الرئيس :إنما للصبر حدود !!!

تابعنا على:   13:44 2017-09-22

نبيل البطراوي

كما كل عام صعد الكنعاني الواثق بربه وشعبه على المنبر الأول في المعمورة ليجدد الصرخة ويضع الألم والأمل امام مندوبي البشرية جمعاء يذكرهم بأن هناك شعب مازال يعيش تحت الاحتلال العسكري منذ اكثر من نصف قرن ،فهل من نهاية لهذا الظلم ! وماذا ينقص شعب فلسطين لكي لا يكون كباقي شعوب الأرض حرا فوق أرضه وتحت شمسه .

وهنا ذكر الرئيس العالم بالتضحية التي قدمها شعبنا للعالم من أجل صنع السلام من خلال توقيع إتفاق أوسلو والذي تنازل فيه عن أكثر من 70%من مساحة فلسطين التاريخية وقبل بأن يعيش في دولة تكون في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية واعترف شعبنا بدولة إسرائيل، وقبل بمرحلة انتقالية خمس سنوات ،حيث يكون بعدها دولة فلسطينية ،وهنا وبعد تلك السنوات (1993_2017 )م اين نحن الان؟؟؟

اين الأمل الذي قدم شعبنا كل تلك التضحيات من أجله! وإلى اين تريد ان توصل إسرائيل شعبنا ،وهنا ذكر الرئيس إسرائيل ان الاعتراف بها لن يبقى قائم طالما لا تعترف إسرائيل بدولة فلسطين التي اعترفت بها (139 )دولة ويزيد .

نعم لقد ذكر الرئيس مندوبي دول العالم بأنه طالب العام الماضي ان يكون هذا العام (2017 )م عام إنهاء الإحتلال ولكن دولة الإحتلال أرادت ان يكون عام زيادة الاستيطان لتهويد القدس وهدم البيوت وقتل الأطفال. وهنا فرق بين إرادة الأمل وإرادة القهر والظلم والاحتلال وخاصة حينما تحمي قوى عظمى إرادة الاحتلال وتكون الحامي والمدافع عن إرادته في المحافل الدولية.

قد بعث سيد الكلمة عدة رسائل بين ثنايا السطور لمن يدعون انهم يحاربون الإرهاب بأن الإحتلال هو الإرهاب الأقوى فهو ارهاب دولة وإرهاب حكومة يتعامل معها العالم ،فهل يعقل ان تكون حكومة الإحتلال جزءا من محاربة فعل تمارسه !!!

وقد دلل الرئيس على العقلية الإرهابية التي تسكن حكام إسرائيل من خلال رفضهم المتوالي والمستمر لكل المبادرات العربية والدولية والفلسطينية ،ففي (2002 )م عرضت _57_دولة عربية وإسلامية مبادرة السلام العربية والتي تبنتها الأمم المتحدة والتي تنص على الانسحاب الكامل من الارض العربية مقابل السلام الكامل،كما رفضت إسرائيل خارطة الطريق في 2003م والمبادرة الفرنسية ودعوة بوتين ودعوة الصين

وبالطبع يكون نتاج كل دعوات السلام من قبل إسرائيل مزيدا من القتل ومصادرة الأراضي والاستيطان .

هنا تسائل الرئيس هل يصنع السلام من طرف واحد ؟؟؟ وهل تدمير عملية السلام سيكون لها نتائج كارثية على شعب واحد ؟

وهل فرض الحقائق الاحتلالية على الأرض والهاب المشاعر الدينية وحرف بوصلة الصراع سيؤثر على شعب واحد ،وهل هدم الأمل عند شعبنا سيؤثر على شعبنا فقط؟

وهنا وعلى الرغم من كل الظروف إلا أن شعبنا مازال مستمر في عملية البناء لمؤسسات الدولة العتيدة والتي طالب دول العالم التصويت لصالح رفع مكانتها في الأمم ألمتحدة .

جميعنا يعلم ان الرئيس عباس تجاوز الثمانين عاما من عمره وقد أعطى مشروع السلام والأمل ليصنع السلام زمن كثير على أمل ان يجد في الشعب والحكومات الإسرائيلية من يؤمن بهذا وقد دفع الكثير شعبنا من أجل صنع السلام ولكن يبدو ومن خلال الكلامات والاستفهامات والصمت حينا ،كانت تحمل الكثير ،

فماذا يعني الرئيس الموقع على أوسلو حينما يعيد استخدام مفهوم أرض فلسطين التاريخية وهذا يعني نسف فكرة الدولتين،ماذا يعني العودة للمجلس الوطني من أجل مراجعة المرحلة السياسية والتي لن يكون للمرحلة السابقة اي ضلال عليها اي قد تعود قيادة الشعب الى رفع شعار من النهر للبحر والعودة للكفاح المسلح كخيار وقد حمل العالم المسؤولية عما سيترتب ،و ماذا يعني رفض ان تكون سلطة بلا سلطة ،

بكل تأكيد يبدو ان الرئيس بدأ في وضع النهايات للمرحلة السابقة بشكل عام بعد كل الخذلان الذي لقيه من المجتمع الدولي وخاصة القوى العظمى والنظام العربي بشكل عام ودولة الاحتلال وقد ساهم انتصار شعبنا في القدس كتجربة نضالية رافضة لقرارات الاحتلال إعطاء الرئيس جرعة أمل نضالية بالجدوى التي ممكن ان تتحقق من خلال النضال السلمي ،

وهنا رددها كثيرا إلى متى !!! العبث الامريكي والانتظار ما يسمى صفقة القرن !إلى متى الصبر على النظام العربي الذي بات يندم على الايام التي لم يطبع بها مع الإحتلال بشكل علني ،إلى متى تستمر اللقاءات والزيارات للقادة العرب مع دولة الإحتلال، إلى متى يستمر خنق شعبنا وحصاره ونهب خيراته ،رمي الفتات تحت يافطة مساعدات ،

وأخيرا اقول لكل الوطنيين الأحرار ان أردتم التحرر الحقيقي لابد من الاصطفاف خلف سيادة الرئيس تتشابك الأيادي جميعا في مؤسسة وطنية جامعة (منظمة التحرير الفلسطينية ) شاملة تعيد صياغة المشروع الوطني على أسس لا تبقينا وقضيتنا رهينة للمحتل والقوى التي تدور في فلكه .

ان ترميم الوضع الوطني الداخلي وإعادة اللحمة بين ابناء الشعب الواحد و الاصطفاف من قبل الجميع خلف قيادة وطنية جامعة شاملة بين أطياف وقوى الشعب الفلسطيني وتبني سياسة وطنية ملزمة للجميع بحيث يكون أي قرار يتحمله الجميع من الأولويات التي يجب ان تبنى عليها السياسة الفلسطينية القادمة ،

وأخيرا كثر من لا يجيدون قراءة الرجال ولا يستطيعون تقديرهم حق تقدير ولكن الرئيس ابو مازن التاريخ سينصفه-- التاريخ سيشهد له انه رجل السياسة وانه رجل تمكن من حصار دولة الاحتلال بلا جيش وبلا طلقات نارية هو الرئيس ابو مازن --- حكومة الإحتلال تقر بان ابو مازن اخطر رجل واجهته اسرائيل كانت على حق في اعترافها-- ابو مازن كان الله معك -- انت من أعاد البوصلة الى الاتجاه الصحيح - وانت من قال لامريكيا اكثر من عشر مرات لا --- وقلتها لهم مرارا وتكرار حتى وصفوك وقالوا عنك العجوز الذي بلغ الثمانين من عمره ولا زال عنيدا --- جميعهم نسوا وتناسوا انك من بدأ المشوار مع الشهيد ياسر عرفات الذي رددها بصوت عال حينما ضاقت حلقاتها شهيدا شهيدا شه

###هل كفر الرئيس بالدعارة السياسية التي كان يمارسها سرا النظام العربي واليوم أصبحت على المكشوف .

###هل أيقن الرئيس أن ما تسمى بصفقة القرن تقوم على بعثرة القضية والحقوق الفلسطينية بين القبائل العربية .

اخر الأخبار