زيارة ترامب ...الجائزة الكبرى وجوائز الترضية !!

تابعنا على:   00:32 2017-05-25

تيسير الزّبري

من موقع هبوط الطائرة الرئاسية الأمريكية في الرياض هناك نتائج ودلالات كثيرة على هذه الجولة ، كما 
ان الاجتماعات التي يجري التحضير لها على المستوى الخليجي والعربي الاوسع ( عند كتابة هذا المقال ) لها 
دلالات اوسع وتكشف عن الهدف الرئيس من الزيارة ، وما عدا ذلك هي تفاصيل واضافات تجميلية لا قيمة 
جوهرية لها ؛ بما في ذلك اهمال جوهر  الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1867 للنكبة 
الثانية في كل تفرعاته واشكاله ؛ بما في ذلك قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ العام 1948 . 
كل المؤشرات والاعلانات شبه العلنية تشير الى الهدف التجاري الذي يحوم فوق رأس الرئيس الامريكي 
والوفد المرافق له قد تحقق ، وهناك تصريحات ومعلومات صحفية تتحدث عن صفقات بمئات المليارات من 
مبيعات الاسلحة والمشاريع المشتركة مع الدول الخليجية الاخرى ؛ بما لها من معاني اقتصادية وسياسية ؛ 
اقتصادية بمعنى دعم الصناعات الحربية الامريكية وانعاش  الاقتصاد الامريكي ، وسياسي من حيث توجيه 
الانظار الى عدو المصالح الامريكية والمقصود بذلك الجمهورية الاسلامية الايرانية ؛ وهو الذي شكل ركناً 
اساسياً في حملة ترامب الانتخابية . تسليح الدول الخليجية بمليارات الدولارات ومواجهة ايران هما هدفين 
بحجر واحد  كما يقال - ، وقد تم تحقيقهما منذ الساعات الاولى للزيارة التاريخية !! 
المواجهة التاريخية في المنطقة مع التمدد الصهيوني واحتلال فلسطين كاملة مع اجزاء من دول عربية 
اخرى مثل الجولان ...هذه مسائل لا تشغل بال الادارة الامريكية الا من باب رفع العتب او تقديم جوائز 
الترضية ؛ وهي " جوائز " لا تستثني حكومة نتنياهو ولذلك يجري التحضير لعقد اجتماع يضم عدداً من الدول 
العربية وبحضور فلسطيني لتكييف المبادرة العربية وتعديلها بما يقرب الاسرائيليين من قبولها ( في الافق 
تدور مشاريع مقترحات من بعض الاطراف العربية الخليجية تجاه التوسع الاستيطاني وتجاه التطبيع بما 
يتعارض مع المبادرة العربية ) ! الادارة الامريكية تعلم جيدا انه بدون اجراء شيء ما على جبهة الصراع 
العربي  الاسرائيلي  فان كل خططها للهيمنة تبقى مهددة ، وتذروها الرياح .  
ادارة ترامب وبالرغم من حلفها مع اسرائيل الا انها لا ترغب في اتخاذ خطوات شكلية  وبروتوكولية مع 
الجانب الاسرائيلي ربما  تستفز اعداء سياساتها في المنطقة ، او تحرج اصدقائها العرب من مثل زيارة حائط 
البراق بمرافقة اسرائيلية او الامتناع عن زيارة ( قلعة مسادا ) قرب البحر الميت وغيرها من المظاهر الشكلية 
التي يرغب بها نتنياهو ، ولذلك فان الصحف الاسرائيلية المعارضة لحكومة نتنياهو تصف الاخير "بالمتصبب 
عرقا" في الاستعداد لاستقبال الرئيس الامريكي !.  
الوفود الامريكية التي مهدت لزيارة ترامب تتعامل مع الصراع الفلسطيني مع الاحتلال من جانب 
الاقتصاد والمساعدات الاقتصادية وهي تحضر لتقديم مشاريع دعم ( ولمَ لا ما دامت تنهب نتائج الثروات 
العربية ؟ ) 
والسؤال الدائم كيف سوف يواجه الفلسطينيون وبالذات المفاوض الفلسطيني هذا الاهمال الذي يدور في 
 الافق ، وهل ان الاهتمام الشكلي بالمسؤولين الفلسطينيين يقدم حلا ويعطي الاجابابات عن الوضع الفلسطيني 
والعذابات التي يواجهها من الاحتلال والاستيطان ؛ وآخر فصوله معاناة الاسرى الفلسطينيين من احتلال 
عنصري جاثم على صدور الفلسطينيين بالقمع والاستيطان الزاحف . جوائز الترضية لن تكون مقبولة مهما 
جرى تغليفها من مظاهر شكلية لا قيمة فعلية لها ... 

اخر الأخبار