عصفور: حماس عبرت عن نضجها السياسي والدور المصري انتصار لفلسطين

تابعنا على:   18:12 2017-09-17

 أمد/القاهرة: قال الوزير الفلسطيني السابق والكاتب السياسي حسن عصفور اليوم الأحد، إن محاولة الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني، هذه المرة تبدو أكثر حسماً من سابقاتها، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يذهب نحو بناء أمل وطني ووضع أساس عملي لهدم جدر النكبة الثالثة التي يعيشها الفلسطينيون منذ عشرة سنوات.

وقال عصفور في مقالته اليومية التي ينشرها على موقع (أمد للإعلام) :" التطور الكبير والهام، هو الإصرار المصري أن لا ينتهي "شهر أيلول" حاملا خريفه السياسي، فكان "العناد الفرعوني" كي يكون بدء اعلان "الربيع الفلسطيني"، لرحلة جديدة من تاريخ الشعب والقضية الوطنية" في إشارة واضحة منه للدور المصري الكبير الذي أثمر عن إعلان حماس موافقتها بشكل واضح إزالة جميع العقبات أمام إتمام المصالحة الوطنية".

 ويضيف الوزير السابق :" التطور الجديد فيما كان، هو أن مصر لم تتصرف "إذهبا وقاتلا فنحن منتظرون خلاصكم"، بل تصرفت كما لم تتصرف من قبل، ان كانت هي الطرف الذي قاد المفاوضات "غير المباشرة" بين طرفي الانقسام، بدأت بلقاءات موسعة وشمولية مع وفد حركة حماس، ودفعتها لإصدار بيانها الأول الذي أعلنت "إستعداد الإتفاق والتنفيذ الفوري"، وتركت كل مطالب حركة فتح ورئيسها محمود عباس "وديعة في خزانة المخابرات المصرية"، ما أجبرها أن ترسل وفدها، وكانت حوارات بين فتح ومصر "نيابة عن حماس"، في سابقة هي الأولى في تاريخ العلاقات الوطنية، ان تنوب مصر تفاوضيا عن حركة كان "هواها ليس مصريا" حتى قبل أشهر معدودة".

فيما أكد عصفور إن العناد القومي المصري هذه المرة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني، جاء كدعم حقيقي للشعب الفلسطيني، وانتصاراً لقضيته العادلة، رغم كل العقبات والذرائع التي يضعها البعض الفلسطيني لتبقى عربة المصالحة متوقفة في منتصف الطريق ، فيقول :"رفضت مصر ومعها حماس، إعلان تلبية "شروط فتح وعباس" قبل القدوم، ونتيجة لمسار التفاوض مع المخابرات، وبعد ساعات من النقاش، إنتقلت المخابرات المصرية لتوجيه ضربة مميتة الى الإنقسام، بعد طلبها من حماس، إعلان بيانها المستجيب لشروط فتح وعباس الثلاثة، كـ"خطوة استباقية" من حماس كي تبدأ مصر الدور والمكانة التاريخية لرسم ملامح مرحلة جديدة".

 وشكر عصفور حركة حماس التي انطلقت هذه المرة من وطنية عالية المسار والمستوى لتذليل كافة العقبات أما المصالحة معبرة عن نضجها السياسي ونجاحها في كسب مصر الكبيرة بعروبتها وقوميتها، فيقول :"اعلان حماس الاستجابة لـ"شروط فتح وعباس"، يمثل تجسيدا لعمق "النقلة التاريخية" في العلاقة مع مصر، وتعبيرا عن "نضج سياسي" نحو صياغة حركة سياسية تتعمق في الداخل الوطني، بعيدا عن "غرور" او "عليائية سياسية"، اتسمت بها طوال سنوات، وبهذا الإعلان تكون حركة حماس هي المبادر لهدم جدر الانقسام، وسيكون لها قوة السبق في تجسيد المسوؤلية الوطنية للمستقبل الفلسطيني".

 مسترسلاً في بيان نضج حماس السياسي وتحولها الى الضفة الوطنية العالية :" بالتأكيد، يسجل لقيادة حماس الجديدة وعلى رأسها المناضل  الكبير اسماعيل هنية، والقائد"المفاجأة" يحيى السنوار، وكتيبة المكتب السياسي للحركة الذي قرروا أن يذهبوا لـ"الخيار الفلسطيني" عبر البوابة المصرية ترسيخا لما تمثله مصر حصنا وحضنا للقضية الفلسطينية، وإعلانا ببدء رحلة تكريس "صنع في فلسطين"..

حماس الجديدة، تستحق كل الشكر والتقدير، لنا أقدمت عليه من "خطوة تاريخية" ستكتب في ميزان حسناتها، وستطمس بها مرحلة من "عار سياسي" لحق بالقضية الوطنية".

 وأثنى السياسي الفلسطيني والكاتب عصفور على دور مصر المركزي والمحوري في انجاز اتفاق المصالحة الفلسطينية، بقوله :"شكرا مصر القيادة والدور، لما كان من "صبر وعناد" أدار معركة البحث عن طريق لإنهاء الانقسام، رغم كل محاولات "تحالف الشيطان" الذي عمل كل ما يمكن عمله كي لا تنجح مصر، وبالتالي لا تنجح فلسطين..وشكرا لقوى "التفاهمات" التي كانت قطار رحلة إنهاء الانقسام بشكل مباشر وغير مباشر!".

ويؤكد عصفور على أن الخطوات التي اتخذتها حماس بقوة الدفع المصرية أزالت جميع العقبات أمام المسار التصالحي الفلسطيني ، ولم يعد أمام الرئيس محمود عباس أية من هذه الذرائع لكي يؤجل أو يسوف تطبيق بنود اتفاق المصالحة فيقول :"الآن، لم يعد أمام فتح ورئيسها عباس سوى الإعلان الرسمي بالإستجابة للدور المصري، والتقدير لموقف حماس، والبدء بالعمل فورا من أجل ارسال الحكومة القائمة كي تصبح حكومة في الضفة والقطاع، وتبدأ رحلة الممارسة كي يدرك المواطن صدق ما حدث"

 مطالباً بالوقت نفسه الكل الفلسطيني أن يبتعد عن ثقافة التشويش والتشكيك في المواقف الجادة التي صدرت عن حركة حماس ، فيقول :"بالتأكيد، ستخرج كثيرا من الأصوات لتضع كل "مبيقات الكون" فيما حدث، وتبدأ رحلة التشكيك، لكن المشهد اليوم لن يكون كما قبله، ولا خيار لفتح وعباس سوى الموافقة والاستجابة الفورية لذلك، ودونها تكون المسألة ليس "إستجابة لتنفيذ شروط مسبقة"..قبل الذهاب بعيدا فتح أمام ممر وحيد إجباري لا غيره هو أن توافق على ما صدر، وتعلن ترحيبها ببيان حماس، والذهاب لتنفيذ ما تم التوافق عليه مع مصر، الشقيقة الكبرى".

 محذرا عصفور من تفويت الفرصة، والتخلف عن اصطيادها لأن ذلك سيكون دخل الشعب الفلسطيني بمرحلة أكثر قتامة وتعقيداً من المرحلة السابقة فيقول :" أي خيار غير ذلك، ستكون الطامة الكبرى لها وليس لغيرها، ولكل حادث حديث".

 مكرراً طلبه لحركة فتح بضرورة التقاط الفرصة واتخاذ قرار الوحدة وإخراج الأمل الوطني للنور بقبولها المصالحة وإنهاء الانقسام فيقول عصفور :"الأمل أن تستجيب فتح اليوم لنداء الضمير الوطني، وتنهي رحلة التيه السياسي، وتفتح صفحة بناء وطني، استعدادا لمرحلة كفاحية غاية في التعقيد مع عدو يتصرف وكأن أصحاب القضية الفلسطينية دخلوا "شرنقة الموت السياسي"

 

اخر الأخبار