رواتبنا ستعود يا.. محمود!

تابعنا على:   10:58 2017-05-13

كتب حسن عصفور/ استكمالا للتوصية الأمنية الخاصة بحصار قطاع غزة، لتنفيذ مخطط تركيعه سياسيا والقبول بـ"الصفقة الأمريكية" المقبلة لتقزيم الحل الوطني للقضية الفلسطينية، أقدم رأس الطغمة المتسلطة على جزء من شمال بقايا الوطن، محمود رضا، منتهي الصلاحية السياسية والقانونية، على وقف رواتب مئات من ابناء السلطة الوطنية بمختلف الصفات، الى جانب آلاف سبقوا ذلك..

قرار منتهي الصلاحية، ليس فقط غير قانوني، بل هو "سرقة علنية" تتجاوز كل الحدود، بأنه يستولي ليس فقط على حقوق الموظفين القانونية، بل ذهب ليستولي على رواتب متقاعدين، وهو يعلم أن جزءا من ذلك هو مستحقات دفعها الموظف من راتبه خلال العمل، ولذا قام بالسرقة مرتين، مرة سرقة حق عام للموظف المتقاعد ومن يعمل، ومرة سرقة حق خاص تم دفعه من راتب الموظف ذاته مسبقا لضمان تقاعد كريم ( هذه سمة لا يعرفها المدعو اياه)..

نعلم جيدا، أن محمود رضا وفرقته الماسية تعتقد تمكنها أخيرا من "تحصين ذاتها" بجدار أمني امريكي اسرائيلي بعد شهادة "الأيزو" في تقديم الخدمات التجسسية لصالح المخابرات الأمريكية وقبلها شهادة "الإيزو" الاسرائيلية التي قدمها قادة أجهزة أمن الاحتلال، بحيث أن الرئيس الأمريكي نفسه لم يصدق حقيقة تلك  الخدمات غير المسبوقة، ليس مقابل خدمة لوطن بل مقابل خدمة شخص واسرته التي تحولت الى رمز للفساد واستغلال النفوذ دون ان تقيم وزنا لمشاعر شعب طباعه روح التحدي والمواجهة لكل محتل وطاغ..مهما تأخر الفعل..

محمود رضا، المنتشي بالهدية الأمريكية – الاسرائيلية يعتقد حقا انه حقق مرادة بتصفية حسابات مع خصوم سياسيين لمشروعه التخاذلي، ويبدو انه تجاهل كليا مجموعة من القضايا، اهمها أن الزمن لا ينسى ابدا أن الطغاة مصيرهم الحساب والعقاب والمطارة أحياءا او أمواتا، هم ومن خرج من نسلهم ذرية بعضها فساده يكفي لإرساله الى جهنم الوطني..

ولأن "الزهايمر السياسي" بات سيد قرار ذلك المكان المحاصر بأمن مشترك محلي وعبري، وساكنه لا يجرؤ أن يسير عشرة امتار في أي شارع خارج ذلك الحصن، تناسى أن "الباستيل" لم يحم حاكمه، خاصة مع من بات على شفا حفرة عمريا، ولم يتبق كثيرا له لينعم بما "إكتنزه" زورا وفسادا وعنوة، شخصا وعائلة وطغمة محيطة..

الراتب يا محمود، ليس حق فقط بل هو مقابل ثمن تم دفعه مسبقا، وليس كمن وضع شروطا قبل أن يعود الى أرض بقايا الوطن، ليكمل تحديه الخاص للخالد المؤسس ياسر عرفات، ويضمن لأولاده مشاريع استثماريه قبل أن يحمل حقائبه بعد عام ونصف من تأسيس أول حالة كيانية فوق أرض فلسطين، وليتك تمتلك جرأة حاكم يتباهي بأنه "مستقل" وتقدم "براءة ذمة مالية" لك وأولادك قبل الدخول الى بقايا الوطن، وبعده، قبل أن تعين رئيسا بفعل فاعل معلوم جدا، وبعد أن بات لك مكانا لم تحلم يوما بأن تصله، لكن يد العدو كان لها فضلا لا تنساه فيما حصل من تصفيات قادة الثورة والمنظمة، أسماء كنت تقف خلفهم وأحيانا مرتعش..

من يجرؤ على فعلتك هو خال من صفات المواجهة السياسية، رغم كل ما تملك أدوات اعلامية بلا حصر أحلتها من وسائل تخدم وطن وقضية وشعب الى خدمة طاغية ومشروعه الخاص بانهاء الشرعية الوطنية، وأجهزة أمنية كان لها أن تكون درعا وسيفا للشعب أحلتها درعا وسيفا عليه، وليتك اكتفيت بهذا بل أجبرتها أن تكون القبضة الأخرى لمساعدة محتل، وتفخر بأنك صاحب مقولة "التنسيق مع العدو هو مصلحة فلسطينية"، والحقيقة المطلقة هنا هو مصلحة شخصية لك وفرقتك..

ولأنك لا تملك قدرة المواجهة وشرف الخصومة لجأت لما هو "انذل السبل" لم يقدم عليها أي طاغية سبقك، بان تحتل راتب موظف، الغالبية المطلقة لن يجد بديلا، محاولة إفقار وتجويع وكانك تقول لهم اذهبوا لتصبحوا أدوات في خدمة أي جهاز أمني يمنحكم راتبا، اعملوا جواسيس أو في مجالات السفالة العامة..مؤامرة يبدو أنها من صناعة أجهزة تبحث عن "عملاء" تعتقد انك وفرت لها تربة خصبة، ما يكشف كم أنت غريب عن الشعب الفلسطيني، وكم انك لم تكن يوما جزءا أصيلا منه، بالمناسبة توازت خطتك لتصفية رواتب الموظفين مع اعلانات جهاز الموساد الاسرائيلي بحثا عن "وظائف خاصة"!..

قطع رواتب موظفين عاملين او متقاعدين دليل مضاف كم بات الجبن الخاص والعام يحتلك، وكم هو الفقر السياسي بات محاصرك..

ولعلمك يا محمود رضا منتهي الصلاحية، أن بضاعتك فاسدة، ولكن رواتب الناس ستعود رغما عنك، وستلاحق على جريمتك التي ترتقي لجريمة حرب وتقترب من الخيانة الوطنية لما ترمي أهدافا من وراء تلك الفعلة الكريهة، ستلاحق في أواخر ايامك وفي مماتك فالحق لا يسقط بالوفاة ولا بالتقادم، وبعضه سيدفعه كل من خرج من نسلك، قريبا أو نسيبا ما لم يعلن البراءة منك وافعالك..

لا عتب عليك لأنك تعرف من أنت حقا..ورغم كل الذي فعلت أقسمت أن لا أفتح الصندوق الأسود الخاص لك، ولكن أعاهدك ان أبدا يبقى القلم كما عرفته أنت وفرقتك، ومحيطينك فقراء العقل لا يهتز دفاعا عن مشروع وطني وضعه الخالد أمانة في رقبة كل وطني فلسطيني، خوفا من "كرازي فلسطين" منتج عمارة العار خلال حصار الشهيد المؤسس..

هل تذكر عدنان ياسين..لا تنسى أنك حامي وراعي ذلك الجاسوس وقاتلت بكل السبل كي لا يعدم، وأن يرحل خارج تونس خوفا من غضب من لحقهم ضرر منه باغتيال ابو جهاد والقادة الثلاثة..وآخرون ذهبوا نتيجة فعل "صديقك عدنان"..

الأيام حسابها معك ليس مالا، فتلك مسألة ستجد لها حلا الى حين عودة الحق، ولكن حسابك السياسي الذي لن يحميك منه كل جدرك الأمنية..

فكر الى أين وصلت يا محمود..ولنا جولات أخرى تأكد أنها ستكون درسا لكل طاغ متكبر يعيش بجدر ليست من صناعة وطن.

وعد لك ولغيرك أن "أخرج شاهرا قلمي.."! ومعذرة للإمام علي وأبي ذر الغفاري!

ملاحظة: هل من ضرورة للتساؤل ما هو دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، افتراضا أنها القيادة اليومية، من جرائم محمود رضا..أم نعتبرها غير ذي صلة منذ الآن..سننتظر!

تنويه خاص: منذ زيارة الصليب الأحمر للقائد مروان، وهي الخدمة الانسانية الأهم منذ رفع قبضته ورفاقه في وجه الجلاد والمتآمر أيضا، وبشاير النصر تهل..شكرا للصليب، الذي قدم كل ما يمكن ضمن مهامه المكلف بها..صحيح البعض يتعامل مع الصليب الأحمر بهوى وليس واقعا..

اخر الأخبار