10 سنوات من خطف غزة الى خطف الشرعية!

تابعنا على:   10:41 2017-06-14

كتب حسن عصفور/ كما اليوم في 14 يونيو من العام 2007، شهدت فلسطين القضية و"بقايا الوطن" أحد مشاهد نكباتها التي مرت عليها منذ بدء الصراع مع الحركة الصهونية، ويمكن اعتبارها "مؤامرة" مركبة كان هدفها الأساسي قطع الطريق على المضي قدما بتكريس قيام "الكيانية الفلسطينية" فوق أرض فلسطين، كنتاج لمسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة وكفاح شعب لم تتمكن قوى الاستعمار من وقف مسيرته نحو التحرر..

ما حدث في 14 يونيو عام 2007، بعيدا عن ما كان بها من بعد عمليات قتل وارتكاب جرائم، فالخطر الحقيقي تجسد في تكريس عملية وطنيا هي الأخطر والأعمق في الحركة الوطنية..فتح الطريق واسعا للحركة الصهونية أن تحقق كثيرا من أهدافها في تهويد القدس والضفة الغربية..

ما حدث لم يكن "فعلا سياسيا طائشا" أو عمل جاء صدفة كرد فعل على فعل، ولم يكن من حيث الأصل "تخطيطا فلسطينيا" بل جاء تنفيذا لمخطط أميركي - اسرائيلي قام بتنفيذه حسب الأدوار المقررة في حينه  قطر الدولة التي كانت مصابة بهوس الدور "الكبير" ورئيس السلطة محمود عباس وحركة حماس..

بعد اغتيال الخالد ياسرعرفات باعتباره "العقبة الكبرى" امام  تمرير مشروع التهويد الحديث، بدأت الادارة الامريكية مع حكومة اسرائيل الاعداد للمرحلة القادمة لفرض مخططهم في فلسطين، ضمن المخطط الأوسع على المنطقة العربية، ولجأت واشنطن - تل أبيب الى استخدام "لعبة الانتخابات" كمظهر "جاذب" وسيلة لتمرير "مشروعهم"..

وسريعا استجاب عباس الى الطلب الأمريكي – الاسرائيلي، وأعلن عن اجراء انتخابات تشريعية جديدة، مع علمه الكامل بأن أي انتخابات تشريعية جديدة هي تكريس للمرحلة الانتقالية، وموافقة سياسية قانونية من "الشرعية الفلسطينية" على الموقف الاسرائيلي في الهروب من الاستحقاقات المتفق عليها عبر "مظهر ديمقراطي"..

ولكن الى جانب خطر تمديد المرحلة الانتقالية دون ثمن مستحق، فإن الموافقة على الانتخابات في ظروف تلك الفترة كانت مقدمة عملية لهزيمة حركة فتح، وفتح الباب لحركة حماس  الدخول في النظام السياسي دون أن تلتزم بقواعد النظام السياسي، ولا يمكن اعتبار ذلك "حسن نوايا" من جانب عباس  بل كان جزءا من تنفيذ طلب فرض عليه..

وتحقق لأمريكا واسرائيل ما كانا يبحثان عنه، هزيمة فتح وفوز حماس وبدأت رحلة جديدة في المسار الفلسطيني..

وبعد عام وعدة أشهر بدأت رحلة النكبة الجديدة، عبر الانقلاب الأسود في 14 يونيو عام 2007، رحلة بدأت بخطف قطاع غزة من قبل حماس لتصل الى خطف الشرعية الفلسطينية ومصادرتها من قبل محمود عباس..

سنوات شهدت، تكريسا لانقسام سياسي وجغرافي، كان فرصة لتكريس مشروع التهويد الاسرائيلي في القدس والضفة، وأنهكت الشرعية الوطنية حتى باتت "غائبة عن الفعل والحضور السياسي" وانتقلت من مرحلة جماعية القرار الى فردية القرار، بالتوازي مع نمو "حكم حمساوي خاص" في قطاع غزة..

مشهد أدى الى تغييب مؤسسات منظمة التحرير وتحويل بعضها الى "مظهر ديكوري"، في حين تم وقف المجلس التشريعي عن العمل.

سنوات عشر اشاعت الظلامية السياسية على المشهد الوطني الفلسطيني، ومنحت "الضوء" للمشروع الاسرائيلي التهويدي..

هل ما كان قدر، بالتأكيد لا،فهو مخطط مرسوم، لكن هل استمراره قدر، وايضا بالتأكيد لا..فطرق هزيمته واضحة ومعلومة ولا تحتاج سوى لنفض الغبار عن "البلادة السياسية" التي باتت سمة لأدوات الفعل الوطني من جهة، ولكسر "شرنقة الخوف" التي تعمل قوى الظلام المشتركة على تكريسها..

انهاء النكبة المعاصرة شرط الضرورة لكسر شوكة المشروع التهويدي، وهو ما يحتاج حركة استنهاض فاعل وحقيقي.تبدا بمراجعة شاملة لكل خطايا الماضي، والاعتراف بأن ما كان هو "جرم جمعي" لا بد أن ينتهي بعيدا عن "النرجسية السياسية"..

ملاحظة: تصريحان يحتاجان "قراءة سياسية تفصيلية"..أقوال وزير خارجية امريكا عن التزام عباس بوقف رواتب عائلات الاسرى وتصريح نتنياهو أن ازمة الكهرباء شان فلسطيني!

تنويه خاص: مباراة خاصة تدور بين أجهزة عباس وموقع "أمد للاعلام" .عباس يحجب وفنيي الموقع يحاولون كسره..غبي من يطن أنه قادر على حجب الحقيقة ليسود الظلام.."أمد" سينتصر!

اخر الأخبار