محللون لـ (أمد): البوابات الإلكترونية في الاقصى فرضُ للسيادة الإسرائيلية وحسم لملف القدس في أي مفاوضات قادمة

تابعنا على:   15:55 2017-07-21

أمد/خاص- ترنيم خاطر: قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (السياسي الأمني)، ليل الخميس /الجمعة، عدم إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصى، الأمر الذي ينذر بتصعيد خطير في القدس المحتلة، وفي الحرم المقدسي بوجه خاص، في ظل الإجماع الفلسطيني على رفض الدخول للأقصى عبر البوابات الإلكترونية.

وجاء هذا الرفض نتيجة اجراءات التفتيش التي وضعتها على المصلين والموظفين الفلسطينيين قبل التوجه للمسجد الأقصى، ومن ضمنها التفتيش الشخصي بعد  المرور من البوابات الالكترونية، معتبريها تغييراً للواقع القائم منذ العام سبعة وستون، وخشية من تكريس الأمر الواقع الجديد الذي تحاول إسرائيل فرضه.

تقول الكاتبة والمحللة السياسية ريهام عودة لـ "أمد": "أن البوابات الإلكترونية تعمل على تقييد حركة المصلين الذين يتوافدون بالآلاف إلى المسجد الأقصى، فليس من المنطق أن تمر تلك الجموع من خلال هذه البوابات، وسيشكل هذا عبء إضافي عليهم، ودفعهم إلى الذهاب بشكل مبكر عن موعد الصلاة حتى يتنسى لهم الصلاة".

وأوضحت أن هذه البوابات نوع من الاذلال والانتهاك لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية في الحركة والعبادة، واخضاعاً للمسلمين، وتفريغاً للمسجد الأقصى، ودفعهم للوقوف لساعات طويلة  وفي ظروف قاسية في طابور ضمن مسارات حديدية، ومن خلالها يريد الاحتلال أيضاً التحكم بمن يدخل إلى المسجد الأقصى، وبالعدد الذي يدخل ".

وأشارت إلى أن وضع هذه البوابات غير قانوني، وهي بمثابة محاولة إسرائيلية للسيطرة على المسجد الأقصى، وتغيير الوضع القائم، مشيرة إلى أن إدارة الأوقاف الإسلامية هي المسئولة عن كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، بما في ذلك الحق في تحديد من يدخل ومن لا يدخل، وبأي طريقة يدخلون.

وحول خطورة تلك البوابات الالكترونية أكدت عودة  أنها ستعمل على ازدياد العنف في القدس، وقد تتخذ إسرائيل ذلك مبرراً من أجل السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى تحت ذريعة الحفاظ على  الأمن".

ونوهت إلى أن تلك البوابات غير قانونية لأن إدارة الأوقاف الإسلامية لم توافق عليها، كما يجب أن يكون أيضا هناك موافقة رسمية من الأردن على تلك البوابات، وفي حال استمر رفض إدارة الأوقاف الإسلامية تعتبر خطة إسرائيلية فردية من طرف واحد، ومحاولة للإخلال بأحد الشروط المتفق عليها دولياً وعربياً من أجل المحافظة على الوضع القائم المتفق عليه قبل عام 1967م.

واتفق  الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ناجي شراب مع سابقته أن تركيب تلك البوابات يعني السماح بالدخول والخروج لمن تشاء قوات الاحتلال، والتحكم بالعدد، والقبول بها يعني الخنوع والرضى بما يفرض علينا، فالموضوع ليس “التفتيش” بحدّ ذاته لأسبابه الأمنية المزعومة، وإنما هو أحد تجليّات فرض السيطرة والسيادة الإسرائيلية على المسجد  الاقصى".

وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال  وضع هذه البوابات الإلكترونية إلى حسم ملف القدس نهائياً، واخراجها من أي مفاوضات قادمة، منوهاً إلى أن هذه البوابات تأكيد على سيادة إسرائيل على القدس، والقبول بها قبول بهذه السيادة".

وأوضح شراب أن هذه البوابات ستكون بمثابة الشرارة لمزيد من المواجهات في المستقبل، كما أنها ستشكل عامل استفزاز دائم للفلسطينيين، بوجودها والاحتكاك الدائم على مدار الخمس صلوات، مؤكداً على ضرورة التخلص من تلك البوابات التي تم وضعها".

وأكد أن بقائها يشجع على مزيداً من التطرف والتشدد، ويجهض الجهود الأمريكية في هذا الشأن، وتشكل تهديداً لمصالحها،  وهذا يتطلب ضرورة استمرار الضغط في هذا الاتجاه لإزالتها.

وتابع شراب : "البوابات هي جس نبض للواقع الفلسطيني لقياس ردود أفعالهم، ليبني عليها أي إجراءات قادمة، مؤكداً على أن إسرائيل ستزيل البوابات لكنها تنتظر ثمناً سياسياً من الولايات المتحدة الأمريكية، متخوفاً من أن يتم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأن يكون مفتاح القدس في البيت الأبيض".

بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي  الدكتور علاء أبو عامر لـ"أمد": أن المسألة غير متعلقة بالبوابات من حيث أنها بوابات أو كاميرات مراقبة، بل أن الأمر له علاقة فيمن سيركب هذه البوابات ومن سيقوم عليها، منوهاً لو كانت السلطة الوطنية الفلسطينية أو الحكومة الأردنية صاحبة الوصاية على الحرم القدسي لكان الأمر طبيعياً ومقبولاً".

وأكد على أن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بوضع تلك البوابات يعتبر أمراً مرفوضاً، لأنها تتعامل مع المسجد الأقصى وكأنه جزء خاضع لسيادتها، وليس منطقة محتلة، فهي لازالت تسميه جبل الهيكل، وتعتبره مكاناً مقدساً لليهود".

وأضاف أبو عامر أن هذه البوابات تشكل نوع من الإذلال والانتقاص لكرامة المصلين والزائرين للمسجد الأقصى، مؤكداً على أنه مكان للعبادة وليس ثكنة عسكرية، وأي عمل مقاوم ينطلق من المسجد وحول المسجد السبب الرئيس له هو وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي".

ونوه إلى أن وجود البوابات والكاميرات تعزيز لهذا التواجد، وهذا يعني زيادة التوتر وبالتالي المزيد من التدهور في محيط المسجد الأقصى، لأنه كلما اشتدت قبضة الاحتلال على المسجد والبلدة القديمة، كلما تصاعدت حدة المقاومة والتصدي لإجراءاته".

يذكر أن قوات الاحتلال أغلقت الحرم القدسي الشريف - بما فيه المسجد الأقصى - والبلدة القديمة في القدس المحتلة ليومين متتالين، عقب العملية التي نفذها صباح الجمعة الماضية ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر عند باب الأسباط، وأسفرت عن استشهادهم جميعاً، ومقتل شرطييْن إسرائيليين.

 

اخر الأخبار