في ذكراك يا ماجد..زمنك لا زال حاضرا!

تابعنا على:   11:57 2017-10-09

أمد/ رام الله - خاص: قبل 36 عاما تمكنت الحركة الصهيونية وجهازها الأمني "الموساد" أن تصل الى ماجد ابو شرار إغتالته  في مدينة روما، في ضربة مثلت ضربة قاسية وسامة للحركة الوطنية الفلسطينية باختيارها رمزا لشخصية جسدت روح الوطنية عبر فكر ثوري إنحاز للشعب كافة ولفقراء الشعب خاصة..شخصية إختارت حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) إطارا والفكر الثوري اليساري منهجا وطريقا..

ماجد أبو شرار إسم كان فوق كل الألقاب التي حازها بعناد ثوري قل له مثلا في مسار الثورة..ماجد أبو سلام، أقرب الى الروح الغيافرية سلوكا وعشقا للوطن..كان ماجد مدرسة خاصة مميزة حازت توافقا وطنيا نادرا.. كان حاضرا حيث يجب أن يكون..

أن نتذكره فذلك ليس الحدث..أن نعرف قيمته الفكرية السياسية ذلك هو المطلوب، فهو كان لونا مختلفا في كل شي عن أقرانه حتى في عشقه للوطن والحياة..

سلاما لروحه  التي لا تغيب..

تذكير به لمن لم يعيش زمن ماجد

ولد ماجد محمد عبد القادر أبو شرار في قرية دورا قضاء الخليل في عام 1936، ترعرع وأنهى الإبتدائية في بلدته، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور، انتقل مع والده الى غزة في العام 1948، ثم درس ماجد المرحلة الثانوية في غزة، وفيها تبلورت معالم افكاره وتوجهاته الوطنية، ثم التحق في العام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية وتخرج منها عام 1958، ثم التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا من أجل الحفاظ على أملاكهم إلى قريتهم دورا.

عمل أبو شرار مدرساً في مدرسة "عي" قضاء الكرك في الأردن، ثم أصبح مديرا لها، وتعاقد مع ثري سعودي، فسافر إلى الدمام ليعمل محرراً في صحيفته اليومية "الأيام" سنة 1959، وكان في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية.

وفي عام 1962 التحق بحركة "فتح"، وتفرغ أبوشرار في صيف 1968 للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام، الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك كمال عدوان، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية ، ثم مديرا لمركز الإعلام، وبعد استشهاد كمال عدوان في العام 1973أصبح مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم اختياره أمينا لسر المجلس الثوري لحركة" فتح" في المؤتمر الثالث للحركة في العام 1971.

ساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام وهو الموقع الذي شغله في الفترة ما بين1973-1978.

أصبح عضواً في الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين منذ سنة 1972، كما كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي.

اختير في المؤتمر العام الرابع لحركة فتح في العام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة "فتح".

  وفي غزة درس ماجد المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958، حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قريتهم دورا قضاء الخليل/جنوب الضفة الغربية، بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة.

  لم تستطع سلطات أن تحتمل أفكار أبو شرار التي يجود بها قلمه، كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان، فدبّر له عملاء "الموساد" شراكاً قاتلة، ففي صبيحة يوم استشهاده انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما، أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها.

ونقل جثمان الشهيد إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء، وهكذا انتهت رحلة الجوال الذي انطلق من مدينته دورا الخليل، إلى غزة، لمصر الكنانة، ثم السعودية والأردن، وإلى دمشق وبيروت، ومنها عبر الآفاق إلى معظم عواصم العالم.

  الشهيد ماجد أبو شرار كان أبو الكوادر الثورية وله هدف واضح، ويرتبط برؤية منظمة واستراتيجية تنظيمية متطورة. وأبدع الشهيد أبو شرار في زرع الأفكار النضالية وكسب محبة الجميع، وحدد المؤيدين والمقاومين لفكره وهزم فكرة الانشقاق في بداياتها، وأعاد ببراعته رسم الاستنهاض والثورية الحركية في قالب رؤية مقنعة نشرت الثقة في كل من تعامل معه.. وفي إحدى قصصه 'الخبز المر" يقول: (ذات صباح لم يحضر أبو خميس إلى العمل.. علمت أن المرض بدأ ينتصر، وذهبت إلى بيته... نوبات السعال بدأت تخمد وتهدأ، جذوة الحياة في عينية تخبو رويدا رويدا، ونظرة مسكينة محملة بألف معنى تواجهني كلما نظرت إلى عينيه، وسهيلة وأمها والبنات ينتحبن بصوت خافت، وأغمض عينيه ورفع كفه المعروقة، وانتفض، وسقطت كفه على صدره وأسدلت الغطاء على الوجه الهارب من الحياة..)، هذا خاتمة الخبز المر بتوقيع الشهيد ماجد أبو شرار.

  في صيف 1968، تفرغ ماجد أبو شرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة فتح اليومية، ثم مديراً لمركز الإعلام، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولاً عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد، وكما اختاره إخوانه أميناً لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة.

  ماجد كفاءة إعلامية مميزة، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر"، كان قد نشرها تباعاً في مطلع الستينيات في مجلة "الأفق المقدسية"، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال.

اغتالته المخابرات الإسرائيلية صبيحة يوم 9-10-1981 بقنبلة وضعت تحت سريره في أحد فنادق روما حيث كان يشارك في مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونقل جثمانه الى بيروت حيث دفن في مقبرة الشهداء فيها.

اخر الأخبار