وتستمر امريكا في عدائها لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية

تابعنا على:   00:36 2017-11-20

غازي فخري مرار

لم استغرب خبر اغلاق مكتب العلاقات الفلسطينى الامريكى فى واشنطن , رغم كل التطبيل والتزمير للرئيس ترام وصفقة القرن وعلاقته الحميمه مع بعض الرؤساء العرب وحسن استقباله للرئيس ابو مازن . اطلت امريكا من جديد على ساحتنا ولم تكتفى بمواقفها المخجله ضد شعبنا وقضيتنا فى مجلس الامن واليونسكو وانضمام فلسطين لمنظمة الانتربول وصمتها على كل الجرائم فى حق شعبنا ومساندتها المنحازه للعدو الصهيونى ماديا وعسكريا , الى جانب ما تقوم به هذه الادارة الصهيو امريكيه ضد كل ما هو عربى وتكرس كل سياستها واموالها واسلحتها ضد امتنا وشعبنا العربى . وما زالت امريكا باداارتها ورئيسها تستخدم المنظمات الارهابية من الدواعش والنصره ضد امتنا فى سوريا ومصر وليبيا والعراق وتشرف مع اعوانها من الدول الرجعية العربية والكيان الصهيونى على تدريبهم وتسليحهم ومدهم بالاسلحة والاموال وتتامر على وحدة امتنا وتقدمها .

لقد حذرت فى كل كتاباتى ونبهت : ان العدو الرئيسى لامتنا هى الولايات المتحدة الامريكيه واكدت دائما للقيادة الفلسطينيه : لا تجعلوا خياركم الوحيد التفاوض والانتظار على عتبة امريكا وابواب الصهاينه , هؤلاء اعداؤنا واعداء قضيتنا والحلفاء الاستراتيجببن لا سرائيل . ابحثوا الخيارات الاخرى التى سارت على هديها الشعوب ووصلت الى تحرير اوطانها واستقلال شعوبها ’ طريق التفاوض لن توصلنا الى نيل حقوق ولا الى انهاء الاحتلال , خيارنا هو مقاومة كل الشعب الفلسطينى بمساندة امتنا العربيه وشعبنا العربى الذى ما زال يشكل العمق الاستراتيجى لنضالنا ومقاومتنا .

ونحن فى طريقنا اليوم الى القاهرة لاستكمال مشروعنا الوطنى وتحقيق الوحدة الوطنيه اساس مقاومتنا على طريق التحرير والعوده , نتوجه الى قلب الامة العربيه مصر وقد استجابت لارادة الشعب الفلسطينى واسهمت بشك فعال فى التحرك لانهاء الانقسام ووضع حد للتجاوزات الفصائلية التى اسهمت فى اعاقة حركتنا النضاليه وجففت ينابيع مقاومتنا وجعلت من ثقافة السلام بديلا عن الكفاح والمقاومه هذه الينابيع التى شرب منها ابناء الثورة الفلسطينية واستشهدوا فى سبيل الوطن والقضيه . على الاخوة الذاهبين الى القاهره ان ياخذوا الامور التاليه بعين الاعتبار .

اولا :- انهم ذاهبون لتحقيق الوحدة الوطنيه كخيار رئيسى للمقاومة وانهاء الاحتلال والخيارات الاخرى السياسية والتفاوضية خيارات ثانويه لا تحوز على كل الجهد والاهتمام ولتكن هذه الخيارات نحو اصدقاء وحلفء اخرين لشعبنا وقضيتنا . لنرسم خريطة جديدة فى علاقاتنا الدوليه وسنج الكثيرين من الاصدقاء الذين اهملناهم فى الماضى على حساب العلاقات الحميمة مع الادارة الامريكية وحلفائها الداعمين للعدو الصهيونى وامنه .لنتج نحو روسيا والصين واليابان وامريكا الاتينيه وسنلقى الاحضان الدافئة عند هؤلاء الاصدقاء . ولنتجه الى اصدقائنا فى الدول الاوروبية على مستوى بعض الحكومات والشعوب الذين يؤمنون بعدالة قضيتنا وحرية شعبنا ويقفون فى صفوف مقاطعة دولة الكيان الصهيوى فى الاقتصاد والعلوم وغيرها . حتى نصبح قوة فاعله مع هؤلاء علينا ان نعيد النظر فى كثير من كوادرنا التى تتقن العمل والحديث والتاثير فى كل هؤلاء ونخرج من قضية الولاء الى قضية الكفاءة ان اردنا نشاطا سياسيا مثمرا وفاعلا .

ثانيا :- بعد ان ننهى ما اتفقنا عليه فى اجتماع فصيلى فتح وحماس فى الجولة السابقه وبرمجة بقية الخطوات بمعاونة مصر دون تلكؤ او تاخير , ودون غوص فى التفاصيل المملة التى اخذت منا ما يزيد على احد عشر عاما منذ الانقلاب الحمساوى المشؤؤم , علينا ان نضع برنامج عمل وطنى يتناول اعادة قناتنا النضالية المقاومة : منظمة التحرير الفلسطينيه بكافة اجهزتها ومكوناتها من مجلس وطنى ومجلس مركزى ولجنة تنفيذية من الكوادر الشابة بعد ان نعطى شهادة تقدير للقيادات السابقه لتقضى ما بفى من العمر فى مراجعة اعمالها ووضع خبراتها فى خدمة القيادات الجديده . وما ينطبق على اعادة بناء منظمة التحرير ينطبق على فصائل العمل الفلسطينى لنخرج بهيكلية جديده قادرة على الاداء المقاوم لما فيه مصلحة الوطن والشعب . ولا ننتظر من الامريكان والصهاينة ان يتنازلوا عن حق من حقوقنا ولنتذكر دوما مقولة القائد الخالد جمال عبد الناصر : ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .

ثالثا :- علينا ان ننهى بقية الملفات دون حسابات الربح والخسارة , فشعبنا لا يقبل انصاف الحلول ويريد الحسم الموضوعى والشفاف دون ظلم او تعسف , لقد عانى شعبنا كثيرا فى الممارسات التى لم ابتعددت عن العدل والشفافيه فى الماضى وهو بحاجة الان الى سياسة تكافؤ الفرص ورفع الظلم واعطاء قضية اسر الشهداء والاسرى اهتماما متميزا بمثل ما اعطوا من اعمارهم لهذا الوطن . كونوا اوفياء لارواحهم وكونوا جادين فى تحرير الاسرى والعناية باسرهم وابنائهم .

لنبدا مرحلة جديده وتاريخا مشرقا يليق بوطننا ويفرض احترامنا على الاخرين ولن يتم هذا الا باعتماد برنامج وطنى مقاوم يضع تكلفة عاليه للعدو الصهيونى يفكر كل يوم فى مغادرة هذا الوطن يوم يرى مقاومة كل الشعب ومقاطعة كل الشعب وصمود كل الشعب فى الوطن ومساندته من اهلنا فى الشتات .

غازى فخرى مرار عضو المجلس الوطنى الفلسطيني.

اخر الأخبار