في الذكرى ال35 لمذبحة صبرا وشاتيلا.. مركز الحوراني ينظم ندوة "صبرا وشاتيلا - قراءة سياسية وقانونية"

تابعنا على:   01:34 2017-09-22

أمد/غزة: نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ندوة سياسية في الذكرى ال35 لمذبحة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الكتائب اللبنانية بمساندة القوات الإسرائيلية في بيروت الغربية على مدار ثلاثة أيام 16- 19 سبتمبر عام 1982، وكانت الندوة بعنوان "صبرا وشاتيلا .. قراءة سياسية وقانونية"، بحضور نخبة متميزة من الكتاب والأدباء والمهتمين بالشأن السياسي.

افتتح الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق الندوة بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ومرحبا بالحضور وبالمتحدثين المناضل وليد العوض عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني واحد الشهود على مذبحة صبرا وشاتيلا، وبالمحامي عصام يونس رئيس مركز الميزان لحقوق الانسان، وبالشاعر رحاب كنعان ابنة مخيم شاتيلا.

وأكد مدير عام مركز الحوراني في بداية حديثه على دعم ومساندة الرئيس محمود عباس الذي سيقف اليوم على منبر الأمم المتحدة لكي ينتزع حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال، كما بارك اتفاق المصالحة الذي تم في القاهرة وتمنى تطبيق ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع لكي ينتهي الانقسام وتتحقق وحدة الشعب الفلسطيني.

وحول المذبحة قال الباحث ناهض زقوت إن مذبحة صبرا وشاتيلا هي واحدة من عشرات المذابح التي ارتكبتها إسرائيل منذ عام 1948 وحتى اليوم فما زال القتل مستمرا ضد أبناء شعبنا، وقد قال أحد الصحفيين حينما شاهد المذبحة  إن مذبحة صبرا وشاتيلا هي أبشع مذبحة ارتكبت منذ الحرب العالمية الثانية. وأضاف زقوت انه لا يوجد إلى اليوم إحصائية رسمية حول عدد الشهداء الذين سقطوا في المذبحة إنما هناك إحصائيات قام بها باحثون وأشار إلى أن العدد يتراوح ما بين 3000 إلى 3500 شهيد من جنسيات مختلفة فلم تقتصر على الفلسطينيين وأن كانوا العدد الأكبر.

وتحدث المناضل وليد العوض مؤكد انه ما زال منذ 35 عاما يعيش لحظات المأساة والألم، ويحاول قدر الإمكان أمام الصحفيين التهرب من تلك الوقائع عند سؤاله عن مذبحة صبرا وشاتيلا، ويرى العوض أن المذبحة جاءت تتويجا لسلسلة من العمليات العسكرية قامت بها إسرائيل ضد الثورة الفلسطينية في لبنان كان هدفها قص أظافر قوات الثورة.

يشير العوض أن الواقع السياسي قبل ثلاثة عقود ونصف ليس كما نراه اليوم فقد كنت منظمة التحرير وقواتها في أوج قوتها وتبسط نفوذها على ثلثي الأراضي اللبنانية، وكانت صواريخ ومدافع المقاومة تدك حيفا وعكا قبل أن يفكر الآخرون في دكها. ويضيف أن هذا الواقع اثبت للإسرائيليين والأمريكان أن منظمة التحرير وقواتها المسلحة تشكل عنصرا استراتيجيا على مستوى المنطقة والعالم في أي تسوية قادمة، لذلك بدأ البحث عن آلية ليس لقص الأظافر فقط بل قطع الأيادي للثورة الفلسطينية، وبدأت بعملية ما عرف بسلامة الجليل التي استمرت 88 يوما قدم فيها المقاتل الفلسطيني نموذجا للصمود والتحدي والبطولة، لكن في المحصلة النهائية تدخلت عناصر مختلفة أفضت إلى اتفاق فليب حبيب وبموجبه خرجت قوات الثورة وقيادتها من بيروت. ويشير العوض أن الاتفاق كان ينص على عدم دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت وحماية المخيمات الفلسطينية، لكن إسرائيل استغلت مقتل بشير الجميل ودخلت بيروت بهدف استكمال الدور في تجفيف الينابيع التي ستعيد الثورة الفلسطينية إلى لبنان.

ويؤكد العوض أن القوات الإسرائيلية لم تقدم الدعم اللوجستي بل شاركت في المجزرة بسريتين من قواتها. وكان الهدف من المذبحة كما يقول العوض دفع الفلسطينيين للهجرة والقضاء على الروح الوطنية التي ما زالت في المخيمات، وفتح الطريق لاتفاق 17 أيار بين الدولة اللبنانية وإسرائيل، هذا الاتفاق الذي أسقطته القوى الوطنية اللبنانية، وقد استعادت قوات الثورة مكانتها في لبنان بعد سنوات.

ومن جانب آخر تحدث المحامي عصام يونس مؤكدا أن مذبحة صبرا وشاتيلا تأتي في سياق المجازر التي ارتكبتها إسرائيل منذ عام 1948 بحق الفلسطينيين سواء داخل الوطن أو خارجه، وتقرير لجنة كاهان التي تشكلت بعد المجزرة يؤكد بشكل واضح بان هناك مسؤولية إسرائيلية ولكنها مسؤولية شخصية يتحملها أفراد وليس الدولة. وتحمل المسؤولية آنذاك شارون ورفائيل ايتان بأنهم كانوا يعلمون وسمحوا بارتكاب المذبحة، وآخرون كانوا يعلمون ولكنهم لم يبلغوا، وآخرون علموا ولكنهم لم يفعلوا شيئا، في القانون الدولي من أمر أو نفذ أو حتى تغاضى عن الفعل هو في النهاية ينطبق عليه تفصيل مجرم الحرب.

ويشير المحامي يونس أن مسؤولية إسرائيل واضحة والمليشيات الأخرى سواء الكتائب اللبنانية أو غيرها رغم أنها لا تحمل صفة الدولة إلا أنها قائمة وموجودة. وقد حسم أمر الإدانة حين تقدمت السيدة سعاد سرور وبعض اللاجئين بشكوى قانونية إلى القضاء البلجيكي الذي عدل قانونه في عام 1993 بحيث أصبح بمكان أي شخص الادعاء على آخر بأنه مجرم حرب ويمكن للقضاء البلجيكي مقاضاته حتى لو هذه الجريمة لم ترتكب على الأراضي البلجيكية.

في مسألة التقاضي يرى المحامي يونس أن ثمة اختلال في بنية المجتمع الدولي في ما يتعلق بجانب الملاحقة الجنائية خاصة حينما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، نجد أن بلجيكا في اليوم التالي غيرت قانونها فأصبح من المحذور على أي احد أن يقاضي شخص آخر ارتكب جريمة خارج بلجيكا، وكذلك فعلت دول أخري، ويضيف الولاية الجنائية متوفرة في كل القضايا التي يرفعها الفلسطينيون ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل يتم تغيير القوانين. لهذا يؤكد أنه لا يوجد محكمة دولية يمكن أن تحقق العدالة ما دام هناك اختلال في ميزان القوة.

وقدمت الشاعرة رحاب كنعان ابنة مخيم شاتيلا رؤيتها في المذبحة في كل المذابح التي ارتكبت ضد الفلسطينيين في لبنان من خلال كتابها الذي سجلته عن المذابح بعنوان "مجازر الفلسطينيين في لبنان". وبعدها ألقت قصيدة بعنوان "الشمس القتيلة" قالت فيها:

آه صبرا .. آه شاتيلا

يا زحمة الفجيعة

يا خوارا يذكر بذبح الفجر الغافي

يا جرحا لم تزل أشلاؤه مزروعة

اخر الأخبار