كما رأينا في شهر آذار الماضي قامت واشنطن بنشر آليات وقوات لها في مدينة منبج السورية، وقالت واشنطن في حينها بأن الهدف من نشر تلك القوات هو الردع ولإبقاء التركيز منصبا على قتال تنظيم داعش، وكما هو معلوم بأن مدينة منبج خاضعة لقوات سورية الديمقراطية، وهي فصيل كردي ما زالت تركيا منزعجة منه، لكن القوات الأمريكية تنتشر في عدد من المناطق السورية، ويتركز انتشارها على مناطق سيطرة الجهات التي تعتبرها شريكة لها في الحرب على تنظيم داعش، فقوات سوريا الديمقراطية تعتبر شريكة للولايات المتحدة وتقود قوات سوريا الديمقراطية ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي وتنتشر في مناطق سيطرتها شمالي سورية وتدعمها واشنطن. كما أن فصيل يتبع لفصائل الجيش الحر ويحمل اسم جيش سورية الجديد ينشط في المنطقة المتاخمة لمثلث الحدود بين سورية والعراق والأردن جنوب شرق سورية ويلقى دعما من واشنطن، لكن الانتشار الأخير للقوات الأمريكية في منبج والرقة يحمل مهام جديدة، ففي منبج كانت مهمة القوات المنتشرة هي الردع، ومن هنا فإن القوات الأمريكية تقوم بمجرّد وجودها في سورية بمهمّة الردع وفصل الحلفاء عن بعضهم البعض، كما أن وجودها هو ضمانة لكلا الطرفين، التركي والكردي، من عدم استهداف أحدهما لمصالح الآخر، كما أن انتشار قوات أمريكية في سورية هو لمنع قوات درع الفرات التي تقوده أنقرة من التوسع شرقاً، أما بالنسبة لمعركة الرقة فواشنطن لم تحسم قرارها بعد بشأن هوية القوات البرية التي ستشارك في المعركة بغطاء وإسناد واسع من التحالف الدولي..