"غوغل" واليمين المتطرف

تابعنا على:   12:50 2017-09-10

وليد الرجيب

يبدو أن نتيجة موجة توسع وانتشار أفكار التطرف اليميني، وتغوّل وتوحش الرأسمالية التي تستخدم جميع شركاتها وأدواتها لخدمة هذه الاتجاهات، بما فيها بل من أهمها وسائل الإعلام والدعاية، أعلنت شركة «غوغل» - إحدى أكبر محركات البحث في الانترنت - قبل بضعة أشهر أنها تخطط لإنقاذ مستخدميها من الدخول إلى «الأخبار الكاذبة».

وقد لوحظ انخفاض مستويات المرور العالمي للمواقع اليسارية والتقدمية والمناهضة للحرب ومنظمات الحقوق الديموقراطية في شكل كبير، وأكدت الشركة أنها ومن خلال التغيير الذي أحدثته، ستسيطر أكثر لتحديد المحتوى «غير المقبول» («قاسيون» العدد 826 - سورية).

وذكر موقع «قاسيون» أن «غوغل» أعطت مشرف التحديثات، تعليمات بوضع علامة «تجارب مزعجة» للمستخدمين على الصفحات، ومن ضمنها تلك التي تقدم «نظريات المؤامرة»- هكذا - ولم توضح ما عنته بنظريات المؤامرة. وبهذا تكون «غوغل» قادرة في شكل فعال على إخفاء أو دفن أي محتوى تعارضه سياسياً، من خلال تلاعبها بتصنيفات نتائج البحث، وتستخدم هذه الأساليب التي تخدم اليمين المتطرف، لمنع المستخدمين من الاطلاع على وجهات نظر سياسية تصنفها بأنها غير مقبولة.

وقد تم استهداف موقع «اشتراكية العالم» بهذه الأساليب، ما سبب انخفاضاً كبيراً لعدد الزائرين تقدر نسبته بـ 70 في المئة، وواجه العديد من المستخدمين صعوبات عند استخدام مصطلحات مثل «الاشتراكية» أو «الاشتراكي» في محرك البحث العملاق، وادعت الشركة أنها تحمي القراء من «الأخبار المزيفة»، بينما رأى مشرفو هذه المواقع، أن ذلك تم لدوافع سياسية، حيث من المعروف علاقة «غوغل» الوطيدة مع الحكومة الأميركية ووكالات المخابرات، التي من مصلحتها منع الاطلاع على مواقع يسارية وتقدمية ومناهضة للحرب.

وذكر موقع «بلومبرغ نيوز» في 7 أغسطس المنصرم «أن غوغل تعمل في شكل مباشر مع صحيفتي واشنطن بوست ونيويورك تايمز، للقضاء على (الأخبار المزيفة)». كما أعلن موقع إخباري آخر «أن أعمال (غوغل) تشكل رقابة سياسية، وهي هجوم صارخ على حرية التعبير، وهي تستغل مركزها الاحتكاري لتقييد وصول الجمهور إلى مجموعة واسعة من الأخبار والتحليلات النقدية».

ويلاحظ بعض الزائرين لمجموعة من المواقع الإخبارية العربية، بأنها محجوبة من قبل شركات الانترنت في بلداننا، فمن الصعوبة على سبيل المثال الدخول من خلال هذه الشركات في الكويت على مواقع معينة، ينشر فيها كتاب عرب مرموقون مقالات وتحليلات نقدية، مساوية هذه المواقع مع المواقع الإباحية التي تمس القيم الأخلاقية للنشء، علماً بأن محرك «غوغل» لا يمنع هذه المواقع الإباحية، ولا المعلومات العلمية المغلوطة والمزيفة، فأي منع يحرك رغبة الزائر بالكشف والاطلاع.
عن الرأي الكويتية

اخر الأخبار