بالفيديو- عصفور: موقف فتح من الحراك المصري سيكون نقطة فاصلة في المشهد السياسي

تابعنا على:   02:14 2017-09-15

أمد/ القاهرة- متابعة: أكد الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور، أن القضية الفلسطينية الآن تمر بفترة، هي الأسوأ في تاريخها منذ سنوات، مشيرًا إلى الدور المصري الفعال والمُصر على المضي قدمًا من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية.

وحمّل عصفور خلال لقائه مع برنامج "العرب في أسبوع" عبر قناة "تن" الفضائية المصرية، الرئيس محمود عباس مسؤولية ما آلت إليه الأمور الأن في قطاع غزة، وما وصل إليه الوضع الفتحاوي في الوقت الراهن.

وقال عصفور في معرض حديثه عن المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" أنه ومنذ بداية الانقسام تحملت "حماس" وحدها الاتهامات بإفشال كل مساعي المصالحة، لكن الان وبعد ان أعطت حماس كل الصلاحيات لتكون مصر مفاوضًا عنها مع حركة فتح، فأصبح عباس الذي يقود حركة فتح، هو المتهم الأوحد بعرقلة المصالحة، فحماس أودعت اللجنة الإدارية لدى مصر، وإن رأت أن حل الانقسام في حلها فلتفعل ما تشاء".

وأوضح عصفور "أن عباس يتحمل المسؤولية عن عرقلة المصالحة لما له من سلطة، فهو صاحب القرار", مؤكدًا "أن عباس لا ينوي المصالحة فمن يطالب الاحتلال الاستمرار في حصار غزة، لن يدخل في مصالحة ولا تتوافر لديه النية لذلك، فالقاهرة أضحت أقرب للفلسطينيين من رام الله".

وأشار الكاتب السياسي، والوزير السابق حسن عصفور، إلى أن "فتح" قدمت لنظيرتها "حماس" خدمة لن تتكرر، فموقف عباس من المصالحة جعل حماس هي الأقرب للنداء المصري من "فتح عباس" وهي مفارقة لم يشهدها التاريخ السياسي منذ انطلاقة "فتح" في 1965.

وأضاف عصفور" مصر تصر على المضي قدمًا في المصالحة، وفتح ستتحمل المسؤولية عن استمرار أو وقوف مسيرتها، فعباس طيلة هذه السنين لم يفكر قط في اختبار نوايا "حماس" تجاه المصالحة، بل على العكس كانت السلطة دومًا ما تترك الحال السياسي الفلسطيني على هذه الحالة من التيه، خاصة في قطاع غزة، لما فيه من خدمة لبعض المصالح".

وعن المستفيد من الوضع الراهن في الحال السياسي الفلسطيني، قال عصفور "أن فتح عباس، والفصائل يتحملون تبعية ومسؤولية ما آلت إليه الامور الآن، فهناك حالة من الخنوع السياسي واضحة، والمواقف السلبية التي بدأ الاحتلال في استغلالها، بزيادة حجم الاستيطان والبؤر الاستيطانية، ومحاولاته المتواصلة لتهويد القدس، بشكل او بآخر وانشاء كيانية يهودية في الضفة.. وبرغم كل هذا لا نجد أثرًا واضحًا للمقاومة في أي من بقاع الأراضي الفلسطينية، عدا بضعة محافظات تخرج في مسيراتها الأسبوعية المناهضة للاحتلال".

وأضاف عصفور: " وبرغم كل هذا و إمعانًا في الخنوع، خرجت دولة فلسطين بالأمس، لسحب طلبها من عضوية منظمة السياحة العالمية"، مشيرًا إلى أن هذا لم يحدث إلا رضوخًا لرغبة القوة الأمريكية المسيطرة على قرارات عباس وتوجهاته.

 وأكد عصفور "أن أمريكا لا تريد المصالحة لذا فعباس يماطل بقدر المستطاع ليثبت الولاء العباسي للهيمنة الأمريكية"، وأضاف عصفور أن "القيادة الأمريكية إن أرادت حدوث المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس الآن فستتم المصالحة خلال 24 ساعة وبمساعي من عباس".

وتساءل عصفور" كيف تظنون أن عباس يسعى للمصالحة، وهو من يطلب من إسرائيل الحفاظ على حصار غزة، من يقطع رواتب آلاف الموظفين في قطاع غزة، من يقيل كل يوم موظفين، ويقطع أرزاقهم ... إن من يفعل مثل هذه الأمور لا يسعى للمصالحة".

وأمل عصفور أن يدرك عباس مدى قرب مصر من الكل الفلسطيني، والتي تختلف عن النظرة الأمريكية التي من الممكن ان تضحي به في أقرب وقت طالما أن هناك ما يخدم الرؤية الأمريكية والمشروع الأمريكي لا الرؤية الفلسطينية والمشروع الفلسطيني.

واضاف عصفور "منذ ان جاء عباس رئيسا وخياره هو الخيار الأمريكي, حيث فرضت عليه أمريكا اجراء الانتخابات و سحب تقرير جولدستون, وآخر الأملاءات الي أملتها الإدارة الأمريكية على عباس هي بالأمس والمتمثلة بسحب طلب عضوية فلسطين من منظمة السياحة العالمية".

في نهاية حديثه أكد عصفور، أن موقف حركة "فتح" مع مصر خلال هذه المرحلة، سيكون نقطة فاصلة في الحركة السياسية الفلسطينية، وقد يكون تحول تاريخي في المسار الفلسطيني العام, ولن تترك الأمور في الفراغ ، ووضع قطاع غزة قد يكون هو صاحب نقطة الفصل في تشكيل سياسي ببعد آخر، فخلال اليومين القادمين إما سيشارك الكل في تشكيل حالة سياسية فلسطينية جديدة وإما يخسر الجميع مسار التصحيح الذي بدأت القضية في الاتجاه نحوه .

اخر الأخبار