لا تتوقف عند قطر.. أكمل طريقك إلى تركيا

تابعنا على:   09:11 2017-07-04

طارق حسن

المواجهة، التى بدأت مع الأسرة الحاكمة فى قطر يجب أن تنتهى مع نظام أردوغان فى تركيا. وإذا لم يحدث هذا، فلا ضمانة للقضاء على الفوضى والاضطراب والعنف والإرهاب بمصر والخليج والمنطقة.

قطر وتركيا دولتان إخوانيتان فى المنطقة. من الخطأ اعتبار الإخوان مجرد موظف عند تركيا وقطر. العلاقات فى الحالتين ليست وظيفية إنما ذات ارتباطات عضوية. نظام أردوغان مسجل رسميًا كنظام إخوانى. المكونات الإخوانية فى الأسرة القطرية الحاكمة تجد تعبيرها الرمزى فى صورة أميرها الصغير منحنيًا لتقبيل رأس مرشد إماراته القرضاوى.

فى عز الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى السابق، لم تسمح المعادلة الدولية إلا بدولة شيوعية واحدة فى اليمن الجنوبى، غلبت قبليِّتها ماركسيتها، فعادت بعد حرب إلى اليمن الواحد الذى تراه متفجرًا حاليًا.

انظر ماذا يملك الإخوان بالسيطرة على تركيا وقطر الآن؟

دولة تمثل رمز خلافة المسلمين حتى ما قبل الحرب العالمية الثانية ذاقت من قبل شهوة السيطرة على المنطقة العربية لخمسة قرون متصلة. أحسب كذلك أنها دولة عضو فى حلف الأطلنطى وذات شأن إقليمى مضافًا إليها قاعدة فى الخليج العربى، حيث كل مراكز العصب الدولية والإقليمية الحساسة بكل ما تملكه من فوائض مالية هائلة.

أى معادلة دولية أو إقليمية تلك، التى تغمض العين أو تترك مثل هذا الوضع على حاله ولن نقول تسمح للإخوان بحيازة دولة وإمارة بهذه المواصفات؟.

البعض مثل وزير خارجية أمريكا تيلرسون وإلى جانبه متحدثون باسم الأسرة القطرية الحاكمة يحاولون تغطية مثل هذا الخلل الاستراتيجى الفادح بالسؤال عن مدى انطباق شروط الإرهاب على الإخوان، وهل هم كل الإخوان؟! أم جزء أو أجزاء منهم؟.

أيًا كان الغرض، إنما هم يقدمون العرض على المرض، الذى هو الخلل الفادح بسيطرة الإخوان على دولة وإمارة بمواصفات تركيا وقطر.

لا يمكن بالمرة التغاضى عن الثمن الكارثى الذى تدفعه مصر وبلدان المنطقة والعالم أيضًا حتى الآن بسبب هذا الخلل الاستراتيجى القاتل، فهو المسؤول المباشر عن إطلاق كل عمليات الفوضى والاضطراب والتدمير والقتل والتشريد والإرهاب داخل المنطقة والعالم، وهو بذاته المسؤول المباشر عن فوضى العلاقات الدولية والإقليمية، التى تتقاطع حول المنطقة وداخلها الآن.

عرفت البشرية نماذج وصورا من مثل هذه الفوضى المدمرة للبلاد والعباد مع سيطرة النازية على ألمانيا والفاشية فى إيطاليا، إنما أدركت البشرية أيضًا أنه لا سبيل للقضاء على هذا النوع من الفوضى، إلا بالاتحاد معًا للقضاء على نماذج الدول النازية والفاشية، وإلا أين هى مثل هذه الدولة الآن؟.

المصلحة المصرية والخليجية والعربية مؤكدة فى إنهاء المركز الإخوانى فى قطر وتركيا. تجربتنا المريرة طوال السنوات السبع الماضية ليست فى حاجة إلى إيضاح. النكبات العنقودية، التى يتواصل انفجار عناقيدها فى وجه شعوب المنطقة، ليست فى حاجة إلى إثبات.

المقطوع به، دون ذرة شك، أننا مصريون وخليجيون وعرب وبصفة رئيسية ميدان عمل المركز الإخوانى القائم فى تركيا وقطر.

تريد إنهاء الفوضى والاضطراب والقلاقل والعنف والإرهاب لذا لا تتوقف عند قطر.. أكمل طريقك نحو تركيا. بدأت بقطر لابد أن تنتهى بتركيا.

لو توقفت عند قطر فالنتيجة جزئية على أى حال وتقتصر على حرمان الإخوان من إمكانات الإمارة المالية والموقع داخل الخليج إنما لا نهاية لعمليات الفوضى والاضطراب والعنف والإرهاب، ولا سلامٌ لنا أو لغيرنا، دون أن تستكمل طريقك - وبالإجراءات ذاتها- إلى تركيا الإخوانية.

عن المصري اليوم

اخر الأخبار