"حماس" تكسب فلسطين

تابعنا على:   12:16 2017-09-19

صادق ناشر

في موقفها الأخير، كسبت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إعجاب الشارع الفلسطيني الذي يدعو إلى إنهاء الانقسام، بعد سنوات من سيطرة الحركة على قطاع غزة والتعامل معه كإدارة مستقلة، حيث أعلنت أول من أمس عن حل اللجنة الإدارية للقطاع، والتي كانت بمثابة حكومة متكاملة، مطلقة العنان لعودة اللحمة الفلسطينية عبر ممارسة حكومة الوفاق التي يرأسها الحمد الله لعملها في غزة.
الموقف الجديد للحركة جاء بإعلان صدر الأحد من العاصمة المصرية القاهرة، التي كانت مسرحاً لمفاوضات شاقة بين الفلسطينيين، حيث من المقرر أن تلتئم مختلف الفصائل في اجتماع موسع من المقرر أن يبحث تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة عام 2011.
الأكثر من ذلك، أن الحركة أكدت موافقتها على إجراء انتخابات عامة واستعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة «فتح»، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الموقعة على الاتفاق، مشيرة إلى أن هذه القرارات تأتي استجابة للجهود المصرية، والتي جاءت تعبيراً عن الحرص المصري على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، إذ إن الاتفاق ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، إضافة إلى انتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
خطوة «حماس» أبهجت الشارعين الفلسطيني والعربي بشكل عام، فلطالما شكل الانقسام بين حركتي «فتح» و«حماس» هاجساً مقلقاً لهما، إذ ساهم في توسيع الهوة بين الفلسطينيين وأضعف قدرتهم على مقاومة «إسرائيل»، التي وجدت في الانقسام فرصة لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم في غزة وغيرها، كما شجع الانقسام الدولة العبرية على التعاطي بنوع من اللا مبالاة حيال الالتزامات التي يجب أن تنفذها بموجب قوانين الاحتلال.
لا شك أن تحديات كبيرة ستواجه الفلسطينيين في الفترة المقبلة، فقد خلف الانقسام خلال السنوات الماضية، الكثير من السلبيات في العلاقة بين الحكومة المركزية في رام الله وحكومة «حماس» في قطاع غزة، والأمر يتطلب إعادة ترتيب الأولويات، لعل من أبرزها قضية استيعاب موظفي حكومة «حماس» في القطاع، البالغ عددهم نحو 40 ألف موظف مدني وعسكري، في حكومة السلطة الموحدة، إضافة إلى ملف الأجهزة الأمنية، وهي قضايا اعتبرت من أهم المشاكل التي أدت إلى فشل المصالحة بين «فتح» و«حماس» مرات عدة.
ليس من المهم اليوم الحديث عن الأسباب التي أدت إلى عودة حركة «حماس» إلى الصف الفلسطيني الموحد، فهذه قضايا يجب عدم إثارتها اليوم، لكن من المهم ألا تكون الخطوة مجرد تكتيك لتجاوز الأوضاع التي تعيشها الحركة بسبب مواقفها السياسية ورؤيتها للأوضاع في فلسطين، لأن ذلك من شأنه أن يزيد اتساع الشرخ بين الفصائل السياسية المختلفة، ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
الخطوة التي أقدمت عليها «حماس» بحل حكومتها في قطاع غزة والالتحام بحكومة رام الله، تؤكد أن الفلسطينيين قادرون على صنع النجاح إذا ما توفرت الإرادة لفعل ذلك، وقد فعلتها «حماس»، وإذا كانت خسرت حكومتها وإدارتها لقطاع غزة، إلا أنها كسبت فلسطين ووحدتها.
عن الخليج الامارتية

اخر الأخبار