جملة "غير ذكية" لمسؤولي فتح..فلا ترددوها!

تابعنا على:   10:01 2017-05-08

كتب حسن عصفور/ ليس من الضرورة البحث عن درجة "التخبط" أو بالأدق "التناقضات" في تصريحات الرئيس محمود عباس وقيادته التنظيمية في فتح، وبعض وزراء حكومته، حول ماهية "الإجراءات غير المسبوقة" التي يهدد بها ليل نهار ضد قطاع غزة..

الرئيس عباس نفسه لا يضع اي فاصل بين مواطن وآخر عند الحديث عن تلك "الإجراءات الحاسمة"، فيما وزيره الأول رامي الحمدالله يعتبرها "شر لا بد منه"، بينما محافظ سلطة النقد التابعة للرئيس عباس يقول انها "ضرورة ومصلحة عامة"، بينما يذهب أعضاء في مركزية فتح للقول كل بما يخطر بباله تفسيرا لتلك "الأقوال العباسية"..دون أن يكون لأي منهم موقف مثيل لغيره، وكأنهم لا يقرأون لبعضهم البعض، في مشهد لم تعرفه الحركة الرائدة يوما في تاريخها..ارتباك نادر وتوهان غريب..

ولكن من "اكثر الاقوال" المثيرة للسخرية في هذا الشأن، ما يقوله بعض أعضاء مركزية فتح، أن "إجراءات الرئيس عباس لن تمس المواطن والأهل في قطاع غزة بل ستحاصر الانقلاب وحركة حماس"، حتى ترفع "الراية  البيضاء وتذهب راكعة الى بيت الطاعة العباسي"..

هذه العبارة "الفتحاوية" لا يمكن لك أن تجد لها مثيلا سوى في هذا الزمن الذي لم يعد له وصف، فكيف يمكن ترجمة أن قطع الكهرباء ووقف الخدمات الصحية والمياه وما سيليها من خدمات أخرى، الى جانب أكبر مجزرة قطع وخصم رواتب لموظفين نسبة من ليس حماس منهم تقارب الـ99% لا يمس المواطنين ولا الأهل في قطاع غزة..

كيف يمكن ترجمة تلك "الأقوال" واقعيا، هل هناك اختراع سري أنجبته "القيادة الذكية" لحركة فتح، بحيث يمكنها أن تقطع الكهرباء عن منازل قيادات حماس واعضاءها دون أن تصيب غالبية سكان قطاع غزة، وما هو الضرر الكبير الذي ألحقته جريمة حرب الرواتب ضد حماس، وكيف لها أن تساهم في حصار انقلابها، وهي التي لا تعرف طريقا لموازنة السلطة منذ عام 2007..

جيد أن يجند الرئيس عباس وسائل اعلامه المفترض أنها مملوكة للدولة لخدمة "حربه السياسية والإقتصادية والأمنية" ضد حماس وانقلابها، ولكن ليس من المنطقي أن تتحول تلك الوسائل الى أداة مسرحية ساذجة لتمرير أقوال لا يليق بها أن تقال من وسائل اعلام تأسست لخدمة قضية وطن وليس لتفسيرأجراءات  بطريقة هزلية لا تليق أبدا بما عرف عن شعب الجبارين!

أن يخرج مسؤول الارتباط مع الاحتلال ليصبح "مفسرا" لما سيقوم به الرئيس عباس بتلك الطريقة الساذجة، فذلك ليس سوى زيادة في حجم المهزلة في كيفية التعامل مع أهل قطاع غزة، ويبدو أن "مركزية المؤتمر السابع" صاحبة الجملة العبقرية "المقاومة الذكية" بدأت تمارس هذا "الذكاء" على أهل قطاع غزة، باعتبارهم لا زالوا في طور "الحضانة السياسية" ينتظرون مسؤول الملف الذي يتم التحكم به لأهواء خاصة وشخصية وحسابات يعرفها كل أهل فلسطين، ليرشدهم طريق المعرفة والنور..

الحديث عن أن إجراءات عباس لا تمس المواطن الفلسطيني في غزة، وهي فقط موجهة ضد حركة حماس، تمثل جريمة لغوية يجب أن يحاسب عليها قائلها، لأنها تشكل "قمة الاهانة" لأهل القطاع، وخاصة أبناء فتح والقوى الوطنية فيها الذين تمسكوا بالشرعية الوطنية في حين ذهب البعض للصمت كثيرا على انقلاب حماس..بل وكان لهن قناوت اتصال "خاصة جدا" معها..

يبدو أن بعض هؤلاء لم يتعلموا من علاقاتهم بمسوؤلي دولة الكيان سوى "اساليب الكذب"، بأن كرر الكذبة لتصبح حقيقة..ولكن الحقيقة أن أهل قطاع غزة (من السلك الى السلك ومن الشمال الى الجنوب) يعلمون يقينا كمية الكذب في جملة غير ذكية وبالأدق جملة تمثل قمة الغباء السياسي!

الغريب لما يكلف مسؤول الارتباط بالكيان لتفسير أقوال عباس غير المسبوقة..وهو الذي لا يتحدث كثيرا لكنه ظهر خلال اسبوعين كثيرا..أهي صدفة أم هي جزء من "تنسيق مقدس قادم"، خاصة بعد رغض حكومة بيبي التجاوب الفري لأمر عباس بقطع الكهراء عن قطاع غزة..هل لهذا الشخص قدرة تأثيرعلى قادة الكيان بما يفوق  أمر الرئيس عباس؟!

ملاحظة: دولة الكيان، قادة واعلام مجندين ليل نهار لحصار كرامة الوطن الفلسطيني المنطلقة من سجونها بعزم أسرى الحرية..أكاذيب لا تنتهي..لكن في "بقايا السلطة" شمال "بقايا الوطن" ليلهم ونهارهم مجند لمعاقبة أهل القطاع..عفوا معاقبة حماس..أي صدفة تلك يا هؤلاء!

تنويه خاص: فوز ماكرون كأصغر رئيس فرنسي منذ عهد نابليون، رسالة أن الحياة بها كثيرا من الضرورات التي تستحق أن تبرز..فاز ماكرون لأن فرنسا لا تريد الفاشية والعنصرية..لكن الدرس الأبرز هو نهاية "عصر فرنسي خاص"!

اخر الأخبار