يجب الاعتذار عن ذلك فورا، وجيد انه تم الاعتذار".

من جهته هاجم وزير الامن افيغدور ليبرمان النائبين بيتان وزوهر وقال: "ما شاهدناه هذا الاسبوع في الكنيست كان مخجلا، مهينا ومستفزا. سلوك النائبين ازاء العائلات الثكلى كان مخجلا ووصم بيت المشرعين بالعار. حتى ان كان احد ما يختلف مع من فقدوا اغلى ما يملكون، فان هناك طرق لقول ذلك. ابناء وبنات العائلات الثكلى هم ابطال اختاروا الحياة وسنواصل احتضانهم ودعمهم. هذا هو واجبنا الاخلاقي نحوهم".

مقالات

عجز امام الجناة

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان العجز المطلق الذي تظهره دولة اسرائيل أمام الجناة اليهود في المناطق ظهر مرة اخرى يوم الجمعة الماضية، عندما تم توثيق مجموعة من المستوطنين اثناء مهاجمتها الدامية، ومن دون أي ازعاج، لنشطاء حركة "تعايش"، الذين رافقوا الرعيان الفلسطينيين بالقرب من بؤرة "هبلاديم" في الضفة. في الشريط المصور يظهر المعتدون، الملثمون، وهم يهرعون صارخين من جهة التلال وفي أيديهم عصي وحجارة، ويعتدون على نشطاء التنظيم ويضربونهم ويطالبونهم بالانصراف. واصيب خمسة من النشطاء، من بينهم الحاخام اريك اشرمان، ونقلوا لتلقي العلاج الطبي. ولم تمنع قوات الامن الاعتداء المنظم، وحتى كتابة هذه المقالة لم يتم اعتقال احد.

يلاحظ خلال الفترة الاخيرة ازدياد اعتداءات المستوطنين. وفي نهاية الاسبوع نفسه، اصيبت امرأة فلسطينية وضابط من الجيش جراء رشق الحجارة خلال مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين في منطقة قرية حوارة جنوب نابلس. وحسب بيان الجيش الاسرائيلي فقد شارك عشرات المستوطنين في اعمال الشغب هذه. كما وقعت مواجهات مماثلة على اطراف قرية عوريف الفلسطينية. وقبل اسبوع من ذلك تم توثيق مستوطنين وهم يرشقون الحجارة على مجموعة من الجنود اثناء تجوالهم في منطقة بؤرة "هبلاديم". وفي هذه الاحداث ايضا لم يتم اعتقال احد.

لا حاجة للتكهن بما كان سيحدث لمن يرشقون الحجارة ويعتدون بالعصي على مواطنين وجنود اسرائيليين بهذا الشكل، لو كانوا عربا وليسوا يهودا؛ تاريخ الاحتلال الاسرائيلي يكتظ بالأمثلة حول تطبيق القانون الانتقائي في المناطق. وفي الوقت الذي تستثمر فيه الحكومة الميزانيات الضخمة للحرب ضد كل من يتجرأ على التحذير من انتاج "أجهزة أبرتهايد"، تواصل انتاج وترسيخ جهازين لتطبيق القانون في المناطق، احدهما للعرب والآخر لليهود، وهو ما لا يمكن تسميته الا بجهاز الأبرتهايد.

في المقابل يسعى سياسيون يريدون مراكمة عدة اصوات اخرى من صفوف اليمين، الى تبني مقارنات ضمنية تتحدث عن "متطرفين من اليمين واليسار"، ويتجاهلون الأدلة القاطعة: نشطاء اليمين هم الذين يهاجمون بعنف نشطاء اليسار وليس العكس. في استسلامهم لهذه المقارنة، يشوهون الواقع، ويستسلمون للرواية اليمينية التي تدعي "وجود متطرفين في الجانبين". انهم يكذبون على الجمهور الاسرائيلي ويمنعون دفع حل للمشكلة.

يجب على سلطات القانون وقف الانفلات العنيف للمستوطنين في المناطق. يجب على الجيش الذي يتمتع بالسيادة على المناطق، العثور على المتهمين وتقديمهم للقضاء، ويجب على السياسيين الاشارة بشكل واضح الى المشكلة وعدم تمويهها باسم التوازن الكاذب، واذا لم يتم ذلك، لن تساعد أي وزارة للشؤون الاستراتيجية اسرائيل في اخفاء الوصمة.

بالنسبة لي، هو نلسون منديلا الفلسطيني

يكتب اوري افنيري في "هآرتس": لقد زرته اكثر من مرة في منزله المتواضع في رام الله، وخلال محادثاتنا كلها ناقشنا السلام الاسرائيلي – الفلسطيني. افكارنا كانت متشابهة: دولة فلسطين التي ستقوم الى جانب دولة اسرائيل، سلام بين الدولتين على اساس خطوط 1967 (مع تعديلات طفيفة)، حدود مفتوحة وتعاون. هذا لم يكن سرا: لقد كرر البرغوثي هذه الامور بشكل علني مرات كثيرة، ايضا خلال سجنه، وايضا عندما كان انسانا حرا.

انا احب، أيضا، زوجته فدوى التي درست المحاماة ولكنها تكرس كل وقتها للنضال من اجل اطلاق سراح زوجها. لقد وقفنا جنبا الى جنبا خلال الجنازة المكتظة لياسر عرفات، وشاهدت وجهها المغطى بالدموع.

عائلة البرغوثي هي عائلة كبيرة تسيطر على عدة قرى في منطقة رام الله. لقد ولد مروان في 1959 في قرية كوبار، وكان احد اجداده زعيم التمرد العربي في سنة 1934. والتقيت مصطفى البرغوثي، الناشط من اجل الديموقراطية، مرات عديدة في التظاهرات، وتقاسمنا الغاز المسيل للدموع. وعمر البرغوثي هو قائد حركة مقاطعة اسرائيل BDS.

مروان البرغوثي هو قائد منذ ولادته. هذا الأسبوع بدأ، مع حوالي الف اسير اخر، الاضراب المفتوح عن الطعام. المضربون عن الطعام لا يطالبون بإطلاق سراحهم، وانما بتحسين ظروف اعتقالهم. الاضراب عن الطعام هو عمل شجاع. هذا هو اخر سلاح يتبقى للأسرى، الأناس الذين يفتقدون الى الحماية في كل مكان في العالم.

ربما كانت محبتي للبرغوثي نابعة من التشابه في الاحداث التي عايشناها في شبابنا. لقد انضم الى حركة المقاومة الفلسطينية في جيل 15 عاما، وهو ذات الجيل الذي انضممت فيه انا (قبل 35 سنة منه) الى حركة ايتسل. انا ورفاقي اعتبرنا انفسنا محاربين من اجل التحرر، لكن السلطة البريطانية اعتبرتنا "ارهابيين". والأمر نفسه يحدث الآن للبرغوثي ورفاقه – انهم محاربون من اجل الحرية بالنسبة لهم وللغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، لكنهم "مخربين" بالنسبة لسلطة الاحتلال الاسرائيلي. عندما وقف البرغوثي امام المحكمة المركزية في تل ابيب لمحاكمته، حضرنا انا ورفاقي من "كتلة السلام" الى قاعة المحكمة للتضامن معه، وتم طردنا من قبل الحراس.

قبل سنوات اطلقت على البرغوثي لقب "مانديلا الفلسطيني". كلاهما كانا مناصران للسلام، لكنهما بررا استخدام العنف في النضال ضد القامعين. نظام الأبرتهايد كان "رحوما" وفرض على مانديلا عقوبة السجن المؤبد لفترة واحدة، اما اسرائيل ففرضت على البرغوثي عقوبة السجن المؤبد لأربع مرات، بإضافة 40 سنة سجن اخرى، ردا على اعمال العنف التي نفذها "التنظيم" الذي ترأسه. حسب المنطق نفسه كان يجب فرض عقوبة السجن المؤبد 91 مرة على مناحيم بيغن بعد ان اصدر الأمر بتفجير فندق "الملك داود"، وقتل 91 شخصا، كان بينهم الكثير من اليهود.

هناك تشابه آخر بين مانديلا والبرغوثي: عندما انهار نظام الأبرتهايد بواسطة الدمج بين الاعمال الارهابية والاضرابات العنيفة والمقاطعة الدولية، ظهر مانديلا كزعيم قومي طبيعي لجنوب افريقيا الجديدة. الكثير يؤمنون انه عندما ستقوم دولة فلسطيني الحرة سيتم انتخاب البرغوثي رئيسا لها بعد ابو مازن.

هناك شيء يثير الثقة في شخصية البرغوثي، شيء يحوله الى محكم طبيعي في الصراعات الداخلية. فرجال حماس ايضا، الذين يعارضون فتح، يميلون للإصغاء اليه. انه الوسيط المثالي بين كل الفصائل. ربما يكون هذا سبب آخر يجعل سلطات الاحتلال ترفض كل اقتراح يدعو الى اطلاق سراح البرغوثي، حتى في اطار صفقة لتبادل الأسرى. ربما يعتقدون انه عندما سيتحرر البرغوثي، يمكنه ان يتحول الى محور للوحدة الفلسطينية – وهذا هو الأمر الأخير الذي يريده الاحتلال الاسرائيلي.

"فرق تسد"، هي المقولة الرومانية القديمة التي خدمت كل المحتلين على مدار العصور في تعاملهم من الجمهور المحتل. والاحتلال الاسرائيلي نجح بذلك الى حد كبير.

يهود الاتحاد السوفييتي: الحكايات التي بقيت هناك

يكتب اريئيل بولشتاين في "يسرائيل هيوم": "من بين الأشياء الوحيدة التي احضرناها معنا الى اسرائيل قبل 27 سنة، عندما هاجرت عائلتي الى البلاد، كانت ورقة مصفرة، تم اصدارها في مكان ما في جنوب روسيا مع انتهاء الحرب العالمية الثانية. تلك الوثيقة التي تحمل عنوان "إقرار"، تبلغ جدي بلغة رسمية، جافة وعديمة الاحساس، بأن كل ابناء عائلته، الاب والام واخواته الثلاث وابنة اخته، قتلوا خلال فترة الاحتلال النازي.

غالبية العائلات اليهودية التي عاشت في الاتحاد السوفييتي تعرف مثل هذه القصة، لكنه في غالبية الحالات لا توجد حتى وثائق تخلد توثيق الفظائع. خلال فترة الحرب لم يعرف جدي ما آل اليه مصير اقربائه الذين حاولوا الهرب من الجيش الألماني الذي تقدم نحو الشرق، وعندما تسلم الاقرار، ابيض شعره على الفور.

من المدهش والمحزن انه حتى بعد اكثر من 70 سنة، لا تتوفر معلومات كافية حول احداث الكارثة في الاتحاد السوفييتي السابق. ونؤكد انه لا توجد يد موجهة لذلك. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واقامة دولة اسرائيل، وعندما بدأ الشعب اليهودي بتوثيق ودراسة المأساة الكبرى التي اصابته، كانت بقية يهود الاتحاد السوفييتي منغلقة على نفسها وراء الجدار الحديدي. هنا، في اسرائيل لم تستطع رواية ما مرت به، وهناك، في شروط القمع السوفييتي، فضلت السلطات عدم السماح بالحديث عما حدث، وسعت الى اخفاء الكارثة اليهودية في اطار الغطاء العام "لضحايا الحرب". وهكذا حدث انه على الرغم من كون نصف اليهود الذين تمت ابادتهم في الكارثة كانوا من سكان الاتحاد السوفييتي، الا اننا نعرف القليل مما حدث لهم.

في اعقاب ذلك، لم يتم تقريبا كشف حقائق ووقائع تاريخية ملموسة على الملأ في البلاد والعالم. بعضها يرتبط بالبطولة السامية وغير المسبوقة التي اظهرها اليهود في صفوف الجيش السوفييتي، وبعضها الآخر يسلط الأضواء بالذات على اعمال حقيرة من جانب السلطة السوفييتية ومن جانب الجمهور المحلي، والتي سمحت للألمان بتنفيذ مآربهم. وقد سلطت الهجرة من الاتحاد السوفييتي بعض الأضواء على صفحات التاريخ المجهول.

هكذا انتشرت القصة الرائعة لالكسندر بتشرسكي، الملازم اول في الجيش السوفييتي الذي قاد تمرد الأسرى اليهود في معسكر سوفيفور. حسب ما اعرفه فانه لا يوجد مثيل لما فعله بتشرسكي ورفاقه خلال فترة الكارثة. لكن شخصيته ايضا لم تحصل حتى اليوم على ما يستحقه من تخليد (يكفي الاشارة الى ان مدينة واحدة في اسرائيل وجدت من المناسب إطلاق اسمه على احد شوارعها). في السياق السوفييتي، بالمناسبة، من المناسب ان نتذكر وجهي العملة: تحرير بقية اليهود على ايدي الجيش السوفييتي، من جهة، ومن جهة اخرى، رفض السلطات السوفييتية منح اليهود الأولوية في الاخلاء امام تقدم الالمان في 1941، وعدم قيام السوفييت باي عمل في 1944، عندما انتظر الجيش الاحمر خمسة اشهر على مسافة 150 كلم من اوشفيتس دون ان يفعل شيئا.

في وعي الجمهور الاسرائيلي ترسخ قصة الكارثة على انها قصة معسكرات الابادة بشكل خاص. بشكل عام لم يتم نقل اليهود في مناطق الاحتلال النازي في الاتحاد السوفييتي الى معسكرات الاعتقال. بل تم ذبحهم في اماكن سكناهم. بالحراب والبلطات او بإطلاق النار، كما حدث لأسرة جدي. وعندما اراد الجيش النازي التوفير في العيارات، كان يحرق الضحايا وهم احياء او يتم اغراقهم في الأنهر. معسكرات الابادة لا يزال قائمة، ويمكن رؤيتها والشعور بالموت المطبوع على جدرانها، لكنه في عشرات آلاف مواقع الموت في مناطق الاتحاد السوفييتي لم تبق دلائل مادية تدل على الفظائع، ولهذا السبب بالذات يجب علينا ان نتذكرها ونرويها.

جيل كامل ليس مطالبا بتحمل المسؤولية

يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" ان مسألة مسؤولية الشعب الالماني كله عن ابادة اليهود خلال الكارثة كانت ولا تزال خاضعة للنقاش. فلقد حاولت المانيا بعد الحرب العالمية الثانية تقليص المسؤولين عن قتل الملايين الستة الى ادنى مستوى. بالنسبة لها فان ما حدث في تلك السنوات كان "خطأ تاريخيا"، وقع في الأساس بسبب شخص شرير واحد، ادولف هتلر. غالبية الشعب الألماني، حسب هذا المفهوم، كان بنفسه ضحية للنظام النازي. الفيلم الألماني "السقوط"، الذي يصف الأشهر الاخيرة للحرب العالمية الثانية، اجاد ابراز هذه الرواية.

لهذا السبب تجند الجهاز القانوني الالماني للعمل الذي هدف في جوهره الى تقليص عدد الذين تمت محاكمتهم بسبب اعمالهم خلال الكارثة الى ادنى حد. وهكذا مثلا، حدد القانون الالماني، الى ما قبل عدة سنوات، بأن حقيقة الخدمة في معسكرات الابادة ليست سببا للمحاكمة. اذا قمنا بتحليل عملية الابادة في أوشفيتس، سنجد ظاهرا، ان قلة من الالمان شاركوا بقتل اليهود بأياديهم – لكل منهم كان منصبه الصغير في الفيلم الذي تناول صناعة الموت، ولذلك لا يوجد مبرر لمحاكمة الجميع كقتلة.

لبالغ الأسف، تعاونت دولة اسرائيل مع الرواية الالمانية. لقد اعلن بن غوريون منذ سنوات الخمسينيات بأن "هناك المانيا اخرى". بالفعل، في تلك الفترة كانت تحكم المانيا (الغربية) قيادة جديدة، ولكن ماذا مع الملايين الذين كانوا جزء من الآلية النازية. هل تحولوا برمشة عين الى "آخرين"؟

غالبية الالمان الذين يوجه اليهم هذا السؤال لم يعودوا على قيد الحياة. الطبيعة فعلت فعلها. ولكن على الرغم من ذلك هناك طبقة من جيل واحد لا تزال على قيد الحياة، وفي سنوات الاربعينيات كان لها دور حاسم في نمو الوحش النازي. والحديث عن "شبيبة هتلر"، التنظيم الذي شكل حجر اساس للنظام، وخلافا للصورة المتعارف عليها لحركات الشبيبة، كان لشبيبة هتلر دور حاسم في السلطة النازية.

لقد فهم هتلر بأنه لكي يرسخ الثورة النازية، يجب اولا تجنيد كل الفتيان. وليس صدفة ان اسم التنظيم الشبابي لم يكن "الشبيبة النازية" وانما "شبيبة هتلر". لقد خضع التنظيم الشبابي لهتلر مباشرة. فقد فضل هتلر الاعتماد بشكل اقل على "الجيل المتحدث" من الالمان البالغين الذين تأثروا "بالأفكار الخطيرة" للمثقفين، وانصار الديموقراطية و"الفلاسفة اليهود والشيوعيين"، واعتمد على الشبان. وكان دورهم هو ايصال الثورة النازية الى المدارس والاماكن العامة وعائلاتهم.

شباب هذه الحركة كانوا متعصبين اكثر من البالغين، وكانوا مستعدين لعمل كل شيء، خاصة الوشاية بأقرباء عائلاتهم، من اجل الفكرة النازية. هم من حافظوا على "نار الثورة"، حتى عندما بدأ الكثير من الالمان يستيقظون من وهم "الرايخ الرابع" في ضوء الثمن الذي دفعته المانيا منذ 1943. هل طولب هؤلاء في وقت ما بالتطرق الى مسؤوليتهم عن الكارثة؟ يبدو ان الجواب لا. هكذا مثلا، كان يمكن للبابا السابق، بندكيتوس السادس عشر، الفوز بالمنصب العالي رغم انه كان من "شبيبة هتلر". ذلك انه لم يضع احد أي مصاعب امام الأمر.

المسؤولية عن الكارثة تقع على كاهل كل ما كان شريكا ناشطا في الحفاظ على وجود الآلية النازية، وفي هذا الموضوع – كما في مواضيع اخرى كثيرة – هناك تهرب من المسؤولية وتسامح مبالغ فيه. شبابا وصبايا "شبيبة هتلر" يبلغون اليوم التسعين من اعمارهم، بل اقل من ذلك، والكثيرين منهم لا يزالون على قيد الحياة. لا اتوقع تقديمهم للمحاكمة، ولكن كان يمكن توقع تحملهم للمسؤولية كأفراد من بين اولئك الذين بلغ عددهم مئات الآلاف بل اكثر.

اخر الأخبار