حفلة ترامب والقضية الفلسطينية

تابعنا على:   11:50 2017-05-22

أحمد رمضان لافى

إن المتابع لما حدث في السعودية يوم الأحد 21/5/2017 سوف يسجل أهم ملاحظات في حياته من حيث المضمون والشكل, فعندما يرى المرء الحفاوة التى سادت حفلة ترامب وهو الشخص المثير للجدل في العالم وليس في مجتمعه فقط فالاستغراب منطقى, فعلى المستوى الأمريكي بمجرد اعلان فوزه خرج ملايين الأمريكيين رافضين ذلك الفوز المثير والذى أفشل جميع استطلاعات الرأى التى كانت تنتظر فوز هيلارى كلنتون, ولكن لسنا بصدد الحديث عن الانتخابات الأمريكية ولكن ما أثارني في ذلك هو شخصية الرجل المثير فلماذا كانت الحفلة المثيرة في السعودية؟ وما الأهداف لها؟ ومن هى الجهة المستفيدة منها؟ ومن الجهة الخاسرة أيضا؟ وللإجابة على تلك الأسئلة لابد من الحديث عن محاور رئيسية وهى الدول المحورية التى استهدفها هذا الحفل الباهر؟ فيما يبدو من خلال الاستعدادات لتلك الحفلة فإن ترامب نفسه كرجل أعمال لا يفهم إلا بلغة الحسابات والصفقات وهو ليس بحاجة أن يكون رئيسا فإنه بعد الفوز المثير أمريكيا بحاجة للقول لمن خرج منددا بفوزه أنا أستطيع أن افعل ما عجز عن فعله سلفى بكثير من النجاحات وقليل من الاخفاقات والحفلة دليل على ذلك, أما المحور الثانى اسرائيل وهى المستفيد الرئيسى سياسيا وأمنيا ومستقبلا اقتصاديا بعد التطبيع القادم مع العرب والمسلمين وكما تم اقتيادهم للحفلة الترامبية سوف يتم اقتيادهم مرة أخرى للتطبيع مهللين ومكبرين فرحين بالنصر العظيم كما شاهدنا وتابعنا اليوم, وأن يتم التركيز على ايران كمحور ثالث ومستهدف خليجيا بأنه هو البؤرة الرئيسية للإرهاب في المنطقة وحزب الله وحماس والحوثيين فهم جميعا في محور واحد بالنسبة لإسرائيل ولأنى معتقدا بأن الشكل الصراعى بين اسرائيل وامريكا من جهة وايران من جهة أخرى هى كذبة كبيرة جدا وكنا قد كتبنا ذلك في مقالين بخصوص هذا الموضوع, أما الحديث يدور عن مكافحة الإرهاب وتقوم السعودية بافتتاح مركز الاعتدال مخصص لمكافحة الارهاب فهى كذبة أكبر من كذبة صراعهم مع ايران واقصد "امريكا واسرائيل" , فإذا كانوا جادين بإنهاء داعش وغيرها فالأولى لهم أن يعترفوا بالحقيقة وهى التى ذكرها الرئيس السيسى في تساؤلاته : من يمول ماليا وعسكريا وصحيا ولوجستيا..الخ؟؟ أليس أمريكا هى من أسست ورعت وأشرفت؟؟ أليس قطر من يلعب دورا واضحا في هذا الملف في ليبيا وسوريا وغزة؟؟ أما زلتم تستغفلون الأمة؟؟ ألم يكفيكم؟ وطرح ايران بهذا الشكل كأحد اهم تحدى لدول الخليج والمنطقة واستثناء اسرائيل وهى الدولة الوحيدة التى تحتل شعب كامل اقتلعته من أرضه وشتت وذبحت ونهبت ودمرت واستوطنت ومازالت تفعل أكثر من ذلك حتى مع الشريك بما يسمى السلام وهى السلطة في رام الله و فهذا المحور الأكثر استرخاء وتجلى كسب حاليا ومستقبلا, صحيح أن لنا موقف من ايران كعربي قومي وأننا ضدها في تدخلاتها بالشئون العربية في اليمن ولبنان وغزة, ولكن تصويرها بأنها العدو المركزى هذا هو الإفك بعينه , فمنذ ثورة الخمينى حتى الآن وايران تستغل الهاجس التى تعيشه المنطقة العربية بنشر التشيع كتجربة ثورية خمينية وهذا التخوف منطقى كما أن أمريكا رعت هذا الهاجسوعززته ومازالت, ولكن ليس على حساب القضية المركزية لكل المسلمين والعرب وهى قضية فلسطين , ولكن ما الذى قدمته ايران لفلسطين.؟ حفنة دولارات للتنظيمات الفلسطينية؟ وبالمقابل استغلال تلك المبالغ للتأثير على سياسة تلك التنظيمات وهذا واضح لا لبس فيه, وأما أن يذكر ترامب حماس بالإرهابية وفى هذه المرحلة التى جاءت بعد نشر ميثاقها المعدل التى يستجدى اسرائيل وأمريكا بالتفاوض المباشر معها بدل المنظمة فهذه كذبة أكبر , وما يحدث الآن توقيتا ومضمونا هو الترتيب لإعلان دولة غزة تحت وطأة الوضع الإنساني من ناحية وعدم التزام حماس وعودتها الى الصف الوطنى من ناحية ثانية. وهذا ما يحصل الآن وما صرح به " العمادى القطرى " اليوم في غزة بان غزة مقبلة على أيام صعبة يؤكد ما نتخوف منه ونستشرفه في هذا المقال, ولهذا ولأن الحديث يطول في هذا الموضوع نقول: أولا وقبل كل شىء ولتجنب ضياع ما تبقى من فلسطين على حماس فورا العودة الى حضن الوطنية الفلسطينية بكل ما فيها من سلبية وهذا يتمثل بتسليم غزة, وعلى الجهاد أيضا حتى وأن لم يوافق على دخول السلطة عليه دخول المنظمة فورا, وعلى السلطة تبنى الكل الفلسطينى بكل ألوانه والأهم توحيد فتح والمنظمة قبل فوات الآوان وإلا فإن التاريخ لن يرحم احدا.

[email protected]

اخر الأخبار