تُرَّهات (محمود حسونة)

تابعنا على:   13:15 2017-07-21

محمود حسونة

1_عسل الشمس...

السماء صافية وصامتة، السماء جميلة، الغيم يرسم أجمل اللوحات، تلال وأشجار وأزهار و أطفال يمرحون.

جاءت الجوارح الفولاذية و مزقت الصور،فأخذت تقطر دما!!!

الجوارح لوثت السماء، إنها ترسل الحديد والنار، صارت السماء مفزعة!!!

لماذا جاءت الجوارح؟؟!! أين ذهب الأطفال؟؟؟!!! هناك دماء كثيرة على سطح السماء!!! لماذا لا تتركوا السماء نقية ووادعة؟؟!!

( لماذا لايدربون المروحيات على جني العسل من أشعة الشمس؟؟؟!!)

2_عبث ...

تفتح النافذة على مصراعيها لتراها بوضوح أكثر، تقف أمام الصورة المعلقة و تحدق فيها، إنه ينظر إليها ويبتسم، تقترب منه أكثر فأكثر، تمد يدها لتتحسس وجهه، ارتبكت ، شعرت بالدوار، وعرق بارد بللها !!! إنها وحيدة مع الصورة والصمت والغثيان والذكريات والدموع والصراخ المكتوم ، كل ذلك كان عبثا !!! أين ذهبت يا ولدي؟؟!!

3_عندما تهتز الجدران ...

تهتز الأشجار تتكسر الأغصان، تتطاير الزهرات، تتأكد بوجود عاصفة، تعرف أن هذا سيء، تنصت لخاطرك، ماذا ستفعل ؟؟!!

تختبئ في ملجئك الآمن، لكنك تركت صغارك في عب العاصفة!!! ماذا ستفعل لو اهتزت جدران ملجئك وتأكدت بوجود زلزال ؟؟؟!!!

4_الضعيفة...

الضعيفة وضعت مولودها في ليلة من أسوأ لياليها!!!

المولود يبكي ويصرخ، احتارت، حاولت أن تسكته، وضعت الملاءة على فمه، هدأ المولود، في الصباح كان المولود جثّة باردة، هي الآن مجنونة ، لقد قتلت وليدها!!! تحوم في الشوارع تنادي، لا أحد يعرف عمن تنادي !!! كانت الخطيئة عظيمة والعذاب عظيم .

5_السحابة الفتاة...

سحابة شفيفة في عين السماء وحولها يمتد فضاء شاسع، تأتي الريح وتجرفها، السحابة مع الريح، من ينقذها؟؟؟!!!

6_تبلد ...

ترى الضحايا وترى الجناة ، الضحايا ضعفاء يفرون ينزفون يستسلمون لا مفر !!! الجناة يستبيحون الضحايا !!! لا رحمة للضعيف!!!!

ما هذا الوباء ؟؟!! تغمض عينيك، تغلق أذنيك، تشمئز، تتلوى، تتقيأ وأخيرا تتبلد !! لقد صار المشهد تافها اعتياديا !!! مات المعنى!!

هل ذلك يليق بالإنسان ؟؟!! من الشيطان؟؟!!

(عندما تحدق بالهاوية فاعلم أنها تحدق بك أيضاً )

7_مفارقة...

انتزعوهم من دفئهم بلا رحمة، صادروا معاطفهم !! وألقوهم في العربات المكشوفة كالأثاث القديم !!! كان البرد شديداً، يكاد أن يلتهمهم !! أمرهم الحراس أن ينفخوا في أيديهم؛ ليشعروا بالدفء!!! كانت أيديهم مقيدة إلى الخلف !!!!

9_غريب...

وضعته أمه ككل الأمهات، لكنه لم يكن مثل كل الأبناء!!!

لا يذكر وجه أمه، لم يشعر بلمسة أمه !!! لماذا تركته على قارعة الطريق؟؟!! ما ذنبه ؟؟!! أين ذهبت أمه ؟؟!! ليته تعلق بثوبها، من يرشده على أمه ؟؟!!! من يأخذ بيده من عالمه القبيح ؟؟؟!!!

9_ناهض...

أنت تجلس تحت سقف بيتك آمنا ورخوا ، وتتحدث عن الحب ، يجتاحك المرض والعطش ،تطلب الماء صارخاً، تطلب الدواء نازفا، لا تمتلك قطرة من ماء أو دواء !!! لا تتخلى عن طلبك، ماهذا العناء الذي ينتزع وداعتك ؟؟!!

أراك تزحف،أنا لا أستطيع أن أزحف مثلك، لكني أستطيع أن أمسك بيدك لتنهض.

(عندما تصارع وحشا إياك أن تصبح وحشا مثله )

10_وعظ...

اعتلى المنصة العالية وأخذ يخطب في حشد من الجوعى الطيبين المنتظرين المحظوظين!!! أنتم فوضويون!!! أنتم كسالى!!! أنتم بلهاء !!! أنتم أشقياء !!! لاتعترضوا على نصيبكم !!! اصبروا !!! الصبر من صفات المؤمنين !!! لماذا لا تطوروا سياراتكم ؟؟!! لماذا لا ترمموا بيوتكم ؟؟!! في منتصف خطبته خذله صوته، لقد بدأ يتجشأ !!!!

11_ زيف ...

في الكتب نقرأ أسماء الملوك العظام ،وتمحى أسماء الجنود !!!هناك منتصر ومهزوم وبينهم حشد غفير من المنكوبين. الضحايا من الفريقين لا أثر لهم ، تقرأ اسم منتصر واحد فقط !!!! تقرأ رقما للضحايا بالمئات أو بالآلاف ،تقرأه كأنه ضحية واحدة !!!!

لا تعجب إنها عدالة التاريخ المزيف !!!!هذا تاريخ الأقوياء،قالوا :(التاريخ يكتبه الأقوياء المنتصرون)

12_كومة واحدة...

هناك تحالف وثيق وعميق بين المرض والقاذورات، لكن ما رأيك بالحراس الذين يحرسون القاذورات و المرض ولا يحرسون الضحايا ؟؟؟!!! وما رأيك في الضحايا الذين يحرسون الحراس؟؟!!!!! تتراكم الضحايا فتصبح كومة غير واضحة المعالم؛ تغيب التفاصيل الدقيقة للضحايا فيظهرون كأنهم ضحية واحدة فقط !!!!

تزدحم الصرخات، فتصير كأنها صرخة وحيدة !!!

هل ممكن للحراس أن يفكروا ؟؟؟ هل ممكن للضحايا أن يصرخوا ؟؟!! للضحايا أن يخرسوا !!! وللحراس أن يتبلدوا !!!

فكلاهما يفتقر للشجاعة !!!!

13_أحجية؟؟!!

يقول الكبار: هذا هو الطريق الصحيح .

يقول الكبار الآخرون: ليس هذا وإنما ذاك!!!

الصغارهائمون يولولون تائهون عند المفترق بين هذا وذاك ،ولا أحد يسمعهم !!!! أين الصواب ؟؟!!!

الكبار يدفعون الصغار للضياع في طريق الصواب والخطأ معا !!!

 

اخر الأخبار