أضواء على العلاقات العربية الإيرانية

تابعنا على:   00:05 2017-11-19

غازى فخرى مرار

فى هذه المرحلة التى تتصاعد فيها وتيرة الدعوة إلى الحرب ضد إيران وحزب الله والمقاومة العربية وتحاول إسرائيل جر عدد من الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الاخرى وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية فى حرب غير مستعدة لها بسبب إنشغالها فى مشاكلها الداخلية فى عهد الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة .
ومن الغريب ان تتحمس المملكة العربية السعودية لهذه الحرب معتبرة ان دولة الكيان الصهيونى ستكون الحليف الأساسى طالما تدق طبول الحرب منذ سنوات إثر توقيع افتفاق النووى بين إيران وامريكا وعدد من الدول الأوربية وتعلن دولة الكيان الصهيونى ان إيران وحزب الله يده الطويلة القادرة فى لبنان وسوريا هى العدو الأساسى التى تهدد الكيان الصهيونى ، سيما وقد قارب الجيش السورى على حسم المعركة ضد داعش كما حسمها الجيش العراقى على أرض الرافدين واعلن تطهيرالعراق من فلول الدواعش .
والسؤال الذي يرد فى هذه المرحلة هل لمصلحة امتنا العربية وهى منشغلة بهذا الكم من المعارك فى ساحاتها المختلفة ضد القوى المعادية لطموحات شعوبها ولأمنها تستخدمها القوى الإستعمارية لتقسيم هذه الأمة لمصلحة المن الصهيونى اولا ، أقول للقوى العربية التى بدلت الصراع العربى الصهيونى بصراع طائفى ( شيعى وسنى) أنكم فى دقة طبول الحرب إنما تستهدفون أمال هذه الأمة وطموحات شعوبها لمصالحها لاتفيدكم ولاتعود عليكم بالخير والتقدم لكنها ستستنزف مواردكم وتدمر ثرواتكم وثروات شعوبكم ومصالح أبنائكم .
أنتم تعلمون ان العدو الصهيونى لايرى فى هذه المرحلة عدوا له او مهددا لكيانه سوى الجمهورية الإيرانية وحلفائها من حزب الله والمقاومة الفلسطينية وسوريا ، وتعلن هذ المواقف على لسان قادتها وساستها وتعمل على جر امريكا للوقوف بجانبها وهى تدرك وهى لم تستطع فى الامس القريب الحاق الهزيمة بحزب الله فما بالها وهى تواجه إيران بصورايخها وقواتها البحرية والجوية والبرية ، إسرائيل تدرك كل ذلك وعملت جاهدة للتطبيع مع عدد م ن دول الخليج العربى مستغلة العداء للمذهب الشيعى والتى مع الأسف أقنعت الكثير من أبناء امتنا بتبنى العداء للدولة الإيرانية بشكل أساسى وحلفائها بشكل عام .
انا لا أقول ان إيران ليس لها مصالح إستراتيجية فى وطننا العربى كاى دولة كبيرة تحلم بالتوسع على حساب الأخرين ، ولكننى أنظر إلى الأمر من زاويتين الولى : أن التناقض الرئيسى بن أمتنا وبين العدو الصهيونى ،أما التناقض الثانوى فه بين امتنا وبين الطموح الإيرانى فى تحقيق اهداف على حساب هذه الامة ، ومن البديهى ان نقدم التناقض الساسى على التناقض الثانوى ، لأن هذا العدو الصهيونى لايخطط فقط لإقتلاع الوجود الفلسطينى والقضاء على الهوية العربية فى فلسطين ، وغنما يستهدف التوسع فى وطننا العربى ( من الفرت إلى النيل ) بما فى ذلك إحتلال دول الخليخ والسيطرة على ثرواته ومواقعه ،اما الأمر الأخر فأن امتنا وجماهيها الواعية بكل قواها الوطنية قادرة ان تقيم حوارا مع الجمهورية الإيارنية توضح فيه قلق هذه الأمة من الممارسات الإيرانية التى تتقاطع مع مصالح امتنا العربية وهو امر لايخدم كلا الطرفين فالمصلحة لشعبنا العربى والشعب الإيرانى أن نقف سويا ضد القوى المعادية لأمتنا وللأمم التى يستهدفها الإيتعمار والصهيونية ، فعدونا مشترك وطموحات شعبينا مبنية على المصالح المشتركة وليس على العداء الطائفى او المذهبى .
عن افتعال ازمة الحريرى والشكوك حول استقالته والتهديدات المتكررة من القادة السعوديين ضد إيران وحزب الله هى مقدمة نحو هذه الحرب ضد لبنان وشعبه وضد الامة العربية أنه تحالف استعمارى صهيونى طالما نبه له عبر تاريخه القائد العظيم جمال عبد الناصر يوم حدد اعداء هذه الأمة السابقة واللاحقة هم :الاستعمار والصهيونية والرجعية ، وكان هذه المقولة عبر تجربته التاريخية منذ قيام ثورة 23 يوليو إلى معارك قناة السويس وحرب 56 وحرب 67 ، رأينا كيف وقفت هذه القوة المعادية ضد الثورة وقائدها 
لن تقف الجماهير العربية مع هذا العدوان التى يستهدف أمتنا ولتعيد المملكة السعودية الظر فى موقفها وأين تتجه ولمصلحة من هذا التصعيد بعد ان خسرت كل معاركها فى سوريا والعراق وليبيا واليمن خسارة مادية وعسكرية ولم يتبقى من رصيدها المعنوى شى يدعو إلى الإحترام فى ظرف نحن احوج مانكون فيه إلى التضامن ووحدة الموقف لتحقيق اهداف هذه الأمة

اخر الأخبار