(تقرير ) ..بعد فشل موسم العمرة للعام الثالث .. قلوب الغزيين معلقة بمعبر رفح

تابعنا على:   13:56 2017-06-21

أمد/خاص- ترنيم خاطر: "يا الله يا كريم تفك عنا الحصار وتوعدنا بأداء العمرة والحج" أملها كبير في أن يستجاب دعاءها  ويتحقق حلمها، فمنذ سنوات وأم محمد في حالة انتظار واستعداد  للسفر مع زوجها وأبناءها لأداء مناسك العمرة، ورغم كثرة الوعود التي لم تنفذ إلا أن رغبتها لم تفتر، وحنينها وشوقها يزداد يوماً بعد يوم.

قالت أم محمد ( 60 عاماً) إحدى المسجلات للعمرة لـ (أمد)  ": لم أتمكن من السفر لأداء مناسك العمرة، شأني شأن باقي المسجلين نتيجة اغلاق معبر رفح البري، الذي يعتبر بمثابة كابوس، منوهةً أنها كانت تستعد منذ فترة للسفر".

وناشدت  أم محمد الحكومة المصرية بضرورة  فتح معبر رفح للمعتمرين لتمكينهم من السفر, مشيرةً أن إغلاق المعبر بات يشكل قلق كبير لدى سكان قطاع غزة الذين ينوون السفر لأداء فريضة الحج".

وعلى احر من الجمر انتظر أبو ماجد البايض ( 55 عاماً)  السفر للديار الحجازية لأداء مناسك العمرة التي قام بالتسجيل لها منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014 مع أخيه وزوجته، لكنه لم يتمكن من ذلك للعام الثالث على التوالي بسبب اغلاق معبر رفح البري".

وقال لـ"أمد": كان لدينا الكثير من الأمل بأن يتحقق حلمنا، خاصة مع التطمينات الكثيرة، وفتح معبر رفح أسبوع كامل منذ بداية هذا العام، ليسافر عدد كبير من العالقين والمرضى، لكن مع بداية شهر رمضان فقدنا الأمل بإعلان وزارة الاوقاف فشل موسم العمرة لهذا الموسم.

وتمنى أن تقوم السلطة الفلسطينية  والمصرية  بعمل اللازم لفتح معبر رفح أمام المعتمرين قبل انتهاء شهر رمضان  حتى يتمكن من زيارة بيت الله الحرام في القريب العاجل".

بدوره قال عوض أبو مذكور رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في غزة لـ "أمد":" كان من المتوقع أن تأتي الموافقة المصرية، قبل 17 مايو/ ايار وهو آخر موعد لاستلامها، من أجل البدء في التحضير والحجز وتجهيز تأشيرات السفر؛ إلا أن هذه الموافقة  للأسف لم تصل، وهذا يعني فشل الموسم للعام الثالث على التوالي، منوهاً حتى لو تمت الموافقة حالياً، فلن يكون بمقدور شركات الحج والعمرة الانتهاء من إجراءات السفر".

وحول أسباب فشل موسم العمرة أوضح أن السبب الأساسي هو اغلاق معبر رفح البري والحصار والانقسام الفلسطيني، مشيراً إلى أن شركات الحج والعمرة في غزة كانت تنتظر الرد من السلطات  المصرية بفتح معبر رفح على الرغم من  كل الوعود بفتحه".

وبين أبو مذكور أن عدم تمكن المعتمرين من السفر أدى إلى  تكبد  شركات الحج والعمرة  خسائر كبيرة  تجاوزت المليون دولار، موزعة على 80 شركة عاملة في مجال الحج والعمرة، لاسيما أن هذه الشركات تدفع سنوياً مبالغ كبيرة للحجز والمتابعة مع الشركات السعودية، إضافة لتكاليف استئجار المكاتب، ودفع رواتب الموظفين لديهم".

وناشد  ابو مذكور السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح "وإنهاء الوضع الكارثي في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر" مؤكداً  أن استمرار إغلاق معبر رفح سيزيد من تكبيد الشركات خسائر مالية باهظة، بعدما كان من المقرر أن يسافر خلال الشهور الثلاثة الماضية، نحو خمسة آلاف معتمر عبر المعبر، بمعدل أربع رحلات في الشهر الواحد".

ودعا رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في غزة السلطة الفلسطينية مضاعفة جهودها مع السلطات المصرية من أجل أخذ موافقة مصرية على استئناف رحلات العمرة للعام الهجري الجديد 1439، والمقرر أن تكون في نوفمبر/تشرين ثاني القادم.

بدوره قال عبدالله رزق أبو سالم صاحب شركة للحج والعمرة لـ"أمد" :" أن الشركات العاملة في مجال الحج والعمرة توقع اتفاقيات مع الشركات السعودية تبلغ قيمتها حوالي خمسة الاف دولار سنوياً، وفشل موسم الحج للعام الثالث على التوالي يكبدها خسائر كبيرة".

وأضاف كما أن هذا الشركات تتكلف الكثير من النفقات المتمثلة في  استئجار المكاتب، وأجور الموظفين، وغيرها من النفقات التي تقدر بألاف الدولارات".

وطالب أبو سالم الجهات المعنية بضرورة  فتح معبر رفح البري، وعدم اشراك ملف الحج والعمرة في أي مناكفات سياسية بين طرفي الانقسام الفلسطيني، كما طالب بضرورة تقديم المساعدة لهده الشركات حتى تستطيع اكمال مسيرتها واستمرارها في العمل".

من جهته قال مدير عام احدى شركات الحج والعمرة بغزة جهاد الحمامي :"خلال السنوات الثلاث الماضية سجل حوالي 2000 فلسطيني لدى الشركة لإداء مناسك العمرة، لكن مع توقف العمرة واغلاق معبر رفح البري فإننا لا نستقبل حالياً أي طلبات جديدة".

وأوضح أن فشل موسم العمرة يكبد الشركات العاملة في قطاع غزة خسائر مالية باهضه، مما دفع البعض إلى الاغلاق، والاخر في الطريق للإغلاق لعدم وجود دخل لها مع تعثر مواسم العمرة".

ونوه إلى أن السلطات المصرية كانت تسمح لأكثر من 20 ألف معتمر بالخروج سنوياً لأداء مناسك العمرة قبل الثورة المصرية عام 2011، إلا أن هذه الأعداد شهدت انخفاضاً ملحوظاً منذ عام 2012 وحتى 2014، واقتصر عدد المعتمرين الذين خرجوا من غزة على نحو 14 ألف معتمر سنوياً".

يذكر أن الحصار والظروف السياسية أدت إلى توقف رحلات العمرة من قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، مما حرم الالاف من الوصول  إلى منتهى أشواقهم في زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة.

 

 

 

اخر الأخبار