مصير القضية الفلسطينية مرة اخرى بيد العرب- جزء 2

تابعنا على:   03:32 2017-05-30

احمد عيسى

بعد تجربة العام 1948

ثانيا: محددات معالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي التي تضمنها اعلان الرياض

من حيث الشكل كان الاعلان بمثابة البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية الامريكية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض يوم الاحد الموافق 21/5/2017. 

وتكون من مقدمة وخمسة فقرات رئيسية، شملت كل فقرة عدة بنود، وتضمنت النقاط والبنود ما مجموعه 1009 كلمة.

ومن حيث المضمون يعتبر البيان بمثابة المستند المكتوب الذي عبرت من خلاله الاطراف المجتمعة في القمة عن ما جرى الاتفاق عليه فيما بينهم، كرد على رغبة الرئيس الامريكي ترامب في ابرام عقد شراكة ما بين بلاده والبلاد التي حضرت القمة.

وبلغة الايجاب والقبول التي تسبق التعاقد وتعتبر من اهم مراحل ابرامه، يعتبر البيان بمثابة قبولاً أتي على شكل مستند مكتوب، من الاطراف العربية والاسلامية المجتمعة، لإيجاب الرئيس ترامب الذي قدمه في بداية اعمال القمة على هيئة خطاب مكتوب، والذي قدم فيه عرضه المفصل للشراكة التي ينوي ابرامها ما بين الولايات المتحدة الامريكية والدول العربية والاسلامية التي حضرت القمة واستمعت للعرض اي للإيجاب. 

وكان الرئيس ترامب قد قدم ايجابه او عرضه كممثل عن الشعب الامريكي من خلال خطابه المكتوب الذي القاه امام القمة، لغايات ابرام عقد شراكة ما بين بلاده والدول العربية والاسلامية التي حضرت القمة، وقد كان هذا العرض مفصلاً، اذ تضمن رؤية تقوم على تحقيق الامن والسلام والازدهار، وتعهداً والتزاماً من طرفه وبالتالي من كل اطراف العقد بالقضاء على الارهاب والتطرف في المنطقة، فضلاً عن تضمنه تحديداً مفصلاً للأهداف الارهابية من دول ومنظمات وسبل القضاء عليها، الامر الذي اعتبر شرطا  واجب التحقق، لإنجاز السلام والازدهار في المنطقة والعالم.

ومقابل ذلك جاء قبول قادة الدول العربية والاسلامية واضحا على هذا الايجاب كما بدى في نص الفقرة الاولى من البيان، والتي وردت على هيئة مقدمة للفقرة الاولى التي حملت عنوان " الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب".

وكان نص الفقرة اعلاه "أعلنت القمة عن بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً، واتفق القادة على سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك وتعهدوا بمواصلة التنسيق الوثيق بين الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز الشراكة بينهم وتبادل الخبرات في المجالات التنموية، كما رحبت الولايات المتحدة الأمريكية برغبة الدول العربية والإسلامية في تعزيز سبل التعاون لتوحيد الرؤى والمواقف حيال المسائل المختلفة وعلى رأسها مضاعفة الجهود المشتركة لمكافحة التطرف والإرهاب".

وتفيد قراءة النص اعلاه ان الشراكة ما بين الطرفين قد تمت فعلا بمجرد تلاقي الايجاب والقبول والاعلان عنهما، الامر الذي تجلى في لفظة "اعلنت القمة" في بداية النص، علاوة على ان النص يفيد الاتفاق على الرؤية التي ستقوم عليها هذه الشراكة وهي هنا "الامن والسلام والاستقرار والتنمية"، ويظهر من هذا النص  ان الرؤية قد تضمنت عنصرين من العناصر التي تضمنتها رؤية الرئيس ترامب لا سيما فيما يتعلق بالأمن والسلام، اما فيما يتعلق بالازدهار كما ورد نصا في رؤية الرئيس ترامب، فقد قامت رؤية القادة العرب والمسلمين على الاستقرار والتنمية.

ومن حيث محددات معالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فقد قدمها الرئيس ترامب في عرضه للشراكة ضمن مقاربة تحقيق السلام في المنطقة والعالم المشروط بتحقيق الامن الذي تمثل بالقضاء على الارهاب اولا، ويظهر من النص اعلاه ان قبول القادة العرب والمسلمين للأمن لم يختلف مع مقاربة الرئيس ترامب التي اشترطت تحقق السلام بتحقيق الامن، وبدى الاختلاف ما بين الرؤيتين في مقاربتهم للإرهاب، ففيما اشترط الرئيس القضاء عليه، قاربه القادة العرب من خلال مكافحته ومحاربته ومواجهته وليس القضاء عليه. 

وفي هذا السياق ترى هذه المقالة ان استخدام مفهوم مواجهة الارهاب المتضمن في البيان الختامي للقمة، كان اكثر دقة وواقعية من مفهوم القضاء عليه المتضمن في خطاب الرئيس، حيث اثبتت التجارب المتعددة في اكثر من مكان حول العالم استحالة القضاء على الاعمال الارهابية التي تحركها قناعات ايدلوجية، اذ اثبتت هذه التجارب انه سرعان ما ينبث تنظيم جديد مكان التنظيم القديم الذي جرى هزيمته، وبدى وكأنه تم القضاء عليه.

أما من حيث سيطرة مفهوم الامن والمفاهيم  المفسرة له والدالة عليه، على تفكير كاتب او كاتبي البيان، الامر الذي تجسد في كثافة استخدام المفهوم، فقد أظهر التحليل الكمي لمضمون البيان ان مفاهيم الأمن والإرهاب والتطرف والعنف والمفردات الدالة عليهم، كانت المفاهيم التي طغت على تفكير معد او معدي البيان تماماً كما كان الحال في خطاب الرئيس.

إذ يفيد التحليل ان مفاهيم الامن والارهاب والتطرف والعنف، والمفردات الدالة عليهم، كانت المفاهيم والمفردات الاكثر استخداماً في البيان حيث تكررت بواقع (46) مرة، أي ما نسبته 4,6% من مجموع كلمات البيان. وتفيد النسبة اعلاه ان كثافة استخدام مفهوم الامن والارهاب والتطرف والمفردات الدالة عليه في البيان الختامي كانت اكثر بنسبة 200% من كثافة استخدامها في خطاب الرئيس، اذا ما أخذ عدد كلمات كل منهما بعين الاعتبار، الامر الذي يشير الى مدى ضعف الامن في الشرق الاوسط ومدى حاجة دوله لتعزيزه وتقويته من خلال مواجهة الارهاب ومحاربة اسباب انتشاره لا سيما الاسباب الفكرية.

وفيما يتعلق بمقاربة البيان الختامي للقمة للسلام في المنطقة لا سيما السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، فتجدر الاشارة الى ان الرئيس ترامب كان قد أفرد في عرضه فقرة خاصة مقتضبة عن السلام الفلسطيني الاسرائيلي كما ورد نصا في الفقرة رقم (66) من خطابه، فيما لم يتطرق بيان القمة الختامي مباشرة لهذا الموضوع في أي من فقراته وبنوده.

وذلك على الرغم من ان مفهوم السلام والمفردات الدالة عليه كان المفهوم الثاني الاكثر تكراراً في البيان، اذ تكرر مفهوم السلام والتسوية السياسية في البيان بواقع (5) مرات، اما المفردات الدالة على السلام مثل التسامح والمحبة والرحمة والتعايش والتنسيق والعمل المشترك والتعاون... الخ من هذه المفردات فقد تكررت بواقع (38) مرة، وبذلك يصبح عدد تكرارات مفهوم السلام والمفردات الدالة عليه ما مجموعه (43) تكراراً، أي ما نسبته 4,3% من مجموع عدد كلمات البيان.

وتشير النسبة اعلاه ان كثافة استخدام مفهوم السلام في البيان الختامي كانت اعلى بـ 200% من نسبة كثافة استخدامها في خطاب الرئيس ترامب، كما تشير في نفس الوقت الى تساوي نسبة كثافة مفهوم الامن ومدلولاته، مع نسبة كثافة مفهوم السلام ومدلولاته المتضمنة في البيان الختامي للقمة، الامر الذي يظهر ان منطقة الشرق الاوسط تحتاج للسلام بقدر احتياجها للأمن، وذلك على الرغم من تقديم مفهوم الامن على مفهوم السلام في رؤية القمة للشراكة.

كما ويظهر تحليل مضمون البيان ان مفهوم السلام قد ورد في البيان في اربعة مواقع، إذ ورد مرتين في الفقرة الاولى التي حملت عنوان "الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والاسلامية والولايات المتحدة الامريكية...}...{ ، مرة في مقدمة هذه الفقرة التي جرى فيها الاعلان عن الشراكة والرؤية التي تحكمها والتي لُخصت في جملة " شراكة وثيقة لمكافحة الارهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم"، ومرة في البند رقم (8) من نفس الفقرة، وذلك في سياق نصه على "شدد القادة على أهمية وضع خطط واضحة لرسم مستقبل الشباب وبناء قدراتهم، وتعزيز مواطنتهم، وتوفير الفرص لهم، وتذليل كل العوائق التي تحول دون مساهمتهم في التنمية، وتحقيق أمن وسلام دولهم، والعمل على رعايتهم وغرس القيم السامية في نفوسهم وحمايتهم من التطرف والإرهاب".

ويفيد نص البند اعلاه ان السلام قد ورد في هذا البند في سياق مساهمة شباب الدول العربية والاسلامية في تحقيق امن وسلامة دولهم وليس السلام في الشرق الاوسط لا سيما السلام الفلسطيني الاسرائيلي.

كما ورد ثلاثة مرات في الفقرة الثانية التي حملت عنوان "تعزيز التعايش والتسامح البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات".

إذ ورد مرتين في البند رقم (1) من هذه الفقرة الذي كان نصه " أكد المجتمعون على أهمية توسيع مجالات الحوار الثقافي الهادف والجاد الذي يوضح سماحة الدين الإسلامي ووسطيته ونبذه لكل أشكال العنف والتطرف وقدرته على التعايش السلمي مع الآخرين، وبناء تحالف حضاري قائم على السلام والوئام والمحبة والاحترام".

وفي المرتين كما هو واضح في النص اعلاه ورد في سياق تأكيد قادة الدول العربية والاسلامية الذين اجتمعوا في قمة الرياض على اعادة انتاج معنى الاسلام، وتقديمه على انه دين السماحة والوسطية ونبذ العنف والتطرف وقدرته على التعايش السلمي مع الآخرين وبناء تحالف حضاري قائم على السلام والوئام والمحبة والاحترام.

كما ورد مرة واحدة في الفقرة رقم (2) من ذات الفقرة، اذ نص هذا البند على "شدد القادة على أهمية تجديد الخطابات الفكرية وترشيدها لتكون متوافقة مع منهج الإٍسلام الوسطي المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والمحبة والرحمة والسلام، مؤكدين أن المفاهيم المغلوطة عن الإسلام يجب التصدي لها وتوضيحها، والعمل على نشر مفاهيم الإٍسلام السليمة الخالية من أي شائبة".

ويظهر من نص البند اعلاه انه اعادة تأكيد على ما ورد في البند السابق ولكن باستخدام لفظ التشديد من قبل القادة على اهمية تجديد واعادة انتاج الخطاب الديني الذي يظهر الدين الصحيح الذي يدعو للمحبة والرحمة والتسامح.

كما ويفيد النص انه قد جرى استخدام مفردات دالة على السلام مثل المحبة والسلام، علاوة على اعتراف النص مباشرة ان مفاهيم الدين السليمة قد جرى انتاجها محشوة بالشوائب التي بدورها انتجت الارهاب الذي بات علامة مميزة للمنطقة العربية والاسلامية.

ويفهم من النصوص اعلاه ان المحور الفكري يمثل احد اهم ركائز استراتيجية مواجهة ومحاربة الارهاب، الامر الذي استدعى القادة العرب والمسلمين الى استخدام الفاظ مثل "التأكيد والتشديد" على ضرورة تبني خطط واستراتيجيات تضمن اعادة انتاج  فهم الدين على اسس مثل الوسطية والسماحة والاعتدال وليس القتل والدماء كما تصورها وتجسدها المنظمات الارهابية.

وفي اطار البحث عن مزيد من الاشارات الدالة على السلام في المنطقة والمتعلقة بمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي التي تضمنها البيان الختامي للقمة، توقفت هذه المقالة طويلاً اما البند رقم (2) من الفقرة الاولي التي حملت عنوان "الشراكة الوثيقة...}...{ ، المشار اليها سابقاً.

اذ كان نص البند اعلاه "ثمن القادة الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في "مدينة الرياض"، الذي ستشارك فيه العديد من الدول للإسهام في تحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتم استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018".

ويفيد النص اعلاه ان العام 2018، سيشهد نشأة شخصية قانونية جديدة في الشرق الاوسط اسمها "تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي"، وسيكون مقر هذه الشخصية القانونية مدينة الرياض، وسيشارك في هذا التحالف العديد من الدول التي ستساهم في تحقيق السلم والامن في المنطقة والعالم.

ويظهر من النص اعلاه انه قد جرى اختيار كلماته وصياغة عباراته بعناية فائقة، فلم يجري قصداً تحديد هوية هذا التحالف القومية او الدينية، فضلا عن عدم تحديد هوية الدول التي ستنضم اليه، وعلى الرغم من ذلك فقد تضمن النص عدة شروط لكسب العضوية في هذا التحالف، ومن هذه الشروط: مصادقة الدول على عقد التأسيس الذي كشف النص انه الان في طور الاستكمال، ثم اعلان الدول رغبتها في الانضمام للتحالف، والشرط الاخير المتضمن في النص هو مساهمة انضمام الدول في تحقيق السلم والامن في المنطقة والعالم.

وتفهم هذه المقالة من النص اعلاه انه قد فتح الابواب على مصراعيها لانضمام دولة اسرائيل لهذا التحالف، لا سيما وانه يصب مباشرة في مصلحة اسرائيل الاستراتيجية في اطار بحثها عن الامن في مرحلة بدء تنفيذ الولايات المتحدة الامريكية لاستراتيجيتها الجديدة القائمة على خروج امريكا من المنطقة بعد ضمان امنها وتوازناتها الاستراتيجية، هذا الامن الذي يبدو انه يعتمد اكثر على جيران اسرائيل العرب اكثر من اعتماده على الولايات المتحدة الامريكية.

علاوة على ان هذا التحالف يتفق تماما مع اهم محاور معادلة الامن القومي الاسرائيلي التي ضمنت وجودها منذ نشأتها في العام 1948، والقائم على ضمان عدم قيام وحدة عربية استراتيجية معادية لها في المنطقة.

فضلاً عن ان معظم شروط الانضمام لهذا التحالف الاستراتيجي في المنطقة المتضمنة في النص تنطبق عليها، بإستثناء الشرط الاخير المتعلق بالمساهمة في تحقيق السلم والامن في المنطقة والعالم، حيث لا زالت اسرائيل لا تسهم في تحقيق السلام والامن في المنطقة والعالم، باستمرارها  احتلال فلسطين وشعبها ودرة تاجهما "القدس" التي يعتبر مسجدها اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وتأسيسا على ما تقدم فأي تحالف في المنطقة على النحو المنصوص عليه في بيان القمة الختامي "اعلان الرياض" لا يضمن تحرير فلسطين وشعبها ومسجدها الاقصى من خلال قيام دولة فلسطين المستقلة وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات قمة عمان الاخيرة، يعتبر تراجعا استراتيجيا عن قرارات الاجماع العربي والاسلامي والدولي، الامور التي تضمن فشل تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي قبل الاعلان عن قيامه.

وعلى ضوء ما تقدم ترى هذه المقالة ان المحدد الاهم لمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المتضمن في بيان الرياض، يكمن في مكانة فلسطين في "تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي" فهل ستكون دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، ام ستبقى دولة غير كاملة العضوية كما هو حالها في الامم المتحدة؟

لذلك يمكن القول ان الفترة الزمنية الممتدة حتى نهاية العام 2018، ستكون فترة حاسمة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، اذ انها ستكون شاهدة، اما على قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود العام 1967، او على نجاح اسرائيل في حسم صنع وجودها غير المحسوم منذ العام 1948، على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية والاسلامية.

تحقيق الخيار الاول يفرض على الفلسطينيين واشقائهم العرب والمسلمين التوحد على استراتيجية الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، كما وردت نصا في مبادرة السلام العربية وقرارات قمة عمان الاخيرة اولا، وفهم ما يجري في المنطقة والعالم ثانيا، واخيرا الاستعداد لدفع اثمان افشال الرؤية الاسرائيلية في حسم صنع وجودها على حساب الحقوق الوطنية والقومية الفلسطينية والعربية .

وفي النهاية لا يخرج  كل ما تقدم عن اطار التحليل الذي قد يصيب وقد يخطأ.

باحث في الشأن الفلسطيني

 

اخر الأخبار