"اللوفر أبوظبي".. هدية الإمارات إلى تاريخ البشرية

تابعنا على:   13:18 2017-11-10

أمد/ أبو ظبي: أثناء سيرك فى متحف اللوفر أبوظبي، تنفتح قبة ضخمة من أعلى على فترات متفاوتة، فتدخل أشعة الشمس من خلال التصميم الفني الجذاب الذي تم به بناء السقف، والذي صممه الفنان المعماري، جان نوفيل.

وعندما يتم افتتاح متحف اللوفر أبوظبي للجمهور غدا السبت، سيكون أول متحف عالمي فى العالم العربي. وهدفه ليس إلا التعريف بتاريخ البشرية بطريقة جديدة.

إنه "استعارة عالمية للحوار بين الثقافات"، بحسب ما يصف مدير المتحف مانويل راباتيه، المبنى الذي لا يعتبر مجرد تصدير ثقافي غربي إلى الشرق الأوسط، ولكنه جسر بين الثقافات.

ويوجد أسفل السقف ذو التصميم الفني المبهر، أعمال فنية من جميع أنحاء العالم، فى عشرات المباني ذات الشكل المربع، والمتداخلة على طراز السوق العربية.

والأعمال ليست منفصلة عن بعضها بحسب منشأها، ولكن بدلا من ذلك، توجد الأعمال معا بحسب ما يجمعها من قواسم مشتركة. لذلك، ستضم بعض الغرف تماثيل يونانية إلى جانب منحوتات مصرية ضخمة. كما يُعرض إبريق عتيق من تركيا إلى جانب آخر من الصين وآنية للشرب من الهند.

وفيما يعتبر مشهدا نادرا بشكل خاص فى العالم العربي، يمكن رؤية التوراة إلى جانب القرآن والكتاب المقدس.

كما يهدف متحف اللوفر أبوظبي إلى التأكيد على القواسم المشتركة بين الثقافات والبشرية الحالية، بوصفها نتاج للكثير من التأثيرات. وفى محور هذه الفكرة، يتم عرض الفن العربي كجزء من المشهد الثقافي العالمي.

ويهدف النهج العالمي لمتحف اللوفر أبوظبي، إلى إظهار الإمارات العربية المتحدة كدولة تتبنى التسامح، وبالتالي تعارض الأفكار المتطرفة.

ومع ذلك، فلا يسمح بكل ما هو طبيعي تماما فى الغرب. فالعري، على سبيل المثال، ليس محظورا بصورة مطلقة، ولكنه ما زال أمرا حساسا.

وقد شكلت الفروق بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، تحديا فى إنشاء المتحف، بحسب ما يقوله مدير متحف اللوفر فى باريس، جان لوك مارتينيز، مضيفا أن "متحف اللوفر أبوظبي قد بدأ من الصفر، وفى غضون عشر سنوات كنا بحاجة إلى التغلب على الكثير من العقبات".

وربما كان هذا هو سبب تأجيل افتتاح المتحف لعدد من السنوات. وفى البداية، كان من المقرر أن يتم الانتهاء من اللوفر أبوظبي بعد خمس سنوات من الانتهاء من الاتفاق بين فرنسا ودولة الإمارات فى مارس من عام 2007.

ولكن لم يسفر الاتفاق عن شيء لسنوات. وتشمل بعض الأسباب التي ذكرت بشأن تأجيل الافتتاح، الخلافات الدبلوماسية والوقف المؤقت للتمويل.

وإلى جانب رغبة فرنسا فى أن تبرز فى الشرق الأوسط كدولة ثقافية، فقد كان المال هو العامل الحاسم فى النهاية. حيث حصلت فرنسا على مبلغ ضخم بفضل سمعتها العالمية: فقد دفعت أبوظبي نحو مليار يورو (16ر1 مليار دولار) مقابل الخبرة الفرنسية والأعمال الفنية المعارة، والاسم التجاري، "اللوفر"، الذي من الممكن أن يحمله المتحف من الآن ولمدة 30 عاما.

ويشمل المبلغ 300 عمل على سبيل الإعارة، سنويا، من مختلف متاحف باريس. وبالإضافة إلى متحف اللوفر، تشمل المعروضات أعمال من متاحف أورساي ومتحف رودان ومركز بومبيدو. وكنتيجة لذلك، يمكن الآن مشاهدة أعمال لليوناردو دا فينشي وفنسنت فان جوخ فى المتحف الجديد.

من ناحية أخرى، يعتبر الفنان المعماري نوفيل اللوفر أبوظبي تحفة فنية خاصة به، حتى إذا كان - بصفة خاصة - لا يعجبه الصرح الذي سوف يستقطب مليون زائر سنويا وسوف يصبح معلما سياحيا فى المدينة.

وبالنسبة للافتتاح الكبير، تم تركيب أضواء كبيرة حول قبة المتحف، التي يقول عنها المصمم نوفيل، إنها تذكره بكعكة عيد الميلاد. ويقول: "لم أضع هذه الاضواء هناك".

ويضيف: "ستظل هناك لمدة ثلاثة أيام، لغرض الافتتاح، وبعد ذلك سوف يبدو الشكل أفضل بكثير، ثقوا بي".

اخر الأخبار