ابرز ما تناولته الصحف العبرية20/07/2017

تابعنا على:   15:11 2017-07-20

اسرائيل تخطط لبناء حي استيطاني يمنع التواصل بين رام الله والقدس الشرقية

بعد يوم من مصادقة الكنيست الاسرائيلي في القراءة التمهيدية على مشروع القانون الذي يمنع تسليم اجزاء من القدس في أي اتفاق سياسي ما لم يدعم ذلك 80 نائبا في الكنيست، يتكشف النقاب، وفق تقرير تنشره "هآرتس" اليوم، عن قيام وزارة الاسكان الاسرائيلية بدفع خطة ذات ابعاد استراتيجية، لإنشاء حي جديد يضم 1100 وحدة اسكان في شمال شرق القدس بشكل يمنع التواصل بين رام الله والقدس الشرقية.

وحسب الصحيفة فان هذه الخطة توسع، عمليا، حدود البناء في المدينة باتجاه الشرق، وتجسر المسافة بين حي نفيه يعقوب ومستوطنة "غيباع بنيامين" (آدم) الواقعة شرقي الجدار الفاصل. ولا يتجاوز الحي الجديد الجدار الفاصل، لكنه يلامس اراضي الضفة التي لا تعتبر جزء من القدس. واذا تم بناء هذا الحي، فانه سيفصل بين التجمعات الاسكانية الفلسطينية، ويصعب التواصل الاقليمي بين احياء القدس الشرقية والمشارف الجنوبية لمدينة رام الله.

وسيتم اعتبار الحي كجزء من مستوطنة "غيباع بنيامين" بحيث تصبح المستوطنة قائمة على جانبي الجدار الفاصل. وقالت مصادر في "غيباع بنيامين" ووزارة الاسكان بأنه تم في الماضي التفكير بخطة مشابهة لكنها ازيلت عن الطاولة، ايضا بسبب معارضة سكان المستوطنة الذين تخوفوا من تغيير طابعها في اعقاب انشاء الحي الجديد. لكن رجال وزارة الاسكان عادوا الى التداول في الخطة خلال السنة الأخيرة، واكدت عدة مصادر مطلعة على التفاصيل انها تمر الان في مراحل التخطيط المتقدم. واكدوا في الادارة المدنية بأنه تمت مناقشة خطة كهذه في 2004، وقالوا انه لم يتم دفعها منذ ذلك الوقت، وان وزارة الاسكان لم تقدم خطة جديدة حتى الان، واوضحوا انه "عندما يتم تقديم خريطة جديدة من قبل وزارة الاسكان فانه سيتم دفعها بناء على النظم".

واكد وزير الاسكان يوآب غلانط تفاصيل الخارطة، وقال لصحيفة "هآرتس": "سنكون في كل مكان يمكن فيه البناء وتقديم حلول لضائقة الاسكان، خاصة في منطقة القدس كما هو الحال في مستوطنة آدم".  واضاف: "في القدس الكبرى توجد اهمية امنية خاصة للتواصل الاسرائيلي من غوش عتصيون في الجنوب، وحتى عطروت في الشمال، ومن معاليه أدموت في الشرق وحتى "غفعات زئيف" في الغرب".

وقال بابر فعنونو، رئيس اللجنة في "غيباع بنيامين" ان السكان الغوا في الأشهر الأخيرة معارضتهم للخطة وباتوا يدعمونها. كنت اريد جدا دفع هذا التخطيط". واضاف في حديث لصحيفة "هآرتس" انه "سيسرني جدا توطين سكان الاحياء – الضعيفة اقتصاديا بشكل عام – في الجانب الغربي من بلدة ادم، الواقعة داخل الجدار الفاصل". وحسب اقواله فان اقامة الحي ستعزز القدس: "بدل ان يترك هذا الجمهور القدس ويهرب الى موديعين او معاليه ادوميم، كان سيسرني بقاؤه في القدس والاقامة في هذه التلة".

يشار الى ان العمل على اطراف نفيه يعقوب بدأ من اجل توسيع الحي حتى حدود منطقة نفوذ القدس، ووصل البناء هناك الى مراحل مختلفة.

المصادقة على مشروع قانون "القدس عاصمة اسرائيل"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان الكنيست صادقت في القراءة التمهيدية، امس، على مشروع القانون "القدس عاصمة اسرائيل" والذي يفرض الحصول على دعم 80 نائبا على الأقل من اجل التنازل عن مناطق في القدس. وقالت المبادرة الى القانون، شولي معلم ان "اسرائيل لن ستمح بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

وقال الوزير زئيف اليكن ان القانون يصعب فعلا تقسيم المدينة، لكنه كان من الصواب المبادرة اليه من اجل الدفاع عن القدس مستقبلا".

انقسام في الجهاز الأمني حول مسألة البوابات الالكترونية على مداخل الحرم الشريف

في وقت واصل فيه نتنياهو إطلاق تصريحات تظاهر من خلالها بتعنته في مسألة نصب البوابات الالكترونية على مداخل الحرم الشريف، تكشف التقارير الصحفية، اليوم، انه يسعى الى انهاء هذه الأزمة بشكل هادئ، قد يقود في النهاية الى سحب هذه البوابات، وتجنب اندلاع مواجهات عنيفة مجددا في القدس، في ضوء اقتراب يوم الجمعة الثاني بعد الاغلاق، والذي من شأنه ان يفجر مظاهرات عنيفة في حال تواصل وضع هذه البوابات غدا، واضطرار عشرات الاف المصلين الذين يتوقع وصولهم الى الحرم، لأداء الصلاة خارج اسواره، في ضوء رفض دائرة الاوقاف دخول الحرم طالما لا تزال هذه البوابات هناك.

وتكتب الصحف الاسرائيلية عن مشاورات حثيثة جرت يوم امس الاربعاء، على المستويين الأمني والسياسي، حول الأزمة في الحرم الشريف. وقالت صحيفة "هآرتس" ان حاشية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرت محادثات هاتفية مع قادة الجهاز الامني في البلاد، قبل مغادرتها لبودابست عائدة الى اسرائيل، حول سبل حل المواجهة المتزايدة مع الفلسطينيين بشأن تركيب البوابات الالكترونية على مداخل الحرم. ومن المتوقع ان يعقد نتنياهو جلسات اخرى في البلاد، اليوم، لمناقشة الموضوع.

ولوحظ خلال النقاشات التي جرت امس، حدوث انقسام في الاجهزة الأمنية، في الموقف من البوابات، حيث اعرب الشاباك والجيش ومكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق عن تحفظهم من مواصلة الاصرار على تفعيل البوابات الالكترونية في الحرم، واوصوا بالتوصل الى حل يسمح لإسرائيل بالخروج "بكرامة" من هذه المواجهة من دون ان يؤدي الأمر الى انفجار مترامي الاطراف في القدس والضفة الغربية. واعرب الجهاز الأمني عن قلقه ازاء تأثير الموضوع على العلاقات مع الأردن على خلفية ردود فعل الجمهور الأردني. ومن بين المقترحات التي نوقشت، امس، ان تتوجه شخصية غربية او عربية رفيعة الى اسرائيل مع خطة لإنهاء الأزمة، حسب "هآرتس".

وتضيف ان الجيش الاسرائيلي يستعد لإمكانية تعزيز قواته في الضفة الغربية ومنطقة القدس في نهاية الأسبوع، على خلفية التخوف من وقوع اضطرابات. وتم خلال مناقشات الجهاز الأمني مناقشة الاستعداد لإمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل ومبادرة حماس الى تنظيم تظاهرات قرب السياج الحدودي.

وقال نتنياهو، مساء امس، في بودابست، ان اسرائيل توجهت الى الأردن والى جهات اخرى في العالم العربي طالبة مساعدتها على إعادة الهدوء الى الحرم. وخلال حديث مع الصحفيين قال نتنياهو ان اسرائيل لم تغير موقفها بشأن اقامة البوابات الالكترونية على ابواب المكان المقدس، واوضح: "لم يتم اتخاذ قرار مختلف بشأن جبل الهيكل (الحرم)، وهذا المساء سأعقد مشاورات مع الجهات الأمنية، هناك آراء مختلفة وسأستمع اليها. لقد قلنا للأردنيين بأنه كانت تقوم على مداخل الحرم حتى العام 2000 بوابات الكترونية بشكل جزئي، وقلنا هذا للعالم العربي كله".

كما قال نتنياهو ان اسرائيل تحافظ على اتصال مباشر مع الأردن. "انهم يريدون انهاء الموضوع بشكل هادئ، ونحن نتوقع من الجميع المساهمة في اعادة الهدوء. يجب التعامل مع الحقائق والحقيقة – وضع البوابات الالكترونية لا يعني اجراء أي تغيير في الوضع الراهن، وانما يهدف الى منع تكرار الهجوم المسلح".

وقال وزير الخارجية الأردني، ايمن الصفدي، امس، ان مفتاح الهدوء في القدس والمسجد الأقصى يتواجد في أيدي اسرائيل. وقال ان الملك عبدالله، يتدخل شخصيا في الاتصالات مع اسرائيل، ويطالب بالحفاظ على الوضع الراهن والغاء القرارات التي اتخذتها اسرائيل في الايام الأخيرة بشأن حراسة المكان.

وقال الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني، نبيل ابو ردينة، امس ان "الرئيس ابو مازن يجري محادثات مع جهات دولية وعربية من اجل منع الاشتعال في القدس. وسيعقد اليوم جلسة طارئة مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمهيدا لصلاة يوم الجمعة".

وشهد يوم الغضب الذي تم اعلانه، امس، مواجهات قليلة نسبيا، لكن الجيش الاسرائيلي يتخوف من امكانية تصعيد الاوضاع غدا الجمعة، على خلفية دعوة مفتي القدس للمصلين بالحضور لتطبيق حقهم بالصلاة في الحرم الشريف.

وكان الشيخ عزام الخطيب التميمي، المدير العام للوقف الإسلامي في الأقصى، قد دعا المسلمين للوصول الى الاقصى يوم الجمعة، وقال ان "ادارة الاوقاف تدعو كل ائمة المساجد إلى عدم القاء خطبة الجمعة في مساجدهم، واغلاقها والحضور الى المسجد الاقصى". 

وكان قائد شرطة القدس، يورام هليفي قد امر، امس، بإعادة فتح ابواب الحرم امام الزوار اليهود، لكنه اعاد إغلاق الابواب في اعقاب قيام مجموعة منهم بإدخال كتب التوراة الى باحات الحرم، ومحاولة الصلاة في المكان خلافا لشروط الزيارة. وحسب بيان الشرطة فقد تجددت المواجهات بين الشرطة والمصلين بالقرب من باب الأسباط. وتستعد الشرطة لتعزيز قواتها تمهيدا لصلاة يوم الجمعة، وقامت امس بتركيب المزيد من الكاميرات حول اسوار الحرم الشريف.

وردا على قرار الشرطة اغلاق الحرم امام اليهود، قال حزب الاتحاد القومي (يقوده الوزير اوري اريئيل في اطار كتلة البيت اليهودي – المترجم) ان "العبث يحتفل. يجب على دولة اسرائيل ومن يترأسها تغيير التوجه واظهار من هي السيادة. كل عمل كهذا يطرح مفارقة – ليس في اسرائيل فقط وانما في نظر العالم كله".

وحول المواجهات بالقرب من باب الاسباط، يتضح ان مسلما وصل الى المكان لتوزيع منشورات، فقامت الشرطة بتفريق الناس الذين تحلقوا حوله ومن ثم، كما يتبين من توثيق للحادث، قامت الشرطة بضربه من دون ان يمارس أي عنف. وخلال اعتقاله قام المتظاهرون برشق الحجارة على الشرطة. وقالت الشرطة ان "الحادث وقع خلال خرق عنيف للنظام، حيث طلبت الشرطة تفتيش شخص قام بتوزيع منشورات للمسلمين بالقرب من باب الأسباط، وقام الشخص بترديد هتافات ما ادى الى تجمع وتأجيج خرق النظام والذي شمل رشق حجارة على الشرطة. ومع ذلك سيتم فحص الحادث، وتحويل الأمر لمعالجة الجهات المسؤولة."

يشار الى ان عشرات الفلسطينيين يتواجدون بشكل دائم في منطقة باب الأسباط ويرددون هتافات الولاء للأقصى والتنديد بإسرائيل. وفي ساعات صلوات الظهر والمساء يصل المئات واحيانا الآلاف، وعندها تقع مواجهات عنيفة مع الشرطة تشمل رشق الحجارة والمواجهة الجسدية. وتقوم الشرطة غالبا بتفريقهم بواسطة عيارات الاسفنج والقنابل الصوتية.

كما يتعرض الصحفيون الذين يتواجدون في المكان لاعتداءات الشرطة، ويوم امس الاول اعتدى شرطي على مراسل موقع Ynet حسن شعلان، رغم عرض بطاقته الصحفية. واصدرت نقابة المراسلين العاملين في القدس بيانا شجبت فيه الاعتداء وطالبت الشرطة بالسماح للصحفيين بأداء مهامهم.

وادعت الشرطة ان الاعتداء على الصحفي تم خلال خرق عنيف للنظام، حين توجهت الشرطة لاخلاء متظاهرين من الشارع بعد رفضهم المغادرة. وقالت ان "القوات الناشطة في المكان تواجه الخطر الدائم على حياتها، وفي مثل هذه الحالة يطالب كل المتواجدين في المكان بالاستماع الى اوامر الشرطة ومغادرة المكان. وبدون علاقة بهذا الحادث او غيره، نؤكد انه لا يوجد أي انسان في اسرائيل، وخاصة الصحفيين، فوق القانون. ومع ذلك سيتم فحص الأمر، واذا كانت هناك حاجة سيتم تحويل الموضوع الى الجهات المختصة".

تركيب كاميرات دقيقة حول الحرم

في الموضوع نفسه، تكتب "يسرائيل هيوم" انه على خلفية النقاش حول وضع البوابات الالكترونية علمت "يسرائيل هيوم" ان الشرطة اعدت خطة واسعة لتعزيز الامن في الحرم، تشمل تركيب كاميرات ذكية من نوع lpr لتشخيص الوجوه. والهدف هو تعقب المشبوهين الذين يدخلون الى الحرم، بالإضافة الى التوصية بتزويد قوات الشرطة بأجهزة كشف المعادن وانشاء البوابات الالكترونية على مداخل الحرم.

وتصر الشرطة على تفتيش المصلين في الحرم بواسطة اليات كشف المعادن. ومع ذلك، يدعي ضباط كبار بأنه يمكن استخدام البوابات الإلكترونية لفحص المشبوهين المحتملين او اجراء تفتيش عشوائي في سبيل الردع. وقالت جهات رفيعة في الشرطة ان "كل تنازل سيعتبر استسلاما ويمكن ان يكلف حياة بشر آخرين".

ويأتي ذلك على خلفية الخلاف بين الشرطة ووزير الامن الداخلي غلعاد اردان، من جهة، وبين الشاباك من جهة اخرى. واجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من هنغاريا، امس، تقييما للأوضاع بمشاركة وزراء الامن والأمن الداخلي والقائد العام للشرطة ومنسق اعمال الحكومة في المناطق. وخلال الجلسة اوصى الشاباك بإزالة البوابات الالكترونية عن مداخل الحرم.

وقال نتنياهو في بودابست امس: "زرت في بداية الأسبوع برج ايفل في باريس وشاهدت هناك شيئا جديدا – بوابات الكترونية. في برج ايفل عدد الزوار اكبر من عددهم في الحرم في القدس". وقال انه تجري مشاورات في الموضوع، واوضح انه "لم يتم اتخاذ قرار مختلف حتى الان. نحن نريد حل الأزمة بشكل هادئ والعودة الى الهدوء. نحن نتحدث مع العالم العربي ونشرح بأنه لا يوجد هنا أي تغيير للوضع الراهن. هذه وسيلة لمنع استخدام السلاح في الحرم، الأمر الذي وقع لأول مرة".

وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي انها تعارض ازالة الابواب الالكترونية، واضافت: "العالم يرى في اسرائيل دولة تحارب الارهاب في كل مكان. من غير المعقول انه في اكثر الاماكن قدسية نتخلى عن المعايير الأمنية لصالح كل الديانات بسبب ضغط ينبع من دوافع غير شرعية".

اليمين يحرض نتنياهو على عدم التراجع

وتكتب "يديعوت احرونوت" انه في وقت ينقسم فيه الجهاز الامني في موضوع البوابات الالكترونية على مداخل الحرم الشريف، وتمسك الشرطة بهذه البوابات بادعاء "عدم وجود حل لضمان الفحص الفاعل ومنع ادخال اسلحة الى الحرم، وبالتالي اعلان نتنياهو، امس، بأنه لا يوجد حاليا أي تغيير في الخطة، وانه ستجري مشاورات حول الموضوع، اليوم الخميس، بعد عودته، ليلة امس، من بودابست، بدأت تسمع اصوات من اليمين تحاول ممارسة الضغط على نتنياهو كي لا يزيل البوابات.

فقد حثه الوزيران نفتالي بينت وميري ريغف على عدم الاستسلام لمطالب المصلين المسلمين. وكتب بينت على صفحته انه "توجد بوابات الكترونية في مكة، وفي الكنيست، وفي حائط المبكى. مطالبة الوقف بإزالة البوابات هي نفاق، والتراجع الان امام ضغوط الفلسطينيين سيمس بقوة الردع الاسرائيلية ويهدد حياة الزوار والمصلين والشرطة في الحرم. يجب عدم التراجع".

اما ريغف فخرجت للدفاع عن نتنياهو وقالت ان "الشائعات بشأن تغيير موقفه من البوابات الإلكترونية على مدخل الحرم، هي شائعات كاذبة ودعائية". وقالوا في ديوان نتنياهو ان رئيس الحكومة لم يتراجع واعتبروا "عرض الامور وكأنه يوافق على ازالة البوابات هو تشويه للواقع".

وعلم انه تجري من وراء الكواليس اتصالات في محاولة للتوصل الى تسوية، يشارك فيها مبعوث نتنياهو المحامي يتسحاق مولخو، والاردنيين والمصريين والامريكيين. ومن بين الامكانيات التي طرحت، الابقاء على البوابات الالكترونية حاليا ولكن اجراء فحص عشوائي فقط لمن تشتبه الشرطة فيه ويجب فحصه.

ومن بين الامكانيات الاخرى للتسوية التي يجري فحصها: اجراء الفحص على البوابات الالكترونية من قبل جهات دولية او ازالتها والعودة الى مخطط نشر كاميرات في باحات الحرم.

وفي ضل الدعوة الى اغلاق المساجد في القدس يوم غد الجمعة، والحضور للصلاة حول اسوار الاقصى، يسود التكهن بإمكانية حدوث اضطرابات. كما يعم الغضب في المجتمع العربي في اسرائيل في ضوء النشر عن نية الشرطة وصول العرب للصلاة في القدس غدا.

السلاح جاء من خارج الحرم

في هذه الاثناء، تضيف الصحيفة، يستدل من التحقيق في عملية اطلاق النار يوم الجمعة الماضي، انه لم تكن لرجال الوقف أي علاقة بتهريب السلاح الذي تم استخدامه الى داخل الحرم. ويتبين من التحقيق ان "المخربين" الثلاثة من ام الفحم، وصلوا الى القدس مع الاسلحة. ويعتبر هذا الاستنتاج مهما في ضوء النقاش حول البوابات الالكترونية.

في المقابل، ستسمح الكاميرات التي يجري تركيبها حاليا حول الحرم بكشف المشبوهين او السلوك الاستثنائي وبالتالي توفير تحذير لقوات الامن فورا. وقالت مصادر امنية انه يمكن للكاميرات ان تستبدل البوابات الالكترونية على مداخل الحرم، بحيث يجري استخدام هذه البوابات فقط في الحالات الاستثنائية.

القائمة المشتركة تجتمع بقادة الاوقاف وتدعم موقفهم

الى ذلك تكتب "يسرائيل هيوم" انه اعضاء من القائمة المشتركة، اجتمعوا هذا الاسبوع مع مفتي القدس محمد حسين، والمفتي السابق الشيخ عكرمة صبري، ورجال الوقف، وتم الاتفاق على قرار مشترك يقضي بمنع دخول المصلين الى الحرم عبر البوابات الالكترونية.

وشارك في اللقاء الذي عقد في وادي الجوز النواب احمد الطيبي وجمال زحالقة وحنين زعبي، وتم الاتفاق على فرض امر المنع حتى صدور قرار آخر.

واكد زحالقة هذا الأمر لصحيفة "يسرائيل هيوم"، وقال ان "لعنة هذه البوابات الالكترونية قد تؤدي الى سفك الدماء. اطالب رئيس الحكومة بازالتها حتى يوم الجمعة. يجب احترام الوقف. هذا مس بالوقف، وهم يعتقدون ان هذه خطوة اولى لتقسيم باحات الحرم وتغيير الوضع القائم. نعتقد انه يمنع المس بصلاحيات الوقف في المساجد وباحات الحرم وبواباته. لقد وضعوا البوابات الالكترونية لأسباب سياسية. نتنياهو يريد ان يصبح بطلا على حساب العرب".

وردا على سؤال حول سبب رفض البوابات الالكترونية بالذات في الحرم، وخاصة امام الحاجة لمنع ادخال اسلحة نارية، قال زحالقة: "نحن ضد كل خطوة احادية الجانب، تتعارض مع اتفاق ديان في 67، ومع القانون الدولي. هذه ذريعة ورغبة بفرض وضع جديد. ما حدث هو امر نادر جدا. هذا هو الاستثنائي. لم يحدث مثل هذا الأمر طوال 50 سنة. هذا حدث منفرد والان يريدون معاقبة مئات الآلاف. فهمت من قادة الوقف بأن عشرات وربما مئات الآلاف سيصلون الى المساجد يوم الجمعة. انا اؤيد العدالة وحرية العبادة، وما يحدث يمس بذلك. هذه البوابات فرضت قسرا على الشعب الفلسطيني والمسجد الاقصى".

المطالبة بتسليم جثامين منفذي العملية

في الموضوع ذاته، أيضا، تكتب "هآرتس" ان اللجنة الشعبية في ام الفحم وعائلات الشبان الثلاثة الذين نفذوا العملية على مدخل الحرم الشريف، طالبوا الشرطة بتسليم جثث الشبان لدفنها. وجاء في بيان تم نشره امس، بأن مواصلة احتجاز الجثث يزيد من التوتر في ام الفحم ويثير تساؤلات حول رواية الشرطة بشأن الحادث الذي وقع يوم الجمعة الأخير.

وقالت اللجنة الشعبية في بيانها ان قرار منع العائلات من دفن الجثث يزيد التور ولا يوجد أي مبرر لذلك. لقد طلبت العائلات تشريح الجثث ودفنها. وكان مركز عدالة قد طالب يوم السبت، باسم عائلات الشبان الثلاثة، بفتح تحقيق فوري في الحادث، كما طالب قسم التحقيق مع الشرطة بالعمل على تشريح جثث محمد احمد موسى جبارين (29 عاما)، محمد حامد جبارين (19عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما) قبل دفنها.

ويدعي المحامي محمد باسم، من مركز عدالة، ان الحادث "يطرح تساؤلات ثقيلة حول التزام قوات الشرطة بأوامر اطلاق النيران المفصلة في أمر القيادة القطرية للشرطة".

نتنياهو يشن هجوما على الاتحاد الاوروبي بسبب موقفه من الفلسطينيين والصحفيين يلتقطونه نتيجة خطأ تقني

تكشف صحيفة "هآرتس" ان خطأ تقنيا وقع خلال الاجتماع المغلق الذي عقده رئيس الحكومة نتنياهو مع قادة اربع دول في اوروبا الشرقية، امس، كشف فحوى خطابه الذي شن من خلاله هجوما قاسيا على الاتحاد الاوروبي، اعتبر خلاله تعامل الاتحاد مع اسرائيل بأنه جنوني.

وقالت الصحيفة ان نتنياهو شن هجومه خلال اجتماع مغلق عقده في بودابست مع رؤساء حكومات هنغاريا، التشيك، بولندا وسلوفاكيا. وتم بث اقواله نتيجة خطأ الى السماعات التي تم توزيعها على الصحفيين. وبعد عدة دقائق تم اكتشاف الخطأ ووقف البث. وتطرق نتنياهو الى الوضع في سورية واعترف بان اسرائيل هاجمت عشرات المرات قوافل اسلحة تابعة لحزب الله.

وقال نتنياهو ان "الاتحاد الاوروبي هو الجهة الدولية الوحيدة التي تشترط العلاقات مع اسرائيل، التي تزوده بالتكنولوجيا، بمعايير سياسية. لا احد يفعل ذلك غيرها. لدينا علاقات مميزة مع الصين وهي لا تهمها المسائل السياسية. مودي (رئيس الحكومة الهندية) قال لي خلال زيارته الى اسرائيل "يجب علي القلق على المصالح الهندية. اين سأتلقى هذا؟ في رام الله؟ روسيا لا تطرح شروط سياسية، ولا تفعل افريقيا ذلك. الاتحاد الاوروبي فقط يشترط العلاقات بذلك. هذا جنون ويتعارض مع مصالح اوروبا".

وطلب نتنياهو من رؤساء الحكومات الأربع، مساعدة اسرائيل في مؤسسات الاتحاد الاوروبي من اجل ازالة شرط دفع العلاقات بحدوث تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين، وقال: "اقترح ان تنقلوا رسالة الى نظرائكم في اوروبا حول كيفية مساعدة اوروبا. لا تتآمروا على الدولة الوحيدة في المنطقة التي تهتم بمصالح اوروبا. توقفوا عن مهاجمة اسرائيل. ادعمونا. اوروبا تفصل نفسها عن مركز الاختراعات الكبير في العالم. لا يوجد منطق هنا. الاتحاد يتآمر على امننا في كونه يتآمر على اسرائيل، بسبب محاولة مجنونة لطرح شروط سياسية".

وفي هذه المرحلة تدخل رئيس الحكومة الهنغارية، فيكتور اوربان وقال وهو يضحك: "سيد نتنياهو، الاتحاد الاوروبي مميز، حتى اكثر، انه يضع شروطا حتى لمن اصبحوا في داخله وليس فقط لمن في خارجه".

فرد نتنياهو: "يجب على اوروبا ان تقرر اذا كانت تريد الحياة والازدهار او الاختفاء. اعرف انكم مصدومين لأنني لست على صواب سياسي. هذه طرفة، هذه طرفة. اذا كان يمكنكم دفع هذا فانه سيحقق الفائدة لكم ولأوروبا كلها. نحن جزء من الثقافة الاوروبية، اوروبا تنتهي في اسرائيل – فإلى الشرق لا توجد اوروبا."

وواصل نتنياهو قائلا: "لا يوجد لدينا اصدقاء اكبر من المسيحيين الذين يدعمون اسرائيل في العالم، والأمر لا يتوقف على الانجيليين. اذا وصلت الى البرازيل فسيتم استقبالي هناك بتحمس اكبر مما في مركز حزب الليكود".

وقال نتنياهو خلال اللقاء، ايضا، ان اسرائيل تقيم علاقات مع دول عربية. "العرب يتحدثون معنا حتى في المواضيع التكنولوجية، وفي القضايا التي تطرح هنا".

وتطرق نتنياهو الى السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط، وهاجم الرئيس الأمريكي السابق براك اوباما، وقال: "كانت لدينا مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة. الأمر يختلف الان. في الولايات المتحدة يوجد الان موقف اكثر صرامة ازاء ايران، يوجد تواجد امريكي في المنطقة، وعمليات قصف اكبر، وهذا ايجابي. الوضع جيد مع الولايات المتحدة بشأن داعش، لكنه ليس جيدا بعد بشأن ايران". وكان يقصد بذلك كما يبدو عدم قيام ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع ايران، خلافا  لوعوده.

ولدى تطرقه الى الوضع في سورية اعترف نتنياهو بأن اسرائيل قامت بقصف عشرات قوافل الاسلحة الموجهة لحزب الله، وقال: "اغلقنا الحدود ليس فقط مع مصر وانما مع سورية ايضا. بنينا الجدار لأنه كانت مشكلة مع داعش وايران حيث تحاولان إنشاء جبهة ارهاب هناك. وقد قلت لبوتين اننا اذا شاهدناهم ينقلون اسلحة لحزب الله فسنقصفها".

الاحتلال يشدد القيود المفروضة على تحركات الفلسطينيين في الخليل

تكتب عميره هس في تقرير تنشره "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قام خلال الأشهر الأخيرة، بتشديد القيود المفروضة على تحركات الفلسطينيين في البلدة القديمة في الخليل، والتي تفصل بين الاحياء المتجاورة وتردع سكان المناطق الاخرى عن الوصول الى المكان. ففي شارع السلايمة تم في شهر ايار اطالة السياج الذي يفصل بين مسار المشي المعد للفلسطينيين والمسار المعد لليهود والسياح، وتم انشاء بوابة مغلقة غالبية الوقت على طرف المسار، وبالتالي منع الوصول الى حي غيث، وفي حي النصارى عاد الجيش لمنع المشاة من المرور في الشارع المغلق اصلا امام السيارات.

في شارع السلايمة، الشارع الرئيسي في الحي الذي يحمل هذا الاسم، والذي يقود الى الحرم الابراهيمي من الجنوب، يمنع الجيش تحرك السيارات الفلسطينية. وفي عام 2012 تم انشاء سياج على طول الشارع بحيث قسمه الى قسمين: الفلسطينيون اجبروا على السير مشيا على الاقدام في الجانب الضيق والمشوش في غالبيته، بينما تم تخصيص الشارع المعبد لسفر ومشي اليهود والسياح فقط. وفي 2013، سمح الجيش للفلسطينيين مرة اخرى بالسير على الاقدام في الجانب المعبد من الشارع، بعد قيام مركز "بتسيلم" بنشر شريط يوثق لجنود حرس الحدود وهم يشرحون بأنه يسمح لليهود فقط بالسير في القسم المعبد من الشارع. وبقي السياج في مكانه، ومنذ كانون الثاني 2015 عاد الجيش ومنع الفلسطينيين من السير في الجانب المعبد، ومن ثم تم في ايار الماضي اطالة السياج حتى حي غيث، ونصب بوابة كبيرة في نهايته.

ويستدل من افادات ادلى بها سكان لمركز "بتسيلم" بأنه تم خلال اليومين الأولين وضع شرطي قرب البوابة وسمح لسكان الحي بالمرور عبر البوابة، وبعد ذلك تم اغلاق البوابة طوال ثلاثة ايام، وعندها قيل للسكان بأنه سيسمح لهم بالعبور من الساعة السادسة صباحا وحتى منتصف الليل، وهذا فقط عندما يتجمع عدد كاف منهم بجانب البوابة. لكن هذه الشروط لا تنفذ بشكل دائم، واحيانا تبقى البوابة مفتوحة وفي أحيان اخرى مغلقة – الأمر الذي يترك السكان في حالة عدم يقين. ويشار الى ان المسار البديل يطيل الطريق ويناط باجتياز ادراج والمرور عبر ازقة مظلمة ويُصعب على المسنين ومن يحملون اغراض ثقيلة الى بيوتهم كبراميل الماء والمواد الغذائية وغيرها من احتياجاتهم المنزلية (علما ان تزويد المياه للسكان في الخليل ينقطع في أحيان متقاربة).

في الحي الجنوبي – الشرقي من الخليل، وادي النصارى، يمنع الجيش مرور السيارات الفلسطينية على الشارع الذي يصل الى الحرم الابراهيمي منذ عام 2002، بعد قيام فلسطينيين مسلحين بقتل 12 جنديا ومستوطنين مسلحين. ويصل الشارع المغلق ايضا الى حي الحريكة وجبل جوهر. ويعيش في الأحياء الثلاثة حوالي 45 الف مواطن. وفي عام 2002 تم انشاء بوابة حديد لسد الطريق امام تنقل السيارات بين الاحياء. وفي السنة الاولى تم منع الفلسطينيين من المرور فيه سيرا على الاقدام. ومنذ سنة 2014، تم منح 100 تصريح للمرور بسيارات لحوالي 100 مواطن من سكان الأحياء. وفي نهاية 2015 تم الغاء هذه التصاريح، وسمح للفلسطينيين باجتياز الشارع سيرا على الاقدام فقط، ومنذ اواخر حزيران يسمح الجنود للفلسطينيين بالمرور فيه احيانا، لكن بشكل اعتباطي. ويشار الى ان طول الطريق البديل يصل الى ثلاثة كلم.

اوامر منع الحركة في الخليل، والتي فرضت وتم تشديدها بالتدريج منذ المذبحة التي نفذها باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي في 1994، اضطرت الكثيرين من سكان مركز المدينة لترك بيوتهم، وادت الى انهيار السوق التجاري المركزي الذي كان يقوم هناك. ومنذ عامين يمنع الدخول الى حي تل رميضة لغير المقيمين فيه.

وقالوا في مركز "بتسيلم" ان هذا التشديد هو جزء من السياسة التي تهدف الى دفع الترانسفير الهادئ للفلسطينيين في مركز المدينة، وهو ما يمس بعشرات الاف الفلسطينيين ويمنعهم من ادارة حياتهم بل يحولها الى جحيم لا يحتمل.

وادعى الناطق العسكري انه "يتم انشاء البوابات والأسيجة في اقسام معينة من الحي اليهودي في منطقة H2 في الخليل لأسباب أمنية فقط، بينما تكون كل الأبواب والمعابر مفتوحة امام السكان". وقال ان السياج القائم الى الشرق من الحرم الابراهيم تم انشاؤه قبل فترة طويلة ومؤخرا "تم استكمال مقطع اخر باتجاه الجنوب في اعقاب عدد العمليات التي وقعت هناك". وادعى الناطق ان البوابة هناك "مفتوحة بشكل دائم، ويتم اغلاقها احيانا لأسباب امنية". وبالنسبة للبوابة في شارع الحريكة، قال انها قائمة منذ عشر سنوات ولا يوجد تغيير في سياسة العبور منها.

الحكم بالسجن لثلاث سنوات على 3 شبان عرب تظاهروا ضد مخطط برافر قبل اربع سنوات!!

تكتب "هآرتس" ان محكمة الصلح في بئر السبع، فرضت امس الاول الثلاثاء، السجن لمدة ثلاث سنوات على ثلاثة شبان عرب من النقب، بعد ادانتهم برشق الحجارة خلال مظاهرة جرت في قرية حورة في 30 تشرين ثاني 2013، ضد مخطط "برافر" لتسوية اراضي القرى العربية البدوية غير المعترف بها في النقب. كما فرضت المحكمة على متظاهر آخر العمل لنصف سنة في خدمة الجمهور.

وقد ادانت المحكمة عاطف ابو عايش (47 عاما) من اللقية، وعبيد الهواشلة (23) من قصر السر، واسامة نصاصرة (21) من كسيفة، بمهاجمة قوات الشرطة في ظروف خطيرة، واعاقة عمل شرطي، ومواصلة الشغب بعد امرهم بالتفرق، وبالتسبب بضرر لسيارة وبضرر للحيوانات بسبب اصابة خيول قوات الشرطة. وطالبت النيابة بفرض عقوبة السجن الفعلي عليهم لمدة ثلاث الى ست سنوات.

يشار الى ان المظاهرة جرت في حينه وفق تصريح رسمي من الشرطة، لكن الأوضاع تأججت ووقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة الكبيرة التي تواجدت في المكان والتي ضمت قوات من الوحدات الخاصة والخيالة ومروحية. ورشق المتظاهرون الحجارة فيما استخدمت الشرطة قنابل الصدمات والغاز وخراطيم المياه. وتم اعتقال 34 متظاهرا في حينه، فيما ادعت الشرطة ان 14 من افرادها اصيبوا بجراح طفيفة.

وكتب القاضي رون سولكين في قراره ان "السلامة الجسدية والشخصية وسلامة حياة الشرطة ليست مشاعا، وعلى المحكمة ان تقدم لهم الدعم المناسب حين يتعرضون للهجوم اثناء ادائهم لواجبهم. ليس من المبالغ فيه القول ان قوة العنف الذي مورس خلال هذا التجمع كان بالغ الخطورة. محاربة سلطات القانون لظواهر من هذا النوع لا يمكن ولا يجب ان تبقى في المسار الخطابي فقط، يجب ان تنعكس في المسار العملي، من خلال فرض عقوبات ملموسة". وفرض القاضي على الثلاثة، بالإضافة الى الاعتقال الفعلي، غرامة بقيمة 25 الف شيكل والحبس لفترة اخرى مع وقف التنفيذ.

اما المتهم الرابع عاطف ابو القيعان (29) من حورة، فادين بالمشاركة في شغب غير قانوني ومهاجمة شرطي في محطة الشرطة بعد اعتقاله، وفرض عليه السجن لنصف سنة واستبدالها بالعمل في خدمة الجمهور.

الشرطة اغلقت شكوى ضد شرطة تبول احدهم على متظاهر

وقال المتظاهرون ان الشرطة هي التي مارست العنف ضدهم. وكان طالب الطوري وولديه نضال ورؤوف قد قدموا شكوى الى وحدة التحقيق مع الشرطة، ادعوا فيها انهم تعرضوا بعد المظاهرة الى اعتداء بالعصي والقبضات من قبل 10 -20 شرطيا مقنعين، والذين صرخوا في وجوه الثلاثة "لماذا ترشقون الحجارة يا ابناء المومسات"، وقام احد افراد الشرطة بالتبول على وجه الآب. لكن وحدة التحقيق مع الشرطة اغلقت الملف، بادعاء انه لم يتم التعرف على افراد الشرطة الذين لم يقوموا بالتبليغ عن الحادث. كما تم اغلاق ملفات ضد افراد الشرطة الذين تم التعرف عليهم بادعاء عدم وجود تهمة.

مندلبليت يعارض تقديم الطابع اليهودي على الديموقراطي لكنه يعتبره قانونيا!!

تكتب "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، قال انه يعارض البند الوارد في مشروع قانون القومية، والذي يحدد بأن على المحكمة العليا اعطاء اولوية للطابع اليهودي للدولة وليس لطابعها الديموقراطي. وقال ان معارضته تنبع من اسباب اخلاقية، لكنه مع ذلك يعتبر البند قانوني. وقال مندلبليت ذلك خلال اجتماع مغلق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء آخرين.

وحسب مسودة القانون التي يجري اعدادها، فان على المحكمة العليا تفسير كل قوانين الكنيست في ضوء تعريف اسرائيل كدولة يهودية. ويدفع القانون المكانة الديموقراطية للدولة الى بند هامشي. وهذا يعني ان المحكمة ستطالب بتفضيل الهوية اليهودية اذا حدث صدام بينها وبين قيم الديموقراطية.

ويحدد القانون في مقدمته بأن "دولة اسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي، الذي يحقق فيه طموحه لتقرير المصير بناء على الميراث الثقافي والتاريخي". كما يحدد بأن "حق تقرير المصير القومي في دولة اسرائيل يخص الشعب اليهودي"، وان "ارض اسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي ومكان تأسيس دولة اسرائيل". ويحدد البند الذي يلخص المقدمة انه يجب ايلاء الاولوية للطابع اليهودي للدولة في قرارات المحكمة العليا.

ويدعو بند آخر المحكمة الى الاعتماد على "المشناه" و"التلمود" في الحالات التي لم توفر فيها القوانين القائمة ردا على الخلاف القانوني بشأنها. وحسب البند فانه اذا "رأت المحكمة بأن هناك مسألة قانونية تتطلب الحسم ولم تعثر على رد في كتب القوانين، او قرارات المحاكم، فان عليها الحسم وفقا لمبادئ الحرية والعدالة والنزاهة والسلام وفقا لميراث اسرائيل".

الشروع ببناء بؤرة جديدة على أراضي الخضر

تكتب "هآرتس" ان المستوطنين اقدموا في الأيام الأخيرة على وضع اربعة مباني جاهزة على أراضي لا تعتبر حكومية في منطقة غوش عتصيون. وتم وضع هذه المباني بشكل مخالف للقانون وبدون ترخيص. وتعتبر الارض الواقعة الى جانب مستوطنة "نفيه دانيال"، ارض لم يتم بعد تنظيمها، وقد تحاول الدولة اعلانها ارض حكومية في المستقبل.

وقالت جهات في جهاز التنظيم والبناء في المناطق لصحيفة "هآرتس" ان الدولة تعرف عن محاولة انشاء بؤرة هناك، لكنه لم يتم بعد اصدار اوامر هدم ضدها. ومع ذلك اكدوا انه يمكن حسب القانون مصادرة البيوت القابلة للنقل خلال 60 يوما من اقامتها ومن دون اصدار اوامر هدم. ويشار الى انه تم وضع هذه المباني قبل عدة ايام فقط.

ويتبين من زيارة للمكان انه تم اقامة هذه المباني بالقرب من قسائم مزروعة في منطقة بلدة الخضر، وراء سياج بؤرة سديه بوعاز، وتم شق طريق اليها.

وقام عدد من الفلسطينيين من منطقة الخضر، امس، بتقديم التماس الى المحكمة العليا، بواسطة المحامي جيات ناصر، طالبوا فيه بمنع توطين هذه المباني. ويدعي الملتمسون انهم اصحاب الأرض. وقالوا ان "السيناريو الذي حدث في اواخر 2012 يتكرر هذه الأيام. فيوم الخميس الأخير، في ساعات الليل المتأخرة، اجتاح المستوطنون المكان وبدأوا بإقامة المباني على الأرض".

ويشار الى انه تم في 2014 ايضا وضع اربعة مباني جاهزة على اراضي فلسطينية خاصة، وتم لاحقا اخلاؤها بالاتفاق بين وزارة الامن والمقاول، "شركة امناه" التي تقيم مباني للمستوطنين في الضفة، واحيانا بدون ترخيص. وفي حينه تم نقل المباني الى بؤرة سديه بوعاز.

وقالت جمعية "كرم نبوت" التي اكتشفت البؤرة الجديدة انه "تم في الاسابيع الأخيرة تسجيل يقظة في نشاطات القرصنة التي يقوم بها المستوطنون في المناطق. يمكن الاستنتاج بأنهم يشمون ضعف نتنياهو القانوني ويستغلونه من اجل سرقة أراضي في الضفة على افتراض ان الحكومة ستسمح لهم بعمل كل ما يشاؤون".

افادة غانور قد تقود ضباط كبار آخرين الى التحقيق في صفقة الغواصات

تكتب "هآرتس" ان القناة العاشرة ذكرت مساء امس، انه اذا وقع رجل الاعمال ميكي غانور على صفقة مع الشرطة كشاهد ملكي في قضية الغواصات، فانه من المحتمل ان تشمل افادته الكشف عن دوره في قضية مجمع الامونيا في حيفا. وحسب التقرير فان غانور مسجل كعضو مجلس اداري في شركة مجمع الامونيا، وعمل كما يبدو لكي تقيم شركة تيسنكروب الالمانية، التي يمثلها في البلاد، على انشاء مجمع بديل للأمونيا في النقب. وجاء في التقرير، ايضا، انه من المحتمل ان يكون المحامي دافيد شمرون، الضالع في قضية الغواصات، ايضا، قد عمل مع غانور لصالح تيسنكروب في قضية مجمع الامونيا، ومن شأن غانور تسليم معلومات عن ذلك.

يشار الى ان مراقب الدولة، يوسيف شبيرا، توجه، امس الاول، الى المستشار القانوني للحكومة، مندلبليت، وابلغه بوجود شبهات بحدوث اعمال جنائية في قضية مجمع الامونيا في حيفا. ويستدل من المعلومات التي جمعها مكتب المراقب، الاشتباه بأن القرارات التي تم اتخاذها بشأن توفير بديل لاستيراد الامونيا، تمت بشكل منحاز لكي تصب في مصلحة شركة حيفا كيميكاليم. 

في موضوع غانور والغواصات، ايضا، علمت "هآرتس" ان الشرطة ستحقق مع عدد من الضباط الكبار في سلاح البحرية، سابقا، تحت طائلة الانذار. وكان غانور قد سلم للمحققين معلومات ترتبط بصفقات اسلحة اخرى تم توقيعها في السنوات الأخيرة. وسيحتم فحص الموضوع، توسيع التحقيق، بحيث يتوقع ايضا، ان يشمل ضباط حاليين في الجيش، او ضباط انهوا خدمتهم في الفترة الأخيرة.

ويتبين من الدلائل ان التحقيق سيشمل عدد من الضباط برتب جنرالات وعمداء وعقداء في الجيش. وتشكل الشبهات الكثير من المخالفات المتعلقة بصفقتي الغواصات والسفن، ومن بينها شبهات بتجاوز النظم واجراء اتصالات ممنوعة مع وسطاء مختلفين واجراء تغييرات في صفقات عديدة من قبل ضباط في سلاح البحرية.

وحسب ما كشفه الصحفي امنون ابراموفيتش، في القناة الثانية، مساء امس، فان غانور سلط الاضواء على علاقته مع محاميه دافيد شمرون، كاتم أسرار رئيس الحكومة. وقال انه حدث كل ما وعده به شمرون. وادعى بأن شمرون وعده بأن تشتري الدولة ثلاث غواصات المانية وعدة سفن. وحسب غانور فقد كان من المفروض ان يحصل شمرون على مبلغ مالي ضخم من هذه الصفقة.

وفي اطار التحقيق سيركز المحققون على محاولة غانور والمحامي شمرون تحويل صيانة الغواصات والسفن من حوض السفن التابع لسلاح البحرية الى حوض اخر بملكية المانية. والسؤال الذي سيتم فحصه هو امكانية ان يكون ضباط من سلاح البحرية ضالعين في هذه المحاولة.

وقال ضابط في الاحتياط، مطلع على موضوع صيانة الغواصات ان غالبية المال تستهلكه صيانة الغواصات، "فالغواصة يتم دفع ثمنها لمرة واحدة، سواء بشكل مدعوم ام لا، اما صيانتها فتتم طوال سنوات خدمتها، وهذا يكلف مبالغ طائلة سنويا". وعلى سبيل المثال قال الضابط ان طقم البطاريات فقط يكلف مليارين يورو.

وقد ادعى شمرون وغانور ان حوض صيانة السفن في سلاح البحرية، الذي يعمل فيه حوالي الف مستخدم، لم ينفذ برنامج العمل المطلوب منه. لكن مسؤولين خدموا في سلاح البحرية يدعون ان الحوض نفذ كل المطلوب منه. وقال الضابط في الاحتياط ان "المشكلة هي ليست حوض السفن وانما الناس الذين ارادوا تحقيق ملايين منه. يوجد هنا استغلال ساخر لبعض المعلومات من الداخل والكثير جدا من العيون الكبيرة، لكي يتم السيطرة على جسم كهذا".

وقالت مصادر مطلعة على التحقيق ان المعلومات التي تم كشفها حتى الان تثير الاشتباه بإجراءات مرفوضة تتعلق بصفقات اخرى، ليس من الضرورة ان تكون في سلاح البحرية. وهناك سؤال سيحتم الحصول على جواب له، يتعلق بالاتصالات بين اسرائيل والمانيا في مسألة بيع غواصات المانية لمصر. وامس الاول تم سماع افادة الجنرال احتياط عاموس غلعاد، رئيس المجلس السياسي الامني في وزارة الامن، الى ما قبل اربعة شهور، والذي يملك معلومات كثيرة حول هذا الموضوع.

وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال حديث مع الصحفيين في بودابست، امس، الى قرار ألمانيا تعليق توقيع مذكرة التفاهم مع اسرائيل بشأن الغواصات، وقال ان هذا الأمر لا يقلقه، وهو مقتنع بأنه بعد انتهاء التحقيق سيتم تنفيذ الاتفاق. وقال ان "الالمان ينتظرون رؤية كيف سينتهي التحقيق، وعندما ينتهي سيتم توقيع الصفقة."

ورفض نتنياهو تأكيد او نفي ما اذا كانت اسرائيل قد اعطت ضوء اخضر لألمانيا لكي تبيع غواصات من النوع ذاته لمصر، وقال ان قرار بيع غواصات لمصر لم يكن قرارا اسرائيليا وانما قرارا اتخذته الحكومة الالمانية "نحن لم نقرر ما اذا يجب المصادقة او عدم المصادقة على الصفقة. اعربنا عن رأينا، وكل ما يقال علنا في هذا السياق هو عدم مسؤولية. انا مسؤول عن أمن اسرائيل. الرغبة بالمس بي تجتاز كل الحدود وتتعلق الان بأمن اسرائيل وهذا عدم مسؤولية".

من قال لكم انه يوجد فساد؟

وقال نتنياهو انه قال منذ اليوم الاول للتحقيق في موضوع الغواصات والسفن انه ليس ضالعا في الأمر و"هذا يتضح الان". "لم يكن لي أي علم بشأن ضلوع شمرون في الموضوع، وعندما ينتهي التحقيق سأقول رأيي في موضوع شمرون. ما هو واضح لي انه لا توجد هنا ملايين – المحامي، النسيب والجيب – هذا كله مات".

وقال نتنياهو ان كل القرارات التي اتخذتها الحكومة في هذا الشأن كانت شفافة وموضوعية. وحين سئل نتنياهو عن التحقيق مع قائد سلاح البحرية السابق العزار ماروم في الموضوع، اعرب نتنياهو عن تشككه بالأمر وقال: "لا اعرف ما هو الفساد وغير الفساد في قضية الغواصات". واضاف: "انا لا احكم على الناس، هناك حق البراءة، لا اعرف ان كان سيخرج ام لن يخرج شيء من هذا".

وفي رده على سؤال حول التحقيق مع المقربين منه في قضايا مختلفة، رد نتنياهو بحدة ودافع عن مستشاريه المقربين: "من قال لكم انه يوجد فساد؟ اظهروا لي شخص واحد تمت ادانته. ما الذي تتحدثون عنه؟ شمرون كان المركز وسيتضح انه لا يوجد شيء. الان فليبر، تعالوا لنرى ما الذي سيحدث معه. انا اعرفه رجلا مستقيما وصاحب قيم. انا اعرف بان القرارات التي كان يجب ان نتخذها لم يصب أي منها في مصلحة بيزك ولا يوجد أي تضارب للمصالح. الرجل يتمتع بحق البراءة وهذا كله غيوم تهدف الى خلق غيمة فوق احد ما".

وهاجم نتنياهو وسائل الاعلام مرة أخرى، وادعى انها حاولت ربطه بكل طريقة في التحقيق بقضية الغواصات، رغم ادعائه بأنه غير ضالع. وقال ان "رسميتي لم تختف. انها هنا وهي جيدة. قراراتي موضوعية تماما. المسألة هي ليست هجمات رئيس الحكومة على وسائل الاعلام وانما هجوم وسائل الاعلام على رئيس الحكومة. هذا يحدث بحجم غير مسبوق. لا يمكنكم ادعاء البراءة. لقد بنيتم فرية وهي تغوص في الأعماق".

ايزنكوت: "اذا انحرف شخص يرتدي البزة العسكرية فان مكانه ليس بيننا"

وتكتب "يسرائيل يهوم" في هذا الموضوع ان رئيس الاركان غادي ايزنكوت، قال امس، في اول تعقيب له على قضية الغواصات منذ بدايتها، انه "اذا انحرف شخص يرتدي البزة العسكرية فان مكانه ليس بيننا". وقد امتنع الجيش حتى اليوم عن التطرق الى التحقيق في الملف 3000، ايضا لأنه لم يتم حتى الان التحقيق مع أي ضابط يؤدي الخدمة، وايضا لأن التحقيق يجري حاليا بدون اشراك الجهات الأمنية – باستثناء طلبات عينية بتسليم معلومات يتم نقلها من الشرطة المدنية الى الشرطة العسكرية.

لكنه بطبيعة الامور، يعتبر هذا التحقيق موضوع الساعة في الجيش عامة، وسلاح البحرية خاصة. ويتمحور الخوف في الجيش في ثلاث دوائر: الاولى، ان يتضح وجود ضباط آخرين – في الاحتياط او الخدمة الدائمة – مشبوهين بتلقي رشاوى وحرف مناقصات، والثاني، ان يتم في اعقاب التحقيق الغاء مناقصات، خاصة التزود بغواصات جديدة، الأمر الذي سيسبب ضررا مباشرا للأمن، والثالث، ان تؤدي هذه القضية الى زعزعة ثقة الجمهور بالجيش وبجنوده.

وعلى هذه الخلفية طلب من ايزنكوت سماع رأيه خلال محادثات مختلفة اجراها مع عدة جهات، والتي اوضح خلالها بأن الجيش "سيتعاون بشكل كامل مع كل تحقيق، ومع كل مطلب من سلطات تطبيق القانون. واضاف بأنه اذا اتضح تورط ضباط في القضية، فسيتم التعامل معهم بشدة. اذا تبين بأن شخص يرتدي الزي العسكري انحرف، فان مكانه ليس بيننا".

ويأتي تصريح ايزنكوت على خلفية التكهن بأنه سيتم اجراء تحقيقات مع ضباط اخرين في الجيش، من بينهم ضباط لا يزالون يؤدون الخدمة. ويسود التقدير في الجيش بأنه سيطلب من غالبية الضباط الادلاء بافادة فقط من اجل مساعدة المحققين على فهم الخلفية العامة للقضية، بينما يمكن ان يتم التحقيق مع عدد قليل من الضباط، وفي هذه الحالة سيكون على رئيس الأركان والنائب العسكري الرئيسي اتخاذ قرارات بشأن سبل التعامل مع المشبوهين. ويسود التقدير بأنه سيتم اخراجهم في اجازات حتى انتهاء التحقيق.

وثيقة تؤكد: اسرائيل صادقت على بيع غواصات لمصر

في موضوع بيع الغواصات لمصر تكشف وثيقة وصلت الى "يديعوت أحرونوت" في اطار تحقيق مشترك اجرته مع منظومة corrective.org الألمانية، انه كان لاسرائيل دور في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بتصدير غواصات الى مصر.

وتقول الصحيفة ان نتنياهو قال يوم امس، خلال رده على اسئلة الصحفيين في بودابست، القرار اتخذته الحكومة الالمانية، "ونحن لم نقرر هل نصادق او لا نصادق". لكن الوثيقة التي نكشفها هنا لأول مرة، تبين بأن مصادقة الحكومة الاسرائيلية على صفقة حوض بناء السفن الالمانية مع مصر كانت ضرورية.

وتتعلق الوثيقة بصفقة الغواصات المصرية الاولى، التي تمت في 2009، عندما كان مبارك رئيسا لمصر وطلب شراء غواصتين من شركة تيسنكروب. في تلك الفترة كانت تيسنكروب جزء من المشروع المشترك "مارين فورس انترناشيونال" التي كان مقرها في لندن وعملت في تسويق الغواصات التي تنتجها تيسنكروب.

حسب بروتوكول جلسة الشركة في كانون اول 2009 نوقشت المشاريع المختلفة المطروحة على الجدول. وتحدث رئيس حوض بناء السفن وولتر فريتاغ، عن المشاريع المختلفة. وخلال الجلسة اشار فريتاغ الى ان مصر تميل الى شراء الغواصات من الشركة الألمانية، وهو الأمر الذي صودق عليه خلال زيارة الملحق العسكري المصري الى كيل قبل فترة وجيزة. لكن غالبية التقرير الذي قدمه فريتاغ حول بيع غواصات لمصر، تمحور حول اسرائيل بالذات، حيث قال انه يؤمن بأنه سيتم خلال اللقاء الذي سيعقد بين الحكومتين الالمانية والاسرائيلية في كانون الثاني 2010 "الاتفاق على تصدير غواصات لمصر".

وكما سبق ونشرت "يديعوت أحرونوت" هذا الاسبوع، فقد تم فعلا اعطاء التصريح للشركة الالمانية، لكي تبيع غواصات لمصر. وجاء التصريح من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الامن ايهود براك. وفي اعقاب اسقاط نظام مبارك وصعود محمد مرسي والاخوان المسلمين الى السلطة، حاول نتنياهو وبراك التراجع عن التصريح لكن الألمان اوضحوا لهما بأن الأمر لم يعد ممكنا لأنه تم بدء العمل. ووصلت الغواصات الى مصر في 2016.

القضية الحالية تتعلق بصفقة الغواصات المصرية الثانية، التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية، ظاهرا، في 2014، من دون معرفة وزير الامن موشيه يعلون وقادة الجهات الأمنية المعنية.

ويوم امس، نشر بأن الرئيس رؤوبين ريفلين، الذي طلب منه يعلون فحص الأمر مع الالمان، فوجئ لدى زيارته الى برلين حين وجد لدى الالمان وثيقة موقعة من قبل مسؤول اسرائيلي يوافق على الصفقة المصرية.

الجنرال آدم يصل الى المانيا

في الموضوع نفسه تكتب "يديعوت أحرونوت" انه على خلفية التحقيق في موضوع الغواصات سيزور المدير العام لوزارة الامن، الجنرال (احتياط) اودي آدم، اليوم، احواض بناء السفن التابعة لشركة تيسنكروب في كيل الالمانية. ويجري العمل هناك على بناء الغواصة السادسة التي يفترض ان تتسلمها اسرائيل بعد ثلاث سنوات، واول سفينة معدة للدفاع عن حقول الغاز في البحر المتوسط.

صحيح انه تم تحديد الزيارة سابقا، لكنها تأتي في وقت حساس بشكل خاص، بعد اعلان المانيا عن تعليق اجراءات بناء الغواصات الجديدة لإسرائيل، وتأجيل التوقيع على مذكرة التفاهمات الى اجل غير مسمى.

المدير العام آدم، الذي وصل الى المانيا، امس، والتقى مع رجال وزارة الدفاع الالمانية، سيحاول تهدئة مضيفيه بشأن اجراءات التحقيق، بل والاشارة الى ان التحقيق قد يقود الى عدم حدوث اعمال فساد، لكي يوافق الالمان على تحديد موعد لتوقيع المذكرة.

القاضي شمغار: يجب على نتنياهو الاستقالة

في موضوع التحقيقات مع رئيس الحكومة نتنياهو، قال رئيس المحكمة العليا سابقا، مئير شمغار لصحيفة "يديعوت أحرونوت" انه "احيانا، عندما ارى ما يحدث في الدولة، اقول لنفسي لو كنت اصغر بعشرين سنة لكنت سأقوم بعمل".

ويقول شمغار الذي يكاد يبلغ الثانية والتسعين من العمر، انه يعتقد بأن على رئيس الحكومة نتنياهو الاستقالة، مضيفا: "في موضوع الهدايا، انا مستعد للتوقيع على ذلك. حين يجري الحديث عن هدايا بحجم كبير، كالسيجار والشمبانيا، فان رأيي القاطع هو ان على رئيس الحكومة الاستقالة".

وقالت زوجة شمغار، القاضية ميخال روبنشطاين، نائبة رئيس المحكمة المركزية في تل ابيب سابقا، انها تعتقد هي ايضا بأن على نتنياهو الاستقالة. واوضحت ان رابين استقال على امور اقل من ذلك. ورد شمغار: "رابين لم يتهم بالحصول على هدايا، لكن استقالته اظهرت معدنه".

وفي حينه توجهوا الى شمغار لكتابة الشروط الاخلاقية للحكومة، وتطرق الى موضوع الهدايا، لكنه لم يتم الأخذ بها. ويقول شمغار: "قمنا بصياغة الشروط، وقلنا ان على اعضاء الحكومة السلوك فقط لصالح الجمهور، ولا يتم توجيههم وفقا لمعايير الربح الاقتصادي او غيره، والرشاوى التي ستعرض عليهم وعلى المقربين منهم. كما تطرقنا الى المسموح والممنوع في تلقي الهدايا، وحددنا ان على عضو الحكومة او رئيسها الاستقالة في حال نسبت اليه سلطات القانون ارتكاب مخالفات خطيرة، ولا ينتظر حتى حسم الأمر في المحكمة، وهذا هو ما كنت اتوقعه من نتنياهو".

مشروع قانون لمنع رفع اعلام ورموز من تعتبرهم اسرائيل "دولا وتنظيمات معادية"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس كتلة "يسرائيل بيتنا" روبرت اليطوف، طرح على طاولة الكنيست، امس، مشروع قانون يمنع استخدام رمز او علم دولة معادية. ويحدد القانون ان من يرفع علم او رمز دولة معادية او تنظيم ارهابي يعمل للمس بوجود اسرائيل، سيواجه عقوبة السجن حتى خمس سنوات او دفع غرامة تصل الى 226 الف شيكل.

وجاء في مقدمة مشروع القانون: "نحن نشاهد يوميا المناسبات المختلفة التي تقام في اسرائيل والتي يرفعون خلالها الاعلام ويستخدمون رموز دول معادية وتنظيمات ارهاب تعمل على تدمير اسرائيل، تحت ستار حرية التعبير. من حق كل دولة الحفاظ على حريتها وعلى حقيقة وجودها امام الاعداء في الخارج ومن يتبعونهم من الداخل".

وقال المدير العام لحركة "ام ترتسو" اليمينية، متان بيلج، الذي كانت حركته من المبادرين الى طرح هذا القانون ان "الواقع الذي يتم فيه رفع اعلام الاعداء على المباني العامة وفي المؤسسات الاكاديمية كجزء من التظاهر ضد الدولة هو مسألة عبثية لا مثيل لها. مشروع القانون مهم ومبرر، لأن هدفه منع الاصوات المتطرفة التي تنادي بتدمير الدولة، ويتم التعامل معها كشرعية، بدلا من شجبها بكل الطرق. حرية التعبير وحق التظاهر مهمين ولكن ليس على حساب الدعوة لتصفية اسرائيل".

مقالات

المساعدات التي يقدمها الجيش للسوريين – ليس إيثارًا، لكنها جديرة بالثناء

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان اكثر مهمة يتولاها الجيش الاسرائيلي هي الدفاع عن الدولة، من خلال اعداد قواته للحرب المحتملة. ولكن من بين كل المهام الأخرى التي ينشغل فيها الجيش، يبدو ان هذه التي تم عرضها بشكل كامل، يوم امس الاربعاء، هي الأكثر مثيرة ومشجعة. نشاط دائرة "الجيرة الحسنة" التي يقوم الجيش الاسرائيلي بتفعيلها في هضبة الجولان من اجل مساعدة سكان القرى الواقعة في الجانب الثاني من الحدود السورية، يستحق الثناء.

منذ سنوات تعتذر اسرائيل لأنها لا تقدم المساعدات لمواطني سورية وضحايا الحرب الاهلية الفتاكة التي تدور على مسافة بصقة من الحدود. وتم هنا وهناك نشر تقرير عن جرحى سوريين يتلقون العلاج في المستشفيات الاسرائيلية، لكنه تم رفض حتى فكرة استيعاب عدد رمزي من اولاد اللاجئين السوريين.

ويوم امس، كشف الجيش الاسرائيلي عن كل النشاط الذي يقوم به على الحدود السورية، وما تم عرضه امام وسائل الاعلام يثير التأثر فعلا: بالنوايا الطيبة، وبالتفكير الذي تم تكريسه ايضا للتفاصيل الصغيرة في المساعدات ونتائجها الاولية. وتشارك في هذا العمل، ايضا، تنظيمات اغاثة اسرائيلية ودولية، وبعض المكاتب الحكومية، لكنه يصعب التفكير بمؤسسة اخرى في اسرائيل، باستثناء الجيش، كان بمقدورها تنفيذ مشروع كبير كهذا بمثل هذا الحجم من الفعالية خلال فترة زمنية تقل عن سنة.

الجيش لا يعمل في الجولان بدوافع الايثار. أمام الحدود الاسرائيلية، في قطاع يمتد على حوالي 40 كلم وعلى عرض حوالي 15 كلم (من القنيطرة شمالا وحتى جيب داعش في منطقة المثلث الحدودي مع الاردن)، يعيش حوالي 200 الف مواطن سوري. خلال فترة الحرب انقطعوا عن نظام الأسد وتوقفوا عن تلقي الخدمات من دمشق.

في هذه المنطقة تقوم حوالي 80 قرية وبلدة، يسيطر عليها خليط من تنظيمات المتمردين المسلحة، من الميليشيات المحلية وحتى المجموعات المتماثلة مع جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سورية. في هذه البلدات لا توجد سلطة مركزية موحدة، وهناك نقص خطير في البنى التحتية الأساسية، كالماء والكهرباء والعلاج الطبي الضعيف. والخدمات الاساسية التي كانت تقدمها الدولة في السابق، كالصحة والتعليم توقفت تماما.

والتقت الحاجة بالفرصة. في الجيش لاحظوا امكانية عقد صفقة مع سكان المنطقة: اسرائيل تدخل الى الفراغ الذي خلفه النظام وتقدم المساعدات، وفي المقابل تعمل الميليشيات المحلية على صيانة الهدوء على امتداد الحدود وتبعد التنظيمات المتطرفة عن السياج الحدودي. وعلى المدى البعيد، من شأن المساعدات التي تقدم للسكان ان تحسن صورة اسرائيل في نظر الناس الذين اعتادوا اعتبارها عدوا شيطانيا.

حجم المساعدات كبير ومفاجئ. حوالي 3000 جريح عولجوا في مستشفيات اسرائيل، ودخل الى اسرائيل حوالي 600 طفل، يرافق كل واحد منهم بالغ، لإجراء فحوصات طبية وعمليات جراحية. منذ كانون الثاني الماضي، يتم نقل مساعدات الى الجانب السوري، خمس مرات كل اسبوع، وتشمل ادوية، سيارات اسعاف، حاضنات، أجهزة تخطيط للقلب، وغذاء للرضع، ومواد غذائية أساسية، ملابس وبطانيات، مولدات كهربائية وسولار. كما ساعد الجيش على ترميم عيادات وغرف دراسية اصيبت خلال الحرب.

ويحظى الاولاد السوريين الذين يدخلون الى اسرائيل بأيام ترفيه، الى جانب العلاج الطبي، ويعودون الى بيوتهم مع ملابس جديدة. لقد فهم قائد الكتيبة في لواء الجولان، العميد يانيف عاشور، الحاجة الى ذلك عندما انتظر في البرد القارص، الساعة الرابعة والنصف فجرا، وصول اول وفد من الأمهات والأولاد، وشاهد الأولاد يصلون بسراويل قصيرة. وقدم رئيس الاركان غادي ايزنكوت اقتراحا من جانبه: تزويد الاولاد بملابس رياضة وكرات قدم.

وفي حزيران الماضي، تم استبدال المساعدات المرتجلة، بدائرة منظمة يترأسها ضابط برتبة كولونيل، تمت استعارته من مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق. العميد عاشور، الذي قاد تأسيس الدائرة، كان قد عاد قبل سنة من دورة تعليمية في بريطانيا، في كلية الامن القومي، سمع خلالها عن تفعيل وسائل "القوة اللينة". وبعد اجراء محادثة مع ضابطات من قسم الدراسات في شعبة الاستخبارات، واللواتي عرضن امامه ما وصفنه بتفويت الفرصة من قبل الجيش الأمريكي لتنظيم النشاط المدني الواسع بعد احتلال العراق في 2003، اقتنع نهائيا بالحاجة الى تطوير النشاط من اجل القرى السورية.

في الخلفية هناك بالطبع، تقارير لوسائل اعلام اجنبية – كان اخرها في "وول ستريت جورنال" قبل شهر – حول قيام إسرائيل بعمل عدة امور اخرى في الجولان السوري. وحسب تلك المنشورات، التي لم تخرج اسرائيل من جلدتها لنفيها، يتم نقل معدات حربية وذخيرة الى بعض تنظيمات المتمردين.

ورغم ذلك، يبدو ان التقدم يتم بحذر. الضباط والجنود الاسرائيليين لا يتجاوزون الحدود من اجل تقديم المساعدات المدنية. نقل المساعدات الى سورية واستلام الجرحى والأولاد من هناك يتم على امتداد الحدود، بعد فحص امني يهدف الى التأكد من عدم تحول تقديم المساعدة الى كمين لجنود الجيش الاسرائيلي.

عندما سئل عاشور عن التشابه مع "الجدار الطيب" الذي اقيم في المطلة في اواخر سنوات السبعينيات والمنطقة الأمنية التي سيطرت عليها اسرائيل، بدون تفكير كاف، في جنوب لبنان، لم يتبنّ المقارنة. يصعب رؤية الجيش يوصي الحكومة الان بإقامة مواقع في الجانب السوري من الحدود، رغم التحذيرات من تقدم قوات ايران وحزب الله الى المنطقة. اذا اتضح بأن وقف إطلاق النار الذي تم اعلانه في جنوب سورية حقق النجاح، ستحتاج اسرائيل الى حلفائها في القرى الممتدة على طول الحدود، للتأكد من عدم تسلل الايرانيين والميليشيات الشيعية التابعة لهم الى منطقة الحدود في ظل الاتفاق الذي توصلت اليه روسيا والولايات المتحدة.

السيادة في الحرم ليست في أيدي إسرائيل

يكتب نير حسون في "هآرتس" انه يصعب القول كيف ستنتهي الازمة حول الحرم الشريف، ولكن الأيام الأخيرة اثبتت بأن السيادة الحقيقية في الحرم ليست في ايدي اسرائيل، الأردن او الأوقاف، وانما في أيدي الفلسطينيين المقدسيين.

غالبا ما يميلون الى اختبار المجتمع الفلسطيني في القدس، من خلال ضعفه – الفقر، غياب القيادة، مصاعب الاحتلال، هدم البيوت ومصادرة الأراضي. ولكن في الايام الأخيرة، حقق الفلسطينيون في القدس انجازا غير مسبوق. فبواسطة الاحتجاج غير العنيف الذي شكل المقاطعة غير المسبوقة لدخول باحات الاقصى، دفعوا اسرائيل الى زاوية خطيرة، باتت تفكر جديا منها بالانسحاب وتفكيك الابواب الالكترونية. واذا تم اتخاذ قرار بهذا الشأن فسيتم قبل صلاة ظهر الجمعة، غدا. لأنه اذا تم الغاء صلاة الجمعة غدا، فسيكون هذا بمثابة سابقة تاريخية. وكما يبدو فان المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا الأمر كانت في الفترة الصليبية قبل حوالي الف سنة.

في الاسطورة الفلسطينية في القدس، يعتبر الدفاع عن الاقصى سببا لوجودهم كمجتمع سياسي. بالنسبة لهم يعتبر الاقصى اكثر من مجرد رمز قومي او ديني: الحرم الشريف هو المكان الذي يشعر فيه الفلسطيني المقدسي بتحرر معين من ظلم الاحتلال. طوال غالبية ساعات النهار لا يوجد في المكان حضور اسرائيلي، وهذه هي اكبر منطقة خضراء ومفتوحة، في القدس الشرقية، وفي الوقت نفسه فيها ساحة تعج بالناس. التهديد بتغيير الترتيبات هناك هو تهديد ملموس لهويتهم وحياتهم اليومية. وقال مواطن من سلوان، امس ان "الناس لا يسألون كيف حالك او حال الأولاد، وانما يسألون ما الذي يحدث في المسجد".

في اول أيام المقاطعة نقل الوقف رسالة مزدوجة. الادارة المدنية للأوقاف، الخاضعة للقصر الملكي الأردني، طلبت من مستخدميها الدخول الى الحرم واجتياز البوابات الالكترونية. وفي الوقت نفسه امرت القيادة الروحية، التي تضم مشايخ القدس، بعدم اجتياز البوابات الالكترونية. واختار عمال الوقف الانصياع الى القيادة الروحية ولضغط الشارع بمقاطعة المكان. ومنذ ذلك الوقت والحرم خال تماما من الصملين. في الشرطة يحاولون الاظهار وكأن الفلسطينيين يسلمون بالبوابات الالكترونية، وفي الأيام الأخيرة حرصوا على نشر افلام لمسلمين يدخلون الى الحرم، لكنه من السهل التمييز بأن المقصود افراد، ويبدون كسياح من دول اسلامية وليسوا فلسطينيين. المقاطعة تصمد بل تتعزز، واللحظة التي سيسمعون فيها صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر باتت أقرب.

يوم امس، امر مفتي القدس بإغلاق مساجد الاحياء في القدس، يوم غد الجمعة، وتوجيه المصلين الى الحرم الشريف. يمكن الافتراض بأن مواطنين عرب من اسرائيل سيحاولون الوصول، ايضا، وان الشرطة ستحاول بالتأكيد منعهم. محفز المواجهة العنيفة في يوم الجمعة، هو الاكبر منذ دخول اريئيل شارون الى الحرم في 2000، قبل يومين من اندلاع الانتفاضة الثانية. حتى اذا لم تتحقق السيناريوهات الخطيرة ومرت صلاة الجمعة بهذا الشكل او ذاك بسلام، فان موجة العنف غير مستحيلة.

كيفما انتهت هذه الأزمة، فإنها كشفت مشكلة صعبة في شكل اتخاذ القرارات في الجانب الاسرائيلي. لا يجب ان تكون خبيرا في تاريخ الحرم كي تتوقع النتيجة. "كانت هناك الكثير من الاحداث التي رغبت خلالها اسرائيل بفرض سيادتها على الحرم من جانب واحد، وانتهى الأمر دائما بسيادة اقل مما كان قبل ذلك. هكذا حدث مع شارون في 2000، حيث تم بعدها اغلاق الحرم امام الاسرائيليين طوال ثلاث سنوات"، يقول البروفيسور يتسحاق رايتر من الكلية الاكاديمية اشكلون، ومعهد القدس لدراسة السياسات. وهكذا حدث مع جسر المغاربة، ونفق المبكى وغيرها. يبدو ان من اتخذ قرار البوابات الالكترونية لم يعرف هذا التاريخ او لم يفكر بأن له صلة بالقرار، وربما هذا هو الأمر الاكثر مثيرا للقلق في هذه الأزمة.

لا لاحتواء الارهاب الى الأبد

يكتب د. افرايم هرارا، في "يسرائيل يهوم" ان الجنرال دافيد ميمون كان الحاكم العسكري لغزة في سنوات السبعينيات. وعندما تم تعيينه للمنصب قالوا له بأنه لا يوجد حل للإرهاب، وكل ما يمكن عمله هو احتوائه فقط. لكن الجنرال ميمون لم يقتنع، ونجح من خلال تفعيل طريقة مدروسة، بالانتصار على الارهاب. وكتب حول طريقته تلك في كتابه "الارهاب المهزوم". وكانت مبادئ طريقته بسيطة جدا: "خوض حرب شاملة ومخادعة ضد الارهابيين وقواعدهم، وتدعيم الجمهور الهادئ. وكمنت عبقرية الجنرال ميمون في تطبيق الطريقة بدون تسوية. اليوم، مع تيقظ الغليان في اعقاب العملية في الحرم القدسي، من المناسب ليس ان نتذكر تلك المبادئ فقط، وانما تطبيقها دون ان نأخذ في الاعتبار المتشائمين الذين يؤيدون الاحتواء.

بالنسبة للقسم الاول – محاربة الارهابيين وقواعدهم بإصرار – من المؤسف ان نرى بأننا ابعد ما يكون عن ذلك. خلال الموعظة التي القاها فور وقوع العملية في الحرم، وصف رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في اسرائيل، الشيخ رائد صلاح القتلة بأنهم "شهداؤنا من ام الفحم، محمد ومحمد، ومحمد"، وادعى ان اسرائيل مسؤولة عن سفك الدماء، وصلى بأن "يتقبل الله الشهداء ويجمعهم بالأنبياء والصديقين والطاهرين".

ما هو العقاب الذي تلقاه صلاح على دعمه الواضح للإرهاب؟ لا شيء. انه يتجول حرا دون ان يفتح احد فمه او يزعجه. ما الذي حدث لأولئك الذي جاؤوا لسماعه ولأولئك الذين يدعمونه؟ لا شيء. صحيح ان الجناح الشمالي للحركة الاسلامية اخرج عن القانون، لكن نشطائه يواصلون التحريض على كراهية اسرائيل بدون أي ازعاج. ما الذي يحدث للمدارس داخل الخط الأخضر التي تعلم حسب منهاج التعليم الفلسطيني، والتي تدعو كتبها الى الجهاد ومحاربة اليهود وتشطب اسرائيل من الخارطة؟ لا شيء. هناك فشل متواصل في منع دعم الارهاب والتثقيف على الارهاب. ليس مفاجئا ان هذا التثقيف يثمر على شكل مسلمين اسرائيليين يحملون السلاح ويقتلون اليهود والدروز معا.

وماذا بالنسبة لدعم التيارات المعتدلة؟ البدو القلة الذين يريدون التجند في الجيش يبلغون عن الاعتداءات عليهم من قبل المسلمين في اسرائيل، وعن التمييز ضدهم في الحصول على عمل في اماكن سكناهم في البلدات البدوية في النقب التي تحكمها غالبا الحركة الاسلامية. هذا يعني انه ليس فقط لا يتم رعاية المعتدلين الذين يريدون الاندماج بشكل هادئ في حياة الدولة، وانما لا يعاقبون من يميزون ضدهم وينكلون بهم.

هكذا سلكت اسرائيل في اتفاقيات اوسلو، عندما تخلت عن القيادة المحلية المعتدلة وتوجهت الى الارهابيين الفاسدين الذين طردوا الى تونس خلال حرب لبنان الاولى، واعادتهم الى المناطق. تعيين هؤلاء المجرمين على رأس السلطة الفلسطينية اثمر المتوقع: دفيئات ارهاب، فساد، سلطة لا تجري انتخابات، اعدام من يبيع ارض ليهودي، سلطة نقية من اليهود، تثقيف يربي اجيالا على كراهية إسرائيل واليهود، والمستعدين للتضحية بأنفسهم في الجهاد لتصفية اسرائيل.

المسلمون المعتدلون الكثر يرون اعمال حكومة اسرائيل ويفهمون بأن عليهم عدم رفع رؤوسهم ضد المتطرفين الذين يسيطرون بالقوة والمال الايراني والتركي والقطري على المؤسسات التي تمثل المسلمين في البلاد. فهي لن تقف الى جانبهم اثناء الضائقة. من المناسب جدا ان نتبنى طريقة الجنرال ميمون الذي لم يستمع الى التحذيرات الجبانة من المطالبين بالاحتواء، وعرف كيف ينتصر على الارهاب ورعاية المعتدلين.

ليس موضوعا لطرفة

يكتب يوسي شاين، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معروف بهمساته العلنية وببث رسائل متناقضة. وكما فعل في موضوع وزير الخارجية الالماني حيث "رفض" رؤيته حين زار اسرائيل، بينما اراد في الواقع رؤيته، يمكن ان يكون الانتقاد القاسي الذي وجهه في بودابست، امس، الى الاتحاد الاوروبي على مسامع قادة بولندا والتشيك وسلوفاكيا وهنغاريا، ليس موجها اليهم فقط، وانما الى العالم كله.

نتنياهو سياسي ذكي، في البداية فاخر امام قادة اوروبا الشرقية بأنه لا يتحدث وفق الصواب السياسي، لكنه في الوقت نفسه اراد القول بأنه لم يقصد: "هذه طرفة"، قال متحفظا. اذن، ما الذي قصده عندما حذر من انه اذا لم تكن اوروبا على علاقة جيدة مع اسرائيل فانه يمكن لها ان "تخفت وتختفي؟"

نتنياهو يفهم جيدا بأن اوروبا تواجه ازمة: دول شرق القارة الذين استجدوا قبولهم في السوق المشتركة في سنوات التسعينيات، وتم امتحانهم في الاختبار الديموقراطي، بدأت تهرب في العقد الأخير من النموذج الليبرالي وتتنكر لتعدد الثقافات. حكومة هنغاريا بقيادة فيكتور اوربان، وحكومتي بولندا وسلوفاكيا، تمران في السنوات الأخيرة في حالة تراجع عن الديموقراطية: انها، عمليا، تتقبل ادعاءات نتنياهو بأن الاتحاد الاوروبي ينشغل في "ادعاء البراءة" في مواقفه المتعلقة بمسألة الهجرة الإسلامية والأقليات.

في اوروبا الشرقية يؤمنون اليوم بأن الديموقراطية الليبرالية تهددهم ولذلك يعودون الى تجربة نماذج قومية ولا سامية متعفنة – لا بل فاشية – في كراهية الأجانب. لكن مشاعرهم لا تختلف حقا عن تلك التي يسود الشعور بها في اوروبا الغربية، حيث بدأت الكثير من الدول تفهم بأن الليبرالية شدت الخطوط الى ابعد ما تستطيع – الأمر الذي يشرح لماذا تزيد الاحزاب اليمينية من قوتها هناك ايضا.

لقد كان نتنياهو محقا عندما ادعى امام قادة اوروبا الشرقية بأن الاتحاد الاوروبي اصبح اقل صلة في العالم مقابل قوى عظمى صاعدة كالهند والصين. كما انه محق في كون اسيا تتقرب من اسرائيل بسبب الابتكارات التكنولوجية: مجلة "فورباس" التي نشرت مقالة حول صناعة السيبر في العالم، وضعت اسرائيل في المكان الاول ونتنياهو كموجه للرؤية. في تصريحاته يسعى نتنياهو الى طرح نفسه كزعيم دولي وكمبلور، ظاهرا، لنموذج الدولة القومية الحديثة – التي لا تتقبل املاءات اوروبا الغربية بشأن المجتمع متعدد الثقافات والحدود المفتوحة.

وبذلك، فان الرسالة التي سعى نتنياهو لتحويلها الى اقرانه في اوروبا الشرقية واضحة: نحن نعيش في عالم جديد من الديموقراطية غير الليبرالية المتعددة الثقافات، بالضرورة. ولكن، مع ذلك، انه يعرف جيدا انه اذا ابتعدت اسرائيل، معاذ الله، اكثر من اللزوم عن القيم الليبرالية التي قامت عليها، فإنها ستخاطر ليس فقط بالتدمير الذاتي – وانما، ايضا، بالتنكر لها من قبل الاسواق والدول الاوروبية الغربية، التي لا تزال اسرائيل بحاجة اليها. ولذلك، وعلى الرغم من ان نتنياهو قد يكون محقا في تحليل الوضع، الا انه بالغ، كعادته، في الآثار المحتملة. اوروبا لن تختفي، واذا حدث ذلك، فقد نندم على ذلك.

اخر الأخبار