ردود فعل متباينة بعد الكشف عن هوية منفذ عملية اغتيال مازن فقها

تابعنا على:   01:44 2017-05-12

أمد/غزة-خاص: أعلنت حركة حماس وعلى لسان رئيس مكتبها السياسي الجديد اسماعيل هنية، اليوم الخميس، عن انتهاء التحقيقات في جريمة اغتيال القيادي في الحركة مازن فقها، وأن القاتل وخلاف ما كان يشاع قيد الاعتقال لدى أجهزة أمن حماس في غزة.

شكل الاعلان عن القاتل وانتهاء التحقيقات في مقتل فقها، حالة ارتياح كبيرة في اوساط سكان قطاع غزة، ولكنه في نفس الوقت فتح الباب للاسئلة الحرجة ، خاصة وأن القاتل كان في يوم من الايام داخل صفوف الحركة بل وأحد عناصر القسام الجناح المسلح لحماس، ولعب دوراً دموياً في تصفية ابناء السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية أبان الانقسام الدموي في عام 2007.

ليس الوحيد في حماس ..

أكد المحاضر في جامعة الأقصى الذي فضل عدم ذكر أسمه لأسباب أمنية، أن قاتل الشهيد فقها تدرب وتعلم وتدرج في صفوف حركة حماس ونال ثقة قياداته قبل أن يغير قادته الحقيقيون في اسرائيل وجهته، ويحولونه الى الجماعات الأكثر تطرفاً فينفصل عن حماس ويدبر من هناك عملية اغتيال فقها او ينفذها بتخطيط من قائده الاسرائيلي، واذ تحسب لأجهزة أمن حماس وصولها السريع للقاتل وتسريب اسمه للنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم نشر اسمه على بعض وسائل الاعلام، إلا أن حماس لم تنظف بالكلية من أمثال هذا العميل الخطير الذي قتل العشرات من ابناء الاجهزة الأمنية فترة الانقلاب الدموي عام2007، خاصة ابناء الأمن الوقائي في تل الهوى، نفس المكان الذي نفذ فيه عملية اغتيال الشهيد الحمساوي مازن فقها.

محمد عاشور وهو ناشط شبابي كان عمره في فترة سيطرة حماس على قطاع غزة خمسة عشرة سنة، يقول أذكر اصحاب اللحى السمراء وهم ينزلون من جيباتهم البيضاء ويطلقون الرصاص على مبنى المخابرات المجاور لسكننا، اعتقدت أنهم يطهرون الارض من النجس والفساد، ولكن والدي لم يكن مسرورا بهذا المشهد واعتبره قتل حرام وتخريب وتدمير لا يفعله وطني، وفي ذهني أنه جبان ولا يريد لهذا البلد أن ينظف، صراعي الباطني مع والدي أكد خسرانه اليوم، عندما تأكد باليقين أن قتل الكثيرين من ابناء الاجهزة الأمنية في عام 2007 كان ينفذه عملاء لإسرائيل ، واستطيع أن أقول اليوم أن اسرائيل لعبت دوراً كبيراً في فرض سيطرة حماس على قطاع غزة، وهي تمسك خيوط مهمة في لعبة الأمن والاستقرار من خلال عملائها المستترين والذين لم يتم كشفهم حتى اليوم، وقاتل فقها كان من هؤلاء العملاء.

ويدون الناشط الشبابي أحمد أبو ارتيمة على صفحته الشخصية مساء الخميس تعليقاً على انهاء التحقيقات في جريمة اغتيال فقها بقوله :" اسم القاتل المنشور ينسب إليه أنه قتل أربعة عشر فردا من جهاز الأمن الوقائي في أحداث الانقسام عام 2007.

الدرس المهم هو أن أجواء الانقسام هي البيئة المثالية لعمل الاحتلال وعملائه وأنه لا ينبغي أن نفرح بكل من أظهر حمية ضد خصمنا السياسي ونظن أنه يفعل ذلك بدوافع نبيلة وأن غمرة انشغالنا في الاقتتال الداخلي ما كان ينبغي أن تنسينا تناقضنا الرئيس مع الاحتلال وأن التطرف الحزبي مرض خطير إن أعجبنا فعل أصحابه يوما لأنه وافق عواطفنا فإنه سينقلب بعد ذلك تماما إلى الضد الوطني".

ومهما كانت نشوة حركة حماس ومحاولتها ترويج ذاتها وقدراتها الأمنية والمعلوماتية واثبات أنها قادرة على ضبط الأمور في قطاع غزة، بكشفها هوية العميل الذي قتل مازن فقها ، إلا أنها تبقى في إطار المسئولية الاخلاقية والوطنية، ولم تشف بعد من خطر اختراقها الأمني من قبل العدو الاسرائيلي ، الذي له الضابط الأقوى في مناطق سيطرتها، خاصة وأن قاتل فقها كان ناشطاً ونافذا في صفوفها ويمشي في الطرقات مسلحاً ومقنبلاً وينفذ أعقد عمليات اقتحام المنازل واهانة معارضي حماس بالظاهر وباسمها وبتعليمات خفية من مسئوليه في تل أبيب وبرداء حماس المحمي وبأسمها المقاوم.

اما الكاتب أكرم عطاالله يرى أن حماس عرفت خصمها ومدبر عملية اغتيال أحد قادتها الأسير المحرر مازن فقها، وعلى هذا يترتب موقف واضح، فهل ستأخذه الحركة وتنتقم لدم فقها،ام ستكتفي بإعدام قاتله وتعتبره انتقاماً، أو ستختار الوقت المناسب وفق معايير دقيقة تحددها المعطيات لدى الحركة؟.

أي كان يحسب لحركة حماس نزاهتها في كشف هوية القاتل وكان بإمكانها أن تطوي الملف وتعدم القاتل بصمت ولا تفتح جبهة قد لا تكون سهلة مع الاحتلال الاسرائيلي في ميدان خفي ومستور لا تهدأ له جولة.

 

 

اخر الأخبار