التمادي بالخداع.

تابعنا على:   04:56 2017-04-30

أحمد طه الغندور.

في أخر صيحة إعلامية تفتق عنها ذهن الاحتلال، قيامهم بوضع مخططاَ اولياً يقوم على فكرة توسيع معبر "ايرز " شمال قطاع غزة المحتل ومد سكة حديد تربط بين القطاع والداخل المحتل، وذلك لتسهيل التعامل مع الازمة الانسانية الخطيرة التي يعيشها قطاع غزة حسب ما أوردت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية.
فجأةً؛ نجد أن الاحتلال قد أيقظ ضميره وبدء يسعى للتعاطي مع المشاكل الإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة منذ زمن الاحتلال، فهل يمكن اعتبار الأمر يقظة ضمير؟ وهل للاحتلال ضمير يشعر بمعاناة سكان البلاد الأصليين أي الفلسطينيين؟!
إن ما يقوم به الاحتلال من خلال مثل هذا النوع من التصريحات الإعلامية يهدف من وراءه إلى التمادي في الخداع؛ فهو يحاول أن يحرف الأبصار عن حقيقة ما يدور في فلسطين المحتلة؛ أولها الإضراب البطولي للأسرى الفلسطينيين والذي يوشك أن يدخل أسبوعه الثالث على التوالي والذي شرع به الأسرى في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال للمطالبة بحقوقهم الإنسانية الأساسية والتي يحرمهم الاحتلال منها.
إذن كيف له أن يدع مجالاً للتدخل الدولي في مناقشة جرائمه في حق الأسرى، لذا فهو يبرز صورة من يكابد هموم المجتمع الفلسطيني بأسره ويطلق المبادرة تلو الأخرى لتحسين مستوى حياتهم، ومن ثم لا ضرورة لقلق المجتمع الدولي.
أما الشأن الأخر الذي يحاول الاحتلال أن يتمادى فيه، فهو تشويش لقاء القمة المرتقب في واشنطن بين الرئيسين الفلسطيني والأمريكي؛ فالرسالة التي يحملها هذا التصريح الإعلامي أن القضية الفلسطينية يجب أن تختزل في تحسين بعض الشروط الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين فقط، ومن خلال تخفيف بسيط للحصار المضروب عليه لتمكينهم من العمل من أجل إطالة زمن الاحتلال، وبالتالي ليس على واشنطن أن تسمع لأي حقوق سياسية يسعون إلى إثارتها في اللقاء المرتقب من أجل إنهاء الاحتلال ونيل حقهم المشروع في تقرير المصير. 
وبالتالي ليس على الجانب الأمريكي القبول بفتح المجال أمام مطالبهم القومية مهما كانت.
إضافةَ إلى ذلك، الاحتلال يسعى إلى ترسيخ الانقسام في المجتمع الفلسطيني من خلال مثل هذه التصريحات التي تمنح الضوء الأخضر لشركائه من القوى الإقليمية للعمل على تسويق هذه الطروحات وبيع الوهم لبعض المنتفعين والخارجين عن الاجماع الوطني الفلسطيني من أجل ضرب الوحدة الفلسطينية وتعميق أسباب الانشقاق في المجتمع الفلسطيني.
مثل هذه الصور من التمادي في الخداع ليست بالأمر الجديد بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد سبق أن تصدى الفلسطينيون للعديد من هذه المؤامرات التي ساقها الاحتلال عبر قنوات مباشرة زمن المفاوضات أو من خلال وسطاء متعددين، ولكن يقظة الكل الفلسطيني كانت مانعاَ أمام تمرير هذه المؤامرات.
ومما لا شك فيه أن الكل الفلسطيني لازال يقظاَ من أجل حماية الوطن والمواطن، ولعل الصورة الأوضح التي تبعث فينا هذا الأمل مستوى التضامن الفولاذي بين أسرانا في السجون من كافة ألوان الطيف النضالي الفلسطيني، والتضامن المخلص بين فئات الوطن الفلسطيني من خلف هؤلاء الأبطال حتى تحقيق مطالبهم العادلة ونيل حريتهم في القريب العاجل بإذن الله.

اخر الأخبار