مكسب فلسطيني تجاهله الإعلام الرسمي تنفيذا لأمر أمريكي!

تابعنا على:   10:02 2017-12-05

كتب حسن عصفور/ رغم أهمية "النشاط الرسمي" الفلسطيني، خاصة مقر المقاطعة حيث مكتب الرئيس محمود عباس، لمواجهة قرار أمريكي حول القدس، إنتهى مفعوله الآن، بعدم توقيع ترامب على قرار النقل، لكن الاستخفاف بالتعامل مع "مكتسبات سياسية" للقضية الوطنية ليس جائزا ابدا..

يوم الاثنين 4 ديسمبر، أكد وزراء الاتصالات العرب دعمهم وتبنيهم لطلب فلسطين من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للاتصالات حتى تقديمها لمشروع القرار بهذا الشأن في الوقت الذي ترتئيه.

وشدد مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات - في ختام دورته العادية الـ21 على المستوى الوزاري، يوم الاثنين، في القاهرة برئاسة مصر - على أهمية مواصلة أمين عام الجامعة العربية جهوده ومتابعة اتصالاته مع الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات من أجل متابعة تنفيذ قرارات الاتحاد الخاصة بفلسطين، لما يمثله تعطيل تنفيذ هذه القرارات من خرق لحقوق الشعب الفلسطيني".

قرار عربي يمثل قيمة هامة نحو تكريس واقع سياسي خاص بدولة فلسطين، خطوة من الخطوات العملية في سياق المعركة الكبرى لتعزيز مكانة دولة فلسطين في المؤسسات الدولية، ويمثل باعتباره قرارا عربيا فرصة لنقله من قرار في "اروقة" الى حركة فعل في معترك كفاحي مختلف..

لكن،  المفاجأة - الصدمة، هو أن اعلام الرئيس محمود عباس بكل أشكاله ومكوناته، تجاهل كليا هذا "المكنسب السياسي الهام"، وكأنه "نبت شيطاني"، تجاهل لا يمكن تفسيره سوى أن مضمون القرار، المؤكد على ضرورة العمل نحو اكتساب فلسطين عضويتها في الاتحاد الدولي للإتصالات، لا يروق للرئيس عباس وفريقه الخاص..

بالتدقيق في حيثية ذلك، يمكن اعتبار الحديث حول ضرورة التوجه للإعتراف بعضوية دولة فلسطين في المؤسسات الدولية، لا يتلاءم مع الرغبة الرئاسية الفلسطينية، وقد يمثل "عامل تكدير سياسي" لها، ويكشف حقيقة ما توافقت عليه مع الإدارة الأمريكية بخصوص استمرار فتح مكتب منظمة التحرير عبر "قيود" اشارت لها الخارجية الأمريكية في حينه مع اعلان استمرار عمل المكتب، وهي القيود التي رفضت الرئاسة الفلسطينية وفريقها أي اشارة لها..

استغلال قضية القدس، رغم المعرفة المطلقة أنها ليس سوى مناورة سياسية، ترمي لخدمة أغراض تفاوضية وتمهيدا لعرض الصفقة الإقليمية الكبرى"، لتمرير "تنازلات جوهرية" دون ضجيج، يفضح ان الخنوع السياسي بات بلا حدود..

رفض اعلام السلطة رسميا نشر قرار يمثل انتصارا سياسيا لفلسطين، هو مؤشر حقيقي بأن "الشرعية الفلسطينية" لن تخوض أي معركة في سبيل تعزيز مكانة دولة فلسطين، وكل ما تعلنه بين حين وآخر حول الطلب بالاعتراف بها ديبلوماسيا ليس سوى قناع لتمرير الحقيقة التنازلية، بعدم الانضمام للمؤسسات الدولية، استجابة للقرار الأمريكيأو بالأدق الأمر الأمريكي..

نعم، قرار الجامعة العربية الداعي لدعم فلسطين في الحصول على عضويتها كاملة في الاتحاد الدولي أسقط قناع الخديعة السياسية في سلوك وممارسات "الرسمية الفلسطينية"، وانها باتت شريكا في محاصرة تعزيز مكانة دولة فلسطين دوليا..

الفضيحة، أن وفد فلسطين الرسمي في الإجتماع العربي، هو من كتب القرار من ألفه الى إياه، لم يتم تعديل أي بند من بندوه على اساس أنه تضامن عربي مطلق مع قرار فلسطيني لتعزيز مكانة دولة فلسطين في مواجهة دولة الكيان الاسرائيلي..

ربما يعتبر بعض سذج الحركة السياسية، ان قرار كهذا لا يمثل "نصرا"، لتبرير خنوعهم وذلهم السياسي أمام الطلب الأمريكي، لكن الحقيقة انه يمثل قوة فعل للرد على المخططات المعادية لحصاردولة فلسطين وعضويتها في المنظمات الدولية..

السؤال، هل لهذا الموقف الرسمي من تجاهل قرار سياسي لصالح دولة فلسطين علاقة بـ"صفقة الفساد الكبرى" الموقعة بين الرئيس عباس وشركة الاتصالات، أم انه استجابة مباشرة لأمر أمريكي - اسرائيلي بالامتناع عن السعي بإنضمام دولة فلسطين الى المؤسسات الدولية..ام أن هناك "عورات سياسية" مجهولة، ام كل ذلك مجتمعا..

ياسادة..المكتسبات السياسية ليس بيانا كاذبا وليست كلاما أجوفا بل هي فعل تنفيذي ضمن رؤية أشمل..قرار عربي يكشف زيف كل الإدعاءات الغاضبة حول القدس..

ولا زالت في خزينة الفضائح السياسية الكثير سيتم كشفها في قادم الأيام..

ملاحظة: مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح سيكون "نقطة فاصلة" سياسيا وعسكريا في معارك اليمن..صالح كان "الدجاجة الذهبية" للحوثيين وحلفهم الإيراني لازالة شبهة الطائفية!

تنويه خاص: لماذا يصر الرئيس عباس على تجاهل "المؤسسة الرسمية الوطنية" في معركة القدس..معقول يكون نسي أنه هناك لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير..ياآآآآآآآآآه لو كنت ناسي ..أفكرك!

اخر الأخبار