غزة الى اين

تابعنا على:   15:13 2017-08-23

عبد الحميد عبد العاطي

اجتماع دحلان وحماس بمصر وضع عدة افكار على الطاولة كمسودة يمكن ان تتحقق بالمستقبل اذا كانت مصر معنية.

وما يحدث الان من بلبلة في الشارع الغزي، جراء التفاؤل المفرط الذي اذاعه بعض الكتاب والساسة، والتصريح الاخير للواء مصري  (مصر تتعامل مع السلطة وفتح المعبر بالمشمش).

بائع البطيخ هو نفسه بائع الوهم، فلا يعلم المشترى والبائع ان كانت البطيخة ناضجة او قرعة، ورغم ذلك ينادي.. والناس تشتري.

ومن بعيد صوت بائع الخردة، #نحاس، #ألمنيوم للبيع، ويبدو لي اننا اصبحنا نميل لمن يدفع اكثر، فالغاية تبرر الوسيلة، وحقيقة ما باليد حيلة.

وبرغم ما سلف لا تزال غزة تكابر وتكابد، لان من اقنعها بالموت لم يمت، ومن يصور الخراب بالانجاز ويدعو بالصبر والصمود وأولاده بالخارج ولديه من الرفاهية والامتيازات ما يجعله حامدا للانقسام ناقما للوحدة قاتلا للاحلام.

فئة مستفيدة وشعب يلاطم الفقر والبطالة والجوع، شعب غلب على امره من خطباء الجوامع، فلا دعوة للنفير على الظلم، وكيف يدعو والظالم يتقدم الصفوف..!.

فلا يزال مشهد الاقتتال الداخلي يجول ويصول بالاذهان والناس خائفة من النزول للشارع، فان خرجت هنا او هناك مصيرك الاعتقال.

كبت الشباب وتحجيم طاقته لحماية الانظمة والحركات خوفا من ازعاج المحتل او الاصدقاء، سينقلب مع الزمن ليتحول لحالة من التشدد، وتفجير شاب نفسه بضابط امن في مدينة رفح نذير لمرحلة قد تكون اسوأ من الانقسام.

غزة مدينة النحيب والبكاء، صوتها المبحوح، رائحة التعب، بحرها الاسود، شعبها المنتصر دوما نعم (المنتصر) لا يمكن ان يموت، لان الموت يسكنها وتسكنه.

حتى ما تنفذه السلطة من عقوبات لاستعادة الجزيرة المسكونة بالاشباح لن يجدى نفعا، ولا منفذ لنا الا سفينة نوح

اخر الأخبار