بالفيديو - عصفور: لا تسوية للقضية الفلسطينية قبل الانتهاء من الملف السوري.. والوضع الفلسطيني هو الأسوأ منذ سنوات

تابعنا على:   02:15 2017-08-24

أمد/ القاهرة: أكد السياسي والوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور، على أن المشهد الفلسطيني الراهن يبعث على الأسى، وأن زيارة جاريد كوشنر مبعوث الرئيس الأمريكي للمنطقة هو وفريقه، أثبتت أن الولايات المتحدة أضحت عاجزة عن تقديم أي حلول، وأنها فقط تريد أو تحاول اثبات أنها حاضرة  في المنطقة من خلال حركة سياسية توازي الدور الروسي في سوريا وفي بعض المناطق الأخرى.

ورأى عصفور، أن روسيا هي المرشحة لتولي دور الولايات المتحدة في إدارة الصراع خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أن كل ما يجري يؤكد على أن الولايات المتحدة لم يعد لها حضور حقيقي.

وأضاف خلال لقاء له على قناة "الغد" مساء الاربعاء: " أميركا لم يعد لها الآن أي حضور حقيقي بالمعنى العام في المنطقة، رغم كل ما يقال عن دورها ومكانتها وتحالفاتها في المنطقة، وأن غالبية الأنظمة ترتبط بها ارتباط وثيق، لكن الفعل الحقيقي الآن لروسيا، وبالتحديد في الملف السوري وبعد النجاح الذي يمكن أن يعتبر أنه نجاح تاريخي للدبلوماسية الروسية، مقابل هزيمة تاريخية للدبلوماسية الأمريكية في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتحديد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي".

وتابع:" الجولة الأخيرة للوفد الأمريكي، هم الذين تحدثوا عنها ولنأخذ الموضوع بطريقة أخرى، فكيف يمكن لمثل هذه الرحلة أن تبدأ بدول عربية تبحث ملف الصراع، ثم تأتي إلى طرفي الصراع..؟!!"

وأضاف السياسي الفلسطيني:" وكأن الموضوع هي رحلة بحث عن آفاق من جديد، فبعد 24 سنة من توقيع اتفاق أوسلو تأتي الإدارة الأمريكية لتبحث عن أسس لحل عملية السلام، وهذه بحد ذاتها تعتبر أكبر مهزلة سياسية في التاريخ السياسي المعاصر، وأكبر مهزلة للطرف الفلسطيني الذي لا يزال يبحث عن أسس للحل مع الولايات المتحدة الأمريكية".

وأوضح عصفور: " الأكثر دهاء والمصيبة الأكبر عندما يجري الحديث عن الملف الاقتصادي، والحقيقة ان الطرف الفلسطيني، اي فريق محمود عباس، هو الذي طرح هذا الملف في زيارته الأخيرة، عندما كان صائب عريقات وماجد فرج ومحمد مصطفى، هناك تقدموا لهم بعدد من المشاريع الاقتصادية، وهي خاصة بالضفة الغربية (بالمناسبة)، ولا يوجد أي موضوع اقتصادي له علاقة بقطاع غزة، وأي إدارة التي ستحترم فصيل سياسي وهو يرسخ لسياسة الفصل..!! وكيف يمكن أن تحل معه حلا سياسيا".

واستطرد: "وبالتالي الإدارة الأمريكية تعرف تماما، أن محمود عباس غير قادر على الحل، وتعرف تماما أن نتنياهو من حيث المبدأ لا يريد حل، وتعرف تماما ان قطاع غزة خارج معادلة الحل، وبالتالي فإن الحل الآن هو إعادة صياغة المنطقة ضمن ما بعد سوريا، فلا تستطيع أن تتحدث عن حل سياسي للقضية الفلسطينية إلا ما بعد الانهاء العملي بشكل كامل للملف السوري، ثم تعود روسيا لتصبح فاعل، وأنا برأيي قد تكون هي الرافعة القادمة للحل المنتظر للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي".

وحول إذا ما كانت هذه الزيارة للفريق الأمريكي، محاولة لوضع القضية في إطار إقليمي، أو أننا بصدد رؤية أمريكية جديدة للحل أجاب: "  نعم هو يتجه نحو الأقلمة، وليس نحو رؤية أمريكية، كما قلت هناك عامل دخل على الوضع الاقليمي وهو روسيا، ومن يلاحظ التصريحات الروسية بالفترة الأخيرة تتحدث ببعد جديد وبلغة جديدة لم تكن مستخدمة بالسابق، وأعتقد أنها للمرة الأولى ومنذ سنوات طويلة تتحدث روسيا عن أمن إسرائيل 100% ضمان، وهي بذلك توجيه رسالة للطرف الاسرائيلي بأنها قادرة على فعل مالم تفعله الإدارة الأمريكية إذا ما ذهبت إسرائيل إلى روسيا".

وأضاف: "اعتقد حتى الزيارة الأخيرة لنتنياهو لا تخص فقط الملف الايراني والوجود الايراني بسوريا كما يشاع، لكن هي أكثر من ذلك، هناك الآن بحث إقليمي حقيقي في الموضوع،  مسألة الوصول إلى تسوية، و أنه اصبح من الصعب جدا الوصول إلى تسوية سياسية الآن في ظل الوضع القائم، سواء بمسألة الانقسام، او مسألة تهالك السلطة تماما، والتي هي عمليا ليست سلطة وانما شكل ما للإدارة، أو بقايا سلطة، كما أن وضع حماس السياسي غير قادر على أن تستمر بهذه الطريقة، وبالتالي  هناك تفكير جديد في الوصاية السياسية العربية بشكل أو آخر في بعض قضايا الحل، سواء ما يتعلق بالأمن أو ما يتعلق ببعض القضايا الحساسة في هذا الموضوع بما يضمن الحضور الفلسطيني، ولكن اعتقد شخصيا ان الوضع الفلسطيني قدم للإسرائيليين خدمة العمر بغياب التمثيل الفلسطيني الواحد الموحد، وبغياب الحضور الفلسطيني القوي، فمشهد فلسطين هو الأضعف منذ ما بعد 1967".

وأكمل: "ونحن الآن نعيش في أسوأ حالات المشهد الفلسطيني وهذا ما يشجع الأمريكان والاسرائيليين واعتقد الروس بشكل أو آخر وبعض العرب، على إعادة صياغة جديدة تخص الوضع بما يشكل شكل من أشكال الارتباط بين الفلسطيني والاقليمي، وما يخدم بعض مفاهيم مؤتمر مدريد 1991 التي اسس عليها مؤتمر متعدد الأطراف في حينه، والآن نحن عدنا لما هو أسوأ مما قبل هذا المؤتمر". و"نحن الآن في شكل من أشكال التوهان السياسي الذي يتيح للآخرين شئنا أم أبينا رسم خريطة، لذلك هو بدأ وربما هذه هي الرسالة التي لم يستطع مجموعة محمود عباس فهمها، فلم بدأ كوشنر وجماعته بالعرب قبل أن يذهبوا إليه".

وتابع: " كان منطقيا أن يذهب إلى أصحاب المشكلة، ثم يأتي للآخرين ليتحدثوا في الموضوع وليس العكس، لكنه بدأ من حيث يرى أنهم الآن هم العنصر الأهم بفرض المعادلة السياسية".

ويؤكد عصفور، على أن روسيا ستؤثر على المعادلة من خلال الوجود في سوريا، ومن خلال معادلة سوريا بما فيه الوجود الإيراني وحزب الله، سيستخدم كجزء من معادلة الأمن الاقليمي وهذا ما يستخدم كجزء من معادلة الأمن الاقليمي ، لافتا إلى أنها قضية قد لايراها البعض لكنها ستكون هامة جدا في فرض تسوية على اسرائيل، وبالتالي اسرائيل ستحتاج روسيا وليس أميركا في موضوع الأمن الاقليمي، وهو الشيء المستجد.

وحول الرؤية الاقتصادية، أجاب عصفور:" أمريكا لم تقدم حتى الآن أي رؤية اقتصادية بالمناسبة، لكن الذي طلب هذا الموضوع هو الطرف الفلسطيني من جماعة محمود عباس وأمريكا لم تقدم لهم أي مشروع اقتصادي خاص، فمن تقدم بهذه المشاريع محمد مصطفى، مستشار عباس الاقتصادي، وكلها مشروعات تخص الضفة، وما من مشروع فيها يخص الفلسطيني العادي، ولا حتى الفلسطينيين في غزة".

وتابع:" أميركا لم تقدم اي مشروع اقتصادي لمحمود عباس، ولم تفكر حتى في أن تقدم له رشوة اقتصادية فلأي سبب تعطيه الرشوة ؟ لأنه لا يستحق حتى الرشوة".

ويلفت عصفور إلى أن الانقسام الفلسطيني، والوضع الهزيل جدا في الضفة الغربية، وأن السلطة لا تجد أي مخرج حتى عندما تبحث تنسيقا أمنيا، مشيرا إلى أن معركة القدس أثبتت أن سلطة عباس أضعف طرف في المعادلة السياسية، فأهل القدس انتصروا لذاتهم ثم تبنت السلطة هذا الانتصار.

ويكمل:" ولا اعتقد أن السلطة الأمريكية بهذا الجهل من المتابعة حتى تقوم برشوة شخص غير قادر على فرض أي معادلة، فأنت ترشي من يستحق الرشوة، لكن حتى هو لا يستحق هذه الرشوة".

اخر الأخبار