التحالف الغامض

تابعنا على:   12:53 2017-07-11

ياسر خالد

كلما مر الوقت ازدادت معه حالة الغموض و الالتباس حول طبيعة التفاهمات بين من كانوا اعداء الامس فى الساحة الفلسطينية " حماس و دحلان " نتيجة الاهمال المتعمد فى مخاطبة الرأى العام و قياس نبض الجماهير التى انهكتها الماساة ,, فبدلا من الاعتذار لهم عن طول الانتظار لمشاكلهم يطالبونهم الان بالخروج فى مسيرات دعم و تأييد لتلك السيارات المحملة بالسولار ,, و ما يجعلنا لا نتوجس خيرا ان النوايا ليست صادقة لاكمال ذلك المشروع هو خروج هنية للناس فى خطاب طويل تعفف عن ذكر اسم دحلان و اكتفى باشارات و ايحاءات بوجود تفاهمات و كانه يراها حمل كاذب قريبا ستفضحها اول زيارة للطبيب ..و دحلان غاب و اختفى و لم يخرج كعادته امام الشاشات ليوضح للناس حقيقة ما جرى و اكتفى بما قاله بعض المتحدثين باسمه , و اهمل ان فى هكذا اوضاع لابد من مخاطبة اتباعه على الاقل ,, فسقف الامال و الامانى ارتفع عند الناس و امكانية عودة الصدام بين الافراد تحتاج الى من يحذر و ينبه ,,, و هذا يجهلنا نشعر كأن الفرقاء اجبروا على الجلوس سويا و قبول الاخر دون ان يكون لهم ارادة و ان التحديث عن تفاهمات كمن يخشى الاعتراف بابن من صلبه نتج عن علاقة حرام .. لا حسن نية مبيته بين الطرفين . لما ما يحمله كلاهما الطرفان من ذكريات و ماضى اليم و جراح يصعب دملها ,, و لكن قد يكون الطرفان قد اتفقا على تجاوز تلك المعيقات الذهنية و قرروا التحالف و لو مؤقتا من اجل الوقوف فى وجه عباس الذين ضيع الارض و القضية و اهان شعب بعقاب خجل الاحتلال ان يمارسه علينا ,, قد يعتقد هؤلاء المتحالفون بان ذلك سوف يلجم عباس و يصعب من مهمته و لكننا نعلم ان هذا العالم لا يهمه الا مصالحه و جلب الراحة لإسرائيل .. و عباس لن يتهاون فى مواجهة المد الحمساوى الدحلانى و لن يترك وسيلة خداع بشرى من اجل افشالها , و يرضيه حاليا ان يقال عنه رئيس فلسطين و ما دون ذلك لا يشغل باله . و سوف يجوب العالم و هذا ليس نتاج فهم لواقع او لتجديد البيعة للقضية الفلسطينية بل لانه يعى جيدا بان ازمته الحقيقة خارج حدود الوطن لا داخله ، لذا فهو يحتقرالداخل ومن فيه، و لا يقيم لهم وزنا ولا قيمة. فلا هو معني بإفادتهم عما ينوي عمله و لا مكترث بحيرتهم حيال ما يسمعون أو يرون منه أو من رجاله، و لا معني بهمومهم أو بالجرائم التي تُرتكب في حقهم.. و لهذا فان تكرار زياراته للعواصم هنا وهناك ليس الا طلبا للدعم و خوفا من العزلة، وفي هذا فهو يحاول أن يقدم نفسه كرجل مفيد لمن يخطب ودهم ,,, و مع ان الداخل يمتلك أبواق الإعلام الرسمي الذين يعملون ليلا نهار من اجل اظهاره من تلك النوعية من الزعماء زوراً وبهتاناً و يطلقون عليه لقب اخر القادة العظماء دون ان يمروا و لو مرور الكرام على افعاله المشينة و ان السلطة التى يمثلها لم تعد موجودة , و ان حركة الحياة السياسية في البلاد اصابها الشلل , بل تجاوز الامر انهم يتغنون بامجاده وبطولاته الفارغة كما لو أن الزمان لن يجود علينا بمثله و نسوا ان هذا النضوة حتى عام 2005 لم يكن له مكان بين الرجال بل كان اقل ما يقال عنه بانه كان شخشخية اللجنة المركزية و أضعفهم بلا استثناء مطعون فى دينه و هويته , غير أن المقادير أبت إلا ان تصعد به, ففي أعقاب رحيل الرمز ياسر عرفات و تصفية من تبقي من قيادة حركة فتح ,, و لكن ما ان يستشعر الجبناء باقتراب نهايتهم فان تفكيرهم يقودهم الى الجنون ,,, لذا فلن استغرب بمجرد الاعلان عن فحوى تلك التفاهمات السرية ان يقوم عباس و بالاتفاق مع داعميه اما بالتخلى الكامل عن غزة او باعلان انتهاء الولاية الدستورية للسلطة الفلسطينة و ان من يدير شؤون الشعب الفلسطينى هو منظمة التحرير الفلسطينة يقف على رأسها سعادة اللواء ماجد فرج " كوريث بالتوظيف " و يترك فراغا نحتاج سنوات طوال لملمته ,,

فهل درس التحالف الجديد كيفية مواجهة هذا الامر ,,,

اخر الأخبار