مصادر: وثيقة القسام كشفت "أزمة حماس الداخلية" بعد "التفاهمات".. ورسالة من السنوار الى الإقليم

تابعنا على:   12:02 2017-08-12

أمد/ غزة - خاص: في إطار المتابعة لردود المحللين السياسيين علي مواقع التواصل الاجتماعي وتحليل دقيق لتبعات نشر وثيقة القسام حول الوضع في قطاع غزة، وما يجب على حماس القيام به، رأي البعض ان هناك علاقة متميزة بين كل من  قناه المياديين ووكالة الاناضول و كتائب القسام الأمر الذي ادى لإختيار الوكالة التركية لنشر تلك الوثيقة.

بعد تسريب خبر مبادرة القسام لوكالة الاناضول ونشره جاءت تعليمات من مفوض الاعلام في حركة حماس لرئيس قناه الاقصي بالعمل علي فتح موجة مفتوحة لتناول المبادرة في ابعادها السياسية، ومن ثم استضافة كل الذين يعملوا من حركة حماس في مراكز الدراسات التي تخص الحركة، اضافة الي عدد من الكتاب والمحللين وأغلبهم من الذين يدعمون تفاهمات السنوار مصر دحلان، وجميعهم لم ينفوا الوثيقة بل أكدوها بطريقة غير مباشرة ,

  بعض من المحللين المحسوبين علي حماس، والمقربين من السنوار بشكل خاص، أكدوا  بأن هذه المبادرة صحيحة، وانها طرحت من قبل القسام منذ ثلاث شهور، وتم تسريبها بعلم وبترتيب مسبق مع السنوار .

مصادر أكدت، ان هذه الخطوة جاءت بتنسيق مع القيادي الفتحاوي  محمد دحلان، وانه راضي كل الرضي عن هذه الخطوة وعبر عن ذلك احد القيادات المقربة من دحلان غسان جادالله عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي، وهذه كانت اشارة قوية وملفتة.

كما رأي بعض المقربين من حماس،  ان نشر الوثيقة يؤكد ان ثمة ازمة بين القيادة السياسية في حركة حماس، والتي بات جزء منهم  مستاء جدا من هيمنة يحيي السنوار علي قرار الحركة المدعوم من القسام ومن محمود الزهار، خاصة بعد عقد تفاهمات مع مصر ودحلان بمعزل عن محور مهم في المكتب السياسي. ويري هذا المحور ان السنوار ذهب في مغامرة غير محسوبة، وجعل الحركة تخسر اهم محاورها الاقليمية قطر وتركيا، وان التضحية في العلاقة مع قطر وتركيا مقابل تفاهمات مع مصر ودحلان لم تحقق الحد الادني في مطالب حماس. اضافة الي عدم تراجع السنوار عنها وعدم الذهاب نحو محمود عباس، تحت اي ظرف من الظروف، ما يشكل تعارضا مع رأي المحور الاخر في المكتب السباسي، الذي خاطبه أمين سر مركزية فتح - المؤتمر السابع جبريل الرجوب، واسماه بـ"التيار الوطني" في حماس.

البعض رأي، ان تسريب المبادرة له ابعاد سياسية اخري تخص الوضع الداخلي في الحركة، وتوصيل رسالة الى مصر بأن السنوار متمسك في تفاهماته معها واستيائه من حالة البطئ الشديد بتنفيذ التفهامات التي تمت، وان ثمة بدائل مطروحة لدي السنوار لن تمس العلاقة مع مصر، وان البدائل ستخلق ازمة اقليمية وستزعج مصر دون المساس في العلاقة معها

هناك من يري ان الوثيقة تهدف الي توصيل رسالة داخلية للمحور الاخر في قيادة حماس، ان السنوار لن يسمح لاحد ان يفشل خطواته،  ولن يسمح لاحد ان يعبث في التفاهمات التي وقعها، وانه سيقطع اليد التي ستمتد للتخريب علي تفاهمات متسلحاً بكتائب القسام وانه ماضي ولديه بدائل.

تمسك السنوار بتفاهماته مع مصر ودحلان بهذا الشكل الملفت، وفقا للمحللين، يدلل علي أمرين ان الرجل يتحدث عن عمق اخلاقه وبعده الوطني، وانه اصبح جزء من المعادلة الاقليمية .

آخرون يرون ان نشر الوثيقة والتفاعل معها ايجابي لجس النبض ومراقبة ردود الافعال علي صعيد الفصائل والنخب والعامة من الناس، وهذا سيساعد حماس علي تكوين موقف ينسجم مع المزاج العام. 

تسريب "الوثيقة القسامية" كشف ان هناك ازمة داخلية في حركة حماس علي مستوي المكتب السياسي العام، ويبدو أن تسريب الوثيقة جاء بخطة محكمة ومدروسة  من يحيي  السنوار.

اخر الأخبار