القدس بصدارة المشهد الإعلامي

تابعنا على:   18:32 2017-12-16

ماجدة زنداح

القدس عاصمة دولة فلسطين المحتلة .... التي يجري نهبها .... وتغيير معالمها .... والتلاعب بآثارها وحقيقة جذور تاريخها .... كما العبث بثقافتها وتراثها .... ومعالمها .... وما يجري من محاولات تهويد مقدساتها .... زعما بهيكل مزعوم لا أساس له .... ولا تاريخ يؤكده ....ولا حقوق أو قانون يسمح بالتلاعب والعبث لأجل صناعة تاريخ زائف .... وتزييف أثار لا وجود لها .
القدس ومنذ آلاف السنين ...وبكافة الأحداث التي جرت على أرضها ....والعديد من القوي التي حاولت غزوها واحتلالها .... وإركاع أهلها وشطبها .... لتغيير مجري تاريخها .... وأحقية أصحابها .
فشلوا جميعا ....بل كان الفشل حتمية تاريخية .... بحكم تاريخ أصبح بالصدارة ...ومشهد إعلامي عمل على توثيق الكثير ولا زال يعمل جاهدا ...ومراكز بحثية... وخبراء علم وتاريخ ودراسات إستراتيجية .... لا زالوا يبحثون ويدققون ويكتبون بآلاف الصفحات عن تاريخ هذه المدينة ...وأهلها .
الفشل حتمية تاريخية بحكم قدسية القدس .... والتي لها رب يحميها .... ويحافظ عليها ... ويعزز من مكانتها ..... كما أصحابها والمتعارف عليهم بشعب الجبارين الذي كرمهم الله بالرباط على أرضها ....والعيش بأكنافها ...والصلاة بمسجدها ..... كما الصلاة بكنيستها .... والتجول عبر أبوابها وأزقتها .... واشتمام رائحة عبق تاريخها .
القدس ما بين مرحلة وأخري .... تعود بقوة أكبر .. وبحضور فاعل ومؤثر يعيد للذاكرة.... مدلولاتها وأبعادها التاريخية الثقافية والإنسانية .... لأجيال متتالية ومتعاقبة ..... البعض منها شاهد القدس وعاش فيها ....والبعض الأخر سمع عنها .... وشاهدها على شاشات التلفزة .... وبالصور الفوتوغرافية .....وعبر الكتب التاريخية ....والخرائط الجغرافية ....وهناك من زارها لبعض الوقت ولعدة ساعات ....ليصلي بمسجدها الأقصى ..... وكنيسة القيامة .... وهناك من استشهدوا لأجلها وحولها.... ولأجل حريتها ..... وقدسيتها ... وطهارة أرضها .... وليس أخرهم الشهيد ابراهيم ابو ثريا .....شابا بلا ساقين .... ليس له أقدام يقف عليها .... كما ليس له أقدام تمكنه من تجاوز الأخطار المحدقة به ...... والمحافظة على حياته ..... شابا فقد ساقيه ..... ولم يبالي بفقدان روحه الطاهرة لأجل القدس وفلسطين ..... وحريتها .
لأجل حرية ينشدها .... ووطن يأمل بعودته .... وظروف يتمني لها أن تتحقق ليعيش بكرامة انسانية ..... أحلام وتمنيات كانت تحرك هذا الشاب ..... الفاقد لساقيه ....لكنه المالك لبصيرة ثاقبة ....ورؤية شاملة ....ومشاعر وطنية جياشة .... ربما يفتقدها الكثيرون. 
هذا الشاب الشهيد بحالته الجسدية ...وبظروف استشهاده .... والتي لم تكن تشكل خطرا على عدو مجرم .....بل كل ما فعله هذا الشاب الشهيد ....أن رفع شارة النصر بيد ....وعلم فلسطين باليد الاخري ....وعلى أكثر تقدير رفع صوته مطالبا بحرية وطنه .... كما الآلاف وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والاسري الذين سقطوا من أجل القدس وفلسطين وحرية شعبهم .
لكل شهيد قصة ..... كما لكل جريح قصة ....كما لكل أسير قصة .... ولكل قصة فصولها ...تواريخها ....أحداثها .....لكل قصة بطل عظيم .... يقف ورائها .... وانسان أراد أن يوصل رسالته بكلمات بسيطة ومبسطة وبمفردات لا تحمل عناوين جاذبة ....و معاني ضخمة .....والتي لا تحتاج الي تفكير وتحليل عميق ....من شدة بساطتها ..... وعفويتها ....ومطالبها التي تبدأ بالحرية ...... وأخرها الانسانية ..... وما بينهما من كرامة وعدل ....كباقي البشر في هذا العالم .
ليس كثيرا ما كان يطالب به الشهيد ابراهيم أبو ثريا....وباقي الشهداء ....الذين سقطوا دون أن يشكلوا خطرا يتهدد المحتل الغاصب ..... لكنهم أرادوا أن يوصلوا رسالة فلسطينية ترفض الاحتلال .....كما ترفض الحصار ...كما ترفض قرار الرئيس الامريكي ترامب .... أن القدس عاصمة لدولة الكيان ...كما الرفض لنقل سفارة أمريكا الي القدس .
رسالة شعبية ..... من أطفال وشباب وفتيات ونساء ..... كل ما يطالبون به حريتهم ....وحياتهم الكريمة ..... وسيادتهم على أرضهم ...وداخل دولتهم ....وعاصمتها القدس
شعبنا الذي يخرج بعشرات الآلاف باتجاه المناطق الحدودية ....التي صنعها أعداء السلام والإنسانية ..... وأمام حواجز وموانع تم صناعتها ....بفعل عنصرية قاتلة للحياة .... لأجل الإغلاق علينا .... وخنقنا ...وتعذيبنا .... من خلال أسلاكهم الشائكة والكهربائية .... وباستخداماتهم لأسلحة القتل والقنص ...ومدافع الدبابات .
جيش جرار .... بكل أعداده وعتاده ومعداته ....يتواجد للقتل وممارسة العنصرية والارهاب .... وقتل الانسانية .... يتواجد لمواجهة أطفال فلسطين ..... صغارهم وشبابهم ....نسائهم وشيوخهم الذين يقفون بمواجهتهم بأجسادهم العارية .... وبما تمتلك أياديهم من حجر صغير ....لكنه كبير ومقدس ...وبعلم وطنهم ....وبألوانه المعروفة .... وبإشارة نصرهم .... وبهتافاتهم وصوتهم المدوي الذي يملأ السماء والارض والذي تتناقله شاشات التلفزة والإذاعات والمواقع الإخبارية الالكترونية ....والصحف الورقية .
انها الصورة والصوت ....والمشهد الإعلامي ....الذي يخرج من فلسطين ..... ومن خلال قدسها .... وشعبها ...بكافة المدن والشوراع والمخيمات ..... صورة وكلمة وشهيد تلو شهيد .... وجريح تلو جريح ...وأسير وراء أسير ....ولكل منهم حكاية وقصة عند سماعها ....بكل بساطتها وإنسانيتها .... وضميرها الحي .... عندها ستجد العيون تدمع ....والقلوب تحترق .... والأجساد تنهار أمام عظمة من يتصدون بصدورهم العارية ,,,,, وبطفولتهم البريئة .... من يواجهون الموت باشارة نصرهم ..... وبرفع علم وطنهم .
هذا المشهد الإعلامي .... الذي يجب أن تتناقله كافة وسائل الإعلام ..... بكافة قصصها ورواياتها ....منطلقاتها وإنسانيتها .... هي القصة الحقيقية لتاريخ شعب .....ولمشهد سياسي .... يجب أن يترجم من خلال مشهد إعلامي ....يعبر عن طموح شعب ....وأهدافه الوطنية والإنسانية
.... أمام قوة عنصرية إرهابية .....تستهين بموت الأطفال والشباب والشيوخ ...حتى انها وصلت بإرهابها وعنصريتها .....الي قتل من يجلس على كرسي مقعد .... لا يمتلك الا شارة نصره ..... ورفع علم وطنه .... وصوت نحبك يا قدس ....واليكي راجعين .

اخر الأخبار