بدلا من مليونِ مُحاربْ (د. عز الدين أبو ميزر)

تابعنا على:   00:13 2017-10-08

رد علي قصيدة الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان :

( نحن بنات طارق )

قد يقولُ التّاريخُ للمهزومينَ واحسرتاهُ ولكنّه لا يغفرُ لهم .

قد يحدثُ مَرّهْ

أن يذرف دمعةَ حسرهْ

لكنّ كتابَ الدّهْرْ

لا يُغفلُ حادثةً أبداً ، لا يُسقطُ سطرْ

أو يقبلُ من مهزومٍ عُذرْ

أنْ يستُرُ عورهْ

أتمنّى يوماً لو ينسى أو يُخطيءُ مرّهْ

لكن هيهاتَ لهذا الأمرْ

أن يحدثَ مرّهْ

اتمنّى لو كلّ حزيرانٍ يُمحى من لوحِ الدّهرْ

ماذا لو يسقطُ شهرْ

من عمري الضّائعِ يسقط شهرْ

لكن هيهاتَ لهذا الأمرْ

أن يحدث مرّهْ

تتمنّى أُختٌ عربيّهْ

في لحظةِ يأسٍ عصبيّهْ

مليونَ محارب من فيتْنامْ

تقذفهم ريحٌ شرقيّهْ

فتمُدُّ نمارقْ

وتزفُّ لهم مليونَ ولودٍ قحطانيّهْ

أوّاهُ وآهٍ يا أُختاهْ

حتّى لو صار بحكمِ الممكنِ كل مُحالْ

فالحالُ سيبقى الحالْ

أبداً لن يختلفَ الحالْ

لن يخرجَ للنّورِ رجالْ

هل نسيت أختي العربيّهْ

أنّ الأخوالْ

ظلّوا أخوالْ

من جعلوا شاعرةً مثلي

في لحظة يأسٍ عصبيّهْ

تتمنّى تلكَ الأمنيّهْ

أبدا لن يصلحَ حالْ

وستبقى قصّةُ شعبي

كالجرحِ الغائرِ في قلبي

وستبقى رَحِمُ الآلامْ

تتقيّأُ أنصافَ رجالْ

ما دام العقلُ العربيُّ مطيّهْ

للجهلِ وللأوهامْ

بدلاً من مليون محاربْ

تقذفهم ريحٌ شرقيّهْ

فلْنَمضِ معاً في ذكرى نكبتنا السّوداءْ

نتحسّسُ بيتَ الدّاءْ

نزرعُ في الأرضِ العربيّهْ

مليون شُجيرةِ زيتونٍ ؛

تهزأُ بالرّيحِ وبالأنواءْ

نفتحُ أجفاناً مغلقةً

لا تعرف أنّ لِشمسِ العلمِ ضياءْ

ننفخُ في قلبِ الإنسانْ

روحَ الوحدةِ والحرّيّهْ

نبعثُ في الموتى من شعبي

مليون رجاءْ

اخر الأخبار