( الرمز أبا عمار غاضب وحزين )

تابعنا على:   21:52 2017-09-20

حازم عبدالله سلامة " أبو المعتصم"

بعد يوم شديد الارهاق والتعب والتفكير ، جلست علي السرير علني أنال قسطا من الراحة ، فغلبني النوم ، فغرقت بنوم عميق ، فزارني بالحلم من أحب ، كعادته بالزي الكاكي وبزته العسكرية القديمة المنهكة ، موشحا بكوفيته السمراء ترسم علي صدره خارطة فلسطين ، وعلي خاصرته يلمع مسدسه ،

كان حزينا غاضبا ، ينظر إليً بعينيه الجاحظتان ، وصرخ بي ماذا حدث لكم من بعدي ؟؟؟ ماذا جري للوطن ؟؟؟

فتلعثمت الكلمات في فمي ولم أعرف ما أجيب ، فطبطب علي كتفي وقال لي : أخبرني يا بني عن أحوالكم وأحوال الوطن من بعدي ،

 فنظرت إليه والحزن يمزقني ، وقلت له : يا سيدي يا رمزنا الخالد لقد باعونا ومن بعدك أضاعونا وظلمونا وظلموا الوطن ، قسموا الوطن أجزاء وتقاسموا دمنا كأننا قصعة تداعي عليها الأكلة من كل مكان ، أهانوا المناضلين وشتتوا شمل فتح وأرهقوها وأضعفوها فأضعفوا الوطن ،

حولوا المناضلين الي طابور من الجوعي والمظلومين ، حاربوا أبناءك بلقمة عيشهم وقوت أطفالهم ، حولوا لقمة العيش إلي سيف مسلط علي رقاب أبناءك الأحرار ،

سرقوا فتح يا سيدي وحولوها من حركة تحرر إلي شركة استثمارية لهم ولأبنائهم وأحفادهم وأزلامهم ،

وكثر الكرازيات وصاروا يتنافسون علي ذبح الوطن وإذلال شعبك يا سيدي ،

من بعدك أتاهوا البوصلة وبدلوا وغيروا كل القيم والمفاهيم ، ولحتي الآن يا رمزنا الخالد لم يكشفوا عن قاتلك وصمتوا وتكتموا ولم يثأروا لروحك الطاهرة ،

وأقصوا المناضلين وهمشوا غزة حبيبتك واضطهدوا أحباءك الفتحاويين ، توددوا لخصوم فتح وسلموهم غزة ليتحكموا بها ووقفوا يتفرجون علي ذبح فتح بغزة ، وتركوا الاحتلال يبني المستعمرات والجدار ويلتهم الارض الفلسطينية بأريحية تامة دون أي رد ،

 فجأة انتفض من مكانه واقفا وصرخ بغضب شديد ، ما الذي حدث لكم ؟؟؟ كيف هانت عليكم فتح ؟؟؟ كيف صمتم علي هؤلاء الفاسدين وأتباعهم ؟؟؟

فقلت له بخجل : اهدأ يا سيدي فشعبك لم يصمت ولن يستسلم ، شعبك يا سيدي تعرض لكل أنواع وأصناف العذاب والمؤامرة ، وأرهقوه واشتغلوا عليه بالدسائس والمؤامرات والتجويع وأشغلوه في بعضه البعض ، واشتروا النخب والكتاب والمثقفين بالمال وحولوهم لموظفين وأبواق تسحج لهم ، وسلموا قرارهم للدول المارقة وسمحوا لها بالتدخل بشئوننا ، وصار الوطن كبيارة دون سياج ،

نظر نظرة غضب وحزن والدمع أغرق عيونه ، وذهب فلحقت به ، وقلت له : إنتظر يا سيدي وعد إلينا فنحن بحاجة اليك ،

إلتفت اليً وصرخ لو عدت في هذا الزمن الموبوء فسيقتلونني ثانية يا بني ، فدعوني أذهب إلي مرقدي الطاهر ، واطمئنوا وثقوا تماما أن الحق دوما ينتصر وأن الظلم حتما إلي زوال ،

أعانكم الله يا شعبي ، أعانكم الله ، واثق أنني تركت خلفي رجال لا ولن تقبل الظلم ، وحتما ستنتهي هذه الحقبة السوداء من التاريخ ، وسينتهي زمن الكرازيات ، ففي شعبي ثورة تلتهب حتما ستنطلق من جديد لتعيد للأرض كرامتها ولشعبي شموخه ، إن فيها قوما جبارين ، وسيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس ، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون ،

ومشي مغادرا المكان ، فاستيقظت وأنا أناديه لا تتركنا ، لا تتركنا وعد الينا يا رمزنا الخالد ،

ولكن دون جدوى ، فإنه حلم ، فبكيت علي حالنا ، فليته لم يكن حلم ، ليتك تعود إلينا يا سيدي ورمزنا الخالد أبا عمار ،

اخر الأخبار