شهيد يبكي شهيد

تابعنا على:   03:27 2017-07-23

أمد/رام الله-خاص: حمله بين يديه باكياً، لم يسفعه الوقت لكي يحمله كتفاً في زفاف قادم، لكنه رفعه شهيداً على بياض كفنه المستمطر بدمع هادر، ولتفتح السماء عينيها عليه في اليوم التالي، فيكون يوسف كاشور الشهيد الباكي على الشهيد محمد لافي، وداعٌ ماطال ليودع الدمع وتطير الروح لروح جرحها الحضور بغياب قاسٍ، في عرس الأقصى المقدس، لكي تتعلم الدمعات فن النزول من العيون الى جنان الخلد.

الشهيد محمد لافي الذي ارتقى في جمعة الغضب، لم ينتظر كثيراً صديقه يوسف كاشور فلحق به السبت، وعلى بعد ساعات من السماء بينهما، زغردت أبو أديس بوداع يهرول في حاراتها، ويهدأ على نعشين، ليس لهما جناحين من غمام، بل لهما عرشين من الوفاء، فالقدس عروس تترصع بسحبٍ تكنس الطرقات بالدم، لحرية تشيد الحدائق على ضفاف الأمل.

يوسف ومحمد صعدت روحهما، ولكنهما يخطان مع الشهداء السابقين، كلاماً يحكي عن الدولة الوطن والمدينة التي لا تغلق أبوابها، لأن بابها الأوسع يطل على السماء.

اخر الأخبار