أمعائكم الخاوية ستصنعون الإنتصار ...!

تابعنا على:   18:53 2017-05-25

جمال أبوغليون

تسع وثلاثون يوما على التوالي هي جملة الأيام التي يعيش فيها الأسرى الفلسطينيون والذي لا يقل عددهم عن 1800 مع معركة البطون الخاوية تلك المعركة التي يستخدم فيها الأسرى لحومهم ودمائهم نصرة لقضيتهم وانتصارهم على الاحتلال الإسرائيلي متسلحين بإرادتهم الجبارة منذ 16/4/2017، حيث جاء إضراب أسرى الحرية والكرامة في سجون الاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بتحسين أوضاعهم الحياتيه ، والتي تتمثل في : تحسين شروط الزيارة العائلية ، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي ، والتجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات فيما يتعلق بالنقل الخاص واللقاءات المباشرة دون حواجز ، وتأمين المعاملة الإنسانية للأسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة ، و إنهاء سياسة العزل الإنفرادي بالإضافة إلى إنهاء سياسة الإعتقال الإداري ، وإعادة حق التعليم ، وإدخال الكتب ، والصحف ، والملابس ، والمواد الغذائية ، والأغراض الخاصة للأسرى أثناء الزيارات ، .. إلخ .

في الأمس وصل عدد كبير من أسرى الحرية إلى مرحلة صحية خطيرة، وفق ما أعلنته اللجنة الإعلامية لمساندتهم ، وقد نقل العديد منهم إلى المستشفيات نتيجة ظهور العديد من الأعراض الصحية الخطيرة عليهم ؛ مثل : الأوجاع الشديدة في الرأس والبطن والأطراف ، وانخفاض ضغط الدم ونبضات القلب وفقدان الوعي بشكل متكرر وعثيان وتقيؤ الدم علاوة على إنخفاض أوزانهم بما لا يقل عن 20٪ وهنا تكمن الخطورة القصوى حيث أن استمرار الاضراب يعني خسارة 30٪ من وزنهم وتصبح العضلات في هذه المرحلة عاجزة عن تحمل الهيكل العظمي، مع صعوبة في الوقوف ، وفي هذه المرحلة يمكن توقع مضاعفات خطيرة مثل فشل الأعضاء فالوفاة ، وعموما يتوفى المضرب عن الطعام بأزمة قلبية ورغم ذلك ما زالت سلطات الاحتلال الارهابية تفرض تعتيماً إعلامياً على مجمل الأوضاع الصحية لأسرى الحرية والكرامة .

في هذه المرحلة الخطيرة من إضراب الحرية والكرامة لا بد من تكثيف الوقوف جانب أسرانا ومساعدتهم على تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة التي أقرتها كافة القوانين والشرائع الدولية من أجل تحقيق النصر المؤزر - بإذن الله - أو استقبالهم بالنعوش من داخل السجون وهو عنوان مقالة الأخ المناضل عيسى قراقع -رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين - نتيجة للممارسات القمعية والهمجية والعنصرية التي تمارس ضد الحركة الأسيرة .

من المؤكد ان الاحتلال الإسرائيلي يوظف كافة إمكاناته جهوده وطاقاته و يراهن على عامل الوقت لكسر الإضراب وهزيمة الحركة الأسيرة في معركة الحرية والكرامة دون تحقيق نتائج تذكر ، وإن حدث إنكسار - لا سمح الله - سيكرس شعور بالفشل في جميع الحوارات اللاحقة ، وستسود مشاعر الاحباط مما يجعل العودة للإضراب مرة اخرى أمر ليس باليسير ، وربما نواجه احتمالية الإنقسام وتفكك الحركة الأسيرة ، وتغول سلطات الاحتلال الهمجية على الحركة الأسير ومصادرة المزيد من حقوقها وامتيازاتها التي عمدت بالدم ، وسيدفع شعبنا العظيم الثمن الأكبر ، وبالتأكيد سيتأكل رصيد الفصائل الفلسطينية برمتها ، وبناءً على ما تقدم لا بد من تسارع خطوات المساندة علي جميع المستويات ولذلك لا بد من :

١- التوجه إلى مجلس الأمن وطلب عقد جلسة طارئة على وجه السرعة لمناقشة الوضع الخطير للأسرى واتخاذ ما يلزم لتأمين حياتهم وتلبية مطالبهم الشرعية والعادلة .

٢- التوجه لمحكمة الجنايات الدولية ورفع ملف متكامل بحق حكومة الاحتلال العنصرية وبالاخص الأرهابي «جلعاد أردن» وذلك بسبب تعريضه حياة الأسرى للخطر من خلال الممارسات التعسيفية التي تنتهجها إدارة مصلحة السجون ضد أسرانا .

٣- التوجه فوراً لمحكمة لاهاي لإستصدار فتوى قانونية حول الوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بهدف توضيح مدى مسؤولية الاحتلال تجاه أسرى الحرية والكرامة .

٤- التوجه إلى الأمم المتحدة ، ومجلس حقوق الإنسان ، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الأسرى .

٦- الإيعاز لجميع سفراء دولة فلسطين في العالم بضرورة تصيعد الفعاليات التضامنية مع أسرانا خاصة في الدول الصانعة للاحتلال والإضراب عن الطعام أمام سفارات الاحتلال بهدف الضغط على حكومة الاحتلال لتلبية مطالبة أسرانا العادلة .

٧- دعوة جميع الدول الموقعة على اتفاق جنيف للإنعقاد الفوري بهدف الزام الاحتلال الإسرائيلي على احترام ميثاق روما والإتفاقات الدولية المكملة والمطالبة بسرعة تطبيقها على الأراضي المحتلة وخاصة الأسرى .

٨- الطلب من الدول العربية التي لها علاقات مع سلطات الاحتلال للتدخل الفوري للعمل على تلبية مطالب الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال .

٨- تكثيف الدعم والإسناد الشعبي من خلال الفعاليات المختلفة وقطع الطرق الالتفافية كشكل من أشكال المقاومة اللاعنفية وصولاً إلى العصيان المدني الشامل .

٩- تطوع الأهالي والجماهير المساندة للإضراب عن الطعام في مقرات الصليب الأحمر ومكاتب هيئة الأمم المتحدة داخل فلسطين المحتلة .

هذه المطالب وغيرها لا بد من سرعة انجازها لأن سلطات الاحتلال ما زالت تراهن على عامل الوقت وتتجاهل مطالب أسرانا الأشاوس وتحرض ضدهم وضد عائلاتهم ، فالحركة الأسيرة هي ضمير الأمة وضمير الحركة الوطنية الفلسطينية والعربية والعالمية ، وتخوض معركة الأمعاء الخاوية معركة الحرية والكرامة دفاعاً عن شرف هذه الأمة فلا تخذلوهم .. لأن هذه الحركة وحدها وبأمعائها الخالية قادرة على تحقيق النصر بإذن الله .

#نعم عاشت البطون التي تلتحم بالجوع من أجل الحرية والكرامة...

اخر الأخبار