كاشفا تفاصيل التفاهم مع حماس .. دحلان: محطة كهرباء بمائة مليون دولار ومعبر رفح سيفتح قريبا .. ولست طامحاً في منصب الرئيس

تابعنا على:   19:27 2017-07-23

أمد/ دبي: بعد توصل القيادي والنائب الفتحاوى محمد دحلان، لاتفاق واضح مع "حماس"، لحل أزمة قطاع غزة، أكد خلال مقابلته مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن هذا الاتفاق أن سيؤدي إلى فتح سريع للحدود مع الأراضي المحاصرة – غزة-  مع مصر والتخفيف من كثير من الأعباء وعلى رأسها انقطاع التيار الكهربائي.

وكشف دحلان خلال المقابلة الهاتفية التي أجراها مع الوكالة الأمريكية من مكتبه بدولة الإمارات ، أنه يتوقع فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة، بصورة أفضل بحلول شهر أغسطس، وأنه يجري الآن العمل على تأمين نحو 100 مليون دولار لتمويل محطة الكهرباء، لحل أزمة القطاع.

وأشار دحلان، إلى التقارب الواضح مع رئيس حركة حماس المنتخب حديثًا، يحي السنوار، وهو ما ساعد في تشكيل تحالف لم تشهده الحركتين المنقسمتين منذ 2007، وأضاف دحلان أنه هو والسنوار شبا في شوارع مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة قبل أن ينضموا إلى حركة حماس وحركة فتح.

وأضاف دحلان، خلال محادثته التي استمرت نحو الساعة، أن كلًا منه هو والسنوار أدركا ان الوقت حان لإيجاد وسيلة للخروج بهذا الوطن من هذه الكبوة، موضحًا أن الجانبين – فتح وحماس- تعلما دروسًا من خلال تنافسهما المدمر على مدى سنين مضت.

وأوضح دحلان، ان صفقة التفاهم التي تدعمها مصر والإمارات لا تزال في الطور الاول من التنفيذ، مشيرًا إلى عدم وجود ضمانات للنجاح إلا أن جميع المعنيون بهذه الصفقة مستفيدون، فالصفقة تمكن مصر من احتواء حماس، والمسلحين على عتبة بابها، من خلال ترتيبات أمنية جديدة، كما يمكن لحركة حماس أن تطيل حكمها من خلال رفع الأعباء عن المواطنين بغزة والحصار الحدودي على القطاع ، وإعادة إحياء اقتصاد القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن 11 عام.

من جهة أخرى رفض دحلان المخاوف المزعومة من أن تعامله مع "حماس" سيحول غزة تدريجيًا إلى كيان منفصل عن الدولة الفلسطينية مؤكدًا انه لا مساع لفصل غزة عن فلسطين، ولكن الهدف هو النهوض بالشعب المحاصر بما يساعد على نهوض الدولة الفلسطينية من جديد.

وقال دحلان: "إننا وطنيون ولسنا انفصاليون"، مضيفًا انه سيبذل كل ما في وسعه لمنع المزيد من الانشقاق عن الأراضي الفلسطينية.

وأكد أن التبادل التجاري في المنطقة العربية خاصة بين مصر والإمارات وقطاع غزة، يُدرعلى البلدان العربية عائدات بالملايين يجنيها الاحتلال الإسرائيلي كل عام.

أما عن عباس، فأكد دحلان أنه غير طامح في استبدال عباس بأحد غيره، موضحًا "ليس لدي أي طموحات لمنصب الرئاسة ، "ربما كان هذا هو الحال عندما كنت أصغر سنًا، ولكن الآن أرى الوضع. ... سبعون في المئة من الأرض في أيدي الإسرائيليين، وليس لديهم نية لإعطائنا دولة ".

وقال دحلان إن صفقة التفاهم تهدف إلى إحياء المؤسسات السياسية الفلسطينية التي أصيبت بالشلل منذ انقسام عام 2007 بين حماس وفتح، وسيشمل ذلك محاولة جديدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإحياء البرلمان المهمش منذ فترة.

وأوضح دحلان أن عباس لازال موضع ترحيب لقيادة هذه الجهود الرامية للنهوض بالدولة الفلسطينية وقطاع غزة، لكن "لن ننتظره إلى الأبد".

وكانت الجهود السابقة لرئيس السلطة الفلسطينية  قد فشلت في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع "حماس" على مر السنين، حيث رفض الجانبان في نهاية المطاف التخلي عن السلطة في أراضي كل منهما، وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذ عباس نهجًا مختلفًا، مما زاد من الضغط المالي على غزة لإرغام حماس على التخلي عن الأراضي هناك.

وكان عزام الأحمد، أحد أذرع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والذي تفاوض مع "حماس في الماضي" أشار إلى أن تفاهمات دحلان – حماس لن تأتي بأي ثمار.

وزعم الأحمد، إن السلطة الفلسطينية في غزة تدعم غزة بقيمة 1.2 مليار دولار سنويًا تغطي أجور الموالين السابقين ومدفوعات الرعاية الاجتماعية والكهرباء، وأشار إلى أن دحلان وحماس لن يكونا قادرين على تغطية هذه المبالغ.

وبرغم هذه المزاعم والادعاءات والمحاولات المتعددة لإجهاض الاتفاق؛ قدم دحلان رؤية متفائلة لغزة، وهي قطعة أرض مزدحمة على البحر الأبيض المتوسط مع مليوني شخص، وقال أنه جمع أموالاً لتجديد بوابة غزة إلى العالم ومعبر رفح مع مصر وتلقى ضمانات مصرية بأن المعبر سيفتح بنهاية أغسطس المقبل.

وقال "إن كل من يحتاج للسفر سيكون قادرًا على السفر".

وقال دحلان إن دولة الإمارات وعدت بمبلغ 100 مليون دولار لمحطة توليد الكهرباء التي ستبنى على الجانب المصري من الحدود؛ وبمجرد اختيار المكان المحدد، سيستغرق البناء 18 شهرًا ليس أكثر.

يأتي ذلك بعد ان عانى قطاع غزة على مدار السنوات الماضية من انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحصار وتعنت السلطة الفلسطينية، حيث وصل عدد ساعات انقطاع التيار الكهربي إلى نحو 20 ساعة في اليوم. وأرسلت مصر الوقود إلى محطة توليد الكهرباء القائمة في غزة في الأسابيع الأخيرة، كجزء من التفاهمات.

وأشار دحلان خلال المقابلة الهاتفية إلى عدم دخوله إلى غزة عقب استيلاء حماس عليها في العام 2007، مؤكدًا أن التفاهمات مع حماس راعت وجود ما يقرب من 400 شخص قتلوا في المواجهات الدامية بين حماس وفتح- من الجانبين - لم تعالج.

وأشار إلى أنه من المقرر أن تبدأ عمليات صرف الأموال – الدية- للأسر التي فقدت ذويها خلال هذه المواجهات من صندوق تعويضات بقيمة ملايين الدولارات قريبًا، في محاولة لجلب الهدوء الذي يتماشى مع التقاليد العربية السائدة بالمجتمع الغزي.

اخر الأخبار