الاعتراف بالكيان الصهيوني أو التطبيع معه خطأ سياسي تاريخي

تابعنا على:   03:00 2017-07-27

محمد جبر الريفي

من الأخطاء السياسية التاريخية التي لحقت بالقضية الفلسطينية هو في الأقدام على الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني العدواني الغاصب الذي أقيم على أنقاض شعبنا الفلسطيني تحت دعاوي الواقعية السياسية وكان يجب على النظام العربي الرسمي أن يستمر بالالتزام بقرارات مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في الخرطوم عشية حرب حزيران يونية 67 والذي عرف بمؤتمر أللاءات الثلاثة لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف بالكيان الصهيوني وبالخروج عن هذه القرارات بحجة الظروف العربية والدولية التي لا تسمح بتحرير فلسطين وايضا بذريعة الخلل في موازين القوى الذي يشير لصالح الكيان بسبب دعم الولايات المتحدة له عسكريا تم عقد اتفاقيات السلام أولا مع مصر الشقيقة الكبرى بعد حرب أكتوبر 73 التي عرفت باتفاقية كامب ديفيد التي اخرجت مصر الدولة العربية الاقوي والاكبربتعدادها البشري من دائرة الصراع العربي الصهيوني ثم بعدها اتفاقية وادي عربة مع الأردن الذي ينظر إليه الكيان الصهيوني دائما بأنه الوطن البديل للشعب الفلسطيني وثالث اتفاقيات السلام اتفاقية اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية برعاية امريكية ولكن لم تلتزم بتطبيق بنودها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فتم بعدها إعادة احتلال الضفة الغربية في عهد رئاسة شارون وازدادت في عهد رئاسة نتنياهو الحالية تكثيف حملات الاستيطان لتغيير الواقع الديموغرافي بهدف إعاقة قيام دولة فلسطينية مستقلة والإبقاء على السلطة الوطنية الفلسطينية تمارس وظيفتها المحدودة في المسائل المدنية كسلطة حكم ذاتي محدود رافضة كل هذه الحكومات المتعاقبة كل مبادرات السلام بما فيها المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 وبذلك كان مردود تلك الاتفاقيات السياسية العربية التي ابرمت مع الكيان الصهيوني تسجل لصالحه بشكل مكاسب سياسية استراتيجية على طريق المشروع الصهيوني كان لا يحلم بها في زمن المد القومي فيتغول ويعربد على أثر هذه المكاسب السياسية في المنطقة ويشن الحروب العدوانية تباعا وتجتاح قواته الجنوب اللبناني في يونيو عام 82 حتى تصل بيروت وهي أول عاصمة عربية يحاصرها الجيش الإسرائيلي قرابة ثلاثة أشهر وينتهي الحصار بإخراج مقاتلي الثورة الفلسطينية وتوزعها على بعض البلدان العربية ويحدث كل ذلك في ظل الصمت العربي ثم تتكرر حروبه العدوانية على قطاع غزة ويزداد عقب كل عدوان يشنه تعنتا وصلفا وغطرسة وأستهانة بقدرات الأمة أنظمة وشعوبا وهكذا يزداد أكثر في هذه المرحلة توحشا وفاشية وعنصرية ويتحول مجتمعه كله إلى مجتمع يميني متطرف معاد للسلام وبازدياد عدد الدول العربية التي بدأت بعملية تطبيع مذلة معه ودون أن تصدر منه أي خطوة في طريق تحقيق السلام يصعد هذا الكيان من سياسته العنصرية باجراءات تهويدية تطول الآن المسجد الأقصى وما كان يحدث ذلك التصعيد في حملات الاستيطان والتهويد الا بسبب ذلك الاعتراف السياسي وهذا التطبيع الجاري الآن مع بعض الأنظمةالعربية خاصةالخليجية بهذا الكيان الذي يري في هذة السياسات العربية المذلة الداعية للسلام ضعفا وخنوعا مما يجعله يستمر بدون هواده في تحقيق مخططاته العنصرية والتهويدية ويمعن في ممارسة سياسة اذلال لكرامة الأمة .

اخر الأخبار