صَوْمُ الأسيرِ وِسامُ عِزٍّ يَرْفَعُهْ(أ.د. صادق عبدالله أبوسليمان)

تابعنا على:   23:51 2017-04-29

في هذه الأيام يرتاد قادتنا وأبطالنا في فلسطينَ عملاً بُطولياً عزَّ رواده؛ فكانَ لزاماً على القريحةِ أنْ تتدفقَ لتكْمِلَ عملاً ما كان له أنْ يتأخّر؟!.

هذا وَتُذكّرُ هذه القصيدةُ بأثرِ سلاحِ الصومِ في تحصيلِ الحقوقِ، وأنه أحد أشكال النضال التي كررها أبناءُ فلسطين ولاسيما أسرى الحرية لتحقيق حقوقهم، وضربوا أروعَ الأمثلةِ في إطالةِ أمدهِ حتى نال عددٌ لا بأس به منهم حربتهم التي صاموا لأجلِ الوصولِ إلى يومِها.

كما تذكِّرُ بالزعيم الهندي غاندي الذي شكّلَ عنواناً عالمياً لهذا العمل البطولي؛ إذ أنذر إنجلترا بالصيام مدى الحياة، ما لم تغير سياساتها التعسفية في إهانة أبناءِ بلاده.

 وَتُذكّرُ بحفيد غاندي الذي جاء من بلاده داعماً لفلسطينَ وقضيتِها، ومناصراً لأسراها البواسل في" معارك الأمعاء الخاوية"؛ حيثٌ أعلنوا صوماً بل إنْ شئت بمصطلح اليوم فقل: نفَّذوا في سجون الاحتلال إضراباً عن الطعام؛ رفضاً للإجراءاتِ التعسفيةِ التي يمارسُها سَجّانوهم ضدهم، وتنديداً بسياستِهِ في عدم الاستجابة لمنحهم الحقوقَ التي أقرتها القوانين الدولية لأسرى الحرية.

****    ****    ****

حريةُ الأوطانِ مَطْلَبُ نَيْلِها                  عزمُ الرجالِ سَبيلُهمْ كَسْرُ العِدى

لا يرهبونَ الموتَ فَهْوَ مُرادُهُم               قُرْبُ الإلهِ نَعيمُهمْ جُنْدُ الفِدى

هذا الأسيرُ سَجينُ ظُلْمٍ قَيْدُهُ                والصُّبْحُ آتٍ فَجرُهُ لنْ يَبْعُدا

فَكُّ القُيودِ شَريعةٌ مَعْهودَةٌ                    صَكَّتْ به الأَحْرارُ رأياً ما رَدى

شَرَفُ النِّضالِ حُـــــدودُهُ مَفْتوحَةٌ             إِرْثُ الشَّهامةِ وَصْلُ مَجْدٍ قَد بَدا

القاهِرُ الأعداءَ ما هابَ الوَغى            لا لنْ تَلينَ قَناتُهُ؛ أينَ العِدى؟!

****    ****    ****

واذكرْ لِغانديْ يومَ جاءَ حَفيدُهُ            أرضَ الرباطِ مناصِراً هيَ مَقصِدُهْ

     يأتيْ من الهندِ العريقةِ داعماً             أسرى البطولةِ، فَصْلُ مَجْدٍ مَشْهَدُهْ

هذا الزعيمُ لِنَصْرِ حَقٍّ قَدْ أَتى             يُحْييْ لِجَدٍّ سَبْقَ صَوْمٍ يُسْعِدُهْ

صَوْمُ الأسيرِ وِسامُ عِزٍّ يَرْفًعُهْ             عَزْمُ الرِّجالِ بَيانُهُ وتَرَدُّدُهْ

يَحيا الكرامةَ أينَ أَلْقى رَحْلَهُ                في الحربِ، في الأسْرِ، الرُّجولةُ مَجدُهُ

هذا الأسيرُ أَخو الشَّهيدِ فِداؤُهُ            أَهْلُ الكَراسيْ، هل تراها زَنْدُهُ؟!

يَفديْ فلسطينَ الأشاوسُ إنَّهُمْ              كَنْزُ البلادِ، وفي المصاعبِ مُسْنَدُهْ

اخر الأخبار