ليلة سقوط "مكذبة" قطر!

تابعنا على:   10:45 2017-05-24

كتب حسن عصفور/ لا نظن أن ليلة 23/ 24 مايو (ايار) 2017 ستمر مرورا عابرا بالنسبة للمشهد السياسي العربي، حيث احتلت قطر أميرا وخارجية ووكالة أنباء وكذا موقع تويتر، الخبر الأبرز والأهم عالميا في مختلف وسائل الاعلام، المنتجة قطريا أو المتحالفة معها، أو تلك التي لا تحمل "مودة" لقطر حكما وحاكما ومؤسسات..

نجحت قطر، عمليا أن تصبح الخبر الأبرز لساعات طويلة، وهو كسب بحثت عنه الإمارة التي بدأت "شمس اعلامها" تخبو بعد صعودها، نتيجة النصيحة الذهبية لوزير خارجية الكيان الأسبق بيريز للأمير الأب، بأن يشتري تلفزيون "بي بي سي" بالعربي وينشئ محطة تلفزية اخبارية، وأرسل له طاقما مختصا برئاسة ديفيد كمحي مدير خارجية الكيان الأسبق، ليرسم له "خريطة عمل الجزيرة الجديدة" وشعارها "الرأي والرأي الآخر"، مستغلة "الكبت الاعلامي الرسمي العربي، ومن تلك البوابة دخلت اسرائيل بكل مكوناتها المنزل  العربي بشكل "ودي" باعتبارها "رأي آخر"..لعبة بدأت وكان لها لاحقا ما لها الكثير من ألعاب سياسية..

لكن "الاحتلال القطري" للاعلام العالمي" لم يكن في سياق تقديم "ما يمنحها الحصانة" بقدر ما كشف هشاشة الحال السياسي في "الكيانية القطرية"، وما آلت اليه من "عزلة خارقة"، بل ويمكن اعتبارها "كراهية نادرة لدولة عربية"، رغم وجود احتقان شعبي ضد عدد من دول عربية باتت جزءا من مخطط تقسيم المنطقة وخدمة الأجنبي الاستعماري، لكن لقطر مكانة مميزة في حجم الكراهية، بما سبق مضافا لها "طموح غير منطقي أساسه تعبئة اسرائيلية"، بأن "حجم الدول وتأثيرها" ليس بالمساحة وعدد السكان والتاريح والحضارة بل بما لها من قدرة على "العبث الداخلي",..واسرائيل نموذجا وفقا لما كان من بيريز للأمير الأب..

ولنراجع التصريحات التي نسبت لأمير قطر ثم قالوا أنه "إختراق"، ونقاربها مع الموقف العملي للكيانية القطرية..فما نسب للأمير عن أنه يتمتع بعلاقات استراتيجية مع اسرائيل، هل هذا خطأ أم حقيقة، الشواهد كلها تقول ذلك، من نصيحة ازاحة الأمير الجد، الى تأسيس الجزيرة فدعم حماس قبل الانتخابات والوساطة بينها ودولة الكيان بعد الانتخابات، وترتيبها لدور مع تل أبيب وواشنطن في انقلاب يونيو 2007 الحمساوي العسكري في قطاع غزة..العلاقة مع اسرائيل فعلا هي استراتيجية ودور السفير العمادي كاشف جدا لها..

بخصوص حماس وممثل الشعب الشرعي، الأمير الشاب، لم يقل أنها الممثل الشرعي الوحيد، ورغم النفي لتصريحه حول أنها الممثل الشرعي، لكن كل مواقف قطر ما قبل انتخابات 2006 وما بعدها والدور في دعم الانقلاب مالا وسياسة وحضورا، ثم استضافة قيادة حماس، ومحاولتها أن تضع حماس مرادفا لعباس وفتح قدما بقدم، خلال كل اللقاءات التي تمت في قطر، حتى استقبال أمير قطر لهما لم يكن يميز محمود عباس في جلسة الأمير باعتباره رئيسا لشعب بل رئيسا لحركة مقابل رئيس حماس..الصور متوفرة لمن يرغب..

كما أن سفير الأمير يقيم عمليا في قطاع غزة، وهو الوحيد الذي قام بذلك، مستغلا ضعف عباس نحو قطر بحكم ما له من علاقات شخصية معها، وهي علاقات ليست سرية، ولا نظن أن اقامة السفير الرسمية في غزة محبة لأهلها وليس لـ"حماس"ها..مؤشرات تؤكد أن حماس للأمير وحكمه هي ممثل شرعي..

أما غيرها من مواقف وخاصة جماعة الإخوان، فهي لا تحتاج الى تعليق، حيث أن قطر باتت "الراعي الرسمي" لها جملة وتفصيلا، وتتعامل معها باعتبارها أداة علنية في العداء لمصر، بوهم أن مصر بعد ثورة 30 يونيو سرقت "زعامة الأمير الشاب" لقيادة الأمة..

ما يتعلق بالقضايا الأخرى لا تحتاج كثيرا لارهاق كي يتم مقارنة الموقف الرسمي مع ما نسب للشاب تميم، وعمل تدقيق بسيط لنكتشف أنها ذاتها، ولكن بلغة شابها "الصراحة والوضوح والنرفزة"، بعدما اكتشف مكانته الحقيقية في المشهد خلال قمة الرياض وأنه حاكم محدود الأثر والتأثير والمكانة في دولة كان يتعامل معها "الأم الحنون"، وجاهد اعلامه لخلق فتنة بينها وبعض دول الخليج الأخرى..

ليلة قطر تستحق أن يعيد مراجعتها الأمير الشاب كون العمر لا زال أمامه، وأن الدرس الذي كان من هبة غضب عارمة ضد الحاكم القطري وحكمه هي الحقيقة التي غابت عنه، ولذا عليه هو وليس غيره قراءة كل ما كتب بعد "التسريات المنفية"، بعيدا عن مكذبة الاختراق التوتيري تلك..

ليلة سقوط مكذبة قطر تستحق المراجعة يا أمير من أجلك..فالقافلة تسير فلا تنتظر كثيرا!

ملاحظة: ترامب قام بأكبر اهانة سياسية لفريق محمود عباس زيارة وتصريحا..27 ساعة مقابل 25 دقيقة وتجاهل كل شي عن القضية احتلالا ومستقبلا تكشف كم هو مستخف بهم..قراءة أشمل وأعمق لزيارة العنب والحصرم في مقال الخميس لو كان في العمر بقية!

تنويه خاص: سؤال بدون أي جائزة، ما هو الشيء الذي يمكن أن يعيد "اللسان" لأعضاء "تنفيذية المنظمة" المهانين يوميا من عباس تجاهلا وقيمة ومكانة تمثيلية..

اخر الأخبار