ابرز ما تناولته الصحف العبرية 28/05/2017

تابعنا على:   14:30 2017-05-28

الأسرى توصلوا الى تفاهمات مع سلطة السجون واوقفوا الاضراب

كتبت صحيفة "هآرتس" ان مصلحة السجون الاسرائيلية، اعلنت صباح امس السبت، عن انتهاء اضراب الاسرى الفلسطينيين عن الطعام، في اعقاب مفاوضات ليلية جرت بين ممثلي المصلحة وممثلي الأسرى، ومن بينهم زعيم الاضراب مروان البرغوثي. وتم الاتفاق على مضاعفة عدد زيارات العائلات الشهرية، من زيارة واحدة الى زيارتين. وعلم انه لا يزال 18 اسيرا من المضربين عن الطعام يتلقون العلاج في المستشفيات.

كما اعلنت مصلحة السجون بأنه ستجري محادثات بشأن عدة مطالب اخرى طرحها الأسرى، الذين يطلبون تسهيلات في شروط اعتقالهم. ومن المتوقع ان تتناول الاتصالات بين الجانبين مسالة ساعة اغلاق اقسام السجن، اعادة طابع الطعام والطهي داخل السجن واعادة امكانية الدراسة الجامعية.

وعلمت "هآرتس" انه جرت، خلال الاسبوعين الأخيرين، اتصالات بين مسؤولين كبار في الشاباك ومسؤولين فلسطينيين، نوقشت خلالها مطالب الأسرى. وطرحت خلال تلك الاتصالات نية الجهاز الامني التجاوب مع قسم من مطالب الأسرى وتحسين ظروف اعتقالهم. مع ذلك طالب الشاباك بإنهاء الاضراب اولا. وقالوا في الجانب الفلسطيني ان الشاباك طالب طوال الوقت باستثناء البرغوثي من المحادثات، لكن البرغوثي شارك في المفاوضات التي جرت في سجن اشكلون، وكان من بين الذين قادوا الى انهاء الاضراب، حسب ما قاله مقربون منه لصحيفة "هآرتس".

وخلال مؤتمر صحفي عقدته دائرة شؤون الاسرى الفلسطينيين في رام الله، ظهر امس، قال رئيس الدائرة عيسى قراقع ان "الأسرى انهوا الاضراب بعد تلبية مطالبهم". وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة العليا لدعم الأسرى، جمال محيسن، انه "تم انهاء الاضراب بعد 40 يوما من الصمود ومفاوضات طويلة مع قيادة الاضراب، وعلى رأسها مروان البرغوثي. اضراب الأسرى يرمز الى وحدة الشعب الفلسطيني". وقال انه سيتم نشر تفاصيل الاتفاق في وقت لاحق.

يشار الى ان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي غلعاد اردان، كان قد اعلن في وقت سابق بأن مصلحة السجون لن تفاوض الاسرى المضربين ولن يتم التجاوب مع مطالبهم. ومع ذلك جرت محاولات من جانب مصلحة السجون للتوصل الى تفاهمات حول الاضراب قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة اسرائيل. وقالوا في مصلحة السجون انه لم تجر مفاوضات مع الأسرى وانما تم التوصل الى "تفاهمات". وقالوا ان "انهاء الاضراب تيسر في اعقاب اتفاق توصلت اليه اسرائيل مع الصليب الاحمر ومع السلطة الفلسطينية حول زيادة زيارة اخرى شهريا". وحسب مصلحة السجون فقد بلغ عدد الأسرى الذين شاركوا في الاضراب، على مراحل، 1578 اسيرا، غالبيتهم من حركة فتح، وان اكثر من 750 اسيرا انهوا الاضراب قبل التوصل الى التفاهمات.

وجاء من جمعية "اطباء لحقوق الإنسان" انها تسلمت خلال فترة الاضراب تقارير مقلقة من اسرى حول تصرف مصلحة السجون مع المضربين عن الطعام. وقالت انه "من المهم التحقيق في الشكاوى لكي لا يتكرر هذا السلوك. نطالب مصلحة السجون ووزارة الامن الداخلي بإجراء تغييرات ملموسة في منظومة الصحة الفاشلة في مصلحة السجون، وفي نهاية الأمر نقل المسؤولية الى وزارة الصحة".

الأوقاف: "مستعدون استئناف زيارات الاسرائيليين الى الحرم القدسي"!

تكتب صحيفة "هآرتس" ان الشيخ عزام التميمي، مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية في الحرم القدسي، دعا اسرائيل الى فتح مفاوضات من اجل اعادة الوضع الراهن الذي ساد في الحرم حتى العام 2000. وحسب اقواله فان مثل هذا الاتفاق سيسمح لكل من يرغب، بما في ذلك اعضاء الكنيست ويهود حركات جبل الهيكل – بزيارة الحرم وحتى دخول المساجد نفسها، حسب شروط دائرة الاوقاف. وقال التميمي: "يجب ان يفهم الجميع بأنهم يزورون مسجدا ولا يحق لليهود الصلاة فيه". واوضح التميمي ان  "كل الـ144 دونم التي تضمها منطقة الحرم الشريف هي مسجد. النبي محمد صلى هناك. هذا هو ايماننا. لم يعارض احد ذلك منذ مئات السنين، ولا يمكن تغيير تاريخ الـ 1500 سنة الاخيرة".

والوضع الراهن الذي يتحدث عنه التميمي هو الاتفاق الذي ساد في الحرم القدسي بين سنوات 1967 و2000، والذي حدده وزير الامن الاسرائيلي الاسبق موشيه ديان بعد عدة أيام من انتهاء حرب الايام الستة. وفي اطار ذلك الاتفاق كانت الشرطة مسؤولة عما يحدث على ابواب الحرم ومن حوله، بينما ادار المجلس الاسلامي – الأوقاف – كل ما حدث داخل الحرم وحدد جدول الزيارة فيه. وكانت الأوقاف تبيع بطاقات دخول سمحت لغير المسلمين بزيارة قبة الصخرة والمسجد الاقصى والمنشآت الاخرى في الحرم، وكان هناك تنسيق بين الشرطة والوقف بشأن حجم المجموعات واجراءات الزيارة والحراسة في المكان. وقد انهار ذلك الوضع الراهن في اعقاب زيارة اريئيل شارون الى المكان في ايلول 2000، واندلاع الانتفاضة الثانية ووقف زيارات غير المسلمين الى المكان.

وقد توقفت زيارات المواطنين الاسرائيليين والسياح الى الحرم حتى العام 2003، الا ان وزير الامن الداخلي، في حينه، تساحي هنغبي، قرر فتح الحرم امام الزيارات من جهة واحدة: من دون تنسيق مع الاوقاف، ومن دون دخول المباني نفسها. وحتى اليوم تجري الزيارات وفقا لذلك القرار، خلافا لموقف الأوقاف. وقال التميمي: "لقد كان القرار احادي الجانب ونحن نعتبره اجتيازا للحدود واعتداء على الاوقاف".

يشار الى ان التميمي تم تعيينه بشكل شخصي من الملك الأردني عبدالله، وهو ناقد جدا للحكومة الاسرائيلية وتعاملها مع الحرم القدسي. ورغم اعتقالات اليهود في الحرم بشبهة خرق شروط الزيارة والصلاة في المكان، الا ان التميمي يؤمن بأن الحكومة هي التي تسمح بذلك عمليا. ولإثبات ذلك، عرض مجموعة من الصور التي تم التقاطها بواسطة الهاتف، يوم الخميس الماضي، والتي يظهر فيها يهود يصلون في باحات الحرم. وقال التميمي انه "بسبب قرار الدخول من جانب واحد، فان الحكومة تمنح عمليا الضوء الاخضر لصلاة اليهود في الحرم. الحكومة لا تمنع المتطرفين من اجراء المراسم الدينية والشرطة تشجعهم".

تجدر الاشارة الى انه في اطار مفاوضات ثلاثية بين اسرائيل والاردن والولايات المتحدة، اعترفت اسرائيل في تشرين اول 2015 بأن اليهود لا يملكون حق الصلاة في الحرم، بل ان رئيس الحكومة نتنياهو صرح بذلك كجزء من التفاهمات مع الأردن.

وفي الأسبوع الماضي، في "يوم القدس" سجل نشطاء الهيكل نجاحا عندما جندوا حوالي 1000 يهودي للدخول الى الحرم، وهو كما يبدو اكبر عدد من "الزوار" في يوم واحد منذ عشرات السنين. ويشعرون في دائرة الاوقاف بالقلق من هذا التوجه، ويقول التميمي: "نحن لسنا ضد اليهود ولا نكره اليهود. اليهود هم شعب الكتاب، ولكننا ضد المتطرفين المتدينين الذين يريدون تدمير المساجد. اليهود الذين يدخلون لا يفعلون ذلك ببراءة، انهم ليسوا سياحا، بل متطرفين، متزمتين، يقودهم اليمين". وحسب التميمي فان "الحكومة الاسرائيلية تعمل من اجل اثارة حرب دينية في الشرق الاوسط، لا يمكن توقع نتائجها. هذا استفزاز لمليار و700 مليون مسلم، كما ان اسرائيل تفرغ اتفاق السلام مع الاردن من مضمونه".

في السنة الأخيرة يسود الهدوء النسبي في الحرم، ولم تقع تقريبا مظاهرات حاشدة او اعمال رشق للحجارة في المكان. ويعتبر شهر رمضان الذي بدأ امس، فترة متوترة جدا في الحرم القدسي، وفي هذه الأثناء لم يتم تسجيل احداث استثنائية. وتنسب الشرطة ووزارة الامن الداخلي ذلك الى الخطوات التي تم اتخاذها ضد المرابطين ونشطاء الحركة الإسلامية في المكان. لكن التميمي يقول ان الوقف هو الذي قاد الى تهدئة الاوضاع. واوضح: "لسنا معنيين بحدوث مظاهرات، هذا يمس بقدسية المكان.". وحسب رأيه فان الشرطة هي التي تسبب العنف في الاقصى.

وحسب التميمي فان الحكومة تمنع اعمال الترميم والصيانة في منطقة الحرم. "انهم يتدخلون في كل شيء، حتى في استبدال مصباح. لقد استثمر الملك مئات الاف الدولارات وكل شيء عالق، لأنهم لا يسمحون لنا بإدخال شيء الى الحرم". ويحتج التميمي على اغلاق بنايتين في الحرم، الاولى ادعت الشرطة بأنه تم استخدامها من قبل تنظيم يرتبط بحماس، والثانية تم اغلاقها قبل سنة بعد بدء الأوقاف بإجراء ترميمات فيها بهدف تحويلها الى مراحيض للزوار. وقد ادعت بلدية القدس بأن العمل تم بدون ترخيص واصدرت امرا بإغلاق البناية، ولا تزال مغلقة حتى اليوم.

وبشأن زيارات المسلمين من خارج اسرائيل والمناطق الفلسطينية الى الحرم القدسي، يعرب التميمي عن رأي يشبه موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخلافا لموقف حماس. فهو يؤمن بأن على المسلمين الوصول الى الرحم القدسي، رغم السيطرة الاسرائيلية على المدينة. "انا ارحب بقدومهم، عبر اللد (المطار) عبر البحر، لا توجد لدينا مشكلة في ذلك". وقال انه طرأت في السنوات الاخيرة زيادة طفيفة في عدد الزوار من الدول الاسلامية غير العربية، كماليزيا، اندونيسيا وتركيا.

وقال التميمي: "لا اريد الدخول في السياسية، لكن القدس يجب ان تكون مركز الديانات الثلاث. فليصلي اليهود في حائط المبكى، رغم انه جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي، لكنه يمكنهم التجمع في هذا المكان المقدس. اذا ارادت اسرائيل السلام فان عليها التصرف بمنطق. اذا واصلوا تصرفاتهم الحالية فسينزلون بنا كارثة. سيحدث هنا سفك للدماء ولا احد يريد ذلك الا المتطرفين. رسالتي الاساسية هي ان القوة لا تحل أي مشكلة".

15 الف متظاهر في تل ابيب ضد الاحتلال

الرئيس عباس: "لا يوجد صوت اقوى من صوت السلام العادل والشامل، ولا يوجد صوت اقوى من حق الشعوب بتقرير المصير والحرية من ظلم الاحتلال"

تكتب "هآرتس" ان حوالي 15 الف شخص، تظاهروا مساء امس السبت، في ساحة رابين في تل ابيب، بمناسبة مرور 50 سنة على الاحتلال، وتحت شعار "دولتان – امل واحد". ونظمت هذه التظاهرة حركة "سلام الآن"، وشاركت فيها احزاب العمل وميرتس وتنظيمات مبادرة جنيف والصندوق الجديد لإسرائيل. وتم خلال التظاهرة قراءة تحية وصلت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحسب اداء المنظمين فقد شارك في التظاهرة حوالي 35 الف متظاهر.

وجاء في رسالة عباس: "لا يوجد صوت اقوى من صوت السلام العادل والشامل، ولا يوجد صوت اقوى من حق الشعوب بتقرير المصير والحرية من ظلم الاحتلال. حان الوقت لنعيش، انتم ونحن، بسلام، بتناغم، بأمن واستقرار. الطريق الوحيد لإنهاء الصراع والكفاح ضد الارهاب في المنطقة وفي العالم، يكمن في حل الدولتين على حدود حزيران 1967، فلسطين الى جانب اسرائيل. لقد وافقنا على قرارات الامم المتحدة، اعترفنا بإسرائيل ووافقنا على حل الدولتين، واعترف العالم، ايضا، بدولة فلسطين. حان الوقت كي تعترف دولة اسرائيل بدولتنا وتنهي الاحتلال. نحن لا نزال نمد يدنا للسلام".

وقبل ذلك صعد رئيس المعارضة، ورئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ لإلقاء خطاب، فاستقبل بهتافات التحقير. وعاد هرتسوغ الى مهاجمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واتهامه بتفويت فرصة دفع خطوة سياسية في العام الماضي. وقال ان "القيادة الحالية لإسرائيل تتحرك بدافع الخوف اولا، الخوف من التغيير، الخوف من الجرأة، الخوف من المبادرة والخوف من الامل. رئيس حكومة اسرائيل هو المخيف الرئيسي لأنه الخائف الرئيسي".

وتطرق الى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى اسرائيل، وقال ان "من اعتقد بأنه يمكن دفن فرصة الامل في الانتخابات الامريكية، يفهم اليوم انه على الرغم من استبدال الرئيس في امريكا الا ان الواقع لم يتغير. وقد شاهدنا هذا الاسبوع هنا، رئيس امريكي يصر على تحقيق السلام بيننا وبين الفلسطينيين، خلافا لكل اولئك الذين رقصوا وابتهجوا في اليوم الذي انتخب فيه. رئيس يفهم ما فهمه من سبقوه. الواقع لم يتغير".

ودعا هرتسوغ الى اقامة تكتل سياسي لمعسكر الوسط – اليسار، وقال: "علينا وضع الأنانية جانبا والتحالف معا في كتلة سياسية واحدة كبيرة لا تريد دولة ثنائية القومية، لا تريد نصف ديموقراطية، تريد دولة صهيونية، يهودية، ديموقراطية، تمنح المساواة الكاملة للأقليات ومفتوحة لكل الآراء. هذه الكتلة يجب ان تضم الكثيرين من الأخيار، من تسيبي ليفني شريكتي في المعسكر الصهيوني، مرورا بموشيه كحلون ويئير لبيد واخرين". وقال هرتسوغ انه سيدعم اجراء انتخابات تمهيدية مفتوحة اذا كانت حاجة الى ذلك من اجل اقامة الكتلة السياسية. وعندما ذكر اسم يئير لبيد صفر الكثير من المتواجدين في الساحة.

وهاجمت رئيسة ميرتس، زهافا غلؤون، رئيس الحكومة وقال ان "نتنياهو يكذب عندما يقول لنا منذ عشر سنوات بأنه يمكنه ادارة الصراع، لأنه "لا مفر آخر" و "لا يوجد شريك". انه يتظاهر بالضحية، يظهر صفرا من الجرأة او المبادرة السياسية ويتهرب من المسؤولية والمخاطرة. يجب القضاء على هذه الاكذوبة لأن هدفها هو ضمان البقاء السياسي له". وقالت انه "على الرغم من اكاذيب نتنياهو فان الجمهور يدعم التسوية، يدعم انهاء الاحتلال، ويقول نعم لحل الدولتين للشعبين".

وقال رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة في كلمته: "الان بالذات، امام التطرف المتزايد لحكومة اليمين، وامام حكومة تتعامل مع الاقلية ككيس لكمات، حكومة تحرض المرة تلو الاخرى، تقصي، بل وتهدر دماء مواطنيها العرب، الان بالذات، امام مبادرات الضم والقوانين العنصرية والمعادية للديموقراطية، وامام كم الأفواه، والشعبوية، والتمزق والتحريض، وامام المس المتعمد بالجمهور العربي، يجب علينا تشكيل معسكر جماهيري ديموقراطي يلتف حول مبادئ اساسية مشتركة تدعو بشكل واضح لإنهاء الاحتلال وتحقيق المساواة والديموقراطية والعدالة الاجتماعية لكل مواطني الدولة".

وقال المدير العام لحركة سلام الان، افي بوسكيلا في خطابه: "بيبي، قلت اننا نسينا ما معني ان نكون يهود – فلتخجل، لقد نسيت انت ما معنى ان تكون صهيونيا". وقال: "قبل 50 سنة تحولنا من دولة ديموقراطية للشعب اليهودي الى دولة عنيفة تسيطر بالقوة على شعب آخر. 50 سنة يشكل فيها مشروع المستوطنات خطرا على مستقبلنا ويدفن الرؤية الصهيونية".

ودعا منظمو التظاهرة، المشاركين فيها الى "الخروج الى الشوارع بحشود كبيرة من اجل الاحتجاج على غياب الامل الذي تعرضه علينا حكومة اليمين، وعلى الاحتلال والعنف والعنصرية. لن نسمح للمجموعة المتطرفة، التي اسكرتها القوة، في الائتلاف بمواصلة الشغب ونشر الكراهية والتحريض ضد الاقليات، وضد رجال الاعلام والجهاز القضائي وضد كل من يتجرأ على توجيه انتقاد لسياسة الحكومة".

المستوطنون يهاجمون راعي اغنام فلسطيني قرب مادما

تكتب "هآرتس" ان مجموعة من المستوطنين، كما يبدو من يتسهار، هاجمت امس السبت، بالحجارة، الراعي الفلسطيني مأمون ناصر في بلدة مادما الفلسطينية المجاورة للمستوطنة. وحسب الجيش فقد وصلت قوة الى المكان واطلقت النار في الهواء فهرب المهاجمون، وقام الجنود باستدعاء الشرطة التي باشرت التحقيق، لكنها حتى مساء امس لم تعتقل احد.

وحسب نشطاء لحقوق الإنسان في المنطقة فقد اصيب ناصر بجراح في رأسه. وظهر في الصور التي التقطت في المكان وهو ينزف دما بشكل كبير. واكدت قوات الامن انه تم نقله لتلقي العلاج في مستشفى نابلس من قبل طاقم الهلال الاحمر.

واكد الجيش ان مجموعة من الاسرائيليين شوهدت وهي تعتدي على الراعي وانه تم استدعاء الشرطة. لكنه لم يتم التبليغ عن اعتقالات. واكدت الشرطة ذلك.

زيارة ترامب تعزز قوة نتنياهو في استطلاعات الرأي

يستدل من استطلاع للرأي نشرته القناة الثانية مساء الجمعة، ان حزب الليكود بقيادة نتنياهو يتعزز بعد زيارة ترامب الى اسرائيل. وحسب الاستطلاع فانه لو جرت الانتخابات اليوم لكن الليكود سيحصل على 30 مقعدا – بزيادة 8 مقاعد عن العدد الذي حصل عليه في الاستطلاع السابق للقناة.

وحسب الاستطلاع فان الاصوات التي اضيفت الى الليكود جاءت في غالبيتها من حزب يئير لبيد "يوجد مستقبل". وحسب الاستطلاع الذي اجراه معهد "مدغام" بقيادة مانو غيباع ود. مينا تسيماح، وبالتعاون مع "أي بانيل"، فان "يوجد مستقبل" سيحصل على 22 مقعدا فقط، بينما تحصل القائمة المشتركة على 13 مقعدا والمعسكر الصهيوني على 12. اما البيت اليهودي فيحصل على 9 مقاعد، بينما يحصل كل من شاس، يهدوت هتوراة، كلنا واسرائيل بيتنا على 7 مقاعد. ويمنح الاستطلاع لحركة ميرتس ستة مقاعد، بينما يتوقع فشل حزب يؤسسه وزير الامن السابق موشيه يعلون، باجتياز نسبة الحسم.

وفحص الاستطلاع ما اذا كان تغيير زعيم المعسكر الصهيوني سيغير النتائج، وتبين انه لو ترأس ايهود براك الحزب فانه سيحصل على 15 مقعدا، بينما سيحصل على 12 بقيادة هرتسوغ.

وفي السؤال حول الشخص الملائم لقيادة الحكومة يحظى نتنياهو بتأييد نسبة 35%، مقابل 14% للبيد، 9% لبراك، و6% ليعلون، و5% لبينت و4% فقط لهرتسوغ.

وقال حوالي 50% من المشاركين في الاستطلاع انهم يؤيدون اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين على اساس حدود 67. وقال 47% انهم يؤيدون اتفاقا يشمل تبادل للأراضي والحفاظ على كتل المستوطنات الكبرى، مقابل 39% عارضوا هذه الفكرة، و14% قالوا انهم لا يعرفون.

ترامب: "عباس ونتنياهو وعداني بالعمل من اجل تحقيق السلام"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، لخص امس، زيارته الى الشرق الاوسط واوروبا، بشعور من الرضا، لأنه تمكن من تحقيق تقارب بين الاسرائيليين والفلسطينيين، حسب رأيه. وقال ان قادة الجانبين وعداه بالعمل من اجل دفع العملية السلمية.

وكان ترامب يتحدث امام الجنود الامريكيين المرابطين في ايطاليا، وقال ان ابو مازن "قال لي ان علي ان اثق واتأكد من استعداده للسعي الى السلام مع الاسرائيل بنوايا طيبة، وانا اؤمن انه يفعل ذلك. كما ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال لي ان علي الوثوق بأنه مستعد للسعي للسلام، انه صديقي وهو يقصد ما قاله".

وكرر ترامب الحديث عن السمة التي ميزت زيارته الى الشرق الاوسط، وهي السعي الى تشكيل تحالف للمعتدلين المسلمين والمسيحيين واليهود. وقال "يحق لكل الأولاد، من كل الديانات، العيش في ظل مستقبل امل وسلام، مستقبل يحترم الله" وقال ان الزيارة "اخذتنا الى بعض الاماكن المقدسة جدا لأبناء ديانات ابراهيم، وهدفت الى تعزيز التحالفات وخلق شراكة جديدة في هدف اجتثاث الارهاب".

الحكومة ستصادق على مشروع لتعزيز منهاج التعليم الاسرائيلي في القدس الشرقية

تكتب "يسرائيل هيوم" انه من المتوقع ان تصادق الحكومة الاسرائيلية، اليوم، على اقتراح الوزيرين نفتالي بينت وزئيف الكين، تحديد خطة خماسية حكومية لتحسين نوعية التعليم في القدس الشرقية، وذلك كجزء من تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين شطري المدينة الموحدة.

وحسب الاقتراح، سيتم بناء غرف تعليم جديدة في القدس الشرقية، بهدف مضاعفة بل وتثليث نسبة مستحقي شهادات البجروت (مقابلة لشهادة التوجيهي) والتكنولوجيا، وتقليص التسرب من المدارس. ويتعلم في القدس الشرقية حاليا حوالي 109 الاف طالب في جيل 3-18 عاما، في 26 مدرسة.  ويتعلم حوالي 5000 منهم فقط حسب المنهاج التعليمي الاسرائيلي.

ويحدد الاقتراح الذي ستناقشه الحكومة، زيادة عدد صفوف الاول التي سيتم التدريس فيها حسب المنهاج الاسرائيلي، مع التركيز على موضوعي اللغة الانجليزية والرياضيات. وسيتم تنفيذ الزيادة في الغرف التعليمية خلال السنوات الخمس القادمة، بشكل تدريجي، ابتداء من 15 غرفة تعليمية ستضاف في السنة الاولى، وحتى 27 غرفة في السنة الاخيرة.

مقالات

انهاء الاضراب هو تنفس صعداء مؤقت للجهاز الامني

يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان الاعلان عن انهاء الاضراب قوبل بتنفس الصعداء في الجهاز الامني الاسرائيلي، لأن انهاء الاضراب مع بداية شهر رمضان يزيل الخطر الكبير الذي حلق خلال الشهر والنصف الاخيرين: امكانية ان تتعقد الازمة في حال وفاة احد الاسرى المضربين او محاولة اسرائيل تغذية الاسرى قسرا، ما كان سيسبب الغليان بشكل كبير في الشارع الفلسطيني.

الفجوة بين التفسيرات المتناقضة للجانبين حول تفاصيل الاتفاق ومسألة من انتصر في المواجهة هي ليست مستحيلة في ظروف كهذه. فالجانب الاسرائيلي لا يريد الاعتراف بأنه اجرى مفاوضات مع قيادة المضربين، وبالتأكيد لا يستطيع المصادقة على تقديم تنازلات معينة، في الوقت الذي يتنافس فيه وزراء حكومة نتنياهو في إطلاق تصريحات هجومية على الأسرى. الجانب الفلسطيني مضطر الى اظهار كل تنازل اسرائيلي، مهما كان هامشيا، كانجاز – والا سيتم التساؤل عما اذا كان يجب المخاطرة بحياة الاسرى، وما اذا كانت المطالب التي صودق عليها تبرر ما ضحى به الاسرى خلال اسابيع الاضراب الستة.

عمليا، وعلى الرغم من النفي الاسرائيلي، من الواضح انه جرت محادثات – غير مباشرة على الاقل – مع قيادة الاسرى. وقد قالت مصادر فلسطينية قبل اسبوعين بأنه تجري لقاءات بين اجهزة الامن الفلسطينية وجهاز الشاباك، بهدف انهاء الاضراب. وكما نشرنا في "هآرتس" قبل اسبوعين، فان تفاصيل الاتفاق الذي سيقنع الاسرى بالتوقف عن الاضراب كانت واضحة جدا. المسألة الحادة بالنسبة لهم تعلقت بإعادة عدد زيارات العائلات الى سابق عهدها: مرتان شهريا، بعد ان قلص الصليب الاحمر الزيارة الى مرة واحدة قبل سنة.

وقد تم الاتفاق على ذلك امس. اما بقية المطالب فهي مكافأة. قيادة الاسرى تعرف انه في الاجواء العامة الحالية في اسرائيل لن تسمح لا الحكومة ولا سلطة السجون باستئناف الدراسة الجامعية، وبالتأكيد طالما تواصل احتجاز جثتي الجنديين والمواطنين المفقودين في غزة. كان يمكن الاتفاق، في وقت لاحق، على تحسين ظروف الاعتقال المعينة، البعيدة في كل الاحوال عن متابعة وسائل الاعلام. وقد اهتم الجانب الاسرائيلي بأن يحدث ذلك لاحقا ولا يتم عرضه كإنجاز يشتق مباشرة من انهاء الاضراب.

لقد عاني قادة الإضراب مسبقا من التجاوب الجزئي من قبل اسرى فتح فقط، في الوقت الذي فضلت فيه قيادة اسرى حماس عدم تحديد موقف ولم تأمر غالبية رجالها بالانضمام الى المضربين. وفي الخارج عمل مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية على افشال الاضراب، خشية ان يعزز مكانة مسؤول اخر في فتح هو مروان البرغوثي. ومع ذلك، يبدو انه يمكن للبرغوثي تسجيل انجاز له: لقد اعاد الاضراب قضية الاسرى الى مقدمة جدول اولويات الفلسطينيين، ويجري الحديث عنه شخصيا كوريث محتمل للرئيس محمود عباس.

في اسرائيل وفرت قطعة "التورتيت" التي ورطته فيها مصلحة السجون، ارضا خصبة للسخرية، لكنه في الجانب الفلسطيني، يبدو ان هذه المسلة عززت صورة البرغوثي في المناطق كزعيم تتخوف اسرائيل منه ولذلك فإنها ستلجأ الى كل خدعة بشعة من اجل افشاله. ومع ذلك، يبدو انه لا يزال امام البرغوثي تحدي داخلي من قبل رفاقه في قيادة اسرى فتح، الذين لم يتفاءلوا بالتأكيد من حقيقة وقوعه في الفخ نفسه للمرة الثانية.

انهاء الاضراب ينهي وجع رأس واحد بالنسبة لإسرائيل. لكن لا يزال هناك وجعان آخران على الحلبة الفلسطينية. الاول، وكما قبل سنة، يتعلق بالتخوف من ترجمة "المخربين" الافراد، للتحمس الديني في رمضان، الى موجة جديدة من عمليات الطعن والدهس. والثاني يرتبط بتعمق مشكلة البنى التحتية في قطاع غزة.

في التقرير الشهري الذي سلمه نيقولاي ملدانوف، مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الى الشرق الاوسط، الى مجلس الامن، قال اننا "في غزة نسير بعيون مفتوحة نحو ازمة اخرى". وحذر ملدانوف مجلس الامن من انه اذا لم يتم القيام بخطوات فورية من اجل تهدئة النفوس، يمكن للأزمة ان تخرج عن السيطرة وان تقود الى نتائج مدمرة للإسرائيليين والفلسطينيين.

وذكر بأن مصدر تدهور الاوضاع في غزة، يكمن في تزويد الكهرباء ودفع الرواتب لمستخدمي السلطة، والمواجهة السياسية بين عباس وحماس. غالبية سكان القطاع يحصلون على الكهرباء حاليا لمدة اربع ساعات فقط يوميا، وهذا يمكن ان يتقلص لساعتين فقط. وحسب ملدانوف فانه يمكن للجمهور الفلسطيني في غزة ان يواجه "كارثة انسانية". وقال لمجلس الامن انه لا يملك احد مصلحة في حدوث مواجهة عسكرية اخرى في القطاع، وان على كل الاطراف تحمل مسؤولية منع ذلك.

انهاء الاضراب عن الطعام: انجاز محدود للبرغوثي والاسرى الفلسطينيين.

يكتب جاكي خوري، في "هآرتس" ان اضراب الاسرى الذي انتهي صباح امس السبت، بعد 40 يوما من بدايته، يمكن ان يؤشر الى انتصار الأسرى بالنقاط. في مصلحة السجون يوضحون ان الاضراب انتهي من دون اجراء مفاوضات، وان البند الوحيد التي اتفق عليه هو استئناف الزيارة الثانية للأسرى شهريا، بتمويل من السلطة الفلسطينية وبالتنسيق مع الصليب الاحمر. ظاهرا هذه مسألة تقنية لا تشكل أي انجاز، لكن الأسرى نجحوا، عمليا بإملاء الجدول. كما ان المظاهرات والمسيرات والنشاطات الشعبية الفلسطينية التي شملت مواجهات صعبة مع قوات الجيش، اظهرت بأن قضية الاسرى تتواجد في قلب الاجماع الفلسطيني. ومن بين ما اوضحته المظاهرات انه لا يمكن تجاهل مكانة الاسرى، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي.

كلما تقدم الاضراب، كلما سيطر بشكل اكبر على جدول اعمال الجمهور الفلسطيني. حتى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الى بيت لحم، لم تنجح بازالة الموضوع من العناوين. وما كان بمقدور الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية تجاهل حبة البطاطا الساخنة التي تدحرجت الى ابوابهم، واوضحوا بأن استمرار الإضراب قد يشعل الارض. وتم تحويل رسائل بهذه الروح الى الامريكيين والدول العربية وجهات دولية اخرى.

في الجانب الفلسطيني يقولون انه جرت اتصالات من اجل انهاء الإضراب، بين الشاباك وجهات الاستخبارات الفلسطينية وممثلي الاسرى. وحسب اقوالهم، فقد لعبت مصلحة السجون دور الجهة التنفيذية التي لا تحدد السياسة. وقال الفلسطينيون انه خلال اللقاءات التي جرت بين الاطراف، نوقشت مسألة اعادة الميزات التي حصل عليها الأسرى في الماضي – ومن بينها التعليم، قنوات التلفزة وتحسين شروط الاعتقال. كما نوقشت مسألة اخرى، وليس من الواضح بعد ما اذا تم حسمها، وهي مطلب الاسرى بوضع اجهزة هاتف عمومية خاضعة للرقابة، في اقسام السجون.

في الجانب الفلسطيني يتعاملون مع المحادثات بين الاطراف كحقيقة معروفة، بل اوضحوا في السلطة الفلسطينية بأن لقاء الرئيس عباس والمبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، يوم الخميس الاخير، ركزت على موضوع الاسرى. وحسب اقوالهم فان غرينبلات سافر بعد ذلك الى القدس بهدف دفع حل للإضراب. في مصلحة السجون ووزارة الامن الداخلي لا يحبون استخدام مصطلح "مفاوضات"، لكنهم اضطروا في نهاية الأمر الى التواصل مع البرغوثي من اجل انهاء الاضراب.

في دائرة شؤون الاسرى الفلسطينيين يعتبرون انهاء الاضراب انجازا كبيرا وانتصارا للأسرى. لكنه، حتى اليوم، يصعب حسم ما اذا يوجد مبرر لاستخدام هذه المصطلحات. مع مرور الوقت سيتضح ما اذا تمت الاستجابة فعلا الى مطالب الاسرى، المتعلقة في قسم منها بإعادة شروط حصلوا عليها في السابق.

في بداية الاحتجاج حاولوا في إسرائيل التقليل من اهميته وحجمه، وبذلك تحطيم الاضراب عن الطعام. في إسرائيل بدأوا بمفاوضات مع كل سجن على انفراد، ونفذوا لعبة "التورتيت" مع البرغوثي، والتي حققت الهدف المعكوس – فقد ازداد الاضراب وانضم اليه قادة فصائل اخرى في السجون، مثل حماس. وتم تغطية الموضوع في وسائل الاعلام الدولية، وعندما تم نقل المزيد من الأسرى الى المستشفيات لتلقي العلاج، فهموا في اسرائيل انه لا مفر من العمل لإنهاء الاضراب.

مصاعب الدول العربية

يكتب يعقوب عميدرور في "يسرائيل هيوم" ان عملية القتل الفظيعة للأولاد الأقباط في مصر لم تحدث نتيجة خطأ او من دون مفر. فتكتيك داعش، وليس منذ اليوم، يقوم على خلق مشاعر الرعب والخوف من اجل تحقيق اهدافه، فرض الخوف وتدمير المعنويات بواسطة الارهاب، وكلما كان رهيبا كلما كان افضل.

الاعتداء على الاقباط في مصر هو جزء من المفهوم الشامل لداعش، الذي لا يمنح مكانة وشرعية لأي ديانة اخرى، ولا يمنح ذلك داخل الديانة الاسلامية ايضا، لكل من لا يتمسك بمفاهيمه. هكذا تصرف التنظيم مع اليزيديين في العراق وهكذا يتصرف مع كل اقلية في المنطقة التي يمكنه العمل فيها، وبالتأكيد تلك التي يسيطر عليها.

لقد جاء الاعتداء على الاقباط في مصر على خلفية الشعور القوي بأنهم لا يحظون بالحماية الكافية من السلطة المصرية، وهذا الشعور ليس جديدا. فمنذ سنوات بعيدة شعر الاقباط، حتى تحت السلطة غير الاسلامية، بأنهم غير مرغوب فيهم في مصر، ولذلك هناك بالفعل هجرة قبطية كبيرة من بلد النيل، رغم ان الاقباط يشعرون بأنهم السكان الاصليين لهذه الدولة، لأنهم تواجدوا فيها قبل سنوات كثيرة من وصول الإسلام. الى حد معين، فان المقصود تدمير حضارة ترجع الى 2000 سنة، والتي تختفي بسبب الشعور بالحصار والخطر. وعلى الرغم من انه تم وعدهم رسميا بأنه يمكنهم اقامة شعائرهم الدينية وبأن السلطة المصرية تضمن آمنهم، الا ان الواقع يختلف جدا، من وجهة نظرهم.

داعش في مصر يعمل بطريقتين. كتنظيم شبه عسكري محارب في سيناء، يحاول بشكل خاص اصابة الجيش المصري والمواطنين المصريين. وفي الوقت نفسه، العمل ضد اسرائيل. في شبه جزيرة سيناء يمكن لإسرائيل المساعدة من اجل تسهيل مواجهة الجيش المصري للتهديد. حسب منشورات مختلفة، واجه التنظيم في سيناء برد مضاد من قبل القبائل البدوية التي تضررت نتيجة سلوكياته العنيفة ضدهم. ورغم ان قسم منهم ساعد التنظيم في الحرب ضد الجيش المصري، فانه اذا كان هذا النبأ صحيحا، فان داعش سيواجه صعوبة في العمل في سيناء بفضل الضغط المشترك الذي تمارسه مصر والقبائل التي تسيطر عمليا على الأرض.

هناك مشكلة اشد خطورة تواجه النظام المصري وهي عدم قدرته على منع التنظيم من العمل في اعماق مصر. سواء في الجنوب، حيث تقوم تقاليد طويلة من دعم الاسلام المتطرف، او سواء في القاهرة، مركز السلطة والمدينة المركزية في مصر. من الصعب، بل من شبه المستحيل ان تقوم جهات خارجية بمساعدة مصر في حربها ضد تنظيمات الارهاب هذه في اعماق الاراضي المصرية، وهذا يعتبر احد اهم الاختبارات التي تواجه نظام السيسي. لا شك ان عملية القتل يوم الجمعة، باستثناء كونها وحشية ورهيبة، الا انها تعتبر بمثابة صفعة قوية على وجه النظام الحالي في مصر.

في ضوء دعوة الرئيس الأمريكي ترامب، قبل عدة أيام فقط في السعودية، للقادة العرب بلفظ الجهات الارهابية من صفوفهم، يبرز الفشل بشكل اكبر ويشكل رمزا كبيرا جدا للمصاعب التي تواجه الدول العربية. الارهاب الإسلامي، سوءا كان ارهاب القاعدة ام داعش، يشكل خطرا على الانظمة المستقرة في الشرق الاوسط، حتى وان لم يكن الأمر فوريا، فإنه يقوض شرعية هذه الانظمة حين يثبت بأنها لا تستطيع توفير الامن لمواطنيها.

ابو ايفينكا نسيهن ايضا

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت أحرونوت" ان لبنى عليان هي اكثر امرأة غنية ومؤثرة في القطاع التجاري والخاص السعودي. وحسب منشورات، تتكرر في نهاية كل سنة، فان ثروة العائلة تتراوح بين عشرة مليارات دولار – كون لبنى امرأة، يفقدها الحق بفتح حساب مصرفي باسمها- وقد حصلت لبنى على رأس المال الأساسي من شقيقها، بعد أن أثبتت الاجتهاد والمهارات التجارية، وفعلت القسم الاكبر من ذلك بأصابعها العشرة وبكثير من العمل العنيد.

في الاسبوع الماضي، عندما جند ترامب ملك السعودية سلمان الى مؤتمر "القمة التاريخية" في الرياض، حظيت لبنى عليان بظهور علني نادر، حيث عقدت اجتماعا لأعضاء نقابة رجال الاعمال المحليين من اجل تزويد صورة جديدة حول الاوضاع. في شركة الاستثمارات التي تترأسها، قالت انها خصصت مسبقا اماكن تشغيل لـ 540 امرأة – و"هذا لا يكفي". وفي الوقت الذي كانت تتحدث فيه، اخذوا ايفينكا، ابنة ترامب، لالتقاء شابات سعوديات من بنات جيلها، واللواتي لا تنجحن بدخول سوق العمل. وسمعت الفتيات من ايفنيكا اللحن المطلوب: صندوق جديد سيحمل اسمها وسيعمل في السعودية، سيكرس 100 مليون دولار، تم جمعها من دول الخليج الغنية، لتدعيم النساء. لكن الـ30 امرأة منقبة امام رأس ايفينكا المكشوف، واللواتي تم اختيارهن بحرص، وكلهن من خريجات الجامعات الامريكية، كنت تتوقعن سماع بشرى اكثر مفرحة من ايفينكا.

فكروا بشابة متعلمة في الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء فيها من الدخول الى السيارة والجلوس وراء المقود. حياة بنات الطبقات العالية والمتوسطة والمتدنية، تجري منذ لحظة ولادتهن وحتى يوم وفاتهن في ظل "الراعي"، الذي يمكن ان يكون الاب، الاخ البكر، الزوج، بل حتى الابن الصغير للمرأة السعودية. فهو من يحدد ما اذا سيسمح لها بالتعليم، او اجراء فحص طبي لدى الطبيب، او العمل خارج البيت او الصعود الى الطائرة. انها لا تملك بطاقة هوية او جواز سفر، لأنها تعتبر "عقارا" للعائلة. ويمكن لزوجها مفاجأتها في كل لحظة والتزوج من امرأة ثانية، بل حتى ثالثة، واخفائها في المحرم، اذا عارضت، في قسم النساء.

"رؤية 2030" التي يفترض ان تتحقق في السعودية بعد 13 سنة، تنضوي على وعد مبهم بالسماح للنساء بالحصول على رخصة قيادة سيارة. الامير محمد ولي – ولي العهد السعودي، نجل الملك سلمان، يعد في أحيان متقاربة بتقريب موعد جلوس المرأة وراء مقود السيارة في السعودية. النساء المتعنتات وضعوا السلطات في الاختبار عندما دخلن الى السيارات وقدنها. وقد انتهى الأمر بتوبيخ للراعي، وبتحذير من انه في المرة القادمة التي سيتم فيها ضبط المرأة وهي تقود السيارة، سيتم ارسالها هي وراعيها الى السجن، وسيفرض عليهما الجلد ودفع غرامة.

لقد قرر ترامب عدم التدخل. فحقوق الانسان والحرية الشخصية في السعودية ليست في رأسه. في الاسبوع الماضي حصلت 23 شركة امريكية كبيرة على تصاريح عمل في السعودية، مع توصية بتفضيل تشغيل النساء. عند هذه النقطة توقفت المسؤولية الرئاسية. كيف ستصل العاملات الجديدات الى اماكن العمل؟ من سيضمن عدم اجبار الراعي لهن على البقاء في البيت؟ لبنى عليان تتحدث عن مسار العوائق الذي اجتازته في البيوت السعودية، في محاولة لإقناع الآباء والاخوة والأزواج بتخفيف الحبل. لولا اصرارها لما كانوا قد عينوا امرأة لمنصب المديرة العامة للبورصة، او مديرة لمكتب اعلام مزدهر، او شركة بناء او العمل في مهن المحاماة والطب وهندسة البناء.

لقد نسوهن مرة اخرى في البيت. في القاعات اللامعة لقصر اليمامة شاهدنا ميلينيا ترامب وايفينكا، لكننا لم نحظ برؤية حتى اطراف العباءة السوداء لزوجة الملك سلمان، ولي العهد، ووزير الدفاع الشاب، وولي العهد الثاني الذي يعد النساء بالإصلاح. لقد سمعنا الكثير من الوعود بالسلام، محاربة الارهاب والتعاون الاقتصادي، لكن النساء، نصف المجتمع، فسيتواصل تجاهلهن.

اخر الأخبار